فورين أفيرز: هكذا خسر العالم الثقة في الأمم المتحدة
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
رأى مدير شؤون الأمم المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية ريتشارد غوان، أن الحرب بين إسرائيل وحماس، تهدد بتوجيه رصاصة الرحمة إلى مصداقية الأمم المتحدة في الاستجابة للأزمات، وأن على الحكومات الوطنية ومسؤولي الأمم المتحدة أن يواجهوا مسألة كيفية مساهمة الأمم المتحدة في تحقيق السلام والأمن في وقت تتقلص فيه الأرضية المشتركة بين القوى العظمى يوماً بعد يوم.
بدأت أزمة الثقة في الأمم المتحدة تتصاعد منذ الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا. وفي الأسابيع التي تلته، أعرب دبلوماسيون عن قلقهم من أن تؤدي التوترات بين القوى العظمى إلى إصابة الأمم المتحدة بالشلل.
في البداية، بدا الأمر كما لو أن مخاوفهم لم تكن في محلها. انخرطت روسيا والولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون في مناقشات حادة حول الحرب في أوكرانيا، لكنهم استمروا على مضض في التنسيق في مسائل أخرى.
تمكن مجلس الأمن مثلاً من فرض نظام عقوبات جديد على العصابات التي ترهب هايتي، والاتفاق على تفويض جديد للأمم المتحدة لتعمل مع حكومة طالبان لإيصال المساعدات إلى الأفغان. وبدا أن روسيا والغرب على استعداد لاستخدام أقوى هيئة في الأمم المتحدة فضاءً للتعاون المتبقي.
“No matter how the wars in the Middle East and Ukraine end, the diplomatic disunity and operational vulnerabilities currently that plague the United Nations will likely persist or worsen as global divisions widen,” warns @RichardGowan1. https://t.co/rfehfrvywU
— Foreign Affairs (@ForeignAffairs) November 10, 2023في الوقت نفسه، حشدت الولايات المتحدة وحلفاؤها دعماً كبيراً لأوكرانيا في سلسلة عمليات تصويت في الجمعية العامة لإدانة العدوان الروسي. وحتى الأشهر الأولى من هذه السنة، كان العديد من الدبلوماسيين يأمل أن تحتفظ الأمم المتحدة بقدرتها على العمل المشترك، رغم خلافات العديد من أعضائها بسبب الحرب في أوكرانيا. وبحلول الربيع، بدأ هذا التوازن الهش في الانهيار.
روسيا تستغل الوضعلعبت روسيا دور المفسد في الأمم المتحدة بوتيرة متزايدة، حسب الكاتب. في يونيو (حزيران)، خططت موسكو مع حكومة مالي، التي لجأت إلى شركة فاغنر للحصول على المساعدة الأمنية، لإجبار قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام، على الانسحاب من مالي، منهية مهمة استمرت عقداً من الزمن.
وفي يوليو (تموز)، استخدمت روسيا حق النقض ضد تجديد تفويض مجلس الأمن المعمول به منذ 2014، للسماح لوكالات الإغاثة للأمم المتحدة بإيصال المساعدات إلى المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في شمال غرب سوريا. وانسحبت موسكو أيضاً من مبادرة حبوب البحر الأسود، التي توسطت فيها الأمم المتحدة وتركيا في يوليو (تموز)2022 وسمحت لأوكرانيا بتصدير المنتجات الزراعية دون تدخل روسي.
سلطت الحرب في الشرق الأوسط الضوء على هذا التوجه متزايد الحدة في التعامل مع دبلوماسية الأمم المتحدة. خلال الانفجارات السابقة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ومن ضمنها العنف في غزة في مايو (أيار) 2021، امتنعت روسيا والصين عن انتقاد مشاركة الولايات المتحدة، بصوت مرتفع للغاية في الأمم المتحدة.
