الحركة الإسلامية تهاجم بيان الخارجية السعودية حول محادثات جدة وتقدح في حياد الميسرين وتقرر مزيدا من الجهد والتضحية
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
بسم الله الرحمن الرحيم
انتماء ووفاء
تصريح صحفي حول بيان الخارجية السعودية حول الالتزامات من المباحثات في جدة ..
استناداً الي ما نشرته وزارة الخارجية السعودية حول التزامات طرفي التفاوض؛ فإننا نؤكد الاتي :-
أولاً : ان قضية الشعب السوداني الأولى التي من اجلها يقاتل الان هي التعدي السافر لمليشيا الدعم السريع علي سيادة البلاد وامنها واحتلالها للبيوت وتشريد المواطنين وتقنينها وحمايتها لعمليات النهب والسرقة وانتهاك الاعراض واستعباد النساء والاختطاف والاخفاء القسري لآلاف المواطنين والقتل على الهوية ومنع الغذاء والدواء واحتلال المستشفيات وتعطيل المدارس والجامعات.
والشعب السوداني كان يتطلع ان يري في البيان تنفيذا لمخرجات ما انتهت اليه الجولة الاولى وهو خروج المليشيا من البيوت والمستشفيات والأعيان المدنية وفتح الطرق الا ان عدم التطرق اليها في هذا البيان يدل علي فشل المُيسرين وعدم مقدرتهم على اقناع الطرف المعتدي على الوفاء بالتزاماته التي وقع عليها آنفًا وهو مالم يكن ينتظره المواطنون من هذه الجولة الفاشلة من المفاوضات.
ثانياً : ان ما جنح اليه الميسرون من تدخل وممارسة ضغوط وتجاوز لموضوعات المحادثات، واقحام قضايا ليست ذات صلة بالنزاع بيّنت بجلاء تساهل الميسرين إزاء مطالب مليشيا الدعم السريع المتمردة والمحلولة وهو مايُشكل تعقيدا اضافيا للمشكلة السودانية وإطالة لأمد الحرب و يقدح في حياد الميسرين.
ثالثاً: لقد كان تصعيد مليشيا الدعم السريع المتمردة لعملياتها خلال المباحثات الثانية بجدة، دليلاً دامغاً لسوء نواياها ومحاولاتها لكسب مواقف تفاوضية ، وإلهاء الشعب السوداني عن دعمه للجيش …
وعليه نؤكد اننا ماضون بمشيئة الله في دعمنا وسندنا للقوات المسلحة في ميدان التفاوض الحقيقي وهو ارض المعركة وان تركيزنا الان على استعادة كرامة المواطن وارضه والقصاص لعرضه من العملاء والمأجورين والمرتزقة وان ما أقحمه الميسرون من التزامات لن تشغلنا عن واجبنا في الذود عن كرامة شعبنا خلف جيشنا الباسل؛ بل تزيدنا قناعةً ان ما يُحاك لتقسيم هذا البلد يتطلب منا مزيدا من الجهد والتضحية.
حفظ الله البلاد والعباد
الناطق الرسمي للحركة الاسلامية السودانية
الخرطوم
۸ نوفمبر ۲۰۲۳م
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الدعم السريع يدمر حاضر السودانيين وقادة الجيش والإسلاميون يدمرون مستقبلهم
منذ ١٧ شهراً، يعيش السودان في صراع مستمر، حيث يجد السودانيون والسودانيات أنفسهم في مواجهة تدمير آني لحاضرهم ومستقبلهم بواسطة أولئك المناط بهم حماية مصالحهم ومن يدعون ذلك.
قوات الدعم السريع والحرب على حاضر السودان
تُعتبر قوات الدعم السريع رمزاً للدمار وعدم الاستقرار في حياة السودانيين. نشأت هذه القوات في إطار نظام الإسلاميين كقوة غير نظامية لها نفوذ واسع، وبدأت عملياتها بتدخلات مدمرة في دارفور، وامتدت تأثيراتها لاحقاً إلى مناطق أخرى، مخلفةً وراءها آثاراً كارثية على حياة الناس ومؤسسات الدولة والمجتمع.
