موسى حوامدة: “السَّموع”.. المكان الأول
تاريخ النشر: 5th, July 2023 GMT
موسى حوامدة
(أنشر هذا الفصل من “سيرتي” التي أعكف على إنجازها حاليًا، في رأي اليوم إهداء إلى روح الشهيد عبدالوهاب الخلايلة ابن السموع الذي انتصر لمخيم جنين البطل وإلى أهله وإلى هذه البلدة وأرواح الذين ماتوا منها والذين ما زالوا أحياء يتطلعون إلى الحرية وإلى كل مقاوم ومناضل يتطلع للخلاص من هذا الاحتلال السرطاني.
…..
حين كنت أنظر إلى خارطة فلسطين، وأبحث عن مسقط رأسي، كنت أجدُ نقطةً في منتصف المسافة بين شمال فلسطين وجنوبها، ولكن أرى هذه النقطة على خط حدود الضفة الغربية جنوبًا، أقرب إلى البحر الميت منها إلى غزة والبحر المتوسط، تلك النقطة الصغيرة- البلدة التي ولدت فيها، “السَّمُوْع”، والتي تعتبر مع قرية الظاهرية آخر سلسلة جبال “الخليل” المطلة على النقب جنوباً.
في تلك المنطقة الجبيلة الواقعة على كتف البحر الميت، والمطلة على جبال الأردن شرقاً، وصحراء النقب جنوباً، والتي انزلقت جنوب مدينة الخليل وبيت لحم والقدس (التي تبعد خمسة وثلاثين كيلو متراً فقط عن مدينة الخليل) شمالاً، ما تزال تجلس بلدتي.
حينما أرى خضرة شمال فلسطين، التي تتناقص تدريجيًا كلما هبطنا إلى الجنوب، كنت أقول لنفسي: يبدو أن الأجداد وفَّروا الشمال الغنيَّ والخضرةَ لغيرهم، وأقاموا في هذه المنطقة الأقل خضرةً وعشبًا وأشجارًا، لأسباب لا أفهمها.
هل تناقصت كميات الأمطار السنوية، عن السنوات السابقة، فقصص الأجداد تتحدث، عن وجود ينابيع كثيرة، وسيول جارفة، وأمطار وثلوج غزيرة، وحتى الزمن يرتبط بالثلجة الكبيرة، والثلجة الصغيرة، ومواسم الخصب الغنية، وهناك أثار آبار كثيرة ومتعددة، ومجاري سيول جافة، ولعلَّ تلك الأمطار كانت توفر لأصحاب الأغنام والأبقار والجمال المراعي المتنوعة والغنية، زد على ذلك توفر الخلاء الواسع، والأراضي الشاسعة، من جبال وسهول ووديان، تمتلئ بالكهوف الكثيرة التي تساعدهم على السكن والإحتماء فيها، في ليالي الزمهرير القاسية.
كثيرة هي الكهوف والمغر (جمع مغارة) في المنطقة، وبأحجام كبيرة وعميقة، وللعديد منها أسماء، وأشهرها مغارة “غزة” التي تقع جنوب ما تبقى من أراضي البلدة، في منطقة “غوين الفوقا”.
لا أدري في أي من تلك الكهوف والمغر، قتل جدّ أبي غيلة وغدرًا، وجده حسين بن حسين جنينًا في بطن أمه، لم يدلني أحدٌ على مكان الجريمة، لم أكن واعيًا أو عارفًا تلك القصة، لكني صرت أسمع فيما بعد؛ أن جدي سمي على اسم أبيه الذي قتل صغيرًا، حين أوقع بعض اللصوص حجرًا على رأسه وهو نائم.
كثير من هذه المغر والكهوف، تصلح أماكن للسكن، (نمت في بعضها حين كان دار خالي وعمتي يعيشون فيها، مع الأغنام، خلال فترة الصيف)، وبعضها عميقة جدًا، ومرعبة، والنوم فيها يحتاج إلى رباطة جأش، وقوة تخيل، لكي تحمي أحلامك من المجهول الذي يختبئ لك في العتمة الشديدة التي لا تعرف نهايتها، ولا تنفع أدوات الإنارة البسيطة، (مثل السراج، الذي كان يتم إشعاله قديمًا من زيت الزيتون، وصار يستبدل بالنفط، الذي يملأ اشتعاله المكان والأنوف بالشحبار الأسود) في تبديد العتمة، والإنتصار عليها.
