مصلحة الإخوان تكمن في إشعال الأوضاع، يربك توسع دائرة المناوئين للحرب في السودان أجندات جماعة الإخوان المسلمين التي تراهن على الحسم العسكري للعودة إلى تصدر المشهد السياسي في البلاد كونها الظهير الأبرز للجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان.

ويقول محللون إن الإسلاميين في السودان يرون أن التوصل إلى تسوية سياسية بين قيادة الجيش السوداني وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو سيكون على حسابهم، وهو ما يعيد عقارب الساعة إلى الوراء.



ويرى هؤلاء المحللون أن مصلحة الإسلاميين تكمن في المزيد من إشعال الأوضاع وإجهاض كل مساعي التقارب بين الطرفين المتحاربين، وهو ما دفع في وقت سابق الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات على وزير الخارجية السوداني الأسبق وزعيم الحركة الإسلامية الحالي علي كرتي، متهمة إياه بتأجيج الأوضاع في السودان.

الإسلاميون يتمتعون بنفوذ كبير وامتداد داخل المؤسسات السودانية، استطاعوا من خلالهما مواجهة الدعوات المقامة ضدهم من قبل الحكومات السودانية المتعاقبة

والأربعاء، أعلنت مجموعة محامي الطوارئ الحقوقية عن اعتقال قوة تتبع للاستخبارات العسكرية الفاعل المدني والمناهض للحرب طارق أحمد دقنو بمدينة تندلتي بولاية النيل الأبيض.

وأشارت المجموعة في بيان على فيسبوك إلى استمرار عمليات الاحتجاز غير المشروع التي تقوم بها القوات المسلحة في عدد من مدن الولايات الآمنة، مؤكدة أن حملات الاعتقالات تتم بناء على تحريض عناصر النظام السابق (الإسلاميين) في هذه المدن عبر قوائم معدة مسبقا تستهدف النشطاء المدنيين الرافضين للحرب.

وحمّل البيان قيادة القوات المسلحة السودانية المسؤولية الكاملة عن سلامة طارق أحمد دقنو وكافة المدنيين المعتقلين لديها، مطالبا بالإفراج الفوري عنهم دون قيد أو شرط.

ويتمتع الإسلاميون بنفوذ كبير وامتداد داخل المؤسسات السودانية، استطاعوا من خلالهما مواجهة الدعوات المقامة ضدهم من قبل الحكومات السودانية المتعاقبة إما عبر تعطيلها في أروقة القضاء أو عبر مساومات سياسية أدت في نهاية المطاف إلى إسقاط التتبعات. ومنذ اندلاع شرارة الحرب في السودان في أبريل الماضي، ألقت الحركة الإسلامية بثقلها خلف قائد الجيش عبدالفتاح البرهان لتمثل بذلك أهم ظهير عسكري وشعبي له، في وقت اعتزلت أغلب الحركات بما فيها الحركات المسلحة التمترس خلف أي من المتحاربين.

ويُتهم الإسلاميون، والذين يعرفون أيضا بـ”الكيزان” أو “فلول” النظام السابق، بالوقوف خلف اندلاع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، وبإجهاض كل المحاولات التي بذلت من أجل إنهائه.

ويرى مراقبون أن لا مصلحة للإسلاميين في توقف الحرب التي عملوا بكثب على إشعالها من دون تحقيق مكاسب تعود بهم إلى تسيّد المشهد السوداني عبر بوابة الجيش.

ويشير هؤلاء المراقبون إلى أن تلك المصالح لن تتحقق سوى بالحسم العسكري وأن غير ذلك التمشي سيفتح عليهم أبواب المحاسبة التي لا يمكن لهم التصدي لها من جديد.

ولم تحظ أي مبادرة للوساطة بين طرفي النزاع بإشادة أو دعم من قبل الجماعة الإسلامية، ففي كل مرة تعلن معارضتها للوساطات تحت ذرائع مختلفة، منها التحيّز وعدم موثوقية الطرف الوسيط وغير ذلك من التعلات التي تصب جميعها في عدم إيقاف الحرب والجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وكانت مخرجات اجتماع جدة الثلاثاء آخر منابر التفاوض التي هاجمتها الجماعة الإسلامية. وقالت الحركة في بيان لها الأربعاء إن “الميسرين أقحموا أشياء لا علاقة لها بالتفاوض”.

