سودانايل:
2024-07-08@11:45:58 GMT

تجربة دوائر الخريجين..هل من عودة تاني؟

تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT

عدة منطلقات تدفعني لكتابة هذا المقال، بل وتحفزني للمطالبة بعودة تجربة دوائر الخريجين في الانتخابات التشريعية القادمة..
من هذه المنطلقات ..التجربة نفسها فهي ليست بالجديدة علينا،فقد خبرناها في فترات متفرقة من تجاربنا الديمقراطية كان ذلك في الأعوام: 1953,1965,1968والعام 1986 ...,ومن الصعوبة بمكان الحكم بفشل أو نجاح تلك التجارب ،لأن الديمقراطية نفسها لم تمنح فرصة الأستدامة.


المنطلق الثالث ،طبيعة ونوعية وخصوصية ثورة ديسمبر المجيدة...فهي ثورة وعي واستنارة، قادتها الشباب الواعي المثقف المدرك لقضايا وطنه،وتختلف بذلك عن بقية الثورات الكبري التي عرفها السودان...فحاليا ،
وحسب الاحصائيات الرسمية،توجد في السودان نحو خمسة وستين مؤسسة تعلمية علي مستوي الجامعات والمعاهد العليا..منها(41) مؤسسة حكومية ..و(24) مؤسسة تعلمية عليا تابعة للقطاع الخاص..مما يعني ارتفاع عدد الخريجين من الجامعيين والمعاهد العليا بنسب عالية جدا مقارنة بالفترات السابقة..وبذلك تتغير فكرة تعريف(من هو الخريج ؟) عما كان عليه التعريف في المراحل السابقة..فقد كان المستوي التعليمي المستهدف هو المستوي الثانوي ثم
الثانوي والدراسة المتقدمة بعامين كحد أدني..
كان ذلك هو الحال حتي اخر تجربة لدوائر الخريجين في العام 1986.أما الأن فقد أصبحنا أمام متغير جديد بارتفاع نسب فرص التعليم الجامعي وزيادة عدد الخريجين الجامعيين الأمر الذي يؤشر بدخول شريحة اجتماعية جديدة ذات قوة عددية وثقل معرفي يجعلها ذات تأثير في الحراك الثقافي والسياسي والاجتماعي ،الأمر الذي يصعب تجاهله.
اما المنطلق الثالث،فهو غياب المثقف والمتعلم المستنير ،زمانا طويلا عن المشاركة في أحداث بلده الكبري ومنها القضايا السياسية..مما أفسح المجال والفرص للطفيليات الاجتماعية ،ذات المحدودية في التفكير والتفعيل في الحراك السياسي والوظيفي للمجتمع ،مما أثر وأضعف الدور السياسي للاحزاب والجماعات السياسية والجهوية والمستقلة،وانعكاس ذلك علي الأداء الحكومي والتمثيل الديمقراطي في مؤسسات الحكم على مستوي المركز والأقاليم،فكان لابد من تغذية المجال السياسي بروافع علمية مستنيرة تتجاوز الانزلاقات الحزبية الضيقة....لابد من إعطاء الملكات الإبداعية الفرصة بالمشاركة في أجهزة الحكم بفعالية ودراية كن خلال المشاركة في جهاز الدولة التشريعي والتنفيذي.
وتستوجب هذه المنطلقات ،بالضرورة ، إصلاح النظام الانتخابي ومعالجة أوجه القصور فيه ،وذلك من أجل إستدامة
النظام الديمقراطي حيث كان غياب المثقف السوداني وعدم مشاركته في أجهزة الحكم التشريعية ،بالذات، سببا من أسباب فشل إستدامة الديمقراطية وفشلها في الوقوف أمام الانقلابات العسكرية.
إن الدعوة إلي إعادة تجربة دوائر الخريجين ،يجب ألا يفسر بأنه إمتياز أو صوت إضافي أو تأليه للصفوة..بل هي دعوة لتصحيح تجربة النظام الانتخابي في السودان،بعودة دوائر القوي الحديثة المستنيرة،باعتبار ذلك من استحقاقات ثورة الوعي ،حتي لا نتردي مجددا في مستنقع الأداء الحزبي الذي خبرناه بذاك الوجه المشوه منذ فجر الاستقلال.
وبطبيعة الحال، فلن ندخل في طبيعة وكيفية هذه العودة وكيف يمكن تجاوز سلبياتها أو تعزيز ايجابياتها، وغير ذلك من العناوين الفرعية ذات العلاقة...فكل ذلك وغيره ،يترك لاتفاق القوي السياسية ومفوضية الانتخابات المستقلة، ولكن ما يهمنا ،حقيقة، هو قبول الفكرة بعودة التجربة...تجربة دوائر الخريجين بمفهومها ومواصفاتها الجديدة حتي يكون لهم دورا في استدامة النظام الديمقراطي في السودان..وبشكل استثنائي يضع في الاعتبار حساسية المرحلة التي تمر بها البلاد وتعقيداتها الداخلية والخارجية.
د.فراج الشيخ الفراري
f.4u4f@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

مصر تشدد على ضرورة وقف الحرب

لمناقشة أحداث الحرب المستمرة منذ أكثر من عام في السودان، انطلق مؤتمر القوى السياسية المدنية السودانية في القاهرة، اليوم .
خطر على المنطقة والعالم
فقد شدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في كلمة له، على أن تبعات الأزمة السودانية تشكل خطرا على المنطقة والعالم.
وأكد على وجوب وقف العمليات العسكرية في السودان فورا.
كما تابع أن على المجتمع الدولي التحرك العاجل لإيقاف حرب السودان.
واعتبر أن أي حل للأزمة في السودان يبدأ من الداخل فقط، لافتا إلى أن هذا المؤتمر ينعقد في لحظة تاريخية فارقة في حياة السودانيين.
وأوضح أن الأزمة السودانية تؤثر على قوى الجوار السوداني وإفريقيا والعالم العربي، مشيرا إلى أن النزاع أجبر الملايين على النزوح واللجوء داخل البلاد وخارجها.
ورأى أن حدة القوات المسلحة السودانية لها أهمية بالغة أثبتتها التطورات الجارية لحماية السودان.

شركاء إقليميون ودوليون
يشار إلى أن العاصمة المصرية القاهرة، تستضيف اليوم السبت، مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية بحضور الشركاء الإقليميين والدوليين.
ويهدف المؤتمر إلى الاستماع لرؤية الحاضرين حول التداعيات السلبية للصراع الراهن في السودان، وطرق معالجته.

العربية نت

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • حاكم أم القيوين يصدر مرسوماً أميرياً بشأن دمج دوائر حكومية
  • متى ينعتق السودان ونخبه السياسية عن الدوران في فلك الأنظمة المصرية؟
  • الحكمة عن عودة الصدريين للساحة السياسية: يجب ان تكون من الأبواب الشرعية
  • عضو «خارجية النواب»: عودة الحوار الوطني بعد التغيير الوزاري تعكس جدية الدولة
  • وصفه بالإقصائي.. «مجلس البجا» يرفض مخرجات مؤتمر القاهرة
  • بيانات اللاجئين السوريين تتسرب من دوائر الهجرة التركية.. تفاصيل
  • عبدالله حمدوك: يمكن الاستمرار في جهود وقف الحرب بالتوازي مع العملية السياسية
  • رئيس حزب «المؤتمر» السوداني: وقف الحرب مطلب ملح بالنظر للمعاناة الإنسانية
  • مصر تشدد على ضرورة وقف الحرب
  • السودان: رسائل إلى المجتمعين في القاهرة