وكثيرًا ما تجد، أمام هذه الكهوف، زرائب للمواشي، وحظائر (تسمى الواحدة منها بالصيرة) وهي مساحة من الأرض محاطة بسور دائري من الحجارة، لحماية الحلال (والحلال لفظة تطلق على المواشي التي تدر الحليب ويأكل لحمها)، وكثير من هذه الصرائر مبنية في عصور سابقة، دلالة على قدم مهنة الرعي وتربية الحيوانات في هذه المنطقة.
فهل اختار الأجداد هذه المنطقة لخصوبة أراضيها وكثرة مراعيها، وظلوا قريبين من صحراء النقب، بسبب تعلقهم البدائي بالبداوة، فسكنوا قريبًا منها، وهم يسرحون بمواشيهم وحلالهم حتى يصلوا إلى أطرافها الصحراء، فربما اختلف طعم الليب واللبن وحتى لحم المواشي كلما اقتربنا من المراعي الصحراوية على قلتها، واضعين رجلاً في الجبال، ورجلاً في الصحراء، فبيوتهم ومنازلهم في الجبال الأقرب إلى الخليل، ومراعيهم وأغنامه تنتشر في المناطق الأقرب إلى الصحراء، فعاشوا البداوة والفلاحة معاً، وعيونهم دائماً تتجه شرقًا إلى الكرك، وشمالاً إلى القدس، بل إن هناك أحاديث، تقول إن هناك نفقاً تحت الأرض، يصل البلدة التي كانت موقعاً عسكريًا كنعانياً أو رومانياً، أو إفرنجيًا، بمدينة القدس، لكن ما صار يصل إلى القدس من تلك البلدة، هو مياه “السيميا”* شمال البلدة، فالبلدة رغم ارتفاعها تطفو على بحر عميق وكبير من المياه الجوفية، حيث قامت اسرائيل بعد الإحتلال، بحرمان أهل البلدة من هذه المياه، وجرَّتها عبر أنابيبَ ضخمةٍ إلى مستوطناتها في مدينة القدس المحتلة، التي طوقتها اسرائيل بالمستوطنات الجديدة والكثيرة.
البلدة كنعانية، اسمها الكنعاني “اشتيموع” أي الهدوء أو الطاعة، والكنعانيون من العرق السامي، ساميون عاشوا قبل آلاف السنوات، أجادوا الزراعة والصناعة والتعدين، ولديهم ديانة متداولة، ومن آلهتهم “بعل” والذي صار اسمه في الجزيرة العربية “هبل”، وزوجته الإلهة “عناة” والتي صارت “اللات”.
امتد نفوذ الكنعانيين في فلسطين ولبنان وغرب الأردن وغرب سوريا.
وفي زمن الآشوريين تم احتلال أرض كنعان، وفرضت عليهم الجزية، ولكن لم يطل حكم الأشوريين، حيث تم احتلالها مجددًا من الفراعنة، ثم من الفرس، وبعد ذلك من الفراعنة مجددًا، ثم الفرس، ثم الفراعنة، وتعاقبت عليها الأحوال والأزمان، حتى حكمها الرومان.
وحولوا اسمها إلى “استيمواع”، ولا زالت جبالها وأراضيها مليئة بالآثار الكنعانية والفرعونية والرومانية، وحتى بعض أشجار الزيتون الروماني لا تزال مزروعة في الكثير من جبالها وأراضيها.
تقلَّبت الإمبراطوريات والدول والحكام، وحافظ الكنعانيون على لغتهم وعبادتهم، حتى تعرضت فلسطين للغزو العبري البربري، ويعترف بذلك العديد من المؤرخين، حتى التوراة تقر بوجود الكنعانيين في فلسطين، والذين وصفهم القرآن بالعماليق، ولن ندخل في متاهة التاريخ، فالكتب موجودة، لمن يريد قراءة التاريخ بشكل دقيق.
