أدلت مسؤولة أميركية بارزة بشهادتها أمام الكونغرس، بشأن عدد القتلى في غزة من جراء الغارات الإسرائيلية العنيفة على القطاع، المستمرة منذ أكثر من شهر.

وقالت مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، الأربعاء، إن عدد القتلى بسبب الهجمات الإسرائيلية "قد يكون أعلى بكثير مما هو معلن"، وفق ما أكدته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

وأوضحت في شهادتها أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب: "عدد القتلى الفلسطينيين، رغم صعوبة تقييمه بدقة، كان مرتفعا جدا. بصراحة من الممكن أن يكون أعلى مما يتم الإعلان عنه".

وتابعت ليف: "لن نعرف إلا بعد أن تصمت الأسلحة".

وتتعارض تصريحات المسؤولة الأميركية مع تقييمات سابقة لمسؤولين أميركيين وإسرائيليين، بمن فيهم الرئيس جو بايدن نفسه، الذين قالوا إن وزارة الصحة في غزة التي تسيطر عليها حماس "تضخّم أعداد الضحايا لكسب التعاطف الدولي وخلق ضغط سياسي على إسرائيل".

وفي 25 أكتوبر الماضي، قال بايدن للصحفيين: "ليس لديّ أي فكرة أن الفلسطينيين يقولون الحقيقة بشأن عدد القتلى في غزة".

وبينما قال الرئيس الأميركي إنه "متأكد من مقتل أبرياء"، فقد أضاف: "ليس لديّ ثقة بالعدد الذي يعلنه الفلسطينيون".

وفي آخر تحديث لعدد القتلى في غزة من الغارات الإسرائيلية، قالت وزارة الصحة في القطاع، الخميس، إنه يقترب من 11 ألفا.

واعتمدت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمات الإغاثة الدولية على أرقام وزارة الصحة في غزة في الصراع الحالي، وكذلك في الحروب السابقة.

وفي أكتوبر الماضي، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، التي أجرت تحقيقاتها الخاصة في الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة في السابق، إن حصيلة القتلى التي تتوصل إليها تتفق مع أرقام وزارة الصحة في غزة.

كما قال متحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن تقديرات الوكالة الخاصة بالضحايا تتطابق بشكل كبير مع تقديرات وزارة الصحة في غزة، في الصراعات السابقة.

وقد اعتبرت إحصاءات الوزارة ذات مصداقية بدرجة كبيرة، لدرجة أن وزارة الخارجية الأميركية استشهدت بها في صراعات سابقة، في تقرير صدر خلال العام الجاري.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الهجمات الإسرائيلية جو بايدن غزة يونيسيف الولايات المتحدة جو بايدن إسرائيل قطاع غزة باربرا ليف الهجمات الإسرائيلية جو بايدن غزة يونيسيف أخبار إسرائيل وزارة الصحة فی غزة عدد القتلى

إقرأ أيضاً:

إستراتيجية جو بايدن الفاشلة ضد تهديد الحوثيين

ترجمة: أحمد شافعي -

مع تزايد هجماتهم على السفن التي تمر عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر، يواصل الحوثيون تعريض حرية الملاحة والتجارة للخطر. لجأت إدارة بايدن في أول الأمر إلى استخدام البحرية الأمريكية لمواجهة التهديد، فلم يكن هذا في أحسن الأحوال إلا بمنزلة ضربة غير مؤثرة، ولم يكن في أسوئها إلا إشارة إلى إهدار موارد عسكرية هائلة مقابل نتائج قليلة. وفي هدوء، اعترفت إدارة بايدن بالفشل من خلال سحب مجموعة حاملات الطائرات «يو إس إس دوايت دي أيزنهاور» من البحر الأحمر إلى شرق البحر الأبيض المتوسط تحسبا لتصاعد القتال بين إسرائيل وحزب الله.

منذ البداية المبكرة، ربما كانت الاستراتيجية العسكرية الأفضل كثيرا لمواجهة تهديد الحوثيين هي استخدام مطار (أرض الصومال) في بربرة لإدارة عمليات مواجهة تهديدات الحوثيين وحماية الشحن. ففي حين أن الأمر يتطلب أربعة آلاف فرد لطاقم حاملة طائرات، فإن الأمر لا يتطلب إلا أربعة أفراد فقط لطاقم طائرة (أوسبري) أو فردين لا أكثر للطيران والقتال في طائرة إف-16. غير أن فريق الرئيس جو بايدن غالبا ما يقلل من أهمية الاستراتيجيات العسكرية إعلاء للاعتقاد بأن الدبلوماسية وحدها قادرة على إنهاء التهديدات التي يشكلها الخصوم الأيديولوجيون والعدوانيون.

وهنا أيضا، يؤدي الافتقار إلى الإبداع والانتباه إلى الديناميكيات المحلية بالبيت للأبيض ووزارة الخارجية إلى فقدان فرص لإنهاء تهديد الحوثيين وتحقيق الاستقرار والازدهار للشعب اليمني.

