تحدث عنه حكام عرب وبايدن.. ماذا تعرف عن مصطلح حل الدولتين؟
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
السومرية نيوز - دوليات
منذ طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول شنت إسرائيل عدوانها على قطاع غزة المحاصر والذي تسبب في استشهاد أكثر من 10 آلاف شخص في غارات جوية و التوغلات البرية، الشيء الذي دفع بعض زعماء العالم إلى التوجه للمسارات الدبلوماسية من بينها ما يطلق عليه "حل الدولتين" والتي يعتبرها البعض منهم الحل لإنهاء الصراعات بين فلسطين والاحتلال الإسرائيلي.
فيما ناقش رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك "الهدف الطويل المدى المتمثل في حل الدولتين"، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي. فيما أكد "المجلس الأوروبي" في أكتوبر/تشرين الأول التمسك بـ"سلامٍ دائم وقابل للاستمرار على أساس حل الدولتين". ودعا البابا فرانسيس، في مقابلة مع وسائل إعلام إيطالية، إلى التوجه لإتفاق في حل الدولتين.
ما معنى حل الدولتين؟
حسب موقع "The Washington Post" الأمريكي تبنى مفهوم "حل الدولتين" في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي فكرة إقامة دولتين متمايزتين في المنطقة المتنازع عليها، إحداهما تخصص للاحتلال الإسرائيلي والأخرى للفلسطينيين. يرجع أصل هذا الحل إلى نهاية الانتداب البريطاني على فلسطين قبل تأسيس دولة الاحتلال في 1948، ولكن عوامل العنف والحروب أعاقت تقدم هذا المسار.
توثق اتفاقيات أوسلو التي توسطت فيها الولايات المتحدة في عام 1993 تقبل إسرائيل منظمة التحرير الفلسطينية كممثل للفلسطينيين، وأكدت المنظمة على حق إسرائيل في الوجود السلمي. اتفق الجانبان أيضاً على تسليم السلطة الفلسطينية إدارة الحكم في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ومع ذلك، فشلت محاولات الرئيس الأمريكي بيل كلينتون في عام 2000 للتوصل إلى اتفاق في كامب ديفيد، وأعقب ذلك اقتحام "آرييل شارون" -رئيس وزراء إسرائيل- حينها للمسجد الأقصى والاندلاع الثاني للانتفاضة الفلسطينية.
تقوم فكرة الحل الدولتين على إقامة دولة فلسطينية تكون القدس الشرقية عاصمة لها، كما تضم كلاً من قطاع غزة وجزءاً كبيراً من الضفة الغربية. يتضمن هذا الحلا أيضاً تبادلاً لبعض الأراضي لتعويض الفلسطينيين عن الأراضي التي فقدوها في المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية.
وفقاً لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، يشير إلى أن معظم الداعمين الدوليين لفكرة الحل الدولتين يرغبون في عودة إسرائيل إلى حدودها قبل حرب 1967. ومع ذلك، تظهر تحديات كبيرة تواجه هذا المسار، حيث توسعت المستوطنات الإسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية، فيما يرغب العديد من الفلسطينيين العودة إلى الأراضي التي احتلتها إسرائيل خلال "النكبة" وحرب عام 1948.
يشكل النزاع حول القدس عقبة إضافية في طريق الحل الدولتين، حيث يرى الفلسطينيون أن القدس الشرقية هي عاصمتهم، بينما اعتبر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل في عام 2017، مما زاد من تعقيد الوضع.
*القرارات الدولية التي تنادي بحل الدولتين
منذ احتلال الأراضي الفلسطينية التاريخية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، أصدر المجتمع الدولي العديد من القرارات التي تدعو إلى حل النزاع عن طريق حل الدولتين. هذا الحل يجد دعماً واسعاً من قبل القوى العالمية، وهذه أهم المحطات التاريخية:
لجنة بيل 1937
تأسست لجنة بيل، المعروفة أيضاً باسم لجنة الملكية الفلسطينية، سنة 1937 لاقتراح تقسيم الأراضي الفلسطينية إلى دولتين. هذه اللجنة، التي رأسها إيرل بيل، شكلت رداً على انتفاضة الفلسطينيين ضد الانتداب البريطاني.
لجنة "وودهيد" 1938
بعد فشل لجنة بيل في إقناع الأطراف بتقسيم الأراضي، تم تعويضها بلجنة "وودهيد" سنة 1938، والتي عملت على إعادة تصحيح توصيات اللجنة السابقة.
القرار رقم 181 "1947"
أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 181 في عام 1947، الذي قضى بتقسيم الأراضي الفلسطينية إلى دولتين ومنطقة دولية. كان هذا القرار الأممي الأول الذي طرح فكرة حل الدولتين.
القرار رقم 242 "1967"
أصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 242 في عام 1967، الذي اقترح حلاً وسطاً للنزاع، مؤكداً احترام سيادة الدول في المنطقة وإنهاء حالة الحرب.
اتفاقية أوسلو 1993
وُقِّعت اتفاقية أوسلو في عام 1993 بين ياسر عرفات وشمعون بيريز، وتهدف إلى تحقيق حكم ذاتي انتقالي للفلسطينيين وتأسيس دولة فلسطينية بحلول عام 1999.
اللجنة الرباعية 2003
تأسست اللجنة الرباعية للشرق الأوسط سنة 2002، وقدمت خريطة طريق تقضي بإقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005، مقابل وقف الاستيطان وانسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية.