وكان البيان الصادر عن الخارجية السعودية حول المحادثات قد أكد الالتزام بإعادة الهاربين من السجون، في إشارة إلى قادة الحركة الإسلامية الذين تتم محاكمتهم في عدة قضايا.

لم تحظ أي مبادرة للوساطة بين طرفي النزاع بإشادة أو دعم من قبل الجماعة الإسلامية، ففي كل مرة تعلن معارضتها للوساطات تحت ذرائع مختلفة

وقالت الحركة الإسلامية في بيانها إنها ماضية في دعمها للقوات المسلحة في ميدان التفاوض الحقيقي وهو أرض المعركة وإن تركيزها الآن على استعادة كرامة المواطن وأرضه والقصاص لعرضه ممن وصفتهم بـ”العملاء والمأجورين والمرتزقة”.

وذكر البيان أن “ما أقحمه الميسرون من التزامات لن تشغلهم عن واجبهم في الذود عن كرامة الشعب خلف الجيش”.

ويحتدم القتال منذ أبريل في مناطق مكتظة بالسكان بين قوات الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بـ”حميدتي”.  وأدى الصراع بين الجنرالين المتنافسين إلى شلّ الخدمات الأساسية في السودان وتدمير أحياء بأكملها في العاصمة وإقليم دارفور الشاسع في غرب البلاد.

وأسفرت الحرب عن سقوط 10400 قتيل وفقا لمنظمة “اكليد” المعنية بإحصاء ضحايا النزاعات. كما أدت إلى نزوح ولجوء أكثر من ستة ملايين سوداني، وفق الأمم المتحدة.

نقلا عن صحيفة العرب اللندنية

حلمي همامي

https://alarab.co.uk/%D8%AA%D9%88%D8%B3%D8%B9-%D8%AF%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%88%D8%A6%D9%8A%D9%86-%D9%84%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D8%B1%D8%A8%D9%83-%D8%A3%D8%AC%D9%86%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحرکة الإسلامیة فی السودان من قبل

إقرأ أيضاً:

بعد اعتراف المتحدث بإسم القوات الجوية… سفير أوكرانيا ينفي تدخل بلاده في الحرب السودانية

