العقيدة الإسرائيلية في غزة.. الانتقام والتدمير أولاً
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
بعد أيام قليلة من هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تحدث مسؤول عسكري إسرائيلي كبير عن الرد العسكري لبلاده.
وفي تحليل بـ "واشنطن بوست" الأمريكية، أشار الكاتب إيشان ثارور ، إلى أن المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، شددوا مراراً وتكراراً على الخطوات التي يتخذونها، لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين ويزعمون أنهم يضربون أهدافاً عسكرية فقط.
The punishing military doctrine that Israel may be following in Gaza https://t.co/KLX2O6I4WV
— ????BREAKING (@221Elite) November 10, 2023 عقيدة قديمةوذكر الكاتب أنه في الأيام الأخيرة، اتهم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري، حماس بنشر أصولها "بشكل ساخر" في المناطق المدنية، وبالقرب من البنية التحتية الحيوية، مثل المستشفيات، ولكن عندما تحدث في بداية الرد على الهجوم، كشف أن "التأكيد على انتقام الجيش الإسرائيلي، كان على الضرر وليس على الدقة".
وأوضح وجود كم كبير من التعليقات علىاستراتيجية إسرائيل ومسارها النهائي، في سعيها إلى إلغاء التهديد طويل الأمد الذي تشكله حماس في غزة.
وقال: "لكن يلوح في الأفق وراء ذلك، وهو ما يتضمنه تأكيد هاغاري أهمية الضرر أكثر من الدقة ،عقيدة عسكرية إسرائيلية قديمة العه،د يبدو أنها تلعب دوراً الآن". وأضاف "تبلور ما يسمى عقيدة الضاحية في أعقاب حرب 2006 المؤلمة بين إسرائيل وميليشيا حزب الله في لبنان". وتشير الضاحية إلى ضواحي بيروت الجنوبية حيث يحتفظ حزب الله بمعاقل التي قصفتها الطائرات الإسرائيلية بعد بداية الأعمال العدائية، عندما اختطفت جنديين إسرائيليين.
ولفت الكاتب إلى أن الهجوم فاجأ حزب الله، الذي لم تتوقع قيادته العليا أن ترى مقراتها تتحول إلى أنقاض، ولم تخطط لمثل هذا القصف المتواصل.
خطة إسرائيليةوأشار تحليل الصحيفة إلى أن العقيدة التي انبثقت عن الصراع، كانت الأكثر شهرة التي عبر عنها قائد الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت، لصحيفة إسرائيلية في 2008: "سنستخدم قوة غير متناسبة ضد كل قرية تطلق النار منها على إسرائيل، وسنتسبب في أضرار ودمار هائلين. من وجهة نظرنا، هذه قواعد عسكرية. هذا ليس اقتراحاً، هذه خطة موافق عليها بالفعل".
وفي الوقت نفسه تقريباً، كتب العقيد الإسرائيلي السابق غابرييل سيبوني، تقريراً تحت رعاية معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، قال فيه، إن "الرد الضروري على الاستفزازات المسلحة من لبنان، أو سوريا، أو غزة، كان عبارة عن ضربات غير متناسبة تهدف فقط إلى ضرب أهداف ثانوية. قدرة العدو على إطلاق الصواريخ أو غيرها من الهجمات، بل يجب أن يكون الهدف إلحاق أضرار دائمة، بغض النظر عن العواقب المدنية، للردع في المستقبل".
وأضاف "مع اندلاع الأعمال العدائية، سيحتاج جيش الدفاع الإسرائيلي إلى التصرف فوراً، وبشكل حاسم، وبقوة لا تتناسب مع تصرفات العدو والتهديد الذي يشكله"، وبيَن أن "مثل هذا الرد يهدف إلى إلحاق الضرر، وإنزال العقوبة إلى حد يتطلب عمليات إعادة إعمار طويلة، ومكلفة".
هجوم غير متناسبووفق الكاتب، بدا أن هذا المبدأ كان مطبقاً بين حماس في غزة وإسرائيل في نهاية 2008 وبداية 2009
وحدد تقرير لجنة الأمم المتحدة عن هذا الصراع، الذي شهد مقتل أكثر من 1400 فلسطيني وإسرائيلي، أن الحملة الإسرائيلية كانت "هجوماً غير متناسب متعمداً لمعاقبة وإذلال وإرهاب السكان المدنيين، وتقليل قدرتهم الاقتصادية المحلية بشكل جذري على العمل وإعالة أنفسهم، وإرغامهم على شعور متزايد بالتبعية والضعف".
وأفاد المراسلون العسكريون الإسرائيليون والمحللون الأمنيون، مراراً وتكراراً بأن عقيدة الضاحية كانت استراتيجية إسرائيل طوال الحرب في غزة ،في الصيف الماضي.
بين النكبة الثانية واحتمال الدولة https://t.co/g11kFEUvwA pic.twitter.com/e38KcRjSei
— 24.ae (@20fourMedia) November 10, 2023ولاحظ الباحث الفلسطيني الأمريكي رشيد الخالدي هذه العقيدة في خريف 2014، بعد حملة إسرائيلية أخرى خلفت أكثر من 1460 قتيلًا مدنياً، بينهم 500 طفل، وقال: "دعونا نكون صريحين، هذا في الواقع ليس عقيدة استراتيجية بقدر ما هو مخطط واضح للعقاب الجماعي، وجرائم حرب محتملة."
