سودانايل:
2025-03-04@21:27:41 GMT

الحرب والدعوة لبروز طريقة تفكير آخر

تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT

أن طريقة التفكير التي صعدت الأزمة في البلاد، و أوصلتها للحرب؛ لا يمكن أن تكون صالحة أن توقف الحرب، و تسهم في عملية بناء السودان. و لابد من وجود عقلية جديدة لها رؤى تخالف ما كان سائدا في السابق، و الفكر وحده هو الذي يقود إلي مسارات جديدة، و يخلق طريقة مغايرة للتفكير. أن طريقة التفكير السائدة لم تستطيع أن تنقل تفكير الناس لمربعات جديدة تتجاوز حدة الاستقطاب الحادثة في المجتمع.

و هناك خلافا كبيرا بين عقلية المعارضة التي تريد تعبئة من أجل هدم نظام و تبحث عن ثورة جديدة، و عقلية بناء تحتاج لتعبيئة من أجل أن يطلق الكل طاقاتهم الإبداعية لتقديم رؤى لعملية البناء قابلة للحوار و التعديل و التغييروفقا لمعطيات الواقع و الأحداث الجارية. معلوم أن صراع السلطة يعتبر صراعا دائما يعطل فاعلية العقل و يجمد الأفكار، لأنه صراع رغائبي تحكمه المصالح الضيقة، لذلك تكون فاعلية العقل في إنتاج الأفكار ضعيفة، و التفكير في عملية البناء و التحول الديمقراطية تتسع فيها فاعلية العقل؛ و يصبح المفكرون و المبدعون لهم الفاعلية في تقديم الأفكار و المبادرات و التصورات الإبداعية المفتوحة للكل و الحوار مع الجميع. أن دعاة الديمقراطية يعرفون تماما أن الديمقراطية تؤسس على القيم الفاضلة و حوار الأفكار، و التي تقنع الكل أن يشاركوا في بناء بلدهم، و يريدون إصلاح للكل حتى تتوافق أفكارهم و قناعاتهم مع عملية التحول الديمقراطي و ليس دفعهم لكي يكونوا عائقا لها.
بدأت بعض النخب السودانية أن تقدم أراء جديدة و جدير أن يقف المرء عندها. يقول الدكتور الواثق كمير في حديث مسجل له، (أن النخب السياسية إذا ظلت تقف عند استلام السلطة فقط من العسكر و غيرهم، لن تساعد في حل المشكل بل تعمق الأزمة أكثر، و كان عليها أن تكون في مقدمة أجندتها قضية إعادة بناء الدولة " أن البلاد في حاجة إلي إعادة النظر في هيكلية الدولة، و مخاطبة جذور المشكلة التي قادت للحروب و النزاعات التي حدثت في البلاد، و أدت إلي عدم الاستقرار السياسي و الاجتماعي في البلاد) أن إعادة بناء الدولة على أسس جديدة تحتاج لطريقة جديدة في التفكير، و في نفس الوقت تتجاوز كل شعارات الإقصاء و العزل... و في مقابلة تلفزيونية مع الدكتور خالد التجاني (يذكر القوى السياسية أنها تحصر خطابها السياسي فقط في قضية السلطة و إصلاح المؤسسة العسكرية، و في ذات الوقت تغض الطرف عن إصلاح المؤسسات السياسية التي لا تواكب شعار التحول الديمقراطي الذي ترفعه، لا يمكن أحزاب تغيب فيها الممارسة الديمقراطية قادرة أن تقود البلاد إلي الديمقراطية) أن طرح الأفكار الجديدة، و تقديم تصورات تخرج النخب من إعادة إنتاج عوامل تتسبب في إعادة الأزمة تستهلك طاقات الناس و إمكانيات البلاد في تجارب خاسرة. البلاد في حاجة لطرح أفكار جديدة تغير طريقة التفكير التي تسببت في الأزمة و قادت للحرب.
في ذات الموضوع نشرت جريدة الراكوبة يوم 7 نوفمبر 2023م خبرا سمته تصريحات جديدة للحزب الشيوعي جاء فيه (اكد الحزب الشيوعي السوداني، موقفه الرافض لإعادة إنتاج الأزمة وإدارة عقارب الساعة للوراء والنكوص عن مواقف الشعب التى تربط وقف الحرب باسترداد الثورة وتحقيق اهدافها( الأزمة هي قائمة و أدت للحرب، يصبح السؤال كيف الخروج من الحرب و ما هي الرؤية لمستقبل العمل السياسي؟ كان من المفترض أن تكون محور تفكير الزملاء، طبعا الزملاء لا يستطيعون أن يتخلوا عن عادتهم في استلاف لسان الشعب و الحديث بأسمه.. بالقول النكوص عن مواقف الشعب التي تربط وقف الحرب باسترداد الثورة و تحقيق أهدافها.. و أيضا السؤال كيف؟ ينتقل الخبر إلي نقطة أخرى يقول فيها (ليس فقط استعادة مسار الانتقال الديمقراطى الذى لازمته اخطأ جسيمة بدأت بالتوقيع على الوثيقة الدستورية المعيبة التى شرّعت شراكة العسكر واللجنة الأمنية فى السلطة وأبقت على المليشيات ووقعت اتفاق جوبا الذي عصف بالسلام وتفشت بسببه النزاعات وانتهت بحرب الخامس عشر من ابريل هذا المسار سيؤدى حال استعادته من قبل ذات الأطراف يؤدى فى احسن الأحوال إلى شراكة دم جديدة) هذه نقلة تتماشى مع رؤية المقال يجب أن تكون هناك طريقة جديدة للتفكير، تتجاوز سلبيات الماضي و أن تخضع كل الأراء للحوار دون أن يكون هناك تحالفا أو حزبا يردوا فرض شروطهم على البقية، بل كل يجب أن يقدم رؤيته و تخضع كل الأراء للحوار للوصول لتوافق حول مشروع سياسي واحد فهل يستطيع الزملاء التواضع و قبول أراء الآخرين؟
قال الشيوعي تعليقا على اجتماعات الجبهة المدنية لايقاف الحرب (نحن مع مطاب شعبنا، بشعاره الواضح بأن الثورة ثورة شعب و السلطة سلطة شعب و العسكر للثكنات و الجنجويد ينحل) و يضيف قائلا ( فدون مواربة و إعادة نصوص إنشائية لابد من سلطة مدنية كاملة و محاسبة طرفي الحرب سياسيا و جنائيا) و أقول أيضا دون مواربة أن الزملاء إذا لم يغيروا طريقة تفكيرهم و النزول من برجهم العالي و يتحاوروا مع الآخرين بندية، و عجزوا أن يشكلوا موقفا إيجابيا في عملية التحول الديمقراطي. و محاولة استفزاز الآخرين بالقول إعادة نصوص إنشائية رغم أن تصريحهم إنشائي و لا يحمل أي جديد غير نقد غير مؤسس للآخرين. إذا نظرنا بتواضع نجد أن الكل موافق على عملية التحول الديمقراطي، و بناء جيش واحد مهني ،و لا وجود لأي مليشيات مستقبلا، هذه الأفكار رغم الاتفاق عليها من قبل الكل إلا أن البعض يحاول أن يستخدمها أداة فرقة و تباعد. ولا اعتقد أن الحزب الشيوعي أفضل من القوى السياسية الأخرى لكي يملي شروطه عليهم، و يريدها فقط أن تتبني رؤيته. هذا يعيق عملية الحوار. و يقول الزملاء في تصريحهم ( نوه الشيوعي إلي أنه يسعى بكل إيمان عميق مع الجماهير إلي البدايات الصحيحة و الناجحة لبناء أوسع جبهة جماهيرية لوقف الحرب و استرداد الثورة و تحقيق أهدافها) أيضا قوى الحرية و التغيير قد بدأت في تشكيل جبهة مدنية لماذا لا يتم التحاور معها في المخرجات و الاتفاق على مشروع واحد. قبل الحرب أصر الزملاء على تكوين تحالف "الجذرية" و لم يجدوا أي قوى تتحالف معهم غير واجهاته التي درج على استخدامها في مناوراته مع القوى السياسية الأخرى، كان عليه أن يتعظ من التجربة. الحزب الشيوعي الآن يمر باكبر أزمة في تاريخه لذلك لا يستطيع قيادة أي تحالف لعملية التحول الديمقراطي.
أن إجاد طريقة للتفكير تتجاوز الطريقة ألتي أدت للحرب و عمقة الأزمة مسألة في غاية الأهمية، و إذا ظلت العقليات التي صنعت الأزمة وحدها تحتكر التفكير، و تعتقد وحدها هي القادرة على إيجاد الحلول تصبح هي نفسها الأزمة التي يجب العمل من أجل تجاوزها. و نسأل الله حسن البصيرة.