نفى سفير أوكرانيا لدى جمهورية السودان ميكولا ناهورني تقديم بلاده لاي شكل من اشكال الدعم لقوات الدعم السريع، واصفا الحملة الإعلامية التي راجت في بعض المواقع الإعلامية السودانية حول دور مزعوم لبلاده في حرب السودان بأنها ادّعاءات استفزازية وعارية من الصحة ومفبركة.
واعتبر السفير الأوكراني هذه "الحملة" بأنها تمثل امتدادا للحرب غير المبررة التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا بأبعادها المتعددة والممتدة إلى قارات مختلفة، بغض النظر عن بعدها الجغرافي عن مسرح العمليات القتالية مضيفا أن السودان ليس استثناءً في هذا الصدد نافيا وبشكل قاطع لهذه الادعاءات واعتبرها محاولة روسية يائسة لإطلاق حملة تضليلية رامية إلى تشويه سمعة أوكرانيا في الفضاء الإعلامي السوداني والعالمي.
وكانت تصريحات السفير الأوكراني الأخيرة محاولة لتصحيح الخطأ الذي قام به المتحدث الرسمي باسم سلاح الجو الأوكراني إيليا يفلاش، حيث نشر الأخير في 07 يناير 2025 على صفحته الرسمية على فيسبوك أن مدربي ومشغلي الطائرات بدون طيار من القوات المسلحة الأوكرانية يقدمون الدعم لقوات الدعم السريع بدعوة شخصية من حميدتي.
وقال المتحدث الرسمي باسم سلاح الجو الأوكراني: "تحاول روسيا تصوير الجيش الأوكراني على أنه غير محترف، ويعتمد كليا على الإمدادات الغربية. لكن الحقائق تتحدث عن نفسها: إن القوات المسلحة الأوكرانية هي الجيش الأكثر خبرة ومهارة في المعارك في أوروبا".
وأضاف يفلاش، بأن المدربون ومشغلو الطائرات بدون طيار الأوكرانيون مطلوبون في جميع أنحاء العالم، وأكد أن أوكرانيا تمتلك ما يقارب من 30 عقدا في الدول الأفريقية وحدها، وذكر السودان كأحد هذه الدول التي تملك أوكرانيا معها عقود، وتحديدًا مع قوات الدعم السريع المتمردة تحت قيادة محمد حمدان.
يقول المسؤول الأوكراني أن مدربين أوكران ينشطون في السودان لنقل خبراتهم في مجال حرب المدن، بالإضافة إلى مجموعة من مشغلي الطائرات بدون طيار.
وكانت القوات المشتركة التابعة لقيادة الجيش السوداني والفصائل المتحالفة معها قد أعلنت مؤخرًا، أنها تمكنت من السيطرة على شحنات من الأسلحة الثقيلة بما فيها طائرات مسيرة ومركبات قتالية مرتبطة بقوات الدعم السريع. وأشارت بعض المصادر، أن هذه المعدات العسكرية الغربية تم تطويرها بالتعاون مع شركات من أوروبا الشرقية للاستخدام العسكري في أوكرانيا، ما يشير الى التواجد الأوكراني على الأراضي السودانية ودعمهم لقوات الدعم السريع في حربها مع القوات النظامية للبلاد، وقام بعض المسؤولين سواء العسكريين أو الديبلوماسيين بتأكيد هذه المزاعم في العديد من المناسبات.
ونشرت العديد من وسائل الإعلام تقارير نقلاً عن شهود عيان ومصادر عسكرية أن القوات الأوكرانية التي تم توثيق وجودها في السودان، تعمل على تدريب قوات الدعم السريع على استخدام الطائرات المسيرة، وساهمت في عدة هجمات نفذتها القوات المتمردة ضد الجيش السوداني في عاصمة إقليم دارفور ومختلف محافظات البلاد في الفترات الأخيرة الماضية.
تعمل أوكرانيا في أفريقيا بالوكالة عوضًا عن الدول الغربية لضمان مصالحها وتحقيق أهدافها في المنطقة، ويتم استخدام القوات الأوكرانية لعدة أسباب، أهمها لكي لا تتدخل الدول الغربية بشكل مباشر في هذه الصراعات، وكذلك لأن الجنود الأوكران تم تدريبهم وتجهيزهم طيلة السنوات الأخيرة من قبل الغرب لمواجهة روسيا وبالتالي أصبحت أوكرانيا اليوم من أفضل الجيوش الغربية التي تمتلك جنودًا مدربين ولديهم خبرة عسكرية على الأرض، وبعد اقتراب خسارة الحرب مع روسيا يتم استخدامهم لتحقيق مصالح أخرى في القارة السمراء.

الكاتب: عبدالرحيم التاجوري
الباجث في شؤون الشرق الأوسط والعلاقات الدولية  

مقالات مشابهة

  • عندما يصبح الرّاب مسرحا للتراشق السياسي.. عربي21 ترصد المشهد المغربي
  • يوسف عزت يهاجم قيادي في الدعم السريع ويهدد ..”غواصة الحركة الإسلامية قادر ان أقول له جر”
  • العقوبات الأمريكية على الإمارات: لعبة الشطرنج السياسي والدبلوماسي في السودان
  • الوجه الآخر للحرب في السودان ..!!
  • السودان: ارتفاع عدد ضحايا الكوليرا إلى 1407 حالات وفاة منذ أغسطس الماضي، وفق بيان لوزارة الصحة السودانية
  • السلطات السودانية تدق ناقوس الخطر بسبب ارتفاع عدد ضحايا الكوليرا.. ماذا يحصل؟
  • السلمية: قوة المستقبل.. ثورة ديسمبر السودانية نموذجاً
  • الخط السياسي الجديد لقحت هو صناعة خلاف ما بين الجيش والشارع
  • بعد اعتراف المتحدث بإسم القوات الجوية… سفير أوكرانيا ينفي تدخل بلاده في الحرب السودانية
  • عاجل | مصادر للجزيرة: الشرطة الإسرائيلية تعتقل الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية بعد دهم منزله في أم الفحم