الحرب والدعوة لبروز طريقة تفكير آخر
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
أن طريقة التفكير التي صعدت الأزمة في البلاد، و أوصلتها للحرب؛ لا يمكن أن تكون صالحة أن توقف الحرب، و تسهم في عملية بناء السودان. و لابد من وجود عقلية جديدة لها رؤى تخالف ما كان سائدا في السابق، و الفكر وحده هو الذي يقود إلي مسارات جديدة، و يخلق طريقة مغايرة للتفكير. أن طريقة التفكير السائدة لم تستطيع أن تنقل تفكير الناس لمربعات جديدة تتجاوز حدة الاستقطاب الحادثة في المجتمع.
بدأت بعض النخب السودانية أن تقدم أراء جديدة و جدير أن يقف المرء عندها. يقول الدكتور الواثق كمير في حديث مسجل له، (أن النخب السياسية إذا ظلت تقف عند استلام السلطة فقط من العسكر و غيرهم، لن تساعد في حل المشكل بل تعمق الأزمة أكثر، و كان عليها أن تكون في مقدمة أجندتها قضية إعادة بناء الدولة " أن البلاد في حاجة إلي إعادة النظر في هيكلية الدولة، و مخاطبة جذور المشكلة التي قادت للحروب و النزاعات التي حدثت في البلاد، و أدت إلي عدم الاستقرار السياسي و الاجتماعي في البلاد) أن إعادة بناء الدولة على أسس جديدة تحتاج لطريقة جديدة في التفكير، و في نفس الوقت تتجاوز كل شعارات الإقصاء و العزل... و في مقابلة تلفزيونية مع الدكتور خالد التجاني (يذكر القوى السياسية أنها تحصر خطابها السياسي فقط في قضية السلطة و إصلاح المؤسسة العسكرية، و في ذات الوقت تغض الطرف عن إصلاح المؤسسات السياسية التي لا تواكب شعار التحول الديمقراطي الذي ترفعه، لا يمكن أحزاب تغيب فيها الممارسة الديمقراطية قادرة أن تقود البلاد إلي الديمقراطية) أن طرح الأفكار الجديدة، و تقديم تصورات تخرج النخب من إعادة إنتاج عوامل تتسبب في إعادة الأزمة تستهلك طاقات الناس و إمكانيات البلاد في تجارب خاسرة. البلاد في حاجة لطرح أفكار جديدة تغير طريقة التفكير التي تسببت في الأزمة و قادت للحرب.
في ذات الموضوع نشرت جريدة الراكوبة يوم 7 نوفمبر 2023م خبرا سمته تصريحات جديدة للحزب الشيوعي جاء فيه (اكد الحزب الشيوعي السوداني، موقفه الرافض لإعادة إنتاج الأزمة وإدارة عقارب الساعة للوراء والنكوص عن مواقف الشعب التى تربط وقف الحرب باسترداد الثورة وتحقيق اهدافها( الأزمة هي قائمة و أدت للحرب، يصبح السؤال كيف الخروج من الحرب و ما هي الرؤية لمستقبل العمل السياسي؟ كان من المفترض أن تكون محور تفكير الزملاء، طبعا الزملاء لا يستطيعون أن يتخلوا عن عادتهم في استلاف لسان الشعب و الحديث بأسمه.. بالقول النكوص عن مواقف الشعب التي تربط وقف الحرب باسترداد الثورة و تحقيق أهدافها.. و أيضا السؤال كيف؟ ينتقل الخبر إلي نقطة أخرى يقول فيها (ليس فقط استعادة مسار الانتقال الديمقراطى الذى لازمته اخطأ جسيمة بدأت بالتوقيع على الوثيقة الدستورية المعيبة التى شرّعت شراكة العسكر واللجنة الأمنية فى السلطة وأبقت على المليشيات ووقعت اتفاق جوبا الذي عصف بالسلام وتفشت بسببه النزاعات وانتهت بحرب الخامس عشر من ابريل هذا المسار سيؤدى حال استعادته من قبل ذات الأطراف يؤدى فى احسن الأحوال إلى شراكة دم جديدة) هذه نقلة تتماشى مع رؤية المقال يجب أن تكون هناك طريقة جديدة للتفكير، تتجاوز سلبيات الماضي و أن تخضع كل الأراء للحوار دون أن يكون هناك تحالفا أو حزبا يردوا فرض شروطهم على البقية، بل كل يجب أن يقدم رؤيته و تخضع كل الأراء للحوار للوصول لتوافق حول مشروع سياسي واحد فهل يستطيع الزملاء التواضع و قبول أراء الآخرين؟
قال الشيوعي تعليقا على اجتماعات الجبهة المدنية لايقاف الحرب (نحن مع مطاب شعبنا، بشعاره الواضح بأن الثورة ثورة شعب و السلطة سلطة شعب و العسكر للثكنات و الجنجويد ينحل) و يضيف قائلا ( فدون مواربة و إعادة نصوص إنشائية لابد من سلطة مدنية كاملة و محاسبة طرفي الحرب سياسيا و جنائيا) و أقول أيضا دون مواربة أن الزملاء إذا لم يغيروا طريقة تفكيرهم و النزول من برجهم العالي و يتحاوروا مع الآخرين بندية، و عجزوا أن يشكلوا موقفا إيجابيا في عملية التحول الديمقراطي. و محاولة استفزاز الآخرين بالقول إعادة نصوص إنشائية رغم أن تصريحهم إنشائي و لا يحمل أي جديد غير نقد غير مؤسس للآخرين. إذا نظرنا بتواضع نجد أن الكل موافق على عملية التحول الديمقراطي، و بناء جيش واحد