وفي هذه المرة تجنبت الصين مرة أخرى إثارة الجدل واقتصرت تعليقاتها على الدعوة إلى وقف إطلاق النار. لكن روسيا بذلت قصارى جهدها للاستفادة من الوضع. وبعدما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضد قرار في مجلس الأمن يدعو إلى تقديم المساعدة الإنسانية إلى غزة في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أعرب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا عن أسفه لـ "النفاق والمعايير المزدوجة لزملائنا الأمريكيين" وأشار ضمناً إلى أن واشنطن ربما تغذي الحرب لتعزيز مبيعات الأسلحة الأمريكية.
أثار الموقف الروسي من الصراع انزعاج زملائها الأعضاء في مجلس الأمن الذين سعوا إلى أرضية مشتركة في القضايا الإنسانية، حتى أن دولاً عربية تشك في أن موسكو تستغل معاناة الفلسطينيين لتحقيق أهدافها.
أضرار أمريكاإذا كانت روسيا تثير غضب الأمم المتحدة فإن دعم الولايات المتحدة غير المشروط لإسرائيل تسبب في أضرار دبلوماسية أكبر. تتجلى التأثيرات بشكل أوضح في الجمعية العامة حيث انقسم تحالف الدول التي دعمت أوكرانيا في السابق بسبب غزة. في 27 أكتوبر (تشرين الأول) أصدرت الجمعية العامة قراراً يدعو إلى "هدنة إنسانية" بين إسرائيل وحماس، بأغلبية 120 صوتاً ورفض 14 وامتناع 44 عضواً عن التصويت.
وصوتت الولايات المتحدة، ضد القرار مشيرة إلى رفض النص إدانة حماس على فظائعها. وانقسمت الدول الأوروبية بين مؤيد ومعارض، وممتنع. كانت التداعيات متوقعة. وأشار دبلوماسيون من دول نامية في مجالس خاصة إلى أنهم قد يرفضون قرارات الأمم المتحدة الداعمة لأوكرانيا، في المستقبل، رداً على غياب التضامن الغربي مع الفلسطينيين.
"The war between Israel and Hamas threatens to deal the coup de grâce to the UN’s credibility in responding to crises."
???????? New op-ed from @RichardGowan1 in @ForeignAffairs on 'How the World Lost Faith in the UN'.https://t.co/wx5SNKbpnK
من المرجح أن يؤدي هذا الانقسام الأخير إلى تقويض مساعي الولايات المتحدة الأخيرة لتحسين علاقاتها مع الجنوب العالمي في الأمم المتحدة.
ودعت إدارة بايدن إلى إصلاحات في مجلس الأمن يمكن أن تمنح قوى مثل البرازيل، والهند، صوتاً أكبر في الهيئة، ووعدت بالعمل مع البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي لتوفير التمويل الذي تشتد حاج البلدان النامية، المثقلة بالديون، إليه.
وقبل الصراع الحالي، حققت واشنطن تقدماً مبدئياً في الملفتات الأخيرة، وقد تقدر الدول الفقيرة الكلمات الرقيقة، لكنها لا تزال تنتظر الأموال. والآن، قد يؤدي موقف إدارة بايدن من إسرائيل وغزة إلى التراجع عن التقدم المتقطع الذي حققته.
في مرمى النيران وحسب الكاتب، لم تؤد الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط إلى تفاقم الاحتكاكات الدبلوماسية بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة فحسب، بل فرضت ضغوطاً هائلة على أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ونظام إدارة الصراع في المؤسسة برمته. فدون دعم موحد من مجلس الأمن، عانى غوتيريش والأمانة العامة للأمم المتحدة التي تتولى الإشراف اليومي على عمليات السلام الأممية لإبقاء عمل المنظمة في إدارة الصراع على المسار الصحيح.وفي مناطق الاضطرابات مثل السودان، ومالي، والكونغو الديمقراطية، رفضت الحكومات والأطراف المتحاربة العمل مع وسطاء الأمم المتحدة أو طالبت بانسحاب قوات حفظ السلام الأممية، لإدراكها أن من غير المرجح أن تواجه أي عقوبات حقيقية بسبب ذلك. وقد تمكنت المنظمة من الحفاظ على وجودها الإنساني في أماكن مثل أفغانستان، ولكنها تواجه نقصاً متزايداً في تمويل هذا العمل، حيث خفض العديد من المانحين الغربيين ميزانياتهم للمساعدات، بينما ينفقون مبالغ كبيرة على المساعدات العسكرية والإنسانية، لأوكرانيا.
