المفتي قبلان: المطلوب حماية القرار اللبناني من الوهم الأميركي
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، أكد فيها أن "إسرائيل لم تربح الحرب ولن تربح الحرب، وما يجري على أرض غزة وفلسطين حسم حقيقة أن إسرائيل خسرت الحرب، ونتنياهو مدمر نفسيا كما يقول طبيبه النفسي موشيه ياتوم، والأسطورة الصهيونية تبددت، واللحظة لحظة تاريخ جديد، ومشهد القواعد الأميركية الغارقة بالمسيرات والصواريخ، تؤكد أن الشرق الأوسط تغير، وأن غزة هي الثقب الأسود، وما يجري فيها حرب خاسرة وإسرائيل تنتحر، والمطلوب من المطبعين العرب فهم دروس التاريخ، وأخذ خيارات بديلة، لأن الغول الصهيوني انتهى، وما نراه اليوم ترسانة الأطلسي إنما هو لحماية صورة تل أبيب، ولن يحكم قطاع غزة إلا المقاومة وفصائلها، وسلطاتها الوطنية، وكل هذا الزعيق الصهيوني بكل ترسانته لن يغير التاريخ".
ووجه المفتي قبلان خطابه للعرب: "مصلحتكم بإدانة تل أبيب ومخاصمتها، لا التطبيع معها، والعلاقة مع إيران ضمانة للمنطقة، وربح للعرب وإيران، وتل أبيب قوّة تحتاج إلى وجود الأطلسي الدائم لتبقى، وهي لن تبقى إن شاء الله، فزوال إسرائيل حتمية تاريخية، والجامعة العربية مطالبة بأخذ موقف يليق بصمود غزة وفلسطين، يليق بأطفالها ونسائها، يليق بشهدائها الأبرار، وشعبها الصامد الجبار، ومن يربح الوقوف مع غزة إنما يربح الحاضر والمستقبل".
أضاف: "كموقف للتاريخ لا بد من شكر اليمن والفصائل العراقية، ورفع تاج الشرف لمقاومة لبنان وطهران وكل دولة وكيان وقف إلى جانب غزة وفصائلها، سيما دول أميركا اللاتينية، ومهما كان شكل نهاية الحرب فإن غزة انتصرت استراتيجيا، وإسرائيل خسرت الحرب".
وختم المفتي قبلان موجها خطابه للبنانيين: "لقد أصبح واضحا، أن واشنطن تاجر دم ومرتزقة مصالح وقوة تعتمد التهويل للإطباق على الأنظمة السياسية ومراكز القرار، ونحن كلبنانيين عشنا معا وسنعيش معا إلى الأبد، والمطلوب اليوم حماية القرار اللبناني من الوهم الأميركي، والخلاص سريعا من بالوعة الفراغ الرئاسي، والحل بتسوية لبنانية داخلية من دون انتظار. وانتظار الموجة الدولية ونهاية حرب غزة لن يفيد المنتظرين، والشراكة الوطنية عنوان وجود لبنان، والشراكة الإسلامية المسيحية عنوان بقائه، ويبقى لبنان قلعة صمود وسيادة، والمقاومة أكبر قلاع هذه السيادة".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
المفتي: الإسلام سبق النظم الحديثة في حماية البيئة
أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الإسلام سبق كل النُّظُم الحديثة في الاهتمام بالبيئة والحفاظ عليها، حيث وضع منهجًا متكاملًا لحمايتها من الفساد والتدمير، انطلاقًا من مبدأ الاستخلاف الذي جعله الله للإنسان في الأرض، وجعله مسئولًا عن إعمارها وعدم الإضرار بها، مشيرًا إلى أن الاعتداء على البيئة هو خروج عن القانون الإلهي، وظلم للأجيال القادمة، وتناقض مع مبدأ التعمير الذي أمر به الإسلام، والذي يعد أحد الأسس الكبرى في المنظومة الإسلامية.
آثاره مدمرة.. مفتي الجمهورية يحذر من الحقد والحسد
هبة ربانية.. مفتي الجمهورية يكشف خطوات الوصول للسكينة والطمأنينة النفسية
مفتي الجمهورية: راتب الزوجة حق لها والنفقة واجبة عليها حتى لو كانت غنية
مفتي الجمهورية: العبادة ليست فقط صلاة وصياما بل تشمل كل أعمال الخير والإحسان
وأوضح فضيلته، خلال لقائه التلفزيوني اليومي مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج "اسأل المفتي" على فضائية "صدى البلد"، أن مسئولية الإنسان تجاه البيئة نابعة من كونه خليفة لله في الأرض، وهذه الخلافة تقتضي الأمانة وحسن التعامل مع الكون بما فيه من نباتات وحيوانات ومياه وأراضٍ، مشيرًا إلى أن الله تعالى أوضح في كتابه الكريم ضرورة الحفاظ على البيئة، فقال: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا} [الأعراف: 56]، كما قال عز وجل: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31].
وأشار فضيلته إلى أن هذا المنهج يعكس رؤية الإسلام القائمة على الاعتدال والتوازن في استخدام الموارد الطبيعية، دون استنزافها أو إفسادها، وهو ما يتجلى في توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: "لا تسرف ولو كنت على نهر جارٍ".
وأوضح أن هذا الحديث يعكس حرص الإسلام على ترشيد استهلاك الموارد وعدم الإسراف في استخدامها، حتى في الأمور المشروعة مثل الوضوء، إذ يعد الإسراف في استهلاك المياه والموارد الطبيعية خروجًا على تعاليم الإسلام، لأنه يؤدي إلى إهدار النعمة وعدم شكرها، والله تعالى يقول: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7].