السومرية نيوز - دوليات

في الوقت الذي كان يتم فيه اعتبار كل من الكوفية، وألوان العلم الفلسطيني، والرسمة الكاريكاتيرية حنظلة، من بين أبرز وأشهر رموز المقاومة والنضال الفلسطيني، ظهر رمز جديد بعد عملية "طوفان الأقصى"، وهو المثلث الأحمر المقلوب. إذ أصبح الداعمون للقضية الفلسطينية، والرافضون لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، من جميع دول الوطن العربي يقومون بنشر هذا المثلث الأحمر المقلوب بشكل موسع عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، كطريقة جديدة من أجل التعبير عن رأيهم، دون التعرض للقيود التي تحد في بعض الأحيان من نشر صور وفيديوهات الدعم.



وهنا يمكن طرح عدة تساؤلات هي: ما قصة المثلث الأحمر؟ وما سبب انتشاره الواسع في وقت قياسي؟ وهل يمكن فعلاً أن يصبح مدرجاً في قائمة رموز المقاومة والنضال ضد الاحتلال؟

المثلث الأحمر المقلوب.. هكذا بدأت القصة
مع بداية عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة ضد الاحتلال الإسرائيلي، يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شرعت هيئة الإعلام العسكري لحماس بنشر فيديوهات خاصة بعمليات استهداف الدبابات والجرافات وناقلات الجنود، وأفراد من جيش دولة الاحتلال.

وكان القاسم المشترك بين كل هذه الفيديوهات، بعيداً عن عمليات استهداف العدو، هو المثلث الأحمر المقلوب الذي يحدد الهدف قبل قصفه، والذي يتم تضمينه داخل الفيديو عن طريق عملية التوضيب "المونتاج"، قبل نشره.
  إلا أن هذا الرمز أصبح حديث نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير، بعد الفيديو الذي نشرته كتائب القسام، التي وثقت فيه عملياتها في استهداف دبابة من المنطقة صفر.

ثم زادت شعبيته بعد إعلان "أبو عبيدة" الناطق الرسمي باسم كتائب القسام، في أحد خطاباته، أنه تم تدمير 136 آلية عسكرية في المواجهات البرية التي شهدها قطاع غزة، منذ بداية "طوفان الأقصى"، الشيء الذي أدى إلى خروجها عن الخدمة.

هكذا انتشر المثلث الأحمر المقلوب عبر مواقع التواصل
نشر الإعلام العسكري لحماس مجموعة فيديوهات أخرى، وكانت كلها لها نفس الطابع، سواء من خلال طريقة التصوير، أو التوضيب الذي يعتمد المثلث الأحمر المقلوب لتحديد الهدف، الشيء الذي زاد من ترسيخ صورته في ذهن المتابعين ورواد مواقع التواصل.

إذ قام عدد كبير من النشطاء، من بينهم صناع محتوى، بنشر المثلث الأحمر المقلوب عبر خاصية "الستوري" على إنستغرام، باعتباره رمزاً للانتصار على المحتل، وشكلاً من أشكال التعبير عن النضال والدعم المستمر للقضية الفلسطينية.  
فيما اعتمد آخرون دمجه في عدة تصميمات لصور مختلفة، تدعم القضية الفلسطينية، وتحث على وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ونشر الحقائق المتعلقة بالحرب الحالية، والتي راح ضحيتها أكثر من 10 آلاف مدني، من بينهم أطفال ونساء.

ومن بين التصميمات المنتشرة بشكل كبير عبر السوشيال ميديا تلك التي تربط بين المثلث الأحمر الخاص بتحديد الهدف، والمثلث الأحمر المتواجد في العلم الفلسطيني.

أو تلك التي تشير إلى تطور أشكال ورموز المقاومة، التي بدأت برمي الحجارة عن طريق المقلاع فترة الانتفاضة الأولى سنة 1987، وصولاً إلى المثلث الأحمر المقلوب سنة 2023.

تفاعلات النشطاء عبر السوشيال ميديا
انتشار صور وفيديوهات تنفيذ عمليات استهداف قوات الاحتلال من طرف فصائل المقاومة الفلسطينية جعل عدداً كبيراً من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي يؤكدون أن المثلث الأحمر المقلوب أصبح بالنسبة لهم رمزاً جديداً معتمداً من أجل التعبير عن رأيهم في القضية الفلسطينية، وإعلان دعمهم لسكان قطاع غزة، الذين يعيشون تحت القصف لأكثر من شهر متواصل.

