"ملاجئ يوم القيامة".. تجارة الحروب الرائجة
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
قالت شبكة "بي بي سي" البريطانية، إن مع تصاعد التوتر والنزاعات في العالم، لجأت شركات بناء الملاجئ إلى تطويرها بما يلائم المخاطر المحتملة، وجعلها أكثر رفاهية ومناسبة للبقاء فيها فترات طويلة، بمبالغ تصل إلى ملايين الدولارات.
ولفتت إلى أن ملاجئ "يوم القيامة" دلالة على رواج فكرة التحصينات لمواجهة النهاية التي قد تقضي على الجميعمثل الزلازل، والكوارث الطبيعية، والحروب، والضربات النووية.وكشف تقرير الشبكة، أن هذه الملاجئ تبنى من الحديد الصُلب الخالص، تحت الأرض على عمق يتجاوز 3 أمتار لحماية ساكنيها من القنابل. وأوضح أن عدة دول تعمل على بناء نماذج مماثلة من الملاجئ مثل إسرائيل، والولايات المتحدة، وسويسرا، وكندا، والسويد وغيرها، منذ سنوات عدة.
وقالت شركة "رايزنغ إس" الأمريكية التي تعمل في بناء الملاجئ منذ أكثر من 20 عاماً، إن الطلب على ارتفع بنحو 10 أضعاف، منذ أن دخل الجيش الروسي إلى أوكرانيا.
وتبيع الشركة الملاجئ بأسعار تتراوح بين 40 ألف دولار،و أكثر من 8 ملايين دولار. كما يعمل مطورو هذه الملاجئ على خلق بيئة تحت الأرض للبقاء طويلاً فيها، عبر توفير أطباء، ومعلمين، وفصول دراسية، وحدائق، وعيادة طبية، ومنتجع صحي، وصالة ألعاب رياضية.
ما هي "ملاجئ يوم القيامة" وكيف تُبنى؟https://t.co/HJZxwEUHPg
— BBC News عربي (@BBCArabic) November 9, 2023 الهروب من الحروب النوويةوأشار التقرير كذلك، إلى أن قدرة استيعاب بعض الملاجئ تصل إلى نحو 44 شخصاً، وتضم مؤونة لكل مقيم تكفي لنحو عام أو أكثر.
وأشارت الشركة إلى أن طلبات بناء الملاجئ التي وصلتها لا تنحصر على أمريكا، بل تصلها من دول مثل المملكة المتحدة، وسويسرا، والدنمارك، وإيطاليا، وألمانيا، وكندا، وغيرها. وتقول الشركة إن قائمة عملائها تضم مشاهير السياسة، والفن، والرياضة، وشركات التكنولوجيا، ومن زبائنها أيضاً الجيش الأوكراني، الذي تبيعه هذه الملاجئ منذ 2019.
وحسب الشبكة، يشترط "قانون الدفاع المدني" الإسرائيلي أن تضم المنازل والمباني السكنية والمنشآت الصناعية ملاجئ مضادة للقنابل، لحماية الإسرائيليين عندما تنطلق صفارات الإنذار، ما يوفر لهم مواقع آمنة ومحصنة للاختباء من الصواريخ. ا
وقالت إنه منذ 1993، سنّت إسرائيل قانوناً جديداً يُجبر المستثمرين العقاريين على إنشاء غرف محصنة تعرف بـ"مماد". وأضافت أن هناك 3 أنواع رئيسية من الملاجئ في إسرائيل: "مماد" وهي غرفة محصنة في الشقة الخاصة الواحدة، و"مماك" وهو ملجأ جماعي في مبنى خاص مثل العمارة السكنية، لجميع سكان المبنى، و"ميكلت" وهو ملجأ جماعي عام خارج المباني والبنايات في الشارع العام، بالإضافة إلى الملاجئ تحت الأرض.
وذكر التقرير أن أغلب الملاجئ تتكون من غرفة محصنة شبيهة بالقبو، مبنية من الخرسان المسلح، مع نافذة ثقيلة محكمة الإغلاق وباب فولاذي، ويتوفر بها مقابس كهرباء وأنظمة تهوية، لحماية من بداخله من انفجار الصواريخ، في وقت يصل فيه عدد الملاجئ في إسرائيل إلى أكثر من مليون ملجأ.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، عن وجود خيار آخر أرخص يمكن بناؤه وفقاً لقانون الحكومة، وهو قفص فولاذي داخل غرفة موجودة بالفعل في المنزل، ومغطى بطبقة أخرى من الأسمنت، حيث أن 60% من الإسرائيليين لا يملكون ملجأ خاصاً في شققهم مما يضطرهم لاستخدام الملاجئ العامة.
ولفتت إلى أنه بالنسبة للذين يفتقرون إلى غرفة آمنة أو ملجأ من القنابل، يوجد دائماً الدَرَج (أو السُلّم)، والذي عادة ما يكون مصبوباً من الخرسانة، ومحاطاً بأعمدة تحافظ على بقاء المبنى، ما يجعله المكان الأكثر أماناً في المبنى.
وفي السياق، قال الخبير العسكري هلال الخوالدة، في تصريحات لـ "بي بي سي"، إن إسرائيل تنبهت في السنوات الأخيرة إلى أن بعض الملاجئ لم تعد صالحة للمعطيات الجديدة من القصف والصواريخ، مما استدعى صيانة بعضها وتطوير البعض الآخر، ليصبح مشابهاً لنماذج ملاجئ يوم القيامة".