وجد غوتيريش نفسه عالقاً في مرمى النيران الدبلوماسية بسبب الأحداث في الشرق الأوسط. وبعدما قال إن هجوم حماس على إسرائيل "لم يأت من فراغ" في خطاب ألقاه أمام مجلس الأمن في 24 أكتوبر (تشرين الأول)، دعت إسرائيل غوتيريش إلى الاستقالة، وقلصت تعاونها مع مسؤولي الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة.
ونفى غوتيريش أي إشارة إلى إمكانية تفسير كلماته على أنها تبرير لما أسماه "الأعمال الإرهابية" لحماس، وانتهى الرد الإسرائيلي بإعطاء غوتيريش دُفعة مع مسارعة دول أخرى، بينها الولايات المتحدة، للدفاع عنه. لكن الطريقة التي تحول بها هذا التعليق إلى حادثة دبلوماسية تؤكد مدى تعرض عمليات الأمم المتحدة للمساعدة للخلاف السياسي. وكانت نقطة الضعف هذه واضحة بشكل مأسوي على أرض الواقع أيضاً، فقد قُتل ما يقرب من 100 موظف لدى الأمم المتحدة في غزة منذ بداية الحرب.
مخاطروبالاعتماد على طول ونطاق الحرب بين إسرائيل وحماس، فإن وجود الأمم المتحدة في المنطقة قد يتوسع أو يتقلص. إذا انتهت الأعمال العدوانية بسرعة نسبية، فستلعب وكالات الإغاثة الأممية دوراً هاماً في جهود الإنعاش. وفي أحد سيناريوهات ما بعد الصراع، والذي قيل إنه طرُح من قبل المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين، يمكن أن يُطلب من الأمم المتحدة إدارة غزة بعد أن يطهر الجيش الإسرائيلي المنطقة من حماس.
وعلى العكس، إذا استمرت الحرب فترة طويلة بالقدر الكافي لتنتشر في المنطقة، فقد يؤدي ذلك إلى تعريض وجود قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام منذ فترة طويلة، في جنوب لبنان، ومرتفعات الجولان للخطر.
عندما شنت إسرائيل آخر عملياتها في جنوب لبنان في 2006، اقترب مجلس الأمن من سحب بعثة الأمم المتحدة هناك، لكنه تراجع بعد اعتراض الحكومة اللبنانية.
أما اليوم، فإن حرباً آخذة في الاتساع وتجتذب حزب الله وإيران، قد لا تؤدي إلى انسحاب قوات حفظ السلام فحسب، بل قد تهدد أيضاً العمل الإنساني والدبلوماسي للمنظمة في أماكن أخرى من الشرق الأوسط، كما هو الحال في العراق، واليمن.
مشاكل مقبلةبغض النظر عن كيفية نهاية الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا، تشير الاتجاهات في الأمم المتحدة إلى مشاكل مقبلة. ومن المرجح أن يستمر الانقسام الدبلوماسي، ونقاط الضعف العملانية التي تعاني منها المنظمة الآن، أو أن تتفاقم مع اتساع الانقسامات العالمية.
إن الأمم المتحدة ليست على وشك العودة إلى أيام الحرب الباردة وفق الكاتب. ففي 1959، أصدر مجلس الأمن قراراً واحداً فقط. ومنذ بداية 2023، ورغم سوء العلاقات بين أعضائه الدائمين، أصدر المجلس أكثر من 30 قراراً لتحديث ولايات مختلف عمليات السلام، وأنظمة العقوبات. لكن الأمم المتحدة أيضاً لا تزال بعيدة عن ذروة ما بعد الحرب الباردة، عندما كانت الهيئة تأذن بشكل منتظم بعمليات سلام، وجهود وساطة، وحزم عقوبات في الاستجابة للصراعات الناشئة.
قد لا يكون هناك طريق واضح للأمم المتحدة لاستعادة دورها السابق باعتبارها منصة متعددة الأغراض لمعالجة الأزمات الدولية المعاصرة، ولكن لا يزال بوسعها تحقيق أقصى استفادة من هذا الدور المتضائل.