ولا أدري لم صارت “فلسطين” هذه البقعة الصغيرة، مركز الصراع الديني عليها، حيث ادعى اليهود أن الله أعطاهم هذه الأرض، وتتضارب الرواية التوراتية، فمرة منحها الله للنبي ابراهيم، ومرة للنبي يعقوب، وشتان بين الإثنين، فابراهيم أبو الأنبياء، وأبو العرب واليهود، ويعقوب أحد أنبياء بني اسرائيل، وهو الذي تقول الرواية التوراتية، أنه صادف الرب يتمشى في الجليل، فقام بتكتيفه، ورفض فك أسره، حتى يمنحه أرض كنعان، فأعطاه الرب كل هذه الأرض (لنسلك أعطي هذه الأرض أنت ومن بعدك)، ولهذا لقب يعقوب بإسرائيل لأنه أسر الرب، وكأن الله لعبة، أو دمية هشة، حاشا لله، أو كأنه طفل صغير، يمكن أن يظلم سكان البلاد الأصليين، ويعطي بلادهم لغيرهم، لمجرد أن أحدهم طلبها، وكأنها لعبة أطفال، بل إن لعبة الأطفال لا تقبل مثل هذه المبررات.
كل هذا قبل مجيء النبي موسى، ونزول الديانة اليهودية، فيعقوب كان يسكن في الخليل، وكان له أحد عشر ولدًا، من بينهم النبي يوسف الذي ذهب إلى مصر، بعد محاولة أخوته قتله بسبب الغيرة، نتيجة حب أبيه له، دون أخوته، ولكن إخوته لا يقتلونه بل يرمونه في جب عميق، حتى يلتقطه بعض التجار، ويصطحبونه إلى مصر، وهناك يصبح وزيرًا للمالية، فيطلب أباه وإخوته حتى الذين حاولوا قتله، ويأتي بهم إلى مصر، وفيها يقيمون ويعيشون، ويصبحون شيعًا وقبائل كثيرة.
وحين نقرأ التوراة التي تعدد عدد القبائل اليهودية التي خرجت من مصر، نكتشف أنها أشبه بالسجل المدني، ولا أحد يطرح الأسئلة، أين ذهب أقارب يعقوب الذين لم يذهبوا إلى مصر، لماذا انحصر اليهود في نسل يعقوب، وكل ذلك قبل مجيء موسى، ورفضه اضطهاد الفرعون لشعبه، وطردهم من مصر، وتيههم في سيناء أربعين سنة، حتى نزل الله عليهم الطعام، ثم محاولة دخولهم إلى فلسطين، وتصدي العمالقة لهم، والتفافهم من جنوب الأردن، وزحفهم شمالًا حتى جبل نبو في مادبا، ثم اختفاء النبي موسى، فلا أحد يذكر موت موسى ولا كيف مات ولا أين دفن، لكنهم يذكرون تسلم يوشع بن نون للقيادة بعده، وغزوه البربري لمدينة أريحا بمؤامرة من قبل إحدى المومسات، وقيامه بحرق كل شيء حي في المدينة من إنسان وحيوان.
ما هذا المنطق الغريب؟ أنت طردت من مصر، بسبب ظلم الفرعون، فلماذ تحرق مدينة أريحا، ولماذا تعيث فسادًا، وترتكب كل هذه المجازر بحق الفلسطينيين، بل إن حجم الحقد على الفلسطينيين يفوق حجم الحقد على فرعون الذي اضطهدهم واستحيى نساءهم وأذلهم، وتبدأ جرائمهم في مدن فلسطين، وباعتراف توراتهم ومؤرخيهم، ورغم أن ملك نابلس الكنعاني (شكيم) استضافهم ورحب بهم، وأسكنهم، يقومون بحبك مؤامرة ضده، لأن ابنه تقرب من إحدى بناتهم، فيقومون بتقطيع كل أعضاء أطفال نابلس التناسلية. يا إلى كم هو مرعب هذا الوصف!
على كل هناك باحثون نفوا كل هذه القصص، حتى حرق مدينة أريحا، لم يجدوا آثارًا، تدل على هذا الحدث، وحتى الهيكل المزعوم وتابوت العهد لا وجود لأي أثر لها، ولا وجود لآثار لمملكة سليمان أو داود، وربما كلها أساطير مؤسسة كما قال العديد من الباحثين العرب مثل كمال صليبي وفاضل الربيعي، وحتى روجيه جارودي الفرنسي.