إذ جاء في أحد التعليقات عبر فيسبوك: "إن شاء الله النصر قريب، المثلث ده بقى إشارة لفرحة سوف تشفي القلوب وحزننا على الأبرياء المسالمين".

فيما كتب آخر: "أقسم بالله بستنى أشوف الفيديوهات اللي فيها المثلث ده بفارغ الصبر، مثلث النصر والعزة والكرامة".

وجاء في تعليق ثالث على إنستغرام: "بعض الأشخاص وبعض البلدان يخافون المثلث الأحمر المقلوب كثيراً لسبب ما".

فيما قالت أخرى، عبر نفس المنصة، مشيرة إلى رمز آخر ظهر قبل فترة للتعبير عن النضال: "لما المثلث الأحمر انضم للبطيخ".

فيما جاء في تعليق آخر في نفس السياق: "في كل زاوية في المثلث حكاية، الزاوية الأولى تحكي عن الجهاد والزاوية الثانية عن النصر والزاوية الثالثة عن الاستشهاد، إنه لجهاد نصر أو استشهاد".

علاقة المثلث الأحمر بالعلم الفلسطيني
هناك من ربط المثلث الأحمر المقلوب بمثلث العلم الفلسطيني، إذ تمت الإشارة إلى أن اختياره لم يكن عبثياً من طرف الإعلام العسكري، وإنما كان عبارة عن رسالة مرتبطة بالرسالة التي يحملها العلم. ويشير المثلث الأحمر في علم فلسطين إلى دماء الشهداء، والتضحية والفداء للوطن، وهي القضية التي ما زال الفلسطينيون يؤمنون بها، ويناضلون من أجلها.

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: العلم الفلسطینی مواقع التواصل قطاع غزة من بین

إقرأ أيضاً:

لماذا يكره الناس سماع أصواتهم في التسجيلات؟.. إليك الأسباب

نشرت مجلة "بوبيولار ساينس" تقريرًا تناول فيه ظاهرة كره الأشخاص لصوتهم عند سماعه في التسجيلات، مبينًا الفرق بين كيفية سماع الصوت عبر التوصيل الهوائي والتوصيل العظمي.

وفندت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، الأسباب الفيزيولوجية لهذه الظاهرة، مبينة أن إنتاج الصوت يبدأ من الحجاب الحاجز عندما يدفع الهواء من الرئتين، ثم يمر عبر الأحبال الصوتية بسرعات عالية، مما يجعلها تهتز مئات المرات في الثانية. وتنتج هذه الاهتزازات درجات صوتية تنتقل عبر الحلق، ثم تُشكّل بواسطة اللسان والفم لتُنتج الصوت. ويتم سماع الصوت من خلال توصيل هوائي وتوصيل عظمي.

وأضافت المجلة أن التوصيل الهوائي هو الطريقة التي نسمع بها معظم الأصوات، بما في ذلك التسجيلات الصوتية. وتنتقل الموجات الصوتية عبر الهواء إلى قناة الأذن، حيث تهتز طبلة الأذن وتنقل الاهتزازات إلى العظام الصغيرة في الأذن الوسطى. ثم تُرسل هذه الاهتزازات إلى القوقعة في الأذن الداخلية، حيث تتحول إلى إشارات كهربائية تُرسل إلى الدماغ. أما السمع عبر العظام، الذي نسمع من خلاله صوتنا في الوقت الحقيقي، فيتجاوز الأذن الوسطى ويحدث عندما تنتقل الاهتزازات الصوتية إلى القوقعة عبر عظام الجمجمة.


واعتبرت المجلة أن الشعور بالانزعاج عند سماع صوتك رغم أنه جزء منك يعد أمرًا غريبًا. ويعتقد علماء الأبحاث الذين درسوا هذه الظاهرة أن السبب في كراهية الشخص لصوته هو مزيج من الفيزيولوجيا التي تؤثر في كيفية إدراكنا لصوتنا في أعضاء السمع، بالإضافة إلى الضغوط النفسية والاجتماعية المرتبطة بكيفية تحدث الشخص.

وبينت المجلة أن الأبحاث أظهرت أن صوت الشخص عند التحدث، وهو ما يسمعه الآخرون عندما يتحدث، يؤثر في كيفية إدراكهم له. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى افتراضات حول السمات الاجتماعية التي يمتلكها الشخص أو يفتقر إليها، مثل الذكاء، والثروة، والمصداقية، والاتفاق، والاستقرار العاطفي، والكفاءة.