يبدو أن المسؤولين في الأمم المتحدة يدركون بالفعل تقلص صلاحياتهم. في يوليو (تموز)، أصدر غوتيريش "الأجندة الجديدة للسلام" للأمم المتحدة، والتي قللت من أهمية مهام حفظ السلام للمنظمة، وحثت أعضاء الأمم المتحدة بدل ذلك على التركيز على التهديدات الأمنية الجديدة، مثل الذكاء الاصطناعي.
وحتى هنا، من غير الواضح مدى تأثير الأمم المتحدة: فقد لا يرغب اللاعبون الكبار في الذكاء الاصطناعي، خاصةً الولايات المتحدة والصين، في أن تشرف المنظمة على تنظيم تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي.
آماليبدو أن هناك رغبة في الأمم المتحدة في الحفاظ على دورها في تعزيز الأمن العالمي، حتى لو أخذت على عاتقها مشاركة عملياتية محدودة في الصراعات بالمقارنة مع ما كانت عليه في الماضي.
بدل نشر قواتها، تستطيع الأمم المتحدة أن تدعم مديرين آخرين للأزمات، على وجه التحديد المنظمات الإقليمية وحتى البلدان بصفة فردية. ويختبر بالفعل هذا النموذج، الآن، ففي أكتوبر (تشرين الأول) مثلاً، أذن مجلس الأمن لكينيا بقيادة بعثة متعددة الجنسيات للمساعدة الأمنية في هايتي.
ورغم أن الولايات المتحدة، والصين، وروسيا تجد نفسها الآن على خلاف في الأمم المتحدة، حول العديد من القضايا، قد يستقر مجلس الأمن على توازن جديد. لا يزال ممكناً أن تكون بمثابة مكان لنزع فتيل الصراعات بين القوى العظمى ومعالجة مجموعة فرعية صغيرة ولكن مهمة من أزمات تشترك فيها تلك القوى.
ومن غير المرجح أن تتفق القوى الكبرى على الكثير. لكن ثمة حالات تترك لواشنطن وبكين وموسكو أسباباً للعمل من خلال الأمم المتحدة، بينها اتفاق مجلس الأمن في مارس (آذار) 2021 على ضرورة بقاء بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان للتعامل مع طالبان،
وحتى في ظل الركود الذي يعيشه مجلس الأمن، لا تزال منظومة الأمم المتحدة الأوسع قادرة على الاضطلاع بدور كبير في إدارة الصراعات الدولية. تتمتع وكالات الإغاثة في الأمم المتحدة بقدرات فريدة من نوعها لتخفيف واحتواء آثار العنف. ويبحث مسؤولو الأمم المتحدة أيضاً عن طرق للعمل على منع الصراعات لا تعتمد على إشراف مجلس الأمن، مثل تسخير الأموال من البنك الدولي لدعم الخدمات الأساسية في الدول الضعيفة.
وأثناء التوتر الجيوسياسي، قد لا تأخذ الأمم المتحدة زمام المبادرة لحل الأزمات الكبرى، لكنها تستطيع أن تفعل الكثير على الهامش لحماية الضعفاء.