مهني ،و لا وجود لأي مليشيات مستقبلا، هذه الأفكار رغم الاتفاق عليها من قبل الكل إلا أن البعض يحاول أن يستخدمها أداة فرقة و تباعد. ولا اعتقد أن الحزب الشيوعي أفضل من القوى السياسية الأخرى لكي يملي شروطه عليهم، و يريدها فقط أن تتبني رؤيته. هذا يعيق عملية الحوار. و يقول الزملاء في تصريحهم ( نوه الشيوعي إلي أنه يسعى بكل إيمان عميق مع الجماهير إلي البدايات الصحيحة و الناجحة لبناء أوسع جبهة جماهيرية لوقف الحرب و استرداد الثورة و تحقيق أهدافها) أيضا قوى الحرية و التغيير قد بدأت في تشكيل جبهة مدنية لماذا لا يتم التحاور معها في المخرجات و الاتفاق على مشروع واحد. قبل الحرب أصر الزملاء على تكوين تحالف "الجذرية" و لم يجدوا أي قوى تتحالف معهم غير واجهاته التي درج على استخدامها في مناوراته مع القوى السياسية الأخرى، كان عليه أن يتعظ من التجربة. الحزب الشيوعي الآن يمر باكبر أزمة في تاريخه لذلك لا يستطيع قيادة أي تحالف لعملية التحول الديمقراطي.
أن إجاد طريقة للتفكير تتجاوز الطريقة ألتي أدت للحرب و عمقة الأزمة مسألة في غاية الأهمية، و إذا ظلت العقليات التي صنعت الأزمة وحدها تحتكر التفكير، و تعتقد وحدها هي القادرة على إيجاد الحلول تصبح هي نفسها الأزمة التي يجب العمل من أجل تجاوزها. و نسأل الله حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com
////////////////////
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: أن تکون
إقرأ أيضاً:
بعد عرضه الوساطة في الحرب الأوكرانية.. بن سلمان يهاتف بوتين لبحث مستجدات الأزمة
ذكرت وسائل إعلام سعودية أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بحث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سبل تعزيز العلاقات بين بلديهما ومستجدات الأزمة الأوكرانية الروسية وأسواق النفط.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه بن سلمان مع بوتين، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية، وبيان للكرملين.
وقالت الوكالة السعودية، إنه "تم خلال الاتصال الإشادة بالعلاقات المتميزة بين المملكة وروسيا، وبالجهود المبذولة لرفع مستوى العلاقات بين البلدين، كما تم بحث سبل تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات".
وأضافت الوكالة أن ابن سلمان وبوتين بحثا كذلك، خلال الاتصال، "عددا من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، بما فيها مناقشة تطورات الأزمة الأوكرانية الروسية والجهود المبذولة بشأنها".
ومنذ 24 شباط/ فبراير 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا، وتشترط لإنهائه "تخلي" كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.
وتؤكد السعودية التزامها بدعم كافة الجهود الرامية إلى إنهاء هذه الأزمة وتحقيق سلام عادل وأمن مستدام بين روسيا وأوكرانيا، وفقا للأناصول
وأسهمت جهود المملكة خلال تلك الأزمة عن تبادل روسيا وأوكرانيا مئات الأسرى والمحتجزين، بما في ذلك العديد من الرعايا الأجانب.
بدروه، قال بيان للكرمين إن بوتين بحث بن سلمان كذلك المستجدات في أسواق النفط.
وأكد الجانبان، وفق البيان، على أن التعاون في هذا الصدد في إطار "مجموعة أوبك+" يوفر الاستقرار في أسواق الطاقة بمساهمة التخفيض الطوعي في إمدادات النفط.
وتضم "مجموعة أوبك+" منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" ودول من خارج أوبك.
كما تناول الجانبان، خلال مباحثاتهما، قضايا دولية وإقليمية، وفي مقدمتها الأوضاع في فلسطين، حسب البيان.
وأواخر الشهر الماضي، أعلن السفير السعودي لدى روسيا عبد الرحمن بن سليمان الأحمد عن استعداد بلاده للوساطة في حل النزاع بين روسيا وأوكرانيا.
وكشفت وكالة تاس للأنباء،، أن الأحمد قال إن السعودية تدعم أي خطوات تهدف إلى تهدئة الأزمة الأوكرانية ومستعدة للاضطلاع بدور الوساطة لتسهيل التواصل بين الطرفين المتحاربين.
وأضاف أن المملكة التي تشارك في اجتماعات مستشاري الأمن القومي أعربت عن استعدادها للوساطة بين جميع أطراف النزاع الأوكراني، كما أشار الأحمد إلى أن تطوير العلاقات السعودية الروسية سيسهم في تحقيق السلام والاستقرار، لافتا إلى أن التعاون بين المملكة وروسيا يخلق آفاقا للمستقبل ويسهم في تعزيز العلاقات بين البلدين.