وأوضح أن الحاجة لبناء هذه الملاجئ تزداد في المناطق المحيطة بقطاع غزة في الجنوب وعلى الحدود مع لبنان في الشمال، كونها مناطق صراع، حيث أدى توسع الصراع إلى زيادة الحاجة للملاجئ في المدن الكبيرة التي تُستهدف بالصواريخ مثل القدس وتل أبيب.
وأشار الخوالدة إلى أن إسرائيل أطلقت مشاريع لتحديث الملاجئ خاصة القريبة من قطاع غزة، لأن السكان هناك أمامهم فقط 15 ثانية لدخولها، ومن الصعب على كثيرين خاصةً كبار وصغار السن فتح الأبواب وإغلاقها يدوياً في هذه المدة القصيرة.
وأضاف "أصبحت بعض أبواب الملاجئ أوتوماتيكية، حيث تفتح أبوابها بمجرد إطلاق الجيش إنذار، وتغلق لكسب الوقت، في ظل الحاجة لتطوير الملاجئ العامة القديمة، وبناء المزيد منها في الأماكن التي تشهد نمواً سكانياً متزايداً".
وتأتي الملاجئ بأشكال وأحجام مختلفة إلى جانب الملاجئ التقليدية، كما يمكن تحويل بعض مواقف السيارات تحت الأرض، وآلاف المستشفيات إلى ملاجئ مضادة للقنابل النووية.
وكشفت صحيفة "واشنطن بوست"، وجود مدارس محاطة بالكامل بالخرسانة المسلحة ونوافذ مقاومة للتحطم، وثقها المصور آدم رينولدز بإضافة للعديد من الملاجئ في إسرائيل.
غزة..مراكز الإيواء تتحول لبؤر أمراض بسبب التكدس وسوء المرافق الصحية https://t.co/XaKI3Eb4pG
— 24.ae (@20fourMedia) October 24, 2023 غزة بلا ملاجئومن جهة أخرى، لا يملك سكان قطاع غزة ملاجئ تحميهم من القصف الإسرائيلي، بسبب صعوبة إدخال مواد البناء إلى القطاع، بالإضافة إلى كلفتها العالية، وهناك فقط ملاجئ وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
ولجأ الكثيرون في غزة بعد الحرب إلى مدارس "أونروا"، رغم أنها لا تعتبر "آمنة تماماً"، وفق السكان.
وبسبب مساحة قطاع غزة الضيقة مقارنة مع عدد السكان، فإن بناء الملاجئ لو تم لم يكن ليحميها من القصف كما يصعب أن تتوفر فيها أغلب الشروط المطلوبة.
ووفق التقرير، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، جلسات وزارية في السنوات الماضية في مركز إدارة الأزمات القومية، في ملجأ يشبه ملاجئ "يوم القيامة" المحصن تحت الأرض.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن قرار عقد الاجتماع في الملجأ كان لتجنب التجسس المحتمل من وكالات استخبارات أجنبية، ولتجنب تسريب القضايا التي يناقشها المجلس الوزاري المُصغر.
وقالت: "عقدت الجلسة الأولى في الملجأ المضاد للهجمات النووية منذ 7 سنوات، وبلغت كلفته مئات ملايين الدولارات، وهو معد لتحمل جميع أنواع الهجمات، التقليدية، والكيميائية والبيولوجية، وحتى هجوم نووي مباشر".
وأضافت أن الملجأ يضم قاعات، وغرف إقامة وقيادة مرتبطة بوزارة الدفاع في تل أبيب، كما يتيح للحكومة الإسرائيلية إدارة الدولة في الأزمات خاصة الحروب، أو الكوارث الطبيعية. وصممت الهياكل المحصنة لتتحمل ضربة نووية، وهي مجهزة بأنظمة طاقة وتنقية المياه والهواء من المواد البيولوجية والكيميائية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل یوم القیامة تحت الأرض إلى أن
إقرأ أيضاً:
الطائفة الإنجيلية تحتفل رسميًا بعيد القيامة المجيد بكنيسة مصر الجديدة السبت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تُنظِّم الطائفة الإنجيلية بمصر، برئاسة الدكتور القس أندريه زكي، الاحتفال الرسمي بعيد القيامة المجيد، يوم السبت الموافق 19 أبريل 2025، في تمام الساعة الواحدة ظهرًا، وذلك بكنيسة مصر الجديدة الإنجيلية.
يشارك في الاحتفال قيادات الطائفة الإنجيلية في مصر، والدكتور القس يوسف سمير، راعي الكنيسة، كما يتضمن البرنامج فقرات روحية وفنية يقدمها فريق "الحياة الأفضل"، إلى جانب المايسترو ناير ناجي، والسوبرانو دينا إسكندر، والفنان شريف الضبع.
يتضمن برنامج الاحتفال: صلاة افتتاحية، وفقرة ترانيم، وقراءة من الكتاب المقدس، تليها كلمة راعي الكنيسة، ويُختتم الاحتفال بكلمة الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر.
من جانبه، صرّح يوسف إدوارد، المنسق الإعلامي للاحتفال، بأن استقبال ممثلي وسائل الإعلام المختلفة سيبدأ في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرًا، لنقل فعاليات الاحتفال، الذي سيُبث عبر شاشة التليفزيون المصري، وعدد من القنوات الفضائية المصرية والدينية، ليتمكّن أبناء الكنيسة الإنجيلية في مصر والخارج من متابعته.
ومن المقرر أن يشهد الاحتفال حضور عدد من الشخصيات العامة ورموز الدولة، في مقدمتهم: مندوب عن رئيس الجمهورية، وعدد من الوزراء والمحافظين، وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، إلى جانب نخبة من القيادات التنفيذية والدينية والعامة، ممثلين عن مختلف مؤسسات الدولة المصرية والمجتمع المدني.