إن الحروب في الشرق الأوسط، وأوكرانيا، فضلاً عن التوترات بين الصين، والولايات المتحدة، تجعل التعاون الدولي أكثر صعوبة وأكثر حيوية معاً. وفي الأسابيع والأشهر الأخيرة، أعرب العديد من المسؤولين في الأمم المتحدة والدبلوماسيين عن قلقهم من السقوط الحر للمنظمة. لكن إذا حدثت الأمم المتحدة أدوارها الدبلوماسية والأمنية، للتكيف مع الحقائق العالمية الجديدة، سيكون بوسعها أن تجدد توازنها.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الولایات المتحدة الأمم المتحدة فی فی الأمم المتحدة فی الشرق الأوسط للأمم المتحدة تشرین الأول مجلس الأمن المرجح أن العدید من
إقرأ أيضاً:
دفعوا بها لـ «الأمم المتحدة» .. «التغيير» تنشر مذكرة كُتّاب و أدباء و نشطاء سودانيين بشأن وقف الحرب
دفع كُتّاب و أدباء و نشطاء سودانيين بمذكرة ونداء عاجل إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، و رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود علي، و رئيس اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية و أحمد المسلماني، لوقف الحرب في السودان وحماية المدنيين
الخرطوم ــ التغيير
وقال الكُتّاب والأدباء والنشطاء من قانونيين ودبلوماسيين سودانيين الموقّعين على النداء العاجل في المذكرة “نرفع إليكم هذه المذكرة العاجلة، متألمين لما يمر به وطننا، السودان، من صراع دموي خلّف آلاف الضحايا وشرّد الملايين من الأبرياء”، وأضافت “إن هذه الحرب الدائرة اليوم لا تهدّد حياة المواطنين فحسب، بل تمثّل أيضاً خطراً حقيقياً على الإرث الثقافي والحضاري لبلادنا، وتقوّض أُسس التعايش السلمي والاستقرار في المنطقة”.
و أوضح الكتاب و الأدباء و النشطاء السودانيين أنه انطلاقاً من مسؤوليتهم الأخلاقية والثقافية، طالبوا بالضغط الفوري على جميع الأطراف المتحاربة في السودان لوقف إطلاق النار، والامتثال للمواثيق الدولية التي تحظر استهداف المدنيين والبنية التحتية الحيوية، و ضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى جميع المتضررين في المناطق غير الآمنة، دون أي عراقيل، وتحت إشراف منظمات مستقلة.
وشددوا على حماية المراكز الثقافية والتراثية السودانية من التدمير، نظراً لأهميتها في حفظ الهوية الوطنية والتاريخية.
و محاسبة الجهات المسؤولة عن الانتهاكات ضد المدنيين، والعمل على تقديم مرتكبي جرائم الحرب إلى العدالة الدولية.
ودعت المذكرة لتعزيز دور المثقفين والأدباء والإعلاميين في نشر ثقافة السلام والتسامح، ودعم الجهود الرامية إلى إنهاء النزاع عبر الحوار.
وقال الأدباء و الكتاب و النشطاء السودانيين في مذكرتهم “إننا نؤمن بأن للمجتمع الدولي دوراً حاسماً في وقف هذه الكارثة الإنسانية، ونناشدكم التحرك العاجل لإنقاذ أرواح الأبرياء، وحماية ما تبقى من السودان، ثقافياً وإنسانياً. آملين أن يكون لصوتنا، كأدباء وكُتّاب، صدى في أروقة العدالة والسلام”.
نص المذكرة
إلى سعادة السيد / أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة
إلى سعادة السيد / محمود علي رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي
إلى سعادة السيد / أحمد المسلماني، رئيس اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية
نسخ إلى:
نادي القلم العالمي (International PEN) – لندن، المملكة المتحدة
نادي القلم إنجلترا (PEN England)
نادي القلم كندا – تورنتو
نادي القلم (PEN) – الولايات المتحدة الأمريكية
الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب – القاهرة، جمهورية مصر العربية
التاريخ: 14/02/2025
الموضوع: نداء عاجل لوقف الحرب في السودان وحماية المدنيين
نحن، الكُتّاب والأدباء والنشطاء من قانونيين ودبلوماسيين سودانيين الموقّعين أدناه، نرفع إليكم هذه المذكرة العاجلة، متألمين لما يمر به وطننا، السودان، من صراع دموي خلّف آلاف الضحايا وشرّد الملايين من الأبرياء. إن هذه الحرب الدائرة اليوم لا تهدّد حياة المواطنين فحسب، بل تمثّل أيضاً خطراً حقيقياً على الإرث الثقافي والحضاري لبلادنا، وتقوّض أُسس التعايش السلمي والاستقرار في المنطقة.
وانطلاقاً من مسؤوليتنا الأخلاقية والثقافية، فإننا نطالبكم بالآتي:
الضغط الفوري على جميع الأطراف المتحاربة في السودان لوقف إطلاق النار، والامتثال للمواثيق الدولية التي تحظر استهداف المدنيين والبنية التحتية الحيوية.
ضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى جميع المتضررين في المناطق غير الآمنة، دون أي عراقيل، وتحت إشراف منظمات مستقلة.
حماية المراكز الثقافية والتراثية السودانية من التدمير، نظراً لأهميتها في حفظ الهوية الوطنية والتاريخية.
محاسبة الجهات المسؤولة عن الانتهاكات ضد المدنيين، والعمل على تقديم مرتكبي جرائم الحرب إلى العدالة الدولية.
تعزيز دور المثقفين والأدباء والإعلاميين في نشر ثقافة السلام والتسامح، ودعم الجهود الرامية إلى إنهاء النزاع عبر الحوار.
إننا نؤمن بأن للمجتمع الدولي دوراً حاسماً في وقف هذه الكارثة الإنسانية، ونناشدكم التحرك العاجل لإنقاذ أرواح الأبرياء، وحماية ما تبقى من السودان، ثقافياً وإنسانياً. آملين أن يكون لصوتنا، كأدباء وكُتّاب، صدى في أروقة العدالة والسلام.
عاشت الإنسانية، وعاش السودان حراً آمناً.
From: Writers, authors, creative individuals, lawyers, diplomats, and university professors in Sudan
To:
– His Excellency Mr. Antonio Guterres, Secretary-General of the United Nations
– His Excellency Mr. Mahmoud Ali, Chairperson of the African Union Commission
– His Excellency Mr. Ahmed Al-Muslimmani, President of the Asian, African, and South American Writers Union
Copy to:
– PEN International – London, United Kingdom
– PEN England
– PEN Canada – Toronto
– PEN Club – United States of America
– Her Excellency Ms. Audrey Azoulay, Director-General of UNESCO at the United Nations
– Secretary-General of Arab Writers and Authors – Cairo, Arab Republic of Egypt
Subject: Urgent Memorandum on the Crisis in Sudan
We, the undersigned Sudanese writers, authors, journalists, creators, lawyers, diplomats, and university professors, submit this urgent memorandum with heavy hearts and awakened consciences. Our beloved Sudan is engulfed in a devastating conflict that has claimed thousands of lives and displaced millions of innocent civilians. This war not only endangers the lives of our people but also poses a grave threat to Sudan’s cultural and civilizational heritage, undermining the foundations of peaceful coexistence and regional stability.
Guided by our moral and cultural responsibilities, we urgently call for the following actions:
1. Immediate Ceasefire: Exert immediate and effective pressure on all warring parties to halt hostilities and adhere to international conventions that prohibit the targeting of civilians and critical infrastructure.
2. Unhindered Humanitarian Aid: Ensure the safe and unimpeded delivery of humanitarian and relief aid to all affected areas, particularly those deemed unsafe, under the supervision of independent and neutral organizations.
3. Protection of Cultural Heritage: Safeguard Sudan’s cultural and heritage centers from destruction, recognizing their vital role in preserving the nation’s historical and national identity.
4. Accountability for Violations: Hold accountable those responsible for atrocities against civilians and ensure that perpetrators of war crimes are brought to justice through international legal mechanisms.
5. Empowerment of Intellectuals and Media: Protect and strengthen the role of intellectuals, writers, journalists, and media professionals in promoting a culture of peace and tolerance. Support their efforts to resolve the conflict through dialogue and constructive engagement.
We firmly believe that the international community has a pivotal role to play in halting this humanitarian catastrophe. We urge you to take immediate and decisive action to save innocent lives and preserve what remains of Sudan’s cultural and human dignity.
May our collective voice resonate in the halls of regional and international justice, and may it inspire meaningful steps toward peace and reconciliation.
Long live humanity. Long live a free, united, and secure Sudan.