zainsalih@hotmail.com
////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: أن تکون

إقرأ أيضاً:

ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟

تناولت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية العبرية التقارير الأجنبية عن "هجوم إسرائيلي مُخطط على إيران"، ونقلت تحليل معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي بشأن تلك القضية، موضحة أن طهران تحاول إخفاء وضعها الاقتصادي البائس.

 

وقالت "غلوبس" تحت عنوان "الانهيار الاقتصادي الإيراني يشعل فتيل البرنامج النووي.. على الورق على الأقل"، إن التقارير الأجنبية بشأن النووي الإيراني أثارت استغراب الكثيرين في إسرائيل، وجاء في أحدها بصحيفة "ذا تلغراف" البريطانية، أن إيران رفعت مستوى التأهب في نظام الدفاع الجوي بمنشآتها النووية، خوفاً من هجوم إسرائييل أمريكي، مشيرة إلى أنه على الورق، يبدو توقيت مثل هذا الهجوم مثالياً من حيث الأمن الإقليمي، لأن حركة حماس الفلسطينية ضعفت بشكل كبير، وأصبح حزب الله في وضع حرج، وفي الوقت نفسه سقط نظام بشار الأسد في سوريا، وتعطلت سلاسل الإمداد الإيرانية بالأسلحة والأموال.
ونقلت عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أنه منطقياً وعسكرياً، هذا هو الوقت المناسب لضرب إيران، ولكن يبدو أن طهران تسيء تفسير نوايا إسرائيل التي لن تهاجم وحدها، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي يفرض عقوبات في وقت ينفتح فيه على المفاوضات مع طهران.

