عربي21:
2024-12-27@09:19:51 GMT

لا طائل من استجداء العرب

تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT

لا شك أن الأرواح التي أُزهقت تشكل جراحا عميقة في جسد الأمة ضمن جراح عديدة، تثقل كاهلها. ولكن، من واقع التجربة والمشاهدة، فإن مساعي التأثير أو الاستجداء لدى بعض العرب تبدو كمضيعة للوقت ولا طائل منها. هذا القول ليس تقليلا أو انتقاصا من قيمة أحد، بل هو انعكاس لحقيقة الأمور وتوصيف لواقع ثبتت بالتجربة صعوبة تغييره.



بعض الحكومات التي لا تستجيب لنبض شعوبها وتُغلق أذنيها عن مطالبهم وتستمر في حرمانهم من أبسط مقومات الحرية الإنسانية في التعبير والمطالبة بالعدل، والتي تُظهر حساسية مفرطة تجاه الإساءات اللفظية لرموزها، بينما تغض الطرف عمّا يجري حولها من مآسٍ إنسانية، تحتاج إلى مقاربة مختلفة. فهي لا تُثير الاستياء فقط، بل تعكس نقصا كبيرا في رؤيتهم الإنسانية والأخلاقية.

يقول تعالى: "كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَىٰ أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ".. فكلُّ إنسانٍ إذا رأى نفسَه قد استغنى فإنَّه يطغى ولا يبالي، إذا رأى أنَّه استغنى بالصحة أو المال أو السلطة. ولهؤلاء نقول "عسى الله يهديكم"، لأنهم أخفقوا في أن يكونوا السند الذي يعتمد عليه الناس. ومهما علت أصوات الشعوب العربية، فلا سبيل لها في التأثير المباشر على سياساتهم وقراراتهم.

ما العمل إذا؟

هناك جسور ممدودة بين الشعوب والسياسات في الدول الديمقراطية بأمريكا وأوروبا، التي تملك المقدرة على التأثير المباشر في قرارات دولهم.

نعم، لقد نجح اللوبي الصهيوني على مدى عقود في التأثير بشكل قوي على السياسة الخارجية الأمريكية وغيرها من الدول الأوروبية بالتبعية، ولكن مع تزايد الوعي الشعبي الغربي، بدأنا نشهد تغيرات لافتة.

هذا الزخم العاطفي المؤيد للحق الفلسطيني من منظور إنساني هو أحد الأمور التي لم تكن في الحسبان، لكنها تدعم انفتاح العالم على النضال في غزة، وهو ما قد يؤثر إيجابا على سياسات دولهم. فالشعوب هناك حية ومنفصلة عن سياسات حكوماتها المنحازة بشكل أعمى للكيان المحتل، ويمكن أن تكون هذه الشعوب قوة للتغيير إذا ما تمكنا من حشد تأييدها إلى جانبنا بشكل مؤسسي ومدروس، يركز على عدالة هذه القضية، وهو جانب قد يسهل تسويقه لهم لأن دعم الحقيقة أسهل من دعم الأكاذيب.

هذا هو المسار الذي يمكن أن يُثمر عن نتائج ملموسة لقضيتنا الفلسطينية وغيرها من القضايا التي تهمنا. وأؤمن من خبرة عملية بسيطة، بأننا إذا تمكنا من حشد هذه الشعوب إلى جانبنا، سنكون قادرين على إحداث تأثير لا يستهان به على القرارات الدولية، وبالتالي نؤثر وبشكل غير مباشر على بعض الخانعين في منطقتنا الذين سيجدون أنفسهم حينها مضطرين ومرغمين على اتخاذ مواقف تعبر عن إرادة شعوبهم العربية.

وقد يمنح ذلك آخرين الفرصة للتعبير عن دعمهم الحقيقي للقضية الفلسطينية، مستندين إلى التغيرات العالمية والضغط الشعبي الغربي كذريعة لتغيير مواقفهم التي طالما خضعت لأوامر القوى الكبرى وواشنطن تحديدا، فهناك من العرب من يؤمن بالحق الفلسطيني، ولكن خوفه على مصالحه الضيقة تجعله يمتنع عن اتخاذ القرارات السياسية اللازمة.

