هل أصبح المثلث الأحمر المقلوب رمزاً جديداً للمقاومة الفلسطينية؟.. إليك قصته
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
السومرية نيوز - دوليات
في الوقت الذي كان يتم فيه اعتبار كل من الكوفية، وألوان العلم الفلسطيني، والرسمة الكاريكاتيرية حنظلة، من بين أبرز وأشهر رموز المقاومة والنضال الفلسطيني، ظهر رمز جديد بعد عملية "طوفان الأقصى"، وهو المثلث الأحمر المقلوب. إذ أصبح الداعمون للقضية الفلسطينية، والرافضون لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، من جميع دول الوطن العربي يقومون بنشر هذا المثلث الأحمر المقلوب بشكل موسع عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، كطريقة جديدة من أجل التعبير عن رأيهم، دون التعرض للقيود التي تحد في بعض الأحيان من نشر صور وفيديوهات الدعم.
وهنا يمكن طرح عدة تساؤلات هي: ما قصة المثلث الأحمر؟ وما سبب انتشاره الواسع في وقت قياسي؟ وهل يمكن فعلاً أن يصبح مدرجاً في قائمة رموز المقاومة والنضال ضد الاحتلال؟
المثلث الأحمر المقلوب.. هكذا بدأت القصة
مع بداية عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة ضد الاحتلال الإسرائيلي، يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شرعت هيئة الإعلام العسكري لحماس بنشر فيديوهات خاصة بعمليات استهداف الدبابات والجرافات وناقلات الجنود، وأفراد من جيش دولة الاحتلال.
وكان القاسم المشترك بين كل هذه الفيديوهات، بعيداً عن عمليات استهداف العدو، هو المثلث الأحمر المقلوب الذي يحدد الهدف قبل قصفه، والذي يتم تضمينه داخل الفيديو عن طريق عملية التوضيب "المونتاج"، قبل نشره.
إلا أن هذا الرمز أصبح حديث نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير، بعد الفيديو الذي نشرته كتائب القسام، التي وثقت فيه عملياتها في استهداف دبابة من المنطقة صفر.
ثم زادت شعبيته بعد إعلان "أبو عبيدة" الناطق الرسمي باسم كتائب القسام، في أحد خطاباته، أنه تم تدمير 136 آلية عسكرية في المواجهات البرية التي شهدها قطاع غزة، منذ بداية "طوفان الأقصى"، الشيء الذي أدى إلى خروجها عن الخدمة.
هكذا انتشر المثلث الأحمر المقلوب عبر مواقع التواصل
نشر الإعلام العسكري لحماس مجموعة فيديوهات أخرى، وكانت كلها لها نفس الطابع، سواء من خلال طريقة التصوير، أو التوضيب الذي يعتمد المثلث الأحمر المقلوب لتحديد الهدف، الشيء الذي زاد من ترسيخ صورته في ذهن المتابعين ورواد مواقع التواصل.
إذ قام عدد كبير من النشطاء، من بينهم صناع محتوى، بنشر المثلث الأحمر المقلوب عبر خاصية "الستوري" على إنستغرام، باعتباره رمزاً للانتصار على المحتل، وشكلاً من أشكال التعبير عن النضال والدعم المستمر للقضية الفلسطينية.
فيما اعتمد آخرون دمجه في عدة تصميمات لصور مختلفة، تدعم القضية الفلسطينية، وتحث على وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ونشر الحقائق المتعلقة بالحرب الحالية، والتي راح ضحيتها أكثر من 10 آلاف مدني، من بينهم أطفال ونساء.
ومن بين التصميمات المنتشرة بشكل كبير عبر السوشيال ميديا تلك التي تربط بين المثلث الأحمر الخاص بتحديد الهدف، والمثلث الأحمر المتواجد في العلم الفلسطيني.
أو تلك التي تشير إلى تطور أشكال ورموز المقاومة، التي بدأت برمي الحجارة عن طريق المقلاع فترة الانتفاضة الأولى سنة 1987، وصولاً إلى المثلث الأحمر المقلوب سنة 2023.
تفاعلات النشطاء عبر السوشيال ميديا
انتشار صور وفيديوهات تنفيذ عمليات استهداف قوات الاحتلال من طرف فصائل المقاومة الفلسطينية جعل عدداً كبيراً من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي يؤكدون أن المثلث الأحمر المقلوب أصبح بالنسبة لهم رمزاً جديداً معتمداً من أجل التعبير عن رأيهم في القضية الفلسطينية، وإعلان دعمهم لسكان قطاع غزة، الذين يعيشون تحت القصف لأكثر من شهر متواصل.
إذ جاء في أحد التعليقات عبر فيسبوك: "إن شاء الله النصر قريب، المثلث ده بقى إشارة لفرحة سوف تشفي القلوب وحزننا على الأبرياء المسالمين".
فيما كتب آخر: "أقسم بالله بستنى أشوف الفيديوهات اللي فيها المثلث ده بفارغ الصبر، مثلث النصر والعزة والكرامة".
