مع دفاع الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، عن حركة حماس في حربها مع إسرائيل في قطاع غزة، تزداد علاقة بلاده مع الاتحاد الأوروبي تعقيدا، بعدما كانت تواجه بالأساس صعوبات نتيجة سنوات من الأزمات وسوء الفهم.

وسعى إردوغان عند اندلاع الحرب في قطاع غزة إثر شنّ حماس هجومها غير المسبوق داخل الأراضي الإسرائيلية في السابع من أكتوبر، للعب دور وساطة.

غير أن الشكوك أصبحت تحيط بهذا الطموح، إذ أعلن إردوغان أن حماس مجموعة "مجاهدين، مقاتلين من أجل الحرية" وليست منظمة إرهابية كما تصنفها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وتركيا مرشحة رسميا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي لكن المفاوضات التي بدأت عام 2005 مجمدة منذ 2018.

وأشارت المفوضية الأوروبية مرة جديدة في تقريرها الأخير حول وضع المفاوضات مع الدول المرشحة الصادر الأربعاء، إلى أن أنقره تبتعد أكثر وأكثر عن القيم الديموقراطية التي ينادي بها التكتل.

غير أن بروكسل لا تود قطع الجسور تماما مع هذه الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، والتي تحتل موقعا إستراتيجيا يشكل صلة وصل بين أوروبا وآسيا.

وأوضح مسؤول أوروبي هذا الاسبوع طالبا عدم كشف اسمه "ما يقوله الرئيس (التركي) يثير انزعاجا هنا في بروكسل حيث نتوقع على الدوام أن نرى تركيا تؤيد مواقفنا على صعيد السياسة الخارجية".

ورأت المفوضية الأوروبية في تقريرها أن خطاب الرئيس التركي "دعما لمجموعة حماس الإرهابية بعد هجومها على إسرائيل ... يتعارض تماما مع النهج الأوروبي".

وأوضح مسؤول أوروبي آخر طلب أيضا عدم كشف اسمه أنه "عندما بدأت الحرب في غزة، ظن كثيرون منا عندها أن بإمكان تركيا لعب دور وسيط، طرف أساسي لخفض التوتر في المنطقة".

وتابع "تشجعنا كثيرا عندما رأينا الدور البناء جدا الذي لعبته تركيا في استئناف تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأوسط" بعدما قطعتها روسيا لفترة.

لكن هذه الآمال تبددت مع خطاب إردوغان حول غزة.

وقال المسؤول "يجدر بأوروبا خوض المزيد من المفاوضات مع تركيا، لكن هذا يزداد صعوبة".

وردت تركيا على تقرير المفوضية الأوروبية معلنة أنها تعتبر انتقادات بروكسل لمواقفها من الحرب في قطاع غزة "بمثابة إشادة".

العلاقات الاقتصادية

تقيم تركيا مع الاتحاد الأوروبي علاقات تجارية واقتصادية مكثفة، فالاتحاد يعتبر أكبر الشركاء التجاريين والاستثماريين لتركيا.

وفي أغسطس الماضي، اتفقت تركيا والاتحاد الأوروبي على خريطة طريق مشتركة لتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية.

وأثناء مباحثات تمت حينها بين وزير التجارة التركية، عمر بولات، ونائب رئيس المفوضية الأوروبية، فالديس دومبروفسكيس، لمناقشة فرص التعاون وتطوير العلاقات التجارية بين تركيا والاتحاد الأوروبي، عبر الجانبان عن رضاهما لبلوغ حجم تبادلهما التجاري 200 مليار دولار خلال العام الماضي، مؤكدين أهمية تعزيز العلاقات التجارية للوصول إلى مستوى أفضل.

وأشار بولات إلى أنه من المتوقع أن تبدأ مفاوضات تحديث الاتحاد الجمركي من أجل تحسين العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إردوغان قطاع غزة حماس إسرائيل الولايات المتحدة الاتحاد الأوروبي المفوضية الأوروبية بروكسل ناتو الحرب عمر بولات تركيا حركة حماس دعم حركة حماس الاتحاد الأوروبي تركيا وأوروبا إردوغان قطاع غزة حماس إسرائيل الولايات المتحدة الاتحاد الأوروبي المفوضية الأوروبية بروكسل ناتو الحرب عمر بولات أخبار تركيا المفوضیة الأوروبیة والاتحاد الأوروبی الاتحاد الأوروبی

إقرأ أيضاً:

دعوة إسرائيلية لتجديد الحرب ضد حركة حماس.. عرشها قائم على 4 أرجل

صدرت دعوات إسرائيلية، لمواصلة الحرب ضد حركة حماس وتجديدها بطريقة لم يتم تجريبها بعد، وسط تأكيدات أن وقف إطلاق النار الحالي في غزة، هو فرصة لتجديد الحرب، بحسب ما أوردته صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية.

