أفادت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر صباح اليوم الجمعة، بأن مئات الآلاف من الفلسطينيين المُحاصرين في قطاع غزة ظلوا بشكل متزايد في شمال القطاع وسط ظروف مزرية، مُتحدين بذلك أوامر إسرائيل بسرعة الإخلاء والفرار إلى الجنوب.

واستشهدت الصحيفة على طرحها في هذا الشأن، بسرد قصة عائلة سيدة غزاوية تدعى روضة عكاوي حيث كانت ابنتها حاملاً في الأشهر الأخيرة عندما اندلعت الحرب في غزة، مما لم يترك للعائلة خيارًا سوى تجاهل تحذير إسرائيل للسكان في شمال القطاع الفلسطيني المحاصر بالإخلاء إلى الجنوب.

وذكرت الصحيفة (في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني قبل ساعات) أنه مع فرار أعداد كبيرة من القصف الإسرائيلي العنيف على شمال غزة، قررت أسرة عكاوي المكونة من 25 فردًا البقاء في مدينة غزة، ونقلت عن عكاوي (60 عاماً) قولها:" كانت ابنتي إسلام في نهاية حملها وكان بحاجة إلى ولادة قيصرية. وتفاقمت حالتها بسبب الخوف والقصف".

وأعقب القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي الذي استمر شهرًا، عملية برية نقلت القوات الإسرائيلية هذا الأسبوع إلى "قلب مدينة غزة"، شمال القطاع الساحلي، وهي مدينة يقطنها نحو 600 ألف نسمة وتعتبرها إسرائيل معقلا لفصائل المقاومة الفلسطينية وحركة حماس المسئولة عن الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر الماضي ضد إسرائيل.

وأبرزت الصحيفة أن أكثر من 50 ألف شخص انضموا هذا الأسبوع إلى حركة النزوح من شمال غزة إلى الجنوب، حيث فروا سيرا على الأقدام، بعد أن سمحت إسرائيل بمهلة مدتها أربع ساعات لتسهيل عملية الإخلاء.

وقالت إن مئات الآلاف من الأشخاص اليائسين على نحو متزايد ظلوا وسط ظروف مزرية. بعضهم كبير في السن أو مريض جدًا بحيث لا يستطيع المغادرة، أو يقوم برعاية الأسرة. فيما يخشى آخرون أن يقعوا ضحية لضربة إسرائيلية على الطريق المفتوح أو ليس لديهم مكان يقيمون فيه في الجنوب المكتظ أصلاً.

مع ذلك، أوضحت الصحيفة أنه لم يُعرف بعد عدد الذين بقوا لكن قدر الجيش الإسرائيلي العدد بمئات الآلاف، في حين قالت وزارة الداخلية التي تديرها حماس في غزة هذا الأسبوع إن ما لا يقل عن 900 ألف شخص ما زالوا شمال خط الإخلاء. وأولئك الذين بقوا لا يحصلون إلا على القليل من المياه النظيفة والكهرباء. وهم يعيشون في ظل التهديد المستمر بالموت بينما تقصف الغارات الجوية الإسرائيلية المدينة وتجوب الدبابات شوارعها. لا يوجد مكان يعتبر آمنا.

وتابعت "فاينانشيال تايمز" أن معظم المتاجر والمخابز في شمال غزة أغلقت أبوابها وأصبح الغذاء نادرا واضطرت المستشفيات إما إلى إغلاق أبوابها بسبب نقص الوقود والإمدادات أو لأنها مكتظة بالفعل وبالكاد تعمل في حين تقول وكالات الإغاثة إن القليل جداً من الإمدادات الإنسانية التي تتدفق عبر معبر رفح مع مصر وصلت إلى الشمال.

وأبرزت أن مئات الأشخاص اقتحموا يوم الثلاثاء الماضي مستودعًا في مدينة غزة كان جزءًا من أكبر مخبز في القطاع للحصول على المخزون المتبقي من الدقيق والزيت. واضطر المخبز إلى إغلاق أبوابه يوم الأحد بسبب انقطاع التيار الكهربائي بعد أن دمرت غارة جوية إسرائيلية الألواح الشمسية على سطحه.

وسردت الصحيفة أن العديد ممن بقوا، بما في ذلك عائلة عكاوي، انتقلوا بين منازل أقاربهم بحثًا عن الأمان أو لجأوا إلى المدارس التي تديرها الأمم المتحدة، أو في المستشفيات. وذهبت عائلة عكاوي في البداية للإقامة في منزل إبنتها إسلام، لكنها انتقلت للعيش مع ابنة أخرى عندما تعرض الحي لضربات جوية. انتقلوا مرة أخرى بعد ولادة الطفل ليكونوا أقرب إلى مستشفى الشفاء، وهي المنشأة الطبية الرئيسية في المدينة، لأنهم يعتقدون أن إسرائيل لن تستهدفه، أو أنهم سيحصلون على الأقل على إنذار مسبق إذا حدث ذلك.