فعلى مدار فترة طويلة من الحرب الأهلية في البلاد، كان اليمن الجنوبي ينعم نسبيا بالسلام والاستقرار. وكما هو حال (أرض الصومال)، أغلق اليمن الجنوبي، بدعم إماراتي، الباب في وجه تنظيم القاعدة. ولأن للمواقف المحلية في اليمن أهميتها الكبيرة، ففي حال رفض زعماء القبائل والساسة تنظيم القاعدة، فإن التنظيم يتحرك بحثا عن أرض أكثر خصوبة. ولذلك فإن الاعتراف بحقوق اليمن الجنوبي وأرض الصومال في تقرير المصير بدلا من التضحية بحرية الملاحة والمصالح الأمريكية لصالح نظام موالٍ لإيران في صنعاء ونظام موال للصين في مقديشو كان ينبغي أن يكون قرارا يسيرا على صانعي السياسة الأمريكيين الرامين إلى توطيد الاستقرار ومنع الفضاء غير الخاضع للحكم على القاعدة أو غيرها من الجماعات المتطرفة التي يمكن أن تزدهر فيه.

والسياسات الأمريكية المحلية أيضا لها أهميتها. في الفترة التي سبقت انتخابات 2020 وبعدها مباشرة، أعلن بايدن، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، أن «الدبلوماسية قد رجعت». ومن خلال السماح للسعودية باستضافة البعثة الأمريكية في اليمن بدلا من إدارة قنصلية في عدن، أغلقت وزارة الخارجية الباب أمام فرص الدبلوماسية.

ويفضي هذا بوزارة الخارجية إلى تضييع فرص القضاء على الحوثيين وإعادة السلام إلى شبه الجزيرة العربية. في الثاني والعشرين من يونيو 2024، التقى اللواء عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس المجلس القيادي الرئاسي، مع عشرات المسؤولين المناهضين للحوثيين من صعدة في الجزء الشمالي الغربي من البلد. ووعد الزبيدي بدعم المقاومة المناهضة للحوثيين في صعدة وعبر المحافظات التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن. وتمثل رغبة زعماء القبائل بمعقل الحوثيين في إدارة ظهورهم بهذه العلانية للحوثيين إشارة واضحة إلى أن المجموعة القبلية الموالية لإيران قد فقدت شرعيتها المحلية في اليمن. فلقاء الزبيدي هذا شبيه بفرار الأفغان من طالبان بعد الحادي عشر من سبتمبر سنة2001.

في كثير جدا من الأحيان، يبدو مكتب شؤون الشرق الأدنى التابع لوزارة الخارجية أكثر ميلا إلى الحفاظ على الوضع الراهن بدلا من الاعتراف بما في انهياره من فوائد. فعلى مدار أكثر من عقد من الزمن قبل الحرب الأهلية السورية، ظل الدبلوماسيون الأمريكيون يكررون تكرارا ببغائيا، على سبيل المثال، عبارة أن حزب الله منظمة قومية لبنانية لا ينبغي للولايات المتحدة أن تستبعدها ببساطة باعتبارها منظمة إرهابية مدعومة من الخارج. ومع ذلك، فإن استعداد حزب الله لنشر وحدات القتال في سوريا خلال الحرب الأهلية كذَّب هذه الفكرة، مصداقا لما كان اللبنانيون في جنوب لبنان أول من أشاروا إليه.

يعكس اجتماع الزبيدي ديناميكية مماثلة. ففكرة أن للحوثيين دعما شعبيا هي فكرة مثيرة للسخرية، وخاصة عندما تظهر معارضة شعبية في محافظتهم الأصلية. ولقد حان الوقت للاعتراف بأن المجلس الانتقالي الجنوبي واليمنيين من الشمال والجنوب قد تجاوزوا الأزمة الآن.

لقد فرضت إدارة بايدن مرة أخرى عقوبات على الحوثيين بعد رفعها في الأسابيع الأولى من عام 2021. كما أنها تعترف بأن تجارة المخدرات تغذي الاضطراب في جميع أنحاء اليمن والشرق الأوسط.

وبدلا من فك الارتباط مع اليمن، حان الوقت الآن لمضاعفة الجهود والاعتراف بأن لدى الولايات المتحدة شركاء يمنيين محتملين من صعدة إلى سيئون ومن عمران إلى عدن وهم جميعا راغبون في رؤية نهاية العهد الحوثي.

ذي ناشونال إنتريست-26 يونيو 2024

مايكل روبن مدير تحليل السياسات في منتدى الشرق الأوسط وكبير زملاء معهد أمريكان إنتربرايز.

عن ذي ناشونال إنتريست

مقالات مشابهة

  • إستراتيجية جو بايدن الفاشلة ضد تهديد الحوثيين
  • ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 37900 منذ بدء الحرب
  • غزة.. ارتفاع حصيلة القتلى في القطاع إلى 37900 منذ بدء الحرب
  • وكيل «وصحة الشرقية» يوجه بخصم حافز الإشراف لمدير مستشفى بلبيس المركزي
  • غارتان إسرائيليتان تستهدفان بلدتي عبسان وخزاعة شرقي مدينة خان يونس
  • صحيفة أميركية تدعو بايدن للانسحاب من سباق الرئاسة
  • أول صحيفة أميركية كبرى تدعو بايدن للانسحاب: أعظم خدمة يقدمها
  • تواصل الغارات الجوية الإسرائيلية والقتال البري في جميع أنحاء غزة وحي الشجاعية
  • ‏الصحة الفلسطينية: ارتفاع عدد قتلى العمليات الإسرائيلية في غزة إلى 37،834
  • صحيفة أميركية تدعو بايدن للانسحاب من السباق الرئاسي