في أول تعليق له.. محمد جواد ظريف يكشف كواليس استقالتهhttps://t.co/jFwmRVqVik

— 24.ae (@20fourMedia) March 3, 2025  تأثير العقوبات الأمريكية

وتقول الصحيفة الإسرائيلية إن سياسة العقوبات التي ينتهجها دونالد ترامب تسير على قدم وساق، مشيرة إلى أنه قبل نشر تقرير "ذا تلغراف"، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أكثر من 30 تاجراً ومشغلا لناقلات النفط وشركات الشحن المشاركة في أسطول الظل الذي يخدم صناعة النفط الإيرانية، وتشمل القائمة عقوبات على تجار النفط في عدد من الدول، بالإضافة إلى مدير شركة النفط الوطنية الإيرانية، ومديري ناقلات النفط من الصين.
وتحدثت الصحيفة عن تأثير عقوبات النفط على الوضع الاقتصادي في إيران، التي يعيش أكثر من ثلث سكانها تحت خط الفقر، في الوقت الذي يقدم النظام الإيراني أكثر من 10 آلاف دولار لأسر أعضاء حزب الله الذين أصيبوا في الحرب، فيما ظلت المكاتب الحكومية والبنوك والمدارس في 22 من محافظات إيران البالغ عددها 31 مغلقة اليوم الإثنين بسبب عدم توفر الكهرباء اللازمة لتشغيلها.


تقدم البرنامج النووي

وعلى النقيض تماماً من حالة الاقتصاد المحلي، فإن البرنامج النووي الإيراني أصبح الآن في أكثر مراحله تقدماً على الإطلاق، وفقاً لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ونقلت غلوبس عن المعهد أنه "من الممكن أن يكون هذا نابعاً من مصلحة داخلية في إيران لإظهار قدرتها على الصمود في الخارج، بعد التصريحات الإسرائيلية بشأن القضاء على الدفاع الجوي الإيراني، وليس من المستحيل أن يرغب النظام، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد، في إيصال رسالة مفادها أنه على الرغم من أن الوضع الداخلي رهيب، فإن التهديد الخارجي أعظم، كما كانت الحال خلال الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن العشرين".
في السياق ذاته، أجرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية حواراً مع بيني سباتي، الباحث البارز في برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، والذي عكس في حديثه صورة قاتمة عن إيران، مؤكداً أن الأزمة الحالية أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية.

هل يُسقط تعدين البيتكوين النظام الإيراني؟https://t.co/tepd2E95XR

— 24.ae (@20fourMedia) February 28, 2025  إقالة دون تأثير

وعلى الرغم من أن إقالة وزير الاقتصاد الإيراني عبد الناصر همتي تثير تساؤلات حول قدرة الحكومة على التعامل مع الأزمة الاقتصادية المستمرة، إلا أن سباتي يقول إن هذه الإطاحة لن يكون لها أي تأثير تقريباً، وأن "حكومة هذا الرئيس لا تتخذ القرارات حقاً، ولا تتمتع بأي تأثير حقيقي، ولكن من يتمتع بتأثير حقيقي هو الزعيم، في إشارة للمرشد علي خامنئي، ومستشاريه، وغالبيتهم من الحرس الثوري.
وبحسب سباتي، فإن إشارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى أن الوضع الحالي أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية، تكشف عن الضعف الإيراني.
ورأى أن رفض خامنئي استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية يسبب أضراراً جسيمة، لأنه يحط من قدر الدولة الإيرانية والاقتصاد الإيراني، والمجتمع أيضاً، ويذهب بكل شيء نحو الهاوية على شكل كرة من الثلج.

مقالات مشابهة

  • المزوغي: ليبيا بحاجة إلى حكومة موحدة بوجوه تكنوقراط لإنهاء الأزمة
  • حماس: نرحب بخطة إعادة إعمار غزة التي اعتمدتها القمة العربية
  • وادي محرم.. البلاد التي نُغادرها ولا تُغـادرنا
  • شرطة عمان السلطانية تكشف عن طريقة جديدة لسرقة الحسابات البنكية.. عاجل
  • ما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟
  • السودان: هل تنهي مكاسب الجيش في العاصمة الحرب؟
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • ترقب استئناف الاستثمارات في منجم للنحاس في بنما بقيمة 10 مليارات دولار
  • شعب بلادنا في زمن الحرب والكوليرا والمجاعة!
  • النتائج المتوقعة بعد الاجتماع العاصف بين ترامب وزيلينسكي