وأضاف "ليس مستغرباً أن نجد القليل من الإشارة إلى مبدأ الضاحية سواء في تصريحات السياسيين الأمريكيين، أو في تقارير الحرب من معظم وسائل الإعلام الأمريكية الرئيسية، التي ركزت على وصف تصرفات إسرائيل بدفاع عن النفس".
إجماع متشددوفي البيئة الحالية، دافع عن حق إسرائيل في الدفاع عن النفس بالفعل المشرعون والمعلقون في جميع أنحاء الغرب.
ويبدو أن هناك إجماعاً متشدداً في إسرائيل، على أن على جيشها أن يفعل كل ما يلزم لتحييد حماس، ولتحقيق هذه الغاية، دعا عدد من السياسيين الإسرائيليين إلى تدمير غزة، بشكل كامل، وإخلاء القطاع من سكانه، وإعادة احتلاله من إسرائيل.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
حماس تنشر قائمة بأبرز الانتهاكات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار
نشرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) -اليوم الاثنين- بيانا تضمن قائمة بأرز الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي وانتهت المرحلة الأولى منه أول أمس السبت.
واستعرض البيان الانتهاكات الإسرائيلية الميدانية والسياسية للاتفاق، وقالت الحركة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى بعد انتهاء المرحلة الأولى إلى استئناف العدوان على غزة في ظل الدعم الأميركي المعلن لتل أبيب.
وأشار البيان إلى أن سلوك إسرائيل خلال المرحلة الأولى يثبت أن حكومة نتنياهو كانت معنية بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار وسعت إلى ذلك.
كما قالت حركة حماس إن قرارات نتنياهو الأخيرة باعتماد مقترح المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف لتمديد المرحلة الأولى تأتي في هذا السياق، ووصفتها بأنها محاولة مفضوحة للتنصل من الاتفاق.
وشدد البيان على أن حركة حماس ملتزمة في المقابل بتنفيذ كافة بنود الاتفاق المتعلقة بها بدقة وبالمواعيد المحددة، وطالبت المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للعودة للاتفاق والانتقال للمرحلة الثانية منه، وحث الوسطاء على منع نتنياهو من تخريب الاتفاق، كما طالب بالضغط عليها لفتح المعابر والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية.
إعلانوفي ما يلي أبرز الخروقات الإسرائيلية التي استعرضها بيان حركة حماس:
ميدانيا:
قال البيان إن إسرائيل انتهكت اتفاق وقف إطلاق النار ميدانيا 962 مرة، مشيرا إلى أن ذلك شمل قصفا وتوغلات للآليات.
وأضاف البيان أن الاعتداءات الإسرائيلية خلال المرحلة الأولى أسفرت عن استشهاد 116 شخصا وإصابة 490 آخرين.
الإغاثة والبروتوكول الإنساني:
قالت حركة حماس إن إسرائيل لم تلتزم ببند إدخال 50 شاحنة وقود يوميا إلى قطاع غزة، حيث دخل خلال 42 يومًا فقط 978 شاحنة بمعدل 23 شاحنة يوميا.
وورد في بيان الحركة أن الاحتلال لم يسمح بدخول سوى 15 بيتا متنقلا من أصل 60 ألفا، إضافة لعدد محدود من الخيام.
كما لم تسمح إسرائيل بإدخال سوى 9 آليات ثقيلة في حين أن غزة بحاجة إلى ما لا يقل عن 500 آلية ثقيلة لرفع الركام واستخراج الجثث.
وجاء في البيان نفسه أن إسرائيل منعت إدخال مواد البناء والمعدات الطبية اللازمة لإعادة تأهيل المستشفيات.
الأسرى:
في ما يخص الأسرى، قالت حركة حماس إن إسرائيل تعمدت تأخير الإفراج عنهم في جميع المراحل، رغم أن الاتفاق ينص على الإفراج عنهم بعد ساعة واحدة من تسليم الإسرائيليين.
وأشار البيان إلى إجبار سلطات الاحتلال الأسرى على ارتداء ملابس تحمل دلالات نازية وعنصرية، فضلا عن تعرضهم للضرب والإهانة والتعذيب والتجويع حتى ساعة إطلاق سراحهم.
معبر رفح:
أشار البيان إلى استمرار إغلاق معبر رفح أمام المدنيين في الاتجاهين، ومنع استئناف حركة البضائع والتجارة من خلاله، وإعادة عشرات المسافرين من المرضى والجرحى بعد الاتفاق على سفرهم.
ممر فيلادلفيا:
أشار البيان إلى عدم انسحاب الاحتلال أو تقليص قواته في ممر فيلادلفيا على الحدود المصرية الفلسطينية.
الخروقات السياسية:
جاء في بيان حماس أن إسرائيل أخّرت بشكل متعمد بدء مفاوضات المرحلة الثانية، مشيرة إلى أن تل أبيب تطالب بالدخول في اتفاق جديد مخالف لكل ما تم الاتفاق عليه.
إعلان