إنه طريق شاق ومضنٍ، لكن الإصرار يمكن أن يثمر عن تغيير حقيقي وملموس، فهناك بصيص نور نراه في عيون التفاعل الإنساني العفوي مع هذه القضية العادلة في ديمقراطيات كثيرة، وتحديدا في واشنطن، حيث يمتلك الشارع الحي المقدرة على التأثير المباشر في سياسات بلده. ويستطيع الشعب الأمريكي أن يُحدث تغييرا حقيقيا، حتى في ظل وجود جماعات الضغط الصهيونية. لكن لأمر الأساسي والمهم، هو وصول الحقائق إليهم، ليكونوا على وعي كامل، وليسوا في حالة من الجهل أو التضليل حول القضية الفلسطينية.

وختاما، ما زال الأمل قائما، وعلينا أن نستمر في العمل بلا كلل ولا ملل لنصرة الحق وإحقاق العدالة، فتسويق الحق الفلسطيني أسهل وأسرع من تسويق الكذب الإسرائيلي.. ولا عزاء لبعض العرب.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الغربي الفلسطيني فلسطين الغرب تضامن العالم العربي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

خالد حنفي: القطاع البحثي من أهم المعايير المستخدمة لقياس مدى تطور الشعوب

التقى الدكتور خالد حنفي أمين عام اتحاد الغرف العربية، مع أحمد أبوالغيط  أمين عام جامعة الدول العربية، في مقر الجامعة في القاهرة، وذلك بحضور السفير حسام زكي، الامين العام المساعد في جامعة الدول العربية 
 

وبمرافقة وفد من الجمعية العربية للبحوث الاقتصادية ضم: محمود محي الدين، رئيس مجلس إدارة الجمعية الوزير السابق ومدير صندوق النقد الدولي السابق ، والدكتور اشرف العربي وزير التخطيط والتعاون الدولي الأسبق في جمهورية مصر العربية امين عام الجمعية العربية للبحوث الاقتصادية ، والدكتورة سارة الجزار المستشارة الاقتصادية في اتحاد الغرف العربية وعميدة كلية النقل الدولي واللوجستيات في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.
 

قال الدكتور "خالد حنفى "أن العلاقات الوثيقة والتعاون البارز بين اتحاد الغرف العربية والجمعية العربية للبحوث الاقتصادية، من خلال تنظيم الفعاليات وعقد اللقاءات التشاورية بشكل دائم ومستمر، حيث يولي الاتحاد اهتماما بالغا وكبيرا بموضوع التطوير البحثي داخل الاتحاد. مشيرا الى أنه في إطار هذا التعاون الوثيق تشرّف اتحاد الغرف العربية باحتضان اجتماعات الجمعية العربية للبحوث الاقتصادية في مقره في بيروت عام ٢٠١٩، بحضور نخبة من أهم وأبرز الباحثين الاقتصاديين في العالم العربي.


ونوّه الامين العام الدكتور خالد حنفي إلى أن القطاع البحثي يعتبر من أهم المعايير المستخدمة لقياس مدى تطور الشعوب وذلك نظرا لمساهمته الفعالة في تطوير النسيج الصناعي وفي النهضة الاقتصادية والاجتماعية. كما ويعتبر من أهم المؤشرات المعتمدة في تقييم أداء المنظومة البحثية، هو عدد الأبحاث المنشورة والمصنفة دوليا إلى جانب نسبة الإنفاق على البحث العلمي من الناتج القومي.


من جانبه نوه رئيس الجمعية العربية للبحوث الاقتصادية الدكتور محمود محي الدين، إلى أهمية الاستثمار في الذكاء الاصطناعي في المنطقة العربية حيث يشهد العالم اليوم طفرة في هذا المجال، وبالتالي لا بد في المنطقة العربية من تعزيز الاهتمام بالذكاء الاصطناعي، حيث الشباب العربي لما يختزنه من قدرات ومهارات قادر على الاندماج في هذه المجالات بما يعود بالنفع على بلداننا وشعوبنا واقتصاداتنا العربية. وأوضح ان هناك علاقة مباشرة بين التنمية ونسبة الإنفاق على البحث العلمي من الناتج القومي.