التوارة تؤكد على وقوع هذه القصص، ولو عدنا إلى نظرية طه حسين وأستاذه مارجليوث والتي تقول بأن القصص الدينية ليست تاريخًا، ولا تعتبر وقائع حقيقة، لفهمنا الأمر، ولكن اللافت في النظر في قراءة التوراة نفسها، حجم العنف الهمجي والدموي الذي يرتكب ضد الشعب الفلسطيني، والذين تسميهم التوراة بالفلسطينيين، عنف يبعث على القهر والإشمئزاز، ويخلو من الإنسانية والمنطق، فأنت تصور بشاعة الفلسطينيين لأنهم يدافعون عن بيوتهم ومدنهم وقراهم ومساكنهم وممتلكاتهم ووجودهم، هذه هي جريمتهم، وكأن التاريخ يعيد نفسه، فالفلسطينيون إرهابيون لأنهم لا يقبلون الاحتلال ولا يعترفون به.
وحسب الدعاية الصيونية، والتي ظهرت الكثير من الدراسات التاريخية التي تشكك في كل هذه الروايات، وتنقُضها، أقيمت مملكة اليهود الأولى، ثم انقسمت إلى مملكتي يهودا والسامرة، حتى جاء نبوخذنصر عام 583 ق. م وقام بالسبي الأول لهم، ونقل الكثير منهم إلى بابل، وفيها كتبت التوراة، ثم جرى السبي الثاني، حتى جاء كورش الفارسي، وأعاد كثيرين منهم إلى فلسطين، حتى جاء الرومان، وهزموا الفرس، وسيطروا على الكثير من المناطق، حتى صار البحر الأبيض المتوسط بحيرة رومانية، فكل الدول التي تحيط بالبحر المتوسط اليوم، خضعت للسيطرة الرومانية، حتى مجيء المسيح، الذي ثار على اليهودية، وقام بثورة حقيقة ضد عبادة المال وتكديسه، وضد الظلم والفساد، وأطلق جملته الشهيرة: “اعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله”، و”ما جئت لأنقض الناموس بل لأتم الناموس”، وجاء بفكرة الفداء وخلاص البشرية، ولما بدأت الديانة المسيحية تنتشر، وخاف اليهود من مجيء المخلص، وشوا به للحاكم الروماني بيلاطس، والقصة مؤلمة لمن أراد الرجوع لكيفية خيانة المسيح، وتسليمه للرومان.
ويبدو أن اليهود رفضوا حكم الرومان، وأظهروا مقاومة لهم، فتم سحقهم، وكانت آخر معاقلهم في قلعة مسعدة، والتي صارت تسمى اليوم عقدة مسادا، حين رفض المحاصرون اليهود تسليم أنفسهم وأسلحتهم للرومان، فقتلوهم جميعهم، وقرر الرومان طردهم من فلسطين ومن مدينة القدس بالتحديد، وكتب القائد الروماني تيطس وبثلاث لغات على باب مدينة القدس، عام 70 ميلادية، “حرم على هذا الجنس البشري الذي نبذه التاريخ دخول هذه المدينة للأبد”.
ظل الرومان أكثر من ستة قرون يحكمون المنطقة، وظل صراعهم مع الفرس مستمرًا، حتى جاء الإسلام، في القرن السابع الميلادي، وبدأت الصلاة على القدس كقبلة أولى للمسلمين، وجاءت قصة الإسراء والمعراج، لربط القدس بالدين الجديد، واستطاع العرب أن يهزموا الإمبراطوريتين الأكبر في التاريخ، وبدأت الفتوحات الإسلامية، وكان المسيحيون العرب في بلاد الشام من المرحبين بدخول الإسلام، لتخليصهم من الظلم الروماني، وجاء الخليفة عمر بن الخطاب إلى القدس، ورفض الصلاة في كنيسة القيامة، بل وثَّق العهدة العمرية مع مطران القدس صوفرونيوس. وبدأ أهل فلسطين وبلاد الشام يدخلون الإسلام. وصارت فلسطين مثلها مثل العراق وبلاد الشام ومصر وغيرها عربية إسلامية.