مفهوم حل الدولتين بين فلسطين وإسرائيل
في تصريحات حديثة، اتهم محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، إسرائيل بتدمير حل الدولتين بشكل ممنهج. يأتي هذا الاتهام في سياق التوترات الحالية في المنطقة، خاصةً مع التصعيد الأخير في قطاع غزة.
في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي، قبل بدء العدوان على قطاع غزة، أشار عباس إلى أن السلام في الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقه دون تحقيق حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية الكاملة و المشروعة.
من جهة أخرى، صرح رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، خلال حملة إعادة انتخابه سنة 2015، بأنه لن تكون هناك دولة فلسطينية مستقلة ما دام يتولى المنصب. ومع ذلك، أعلن في تصريحات لشبكة "CNN" في العام الحالي أنه يرغب في منح الفلسطينيين كل السلطات اللازمة للحكم الذاتي، باستثناء أي سلطة قد تشكل تهديداً لإسرائيل.
تتزعم حركة "حماس" المقاومة في قطاع غزة، وقد أعلنت في عام 2017 جاهزيتها لقبول دولة فلسطينية على حدود سنة 1967 مع هدنة طويلة الأمد.
ومع ذلك، أوضح خالد مشعل، رئيس مكتب "حماس" السياسي آنذاك، أن هذا لا يعني اعتراف الحركة بإسرائيل أو التنازل عن حق عودة اللاجئين وغيرها من الحقوق الفلسطينية التاريخية.
ورغم إعلان حركة حماس سنة 2017، قبولها إعلان قيام دولة فلسطين عاصمتها القدس الشريف على حدود 1967، إلا أنها رفضت الاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي. حيث أكدت الحركة أنها تسعى إلى تحرير جميع أراضي فلسطين التاريخية.
في المقابل، يُبدي الكثير من الأحزاب السياسية والجماعات اليمينية المتطرفة داخل إسرائيل، امتعاضها مما يسمى "حل الدولتين". إذ ترفض هذه الجمعيات أي محاولة للاعتراف بالحق الفلسطيني داخل "أرض الميعاد"، وفق تعبيرهم. والتي ما فتئت تدعو بشكل علني إلى إبادة الفلسطينيين والعرب بشكل عام.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: الأراضی الفلسطینیة دولة فلسطینیة دولة فلسطین حل الدولتین القرار رقم قطاع غزة ومع ذلک فی عام
إقرأ أيضاً:
بعد الإفراج عنه.. ماذا تعرف عن الأسير الفلسطيني وائل قاسم؟
وائل قاسم.. تصدر أسم الأسير الفلسطيني وائل قاسم محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية وذلك بعدما نشرت صفحة إسرائيل تتكلم بالعربي معلومات عن البطل الفلسطيني وائل قاسم التي تم الإفراج عنه خلال الساعات القليلة الماضية.
لذلك نستعرض إليكم جميع التفاصيل حول البطل الفلسطيني وائل قاسم من خلال هذا التقرير.
من هو وائل قاسم؟وائل محمود محمد علي قاسم، الملقب بـ "أبو مصعب"، أحد أبرز قادة المقاومة الفلسطينية في القدس المحتلة خلال انتفاضة الأقصى التي اندلعت عام 2000.
أسس وقاد خلية عسكرية عُرفت باسم "خلية سلوان"، التابعة لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
نفذت الخلية تحت قيادته عمليات فدائية نوعية ألحقت خسائر كبيرة بالاحتلال الإسرائيلي.
المولد والنشأةوُلد وائل قاسم في 25 مارس 1971 في بلدة سلوان بمدينة القدس المحتلة، لاحقًا، نُفيت عائلته قسرًا إلى قرية أبو ديس بعد اعتقاله عام 2002.
الدراسة والعملتلقى قاسم تعليمه الأساسي في مدارس سلوان، وحصل على شهادة الثانوية العامة من مدرسة الرشادية، ثم دبلوم في المحاسبة وبرمجة الحاسوب من الكلية الإبراهيمية بالقدس، عمل محاسبًا، ثم انتقل إلى مجال البناء والمقاولات.
التجربة النضاليةبدأ وائل قاسم مسيرته النضالية بتأسيس "خلية سلوان"، حيث قاد عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي.
أبرز العملياتتفجير مقهى "مومنت"، الذي أسفر عن مقتل 11 إسرائيليًا.
تفجير صهريج وقود في مستوطنة "حولون" باستخدام عبوة ناسفة تم التحكم بها عن بُعد.
تنفيذ تفجيرات استهدفت سيارات شرطة وسكة القطار في القدس.
التخطيط لهجوم على الجامعة العبرية، ما أدى إلى مقتل 9 إسرائيليين.
تميزت عمليات الخلية باستخدام تكنولوجيا التفجير عن بعد، مما صعّب على الاستخبارات الإسرائيلية كشف أنشطتها أو إحباط عملياتها.
الاعتقال والحكمفي 18 أغسطس 2002، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي وائل قاسم وصديقه علاء الدين عباسي في أحد أحياء القدس الغربية، بعد كشف نشاط الخلية العسكرية، لاحقًا، هُدمت منزله ورُحّلت عائلته قسرًا إلى بلدة أبو ديس.
تعرض قاسم لتحقيق مكثف وقاسٍ في مركز تحقيق المسكوبية، ما أدى إلى تدهور حالته الصحية، إذ يعاني من مشاكل في الكلى وارتفاع ضغط الدم، وسط إهمال طبي متعمد من الاحتلال.
صدر بحقه حكم بالسجن 35 مؤبدًا و50 عامًا إضافية، بمجموع 3515 عامًا، بتهمة المسؤولية عن عمليات أسفرت عن مقتل 35 إسرائيليًا، وإصابة 215 آخرين.