لكن عكاوي قالت إنه في الليلة الأخيرة، سقطت "مئات الصواريخ" على المنطقة بعد أن قطعت إسرائيل الاتصالات. جلسنا في الممر نعانق أطفالنا وننظر إلى السقف وهو يهتز، وصرخ الأطفال ولم نتمكن من تهدئتهم.. تمنيت فقط أن يكون موتاً رحيماً وألا ندفن أحياء".

واقترب القتال من مستشفى الشفاء يوم أمس الخميس، وقد أوضحت إسرائيل أنها تنوي السيطرة على المستشفى، زاعمة أن حماس قامت ببناء مقر واسع أسفل المنشأة الطبية في حين نفت حماس ذلك، وقالت إن "ادعاءات إسرائيل الكاذبة إجرامية وخطيرة خاصة وأن آلاف النازحين يعيشون في المستشفى.

اقرأ أيضاً6 مليارات دولار عجزا في اقتصاد الاحتلال بسبب العدوان على غزة

الأمم المتحدة: لا مكان آمن في غزة.. ويجب إنهاء كل أشكال العقاب الجماعي

كتائب القسام تدمر دبابة للاحتلال شمال غرب غزة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فلسطين اخبار فلسطين قضية فلسطين فلسطين اليوم فلسطين عربية طفل فلسطيني إسرائيل وفلسطين فلسطين الان فلسطين مباشر اهل فلسطين فلسطين حرة انتصار فلسطين إلى الجنوب

إقرأ أيضاً:

نيوورك تايمز الهجوم بصاروخ من اليمن على إسرائيل أظهر القدرات العسكرية لليمنيين


وقالت صحيفة نيوورك تايمز "الهجوم بصاروخ من اليمن على إسرائيل "أظهر" الهجوم القدرات العسكرية لليمنيين، المتمركزين على بعد مئات الأميال من "إسرائيل" على الحافة الجنوبية لشبه الجزيرة العربية

وكانت القوات المسلحة اليمنية اعلنت امس تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت هدفاً عسكرياً للعدو الإسرائيلي في منطقة "يافا" في فلسطين المحتلة في إطار المرحلة الخامسة من التصعيد.

وأوضحت القوات المسلحة في بيان، أن القوة الصاروخية نفذت العمليةُ بصاروخ باليستي جديد فرط صوتي نجح بعون الله في الوصول إلى هدفه وأخفقت دفاعات العدو في اعتراضه والتصدي له.

وأشار البيان إلى أن الصاروخ قطع مسافةً تقدر بـ 2040 كيلو متراً في غضون 11 دقيقة ونصف الدقيقة، وتسبب في حالة من الخوف والهلع في أوساط الصهاينة، حيث توجه أكثر من مليوني صهيوني إلى الملاجئ وذلك لأول مرة في تاريخ العدو الإسرائيلي.

وذكر البيان أن هذه العمليةَ جاءت في إطار المرحلة الخامسة وتتويجاً لجهود أبطال القوة الصاروخية الذين بذلوا جهوداً جبارة في تطوير التقنية الصاروخية، مؤكداً أن عوائق الجغرافيا والعدوان الأمريكي البريطاني ومنظومات الرصد والتجسس والتصدي لن تمنع اليمن من تأدية واجبه الديني والأخلاقي والإنساني انتصاراً للشعب الفلسطيني.

وقال بيان القوات المسلحة :"على العدو الإسرائيلي أن يتوقع المزيد من الضربات والعمليات النوعية القادمة ونحن على أعتاب الذكرى الأولى لعملية السابع من أكتوبر المباركة، منها الرد على عدوانه الإجرامي على مدينة الحديدة، ومواصلة عمليات الإسناد للشعب الفلسطيني المظلوم".

 

مقالات مشابهة

  • تايمز أوف إسرائيل: ليس لدى إسرائيل خيارات جيدة بلبنان ما دامت في غزة
  • فاينانشيال تايمز: حزب الله يتعهد بالانتقام من إسرائيل بعد هجوم البيجر
  • "نيويورك تايمز" تكشف مفاجأة عن أجهزة "بيجر حزب الله": إسرائيل زرعت بها مادة متفجرة بجانب البطارية قبل وصولها إلى لبنان
  • نيويورك تايمز: إسرائيل فخخت أجهزة اتصال طلبها حزب الله من شركة تايوانية
  • فايننشال تايمز: كيف حوّل وزير الأمن الإسرائيلي الشرطة لخدمة أجندته لتصبح “ميليشيا بن غفير”
  • زيمبابوي تعتزم إعدام 200 فيل لإطعام سكان جائعين بسبب الجفاف
  • إذاعة فرنسا: حزب الله يغير مواقع جنوده في ظل التصعيد مع إسرائيل
  • مكتب نتنياهو: هدفنا إعادة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم بأمان
  • نيوورك تايمز الهجوم بصاروخ من اليمن على إسرائيل أظهر القدرات العسكرية لليمنيين
  • مقال بـ واشنطن بوست: الجوع يفترس سكان غزة مع تدهور الوضع الإنساني جراء القصف الإسرائيلي