وجاء في تعليق ثالث على إنستغرام: "بعض الأشخاص وبعض البلدان يخافون المثلث الأحمر المقلوب كثيراً لسبب ما".
فيما قالت أخرى، عبر نفس المنصة، مشيرة إلى رمز آخر ظهر قبل فترة للتعبير عن النضال: "لما المثلث الأحمر انضم للبطيخ".
فيما جاء في تعليق آخر في نفس السياق: "في كل زاوية في المثلث حكاية، الزاوية الأولى تحكي عن الجهاد والزاوية الثانية عن النصر والزاوية الثالثة عن الاستشهاد، إنه لجهاد نصر أو استشهاد".
علاقة المثلث الأحمر بالعلم الفلسطيني
هناك من ربط المثلث الأحمر المقلوب بمثلث العلم الفلسطيني، إذ تمت الإشارة إلى أن اختياره لم يكن عبثياً من طرف الإعلام العسكري، وإنما كان عبارة عن رسالة مرتبطة بالرسالة التي يحملها العلم. ويشير المثلث الأحمر في علم فلسطين إلى دماء الشهداء، والتضحية والفداء للوطن، وهي القضية التي ما زال الفلسطينيون يؤمنون بها، ويناضلون من أجلها.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: العلم الفلسطینی مواقع التواصل قطاع غزة من بین
إقرأ أيضاً:
الزلزال السوري: ضربة قاصمة للمقاومة.. وانكفاء روسي وانتصار لتركيا واسرائيل
23 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: مع دخول المعارضة السورية المسلحة دمشق في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، تتغير ملامح الشرق الأوسط بسرعة مذهلة. هذه اللحظة الفاصلة تضع النظام الإقليمي أمام تحول جذري يعيد ترتيب المصالح والنفوذ في المنطقة، كما حدث عند سقوط جدار برلين أو العدوان الثلاثي على مصر.
إيران: الضربة القاصمة لمحور المقاومة
لطالما اعتبرت طهران دمشق حجر الأساس في نفوذها الإقليمي، وقد خسرت إيران بُنيتها العسكرية التي استثمرت فيها لعقود. انهيار النظام السوري أدى إلى انكشاف المحور الذي بناه الحرس الثوري لحماية مصالح إيران، وترك البرنامج النووي الإيراني في مهب الريح أمام تهديدات نتنياهو وإدارة ترامب العائدة. داخلياً، فإن حزب الله، الحليف الأبرز لإيران، فقد قدراته السياسية والعسكرية في لبنان، مما يفتح المشهد اللبناني أمام إعادة ترتيب التوازنات الداخلية لصالح القوى السنية واليمين المسيحي.
روسيا: بين التراجع والتكيف
بينما خسرت إيران معظم نفوذها، تسعى روسيا إلى الحفاظ على دورها في سوريا عبر التفاوض مع السلطة الجديدة لضمان بقاء قواعدها العسكرية. رغم ذلك، فإن هذا التحول يُضعف النفوذ الروسي الذي طالما كان مرتبطاً بحماية نظام الأسد، ما قد يُجبر موسكو على إعادة ترتيب أولوياتها الإقليمية مع التركيز على حربها في أوكرانيا والبحث عن بدائل لتعزيز وجودها العسكري في أفريقيا.
تركيا: المنتصر الحذر
تمثل أنقرة أبرز المستفيدين من سقوط الأسد، حيث تسعى لتعزيز نفوذها في سوريا عبر الجيش الوطني السوري وهيئة تحرير الشام. تركيا الآن في موقع يؤهلها لتوسيع حضورها في العراق ولبنان، خاصة مع تراجع النفوذ الإيراني. ورغم ذلك، تواجه أنقرة تحديات كبيرة، أبرزها التعامل مع الوجود الكردي في شمال شرق سوريا، ما قد يضعها في مواجهة مع واشنطن.
إسرائيل: بين الفرحة والقلق
فرحت إسرائيل بسقوط الأسد وخروج حزب الله وإيران من سوريا، لكنها تواجه تحديات متزايدة، منها تعاظم النفوذ التركي والرفض المتوقع من دمشق الجديدة للتوغل الإسرائيلي في الجولان. كما أن التغيرات التي أفرزتها أحداث المنطقة جعلت البيئة الإقليمية أكثر عدائية، ما يعقد الحسابات الأمنية الإسرائيلية ويضيف أعباء جديدة على جيش الاحتلال.
الولايات المتحدة: تعقيد إستراتيجي
سقوط الأسد يجعل إدارة ترامب أمام خيارات صعبة، حيث توازن بين رغبتها في الانسحاب من سوريا وضرورة حماية مصالحها في مواجهة النفوذ الروسي والإيراني. كما أن التحالف مع إسرائيل والوجود الكردي شرق الفرات يدفعان واشنطن للبقاء متيقظة تجاه التطورات السورية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts