يتريّث في إعلانه.. ما موقف حزب الله من التمديد لقائد الجيش؟
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
في وقت لا تزال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة متواصلة، ومعها "انعكاساتها" غير الخافية على الجبهة اللبنانية، وتحديدًا الجنوبية، يستمرّ "جدل" التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون في تصدّر الأجندة السياسية في البلاد هذه الأيام، في ظلّ انقسام عموديّ يثيره الملف بين مختلف الأفرقاء، قبل أقلّ من شهرين من "شغور" يخشاه كثيرون على رأس المؤسسة العسكرية، في حال انتهاء ولاية "القائد" من دون تعيين ولا تمديد.
بين الأفرقاء من "حسم" موقفه، كما فعل "الخصمان التقليديان" على الساحة المسيحية، "القوات اللبنانية" التي تؤيد التمديد، وطرحت مشروع قانون في مجلس النواب لإنجازه عمليًا، وفي المقابل "التيار الوطني الحر" الذي يعارض فكرة التمديد بالمطلق، لأسبابٍ يقول هو إنّها "مبدئية"، وهو الذي رفض التمديد في كلّ المناصب، بما فيها تلك التي تخصّه، فيما يقول خصومه إنها "شخصية"، مرتبطة بالرغبة بـ"إزاحة" عون من المشهد الرئاسيّ.
لكن بين الأفرقاء من لم يحسم موقفه بعد، أو ربما "يتريّث" في الإعلان عنه، لأسباب واعتبارات تبدو متفاوتة، وعلى رأس هؤلاء يقف "حزب الله" الذي تكثر "الاجتهادات" حول حقيقة مقاربته، بين من يضعه في صفّ معارضي التمديد، أسوةً بباسيل، ومن يعتبر أنّه يميل لتأييده في نهاية المطاف، تحت عنوان "الضرورة"، فما هو الموقف الحقيقيّ للحزب من الملف؟ ومتى يتوقَّع أن يكشف النقاب عنه؟
اعتبارات "حزب الله"
بحسب ما يقول العارفون، فإنّ لـ"حزب الله" اعتباراته الخاصة التي تتحكّم بموقفه من التمديد لقائد الجيش، وإن بدت "متناقضة" في مكانٍ ما، ومن بينها العلاقة مع "القائد"، التي مرّت بصعود وهبوط، لكنّها حافظت على "استقرارها" في معظم المراحل، خصوصًا في الفترة الأخيرة، من حادثة الكحالة الشهيرة إلى توترات الجنوب، ما يطرح السؤال إن كان "ميّالاً" إلى إبقاء القديم على قدمه، أقلّه حتى تضع الحرب أوزارها.
لكنّ هذه الاعتبارات تصطدم على ما يبدو باعتبارات أخرى "مضادة"، من بينها موقف رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل، الذي يحرص "حزب الله" على عدم إغضابه أو استفزازه في هذه المرحلة، بل مراعاة خواطره، خصوصًا بعد الموقف الذي اتخذه منذ بدء العدوان على غزة، والذي يصنّفه الحزب "إيجابيًا"، في مقابل مواقف بعض القوى المسيحية التي جاءت لتكرّس الانقسام، حتى في زمن الحرب.
وإذا كان من ضمن الاعتبارات التي يستند إليها "حزب الله" في تحديد موقفه، تموضع رئيس مجلس النواب نبيه بري، الرافض لمصادرة صلاحياته، فإنّ هناك من يعتبر أنّ "حزب الله" لا يمكن أن يسير بقانون للتمديد لقائد الجيش مقترَح من كتلة "الجمهورية القوية" تحديدًا، أي من "القوات اللبنانية"، وخصوصًا إذا كانت بعض التحليلات تعتبر أنّ تقديم الكتلة لهذا الاقتراح لم يأتِ سوى من باب "النكايات السياسية" بينها وبين باسيل.
الموقف الحقيقي لـ"حزب الله"
لكن، وسط هذه الاعتبارات، يبدو أنّ موقف "حزب الله" النهائي غير محسوم بعد، وفق ما يقول العارفون، الذين يشيرون إلى أنّ ما هو "محسوم" حتى الآن، قد يكون أن الحزب يفضّل "التريّث" قبل إطلاق أيّ موقف، وأنّه يعتبر أن بند التمديد لقائد الجيش، ولو تصدّر الأجندة السياسية الداخلية، لا يزال سابقًا لأوانه، باعتبار أنّ كلّ الظروف يمكن أن تتغيّر من الآن وحتى موعد انتهاء ولاية قائد الجيش مطلع العام المقبل.
ثمّة من يقول في هذا الإطار إنّ أولوية "حزب الله" الوحيدة الآن مركّزة على الجبهة الميدانية، من قطاع غزة إلى جنوب لبنان، وبالتالي فإنّ كلّ حساباته تنطلق من تطورات الميدان أولاً وأخيرًا، ويعني ذلك أنّ كل الاستحقاقات السياسية، وحتى الأمنيّة، مؤجّلة حتى تنضج الظروف والمعطيات، وهو ما يفسّر مثلاً "تهميش" ملف رئاسة الجمهورية، رغم أنّ البعض يدفع باتجاه حسمه قبل الحديث عن قيادة الجيش.
عمومًا، يقول العارفون إنّ الموقف "المبدئي" للحزب قد لا يكون مؤيّدًا للتمديد، ليس فقط مراعاة لخواطر باسيل وغيره، ولكن انطلاقًا من "المبدأ" الذي حكم التعامل مع قادة مؤسسات أخرى، كمديرية الأمن العام وحاكمية مصرف لبنان، لكنهم يتحدّثون عن "مرونة" قد تحكم موقف الحزب في ربع الساعة الأخيرة، لكنها "مرونة" تبقى مشروطة بـ"إجماع وطني" يعتقد الحزب أنّه ضروري لحسم مثل هذا الملف الدقيق.
بالنسبة إلى "حزب الله"، فإنّ الأولوية المطلقة تبقى اليوم مركّزة على ما يجري في الجنوب، حيث تُقرَع طبول الحرب أكثر فأكثر، مع كلّ يوم يمرّ، ولو بقي السيناريو "مُستبعَدًا" من حيث المنطق، للكثير من الأسباب والاعتبارات. لذلك، يتريّث "الحزب" في حسم موقفه من قيادة الجيش، ورئاسة الجمهورية، وغيرها من الأمور، التي قد تكون محكومة باحتمالين لا ثالث لهما، إما توافق وطني، أو انتظار لما بعد حرب غزة..
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: التمدید لقائد الجیش حزب الله
إقرأ أيضاً:
حزب الله والتطورات الحدودية مع اسرائيل وسوريا: لا تختبروا صبرنا وصمتنا
كتب ابراهيم بيرم في" النهار": على رغم أن المشهد المحتقن والساخن على المحورين الحدوديين جنوبا وشرقا يشي بأن حزب الله قد قرر لتوه مغادرة مرحلة "العضّ على الجراح" بذريعة أنه خرج من مواجهات الـ16 شهراً "مثخنا بالجراحات" كما قال أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، فإن أوساطا على صلة بدوائر القرار في الحزب تدرج حادثي الحدود في خانة الدفاع عن النفس ليس إلا، أو في أحسن الحالات إنها عبارة عن رسائل موجهة إلى من يعنيهم الأمر، فحواها أن عليكم ألا تختبروا صبرنا وصمتنا بعد اليوم، إذ لا نزال نملك قدرات وخيارات تثبت "أننا رغم ما نقاسيه لم نُعدم الحيلة والوسيلة".
وتقول تلك المصادر إنه على رغم التزام الحزب التام اتفاق وقف الأعمال الحربية طوال الأشهر الأربعة الأخيرة التي تلت سريان ذلك الاتفاق، فإن الإسرائيلي أمعن في الاستفزاز والأعمال العدوانية ومضى يشهر حربه اليومية علينا، ولقد رفع أخيرا منسوبها إلى أقصى الحدود ما أدى إلى:
- إلحاق الضرر بنحو 19 بلدة حدودية، وجعلها مدمرة بنسبة تتجاوز الـ90 في المئة، وفضلا عن ذلك منع الأهالي من العودة الكريمة إليها، إن لجهة منع إعادة إعمار ما تهدم أو لناحية تخريب البيوت الجاهزة في 7 بلدات حدودية، قبِل أهاليها أن تركّب هذه البيوت لتكون بمثابة رأس جسر يتحدى سياسة الاحتلال الرامية إلى إعدام فرص الحياة في هذه البلدات وإبقائها حزاما عازلا وميتا.
- ضاعف الإسرائيلي ثلاث مرات مساحة الأرض المقضومة بعيد سريان وقف النار.
- واصل الإسرائيلي حربه الضارية على الحزب وجهازه المقاتل نفسه، فاغتال بالمسيّرات إلى الأمس نحو 121 عنصرا من كوادر الحزب الأساسيين، بما يوازي تقريبا كل الصف القيادي الثالث في الهرم العسكري.