وقالت الصحيفة في مقال لها، إنّ "وقف إطلاق النار هو فرصة لتجديد الحرب ضد حماس. غزة ليست العدو وإنما حماس هي العدو"، مشددة على أنّ "حماس ليست ظاهرة غزية فقط، بل هي منظمة لها بنية تحتية مدنية وسياسية وعسكرية في الضفة الغربية أيضا وفي الخارج".

وتابعت بقولها: "في قطر ولبنان على سبيل المثال، هناك مراكز قيادة وفروع للمنظمة، مع موارد استخباراتية تعتمد عليها حماس داخل إسرائيل"، منوهة إلى أنّ "حماس لديها أربعة مراكز قيادة منفصلة تشارك في اتخاذ القرارات، غزة والضفة الغربية والسجون والخارج".

واقترحت الصحيفة أن تكون الحرب ضد "حماس" بطريقة مختلفة، مثلا التعطيل عن بعد لأجهزة الحاسوب الخاصة بالحركة في فروعها الأربعة.



ولفتت إلى أنّ "حماس لها أربع قيادات مختلفة، وكان من المتوقع أن يكون لهذا أهمية حاسمة في طريقة القتال الإسرائيلي. في البداية كانت هناك تلميحات حول ذلك، مثل المبادرة لتشديد العقوبات ضد عناصر حماس، وكان هذا القانون سيمكن من اعتقال نشطاء الحركة لفترات طويلة، فقط بسبب عضويتهم في حماس".

وأكدت أن ذلك كان سيلحق ضررا كبيرا بنشاطات الرعاية التابعة لحركة حماس في الضفة الغربية، وكذلك في أنشطتها السياسية، مضيفة أنّ "ملاحقة مصادر تمويل الحركة وتحويل الأموال لها سيضعفها بشكل كبير ويسهم في انهيارها".

وذكرت الصحيفة أن تل أبيب تخلت عن هذه الخيارات، رغم أنها كانت إجراءات ستحظى بدعم دولي كبير، وتهديد أقل للجنود الإسرائيليين، مقارنة بالاعتقالات التي تلوح في الأفق.

وتابعت: نجاح حماس يعتمد على مراكز قيادتها الأربع، وهو السبب في وجودها، رغم التعقيد البيروقراطي الذي تسببه القيادات الأربعة المنفصلة. وهذه أيضا هي السبب في أننا نجحنا أكثر ضد لبنان مقارنة في غزة، بمعنى أن حماس ليست منظمة جغرافية".

وشددت على أنّ "عرش منظمة حماس قائم على أربعة أرجل، ونحن مصرون على ضرب ساق واحدة فقط، وهكذا لا يتم تدمير الكرسي"، مبينة أنه "عندما نقاتل فقط كتائب حماس في غزة، ستبقى المعرفة العسكرية للمنظمة، وقدرتها التنظيمية وقاعدتها لتجنيد الناشطين كما هي".

مقالات مشابهة

  • موعد مباراة الاتحاد والتعاون اليوم في الدوري السعودي والقنوات الناقلة
  • رسائل حركة حماس خلال عمليات تسليم الأسرى!
  • في الجولة الـ 19 من دوري روشن.. الهلال والاتحاد في ضيافة ضمك والتعاون
  • سيف بن زايد يشهد اجتماع مديري عموم التحقيقات والمباحث الجنائية الخليجي-الأوروبي
  • نتنياهو أهدى ترامب هدية غير متوقعة.. ما علاقتها بـحزب الله؟
  • دوري روشن.. صراع الصدارة يشتعل بين الهلال والاتحاد
  • حركة حماس ترد على ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة
  • الشرع يزور تركيا اليوم.. ومصادر تكشف عن اتفاق دفاع مشترك
  • حركة فتح تدعو حماس لتسليم الحكم في غزة إلى السلطة الفلسطينية
  • دعوة إسرائيلية لتجديد الحرب ضد حركة حماس.. عرشها قائم على 4 أرجل