لم تقتصر هجمات قوات الدعم السريع على الاشتباكات المسلحة فقط، بل طالت أيضاً حياة المدنيين وممتلكاتهم، والأنظمة الاجتماعية، والخدمات الأساسية، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية وتشتيت السكان ونهب الموارد. وفي ظل سيطرتهم، أصبح من الصعب على المواطنين العيش بأمان أو السعي لكسب العيش، فقد قتلت الناس وهتكت عروضهم ونهبت أموالهم ودمرت سبل حياة الناس بالكامل. هذا الدمار الذي يطال الحاضر لن يختفي بسهولة، إذ أن آثاره الاجتماعية والنفسية والاقتصادية ستستمر لتؤثر على الأجيال القادمة، تاركةً وراءها جروحاً يصعب التئامها.
قيادة الجيش والإسلاميون وظلالهم على مستقبل السودان
بينما تدمر قوات الدعم السريع الحاضر، يُعَرِّض قادة الجيش والإسلاميون مستقبل السودانيين للخطر. فبدلاً عن بناء جيش وطني موحد، تعتمد قيادة القوات المسلحة والإسلاميون على تعزيز شبكات من الميليشيات القبلية والمناطقية كقوة موازية للدعم السريع، وبعض هذه المليشيات لها امتدادات قبلية مع دول جارة. المفارقة هنا أن هذا النهج ذاته تسبب في معضلة الدعم السريع، الذي يتمتع بعلاقات خارجية مستقلة وموارد مالية وقوانين خاصة.
تشكل هذه التحالفات بين قيادة الجيش والاسلاميين والميليشيات الجديدة هذه والقديمة تهديداً للاستقرار الوطني. فعندما تعتمد المؤسسة العسكرية الأولى في البلاد على الميليشيات، فإن ذلك يقضي على أي فرصة لبناء دولة قوية متماسكة. والأدهى من ذلك، يساهم هذا الأسلوب في تحويل السودان إلى مجتمع مليء بالانقسامات والصراعات الداخلية.
ومن منظور سياسي، فإن استراتيجيات قادة الجيش والإسلاميين تلقي بظلالها على الحكم في البلاد، إذ يركزون على تأمين سلطتهم من خلال تقوية نفوذ الميليشيات بدلاً من السعي لتأسيس نظام ديمقراطي أو حتى نظام عسكري متماسك داخلياً. نتيجةً لذلك، يصبح الانتقال إلى الاستقرار في السودان أكثر صعوبة، ويظل السودان محصوراً في دائرة مغلقة من الانقسامات، مما يعطل أي محاولة جادة لإقامة دولة قائمة على الوحدة وذات استقرار نسبي.
تأثيرات مزدوجة على المجتمع السوداني
وفي ظل هذا الواقع، يجد المواطنون السودانيون أنفسهم في وضع مأساوي. بينما تسلب قوات الدعم السريع الاستقرار من الحاضر، تضمن قيادة الجيش والإسلاميون مستقبلاً مليئاً بالتشظي والانقسامات. هذا الصراع المتبادل يهدد المجتمع السوداني بأكمله، ويمنع أي تقدم حقيقي نحو بناء دولة تحترم مواطنيها وتسعى لتحقيق تطلعاتهم. وبدلاً من أن يكون الجيل الجديد حاملاً لراية النهوض بالوطن، يجد نفسه ضحية لصراع لم يختاره، مما يدفعه إلى الهجرة أو الانخراط في نزاعات لا دخل له فيها. في ظل هذا الوضع، يتم تهميش قطاعات التعليم والرعاية الصحية والتنمية الاقتصادية، فتُترك الأجيال القادمة دون أي أساس قوي لبناء سودان مستقر وربما لا وجود للسودان الذي نعرفه حاليا.
ما يواجهه السودان اليوم هو أزمة وجودية تتطلب تدخلات حاسمة من أجل إعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس قومية موحدة، بعيداً عن النزعات القبلية والتحالفات المؤقتة. الحلول قد تكون بعيدة المنال حالياً، لكنها تبدأ بوعي المجتمع السوداني بمخاطر هذه السياسات والسعي للوحدة الوطنية، إضافة إلى ضغط المجتمع الدولي لدعم السودان في سعيه لتحقيق السلام والاستقرار.
mkaawadalla@yahoo.com
محمد خالد