وفي تقدير تلك المصادر أن الإسرائيلي ينفذ قراراً يقضي بألا يُعطى الحزب أدنى فرصة لالتقاط الأنفاس واستعادة المبادرة، وآخر شاهد على ذلك أن الإسرائيلي نفذ خلال يومي السبت والأحد الماضيين 6 عمليات اغتيال بالمسيّرات أدت إلى سقوط 8 من عناصر الحزب، وهو رقم قياسي غير مسبوق، خصوصا أنه ترافق مع أعمال قنص وتمدد إلى داخل 6 بلدات حدودية، وأرفق ذلك بغارات ليلية على 5 معابر حدودية بين لبنان وسوريا.
واقع الحال الميداني هذا فرض على الحزب اجتراح ردّ ما، فكانت الرصاصة التي ذكر أنها انطلقت من يارون الحدودية بمثابة الرد والتحدي الأوّلي.
ولهذا الرد وفق المصادر إياها وجهتان عند الحزب، الأولى نحو تل أبيب الماضية قدما في سياسة ممارسة أقصى الضغوط، ووالثانية نحو الداخل اللبناني حيث بدا خصوم الحزب يتصرفون من منطلق أن نجمه على وشك الأفول وأنه بات عاجزا عن أي فعل رادع.
وإذا كان الحزب قد اتخذ على الحدود الجنوبية وضع الدفاع عن النفس، فإن تطورات الموقف على الحدود الشرقية توحي بأنه قد قرر الانتقال إلى موقع الهجوم.
وعلى رغم أن الحزب نفى ثلاث مرات أي علاقة له بالأحداث السورية، سواء منها أحداث الساحل السوري وقبلها أحداث الحدود، فالثابت أن هذا النفي سيكون لاحقاً غير مقنع وغير كاف لكي ينأى بنفسه تماما ويثبت بالملموس أنه ليس في وارد العودة ثانية إلى الساحة السورية، وأن خروجه منها هو خروج نهائي، وذلك عائد إلى اعتبارات ثلاثة:
الأول أن الحكّام الجدد في سوريا يحتاجون إلى إدخال الحزب في المواجهات لكي يغطوا على حرب الساحل السوري التي أعادتهم إلى صورة الميليشيا المتطرفة.
الثاني أن العشائر البقاعية التي تواجه هي جزء من البيئة الحاضنة للحزب، وليس في مقدوره التخلي عنها طويلا.
الثالث أن الحزب مضطر في نهاية المطاف إلى أن يقدم برهانا على أنه ما زال قادرا ولم يتحول بعد إلى حزب سياسي محض، فضلا عن يقينه أن أعداءه لن يتركوا له الفرصة لكي يرتاح ويستعيد توازنه وأوراق القوة. مواضيع ذات صلة "حزب الله" بين "الصبر الاستراتيجي" والإصلاح الداخلي Lebanon 24 "حزب الله" بين "الصبر الاستراتيجي" والإصلاح الداخلي 18/03/2025 05:33:33 18/03/2025 05:33:33 Lebanon 24 Lebanon 24 "حزب الله".. الصبر حتى الانتخابات Lebanon 24 "حزب الله".. الصبر حتى الانتخابات
18/03/2025 05:33:33 18/03/2025 05:33:33 Lebanon 24 Lebanon 24 "حزب الله" في "استراحة محارب".. متى تنتهي مرحلة "الصبر"؟! Lebanon 24 "حزب الله" في "استراحة محارب".. متى تنتهي مرحلة "الصبر"؟!