استمر الحكم العربي، والذي بدأ بالأمويين بعد الخلافة الراشدية، ثم العباسيين، وتفككت سيطرة العباسيين في عهودهم الأخيرة، وتقلبت أنظمة الحكم في مصر وبلاد الشام، حتى جاءت الحملات الصليبية في القرن الحادي عشر، ومثل بقية مناطق بلاد الشام، وبعض أراضي تركيا الحالية، وجزء من أراضي مصر، وقعت بلدتنا تحت حكم الفرنجة خلال الحروب الصليبية، والذين اختاروا بلدتنا كموقع عسكري، وقاموا بتحصينها، وحولوا اسمها الكنعاني “Asthemoe” إلى “Semoa”. ولعل اسم السيميا الحالي مأخوذ من هذا الاسم، وهي أول أراضي السموع من جهة الشمال، والتي تصادف القادم للبلدة من الخليل أو الظاهرية، وهي منطقة جبلية واسعة الأرجاء، تصل حتى حدود الظاهرية القريبة غربًا، وتمتد حتى بلدة “يطا” شرقًا، فيها العديد من المحاجر، وكانت أغلب أراض السيميا مملوكة لعائلة أبي عقيل، ولسيدي سلامة الحصة الأكبر فيها، حسب الطابو العثماني.
بعد الاحتلال الاسرائيلي، وفي الثمانينات تقريبًا تمت إقامة مستوطنة يهودية شمال هذه الأراضي، وعلى مدخل البلدة الرئيس، والتي ترفع الأعلام الإسرائيلية، على جانبي الطريق باعتبارها أراض اسرائيلية وليست فلسطينية، حسب اتفاق أوسلو، وقد تمت مصادرة الكثير من الأراضي، حولها، وتم تطويقها بالطرق الإلتفافية، وبالعديد من الأسلاك الشائكة، ولكنها مستوطنة صغيرة جدًا، وعدد بيوتها قليل، غير أن المستعمرة الأكبر هي التي أقيمت في منطقة عتير جنوب البلدة.
***
نسيت القول، أن في بلدتنا آثار مدينة تحت الأرض، شمال البلدة، قريبة من منطقة السيميا، تسمى “مجد الباع”، دخلت فيها مرة؛ ورأيت فيها محاكم وإسطبلات خيل، وبرك مياه لم يصلها علماء الآثار، ولعلها بالفعل حفرت كسجن في زمن الرومان، أو من قبلهم.
وفي وسط البلدة، بعيدًا عن هذه الآثار، هناك مبان قديمة مهدمة، مكتوبةٌ على حجارتها حروف رومانية، وقد ظلت هذه المباني على حالها حتى اليوم، لكن قوات الإحتلال طوَّقت أحد هذه المباني المهجورة، وسط البلدة، بعد حرب الأيام الستة، أو نكسة ال67، وادَّعت أنه كنيس يهودي قديم، وقامت بنقض حجارته، بعد ترقيمها، ثم أعادت بناءها، بعد أن سرقت كل ما وجدته تحت الأرض؛ من جرار وفسيفساء، كما طوَّقت بئراً مهجورة، صار يزوره المتطرفون اليهود، ويصلون عنده، حتى اليوم.
وقد بُنيَّ مسجد باسم الخليفة عمر بن الخطاب، فوق مبنى قديم كان يسمى “الولي” وأظن أنه ينسب إلى ولي اسمه عبدالله، ويقال أن عمراً استراح، أو نام فيه مع ناقته، وهو في طريقه إلى بيت المقدس.
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
الهيبة بطلاً لبطولة “فلسطين قضيتنا الأولى” لكرة القدم بمديرية كشر في حجة
الوحدة نيوز/ أحرز فريق الهيبة كأس بطولة “فلسطين قضيتنا الأولى” لكرة القدم بمديرية كشر في محافظة حجة.
توج الهيبة بالبطولة التي نظمها فرع مكتب الشباب والرياضة بالمديرية بمشاركة ثماني فرق، إثر فوزه في النهائي على فريق الاتحاد من نقطة الجزاء 4 مقابل 3 بعد انتهاء المباراة بالتعادل بهدف لمثله.
وأوضح مدير فرع مكتب الشباب والرياضة بالمديرية فواز رسام أهمية هذه البطولات لتعزيز ارتباط الشباب بالقضية الفلسطينية وصقل مهارات اللاعبين واكتشاف المواهب.
وأشار إلى المستوى الذي ظهرت عليه البطولة والتنافس المحموم بين الفرق المشاركة.
عقب المباراة تم تكريم البطل والوصيف واللاعبين المتميزين.