وشدد على أهمية توجيه البلدان العربية تحولها الهيكلي نحو القطاعات عالية الإنتاجية التي تستخدم التكنولوجيا المتطورة وقدرتها على خلق فرص عمل مستدامة. إلى جانب تعزيز جوانب مختلفة من جاهزية الذكاء الاصطناعي في الدول العربية لمواكبة وتيرته المتزايدة، وتعظيم الفوائد الصافية لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. واعتبر أنّ إعادة التأهيل للقوى العاملة الحالية والمستقبلية ضرورية بشكل حاسم لضمان اكتسابهم المهارات الناعمة والصلبة اللازمة التي تعكس واقع سوق العمل وفي نفس الوقت لضمان اكتسابهم المهارات التي تضمن قابلية توظيفهم في وظائف عالية الجودة.


وتحدث الدكتور أشرف العربي عن تأسيس الجمعية في منتصف الثمانينات أي قبل حوالي ٤٠ عاما، والدور الذي لعبته منذ تأسيسها وما تزال تلعبه على صعيد نشر ثقافة الابتكار والبحث في العالم العربي. ونوّه إلى أهمية الاستفادة من خبرة الجمعية التي تضم نخبة من الباحثين والأكاديميين في العالم العربي، في هذا المجال. لافتا إلى ان الجمعية مهتمة بتطوير التعاون مع جامعة الدول العربية التي تعنى بتعزيز العمل العربي المشترك. في حين تطرقت الدكتورة سارة الجزار إلى المجلة التي تصدر عن الجمعية، وأهمية هذه المجلة في نشر البحوث والدراسات التي تهم المنطقة العربية في مختلف القضايا والمجالات. وشددت على أنه تضم المجلة كتابا وخبراء وباحثين من جميع الدول العربية، ولهم إسهامات بارزة في المجال البحثي، وبالتالي هناك ضرورة للتعاون بين جامعة الدول العربية والجمعية من أجل تنفيذ المشاريع والبحوث التي تصدر عن المجلة على أرض الواقع بحيث تستفيد منها كافة الدول العربية.


أما أمين عام جامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط، فنوه خلال اللقاء بدور الجمعية العربية للبحوث الاقتصادية والتي تضم نخبة من الشخصيات العربية البارزة. مثمنا ما تقوم به في سبيل تعزيز العمل البحثي في العالم العربي الذي هو مفتاح التنمية في العالم العربي. ولفت إلى أنّه كلما زاد الاهتمام بالواقع البحثي في كافة المجالات في العالم العربي كلما زاد مسار النمو والتنمية في الدول العربية. وشدد على أهمية تفعيل دور القطاع البحثي للمساهمة في تنمية المجتمع. ومن أجل ذلك لا بد من إيجاد خطة لاستقطاب الباحثين وعدم الفصل بين البحث الاقتصادي والأولويات والمشكلات الواقعية داخل المجتمعات العربية. فبدون تعزيز الدور البحثي لن نستطيع تجاوز المشاكل وإيجاد الحلول في المستقبل.

مقالات مشابهة

  • فشلنا في التأثير على جوارنا الأفريقي منذ بداية الحرب
  • اليمن يعتدي على إسرائيل
  • تركيا تسمح لحزب ديمقراطية الشعوب الكردي بزيارة أوجلان لأول مرة منذ 10 سنوات
  • «الباراسيتامول» قد يكون قاتلاً.. ولكن متى؟
  • تحديث دليل أبوظبي لدراسات التأثير المروري
  • إطلاق دليل أبوظبي الإرشادي لدراسات التأثير المروري المحدث
  • "بسيوني": الشائعات تهدف إلى التأثير على الصورة التي تقدمها مصر في مجال حقوق الإنسان
  • وظائف براتب يصل إلى 40 ألف جنيه ولكن بشرط.. اعرف التفاصيل
  • خالد حنفي: القطاع البحثي من أهم المعايير المستخدمة لقياس مدى تطور الشعوب
  • لقاء للعلماء في الحديدة يدعو الأمة إلى مواجهة العدوان الصهيوني الأمريكي