ونقلت المجلة عن الدكتور براين نويين، أخصائي جراحة الأنف والأذن والحنجرة والرأس والرقبة في مركز ستانفورد للرعاية الصحية:، قوله "أصواتنا هي الطريقة التي نعبر بها عن أنفسنا في جوهرنا والطريقة التي نقدم بها أنفسنا للعالم الخارجي".

قال نويين: "الرهانات مرتفعة حقًا. يمكن للناس أن يصدروا أحكامًا سريعة، وهم في الواقع يفعلون ذلك بشأن أصواتنا."

وأفادت المجلة أنه يمكن أن يكون هذا محبطًا بشكل خاص لبعض الأشخاص الذين هم من المتحولين جنسيًا أو غير الثنائيين والذين يشعرون أن صوتهم لا يتماشى مع هويتهم الجنسية، وفي هذه الحالات، يمكن أن يكون التوافق الصوتي مفيدًا.

ونقلت المجلة عن الدكتورة ليبي سميث، رئيسة قسم أمراض الحنجرة في جامعة بيتسبرغ ومديرة مركز الصوت والمجرى التنفسي والبلع في مستشفى جامعة بيتسبرغ، قولها: "المكون الرئيسي في ذلك هو العلاج الصوتي المتخصص المعزز للجنس. وفي بعض الأحيان، يتطلب الأمر إجراء عملية جراحية، ولكن غالبًا ما يمكن لإستراتيجيات يقدمها أخصائي النطق أن تساعد الشخص في تحديد كيفية تعديل ما يفعله في اختيار الكلمات والنبرة واختيار الإيقاع (لحن الكلام)، مما يساعدهم على تحقيق التوافق دون الحاجة إلى جراحة، وهو أمر جيد للغاية".


وأضافت المجلة أن المستخدمين المحترفين للأصوات - مثل الصحفيين، والرؤساء التنفيذيين، والسياسيين، والشخصيات الإعلامية، والمشاهير، أو المعلمين - يغيرون أصواتهم لسبب مختلف: من أجل تقديم أنفسهم بطريقة تخدم مصالحهم المهنية بأفضل شكل.

وقالت سميث: "ليس من غير المألوف أن يغير الناس أصواتهم لتلبية متطلبات العمل. فعلى سبيل المثال، الصحفيات والمذيعات غالبًا ما يخفضن طبقة الصوت قليلاً. وغالبًا ما يتم ذلك باستخدام تقنية تُسمى "اهتزاز الحنجرة"، لأن هناك اعتقادًا مجتمعيًا أن الأصوات منخفضة التردد تدل على السلطة. ونأمل أن نغير هذا كمجتمع، لكن هذه هي الحقيقة الحالية".

وأوضحت المجلة أنه يمكن تغيير طريقة نطق الصوت بعدة طرق، بما في ذلك عن طريق تعديل النفس أو الطريقة التي تدعم بها الصوت من الحجاب الحاجز إلى تغيير كيفية تشكيل الأصوات بالشفتين واللسان والحنك والأسنان للحصول على الصوت الذي يعجبك. 

واختتمت المجلة تقريرها بالإشارة إلى ما قاله نويين: "الكثير من الناس يمكنهم ويغيرون الطريقة التي ينتجون بها أصواتهم. إنه عضو مرن جدًا في أجسامنا. ويمكننا التكيف واستخدام التغذية الراجعة لتغيير الطريقة التي نؤدي بها وظائفنا الجسدية، بما في ذلك صوتنا."

مقالات مشابهة

  • ما السلاح الإسرائيلي السري الذي ضرب إيران؟.. إليك تفاصيله
  • إليك 5 أرقام مدهشة تكشف خبايا الكون الواسع
  • معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه العسكر
  • شاهد الشخص الذي قام باحراق “هايبر شملان” ومصيره بعد اكتشافه وخسائر الهايبر التي تجاوزت المليار
  • نيزك مريخي يكشف سرا جديدا.. كيف احتفظ الكوكب الأحمر بالماء منذ 742 مليون عام؟
  • لماذا يكره الناس سماع أصواتهم في التسجيلات؟.. إليك الأسباب
  • السينما الفلسطينية... مرآة للألم وأداة للمقاومة في وجه الاحتلال والصمت
  • فهد محمد.. ما قصته مع طائر الطاووس؟
  • برج الأسد حظك اليوم الخميس 21 نوفمبر.. دعم كبير في الطريق إليك
  • “الجيش” الذي أذهل أمريكا والغرب..!