18/03/2025 05:33:33 18/03/2025 05:33:33 Lebanon 24 Lebanon 24 ماذا فعل الشيباني مع غليون وصبرة حتى شغل السوريين؟ Lebanon 24 ماذا فعل الشيباني مع غليون وصبرة حتى شغل السوريين؟
18/03/2025 05:33:33 18/03/2025 05:33:33 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً
خلافات تؤجل البحث في آلية التعيينات وتعيين حاكم المركزي
Lebanon 24 خلافات تؤجل البحث في آلية التعيينات وتعيين حاكم المركزي
23:06 | 2025-03-17 17/03/2025 11:06:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الإحتلال الاسرائيلي يعلن منع الإعمار في القرى المهدّمة...الامم المتحدة: التفاؤل حذر
Lebanon 24 الإحتلال الاسرائيلي يعلن منع الإعمار في القرى المهدّمة...الامم المتحدة: التفاؤل حذر
23:07 | 2025-03-17 17/03/2025 11:07:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الانتخابات البلدية: جهوزيّة سياسيّة وحديث عن " تأجيل تقني" بضعة أشهر
Lebanon 24 الانتخابات البلدية: جهوزيّة سياسيّة وحديث عن " تأجيل تقني" بضعة أشهر
23:09 | 2025-03-17 17/03/2025 11:09:00 Lebanon 24 Lebanon 24 استنفار في مواجهة اشتباكات الحدود الشرقية وتعليمات للجيش بردّ حاسم
Lebanon 24 استنفار في مواجهة اشتباكات الحدود الشرقية وتعليمات للجيش بردّ حاسم
23:04 | 2025-03-17 17/03/2025 11:04:00 Lebanon 24 Lebanon 24 التهريب لم يتوقّف
Lebanon 24 التهريب لم يتوقّف
18:29 | 2025-03-17 17/03/2025 06:29:54 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة
هل تذكرون الفنانة اللبنانية ألين خلف؟ شاهدوا كيف أصبحت بعد ابتعادها عن الساحة الفنية (صورة)
Lebanon 24 هل تذكرون الفنانة اللبنانية ألين خلف؟ شاهدوا كيف أصبحت بعد ابتعادها عن الساحة الفنية (صورة)
03:21 | 2025-03-17 17/03/2025 03:21:56 Lebanon 24 Lebanon 24 هو من أصل فلسطيني.. فنانة لبنانية غائبة بلقطة رومانسية مع زوجها: "حب حياتي" (صورة)
Lebanon 24 هو من أصل فلسطيني.. فنانة لبنانية غائبة بلقطة رومانسية مع زوجها: "حب حياتي" (صورة)
05:43 | 2025-03-17 17/03/2025 05:43:24 Lebanon 24 Lebanon 24 للمرة الأولى.. ايمي سمير غانم تتحدث عن جنس مولودها الثاني (فيديو)
Lebanon 24 للمرة الأولى.. ايمي سمير غانم تتحدث عن جنس مولودها الثاني (فيديو)
05:24 | 2025-03-17 17/03/2025 05:24:35 Lebanon 24 Lebanon 24 حال الطقس: أمطار غزيرة وثلوج على 800 متر حتى هذا اليوم
Lebanon 24 حال الطقس: أمطار غزيرة وثلوج على 800 متر حتى هذا اليوم
04:15 | 2025-03-17 17/03/2025 04:15:29 Lebanon 24 Lebanon 24 مفاجأة عن "حزب الله" يعلنها ضباط إيرانيون.. الكلامُ "غير عادي"
Lebanon 24 مفاجأة عن "حزب الله" يعلنها ضباط إيرانيون.. الكلامُ "غير عادي"
13:00 | 2025-03-17 17/03/2025 01:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان
23:06 | 2025-03-17 خلافات تؤجل البحث في آلية التعيينات وتعيين حاكم المركزي 23:07 | 2025-03-17 الإحتلال الاسرائيلي يعلن منع الإعمار في القرى المهدّمة...الامم المتحدة: التفاؤل حذر 23:09 | 2025-03-17 الانتخابات البلدية: جهوزيّة سياسيّة وحديث عن " تأجيل تقني" بضعة أشهر 23:04 | 2025-03-17 استنفار في مواجهة اشتباكات الحدود الشرقية وتعليمات للجيش بردّ حاسم 18:29 | 2025-03-17 التهريب لم يتوقّف 17:59 | 2025-03-17 الخطيب: على الدولة إعادة الإسكان والبناء فيديو فنّانة تتكلم عن تعرضها للتنمر (فيديو)
Lebanon 24 فنّانة تتكلم عن تعرضها للتنمر (فيديو)
04:42 | 2025-03-16 18/03/2025 05:33:33 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو.. تشوّه بسبب "ستاربكس" فحصل على هذا التعويض الكبير
Lebanon 24 بالفيديو.. تشوّه بسبب "ستاربكس" فحصل على هذا التعويض الكبير
02:31 | 2025-03-16 18/03/2025 05:33:33 Lebanon 24 Lebanon 24 عاصفة ورياح وأعاصير ضخمة تضرب أميركا.. قتلى ودمار (فيديو)
Lebanon 24 عاصفة ورياح وأعاصير ضخمة تضرب أميركا.. قتلى ودمار (فيديو)
00:27 | 2025-03-16 18/03/2025 05:33:33 Lebanon 24 Lebanon 24
Download our application
مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد رمضانيات عربي-دولي فنون ومشاهير متفرقات
Download our application
Follow Us
Download our application
بريد إلكتروني غير صالح Softimpact
Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24