Signatories:
الموقعون
1 أماني عبد الله محمد – صحفية
2 احلام اسماعيل حسن – كاتبة
3 الأمين محمد عثمان – تشكيلي
4 التيجاني حاج موسى – شاعر
5 الحاج وراق – صحفي وكاتب
6 السر عثمان الطيب – شاعر
7 الشفيع ابراهيم الضو – كاتب وسينمائي
8 الصادق علي حسن – محامي – المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق
9 الطيب العباسي – محامي – الامين العام للجنة تسيير نقابة المحامين
10 الطيب المهدي – مخرج سينمائي
11 الفاضل الهاشمي – كاتب
12 دكتور المحبوب عبد السلام – صحفي وكاتب
13 المعز حضره – محامي
14 دكتور المعز عمر بخيت – شاعر
15 المكاشفي محمد بخيت – شاعر
16 الياس فتح الرحمن – شاعر وكاتب ووراقي
17 إبراهيم البخيبت – صحفي وكاتب
18 إبراهيم شداد – مخرج سينمائي
19 إبراهيم طه ايوب – وزير خارجية اسبق
20 إلهام عبد الخالق – كاتبة
21 إيمان عثمان – رئيسة تحرير صحيفة الميدان
22 إيهاب خيري – كاتب ومترجم
23 أبو بكر سيد أحمد – مطرب وموسيقي
24 أحمد المرضي – تشكيلي
25 أحمد سيد أحمد- تشكيلي
26 أحمد عمر – تشكيلي
27 أحمد محمد ادريس – مدون وضابط سابق بالقوات المسلحة وناشط حقوقي
28 أروى الربيع – ناقدة موسيقية.
29 أزهري الحاج شرشاب – شاعر
30 أزهري محمد علي – شاعر
31 دكتور أسامة النور عبد السيد – صحفي
32 دكتورة أستيلا قايتانو – روائية وكاتبة
33 دكتورة أسماء التوم – صحفية
34 أسماء زين العابدين – صحفية وإعلامية
35 أشرف ابو عكر – محامي
36 أمنه حيدر – مطربة
37 أنس وردي – كاتب موسيقي
38 آمال الشيخ – محامية
39 آمال النور – مطربة وموسيقية
40 آمنة خليل الكارب – ناشطة قانونية مستقلة
41 بابكر فيصل بابكر – كاتب صحفي
42 بثينة تروس – كاتبة صحفية
43 دكتورة بخيتة امين – صحفية وكاتبة
44 دكتور بشرى الفاضل كاتب صحفي وشاعر
45 بشرى سليمان – شاعر
46 بكري جبريل – محامي نائب الأمين العام لنقابة المحامين
47 تماضر حبيب الله – درامية
48 ج. ن. سلام – مصمم قرافيك
49 جعفر عباس (ابو الجعافر) – كاتب صحفي
50 جعفر محمد نصر – مسرحي وباحث فلكلوري
51 جمال عبد الرحيم عربي – كاتب
52 جمال محمد ابراهيم – كاتب وسفير سابق
53 حاتم محمد علي – مخرج درامي
54 دكتور حسن الجزولي – صحفي وكاتب وقاص
55 حسن مبارك – موسيقي
56 حسن موسى – تشكيلي
57 دكتور حمزة سليمان – موسيقي
58 دكتور حيدر ابراهيم علي – كاتب وأكاديمي
59 حيدر المكاشفي – كاتب صحفي
60 دكتور خالد المبارك – أكاديمي وكاتب
61 خالد فتحي – صحفي
62 خنساء محمد علي – محامية
63 خيري الخير عكود – مسرحي
64 راشد عباش – تشكيلي
65 رانيا محمد ادم – محامية
66 رباح الصادق المهدي – كاتبة ومحررة
67 ربيعة حسن هارون – شاعرة
68 رحاب عبد الرحيم الكرار – ممثلة درامية
69 رشيد سعيد يعقوب – صحفي – وكيل سابق لوزارة الإعلام
70 دكتور زهير السراج – كاتب صحفي وأكاديمي
71 زهير عبد الكريم – مخرج
72 سارة سليمان – مخرجة ومنتجة افلام
73 سامي المك – تشكيلي وموسيقي
74 سامية بت العرب – درامية
75 بروف سعد يوسف – مسرحي عميد كلية الموسيقى والمسرح سابقا
76 سلمى بابكر الريح – أمينة مكتبات وباحثة
77 سلوى سعيد – محامية
78 سليمان محمد ابراهيم – مخرج سينمائي
79 سماح طه – صحفية
80 سناء أبو القاسم أبو قصيصة – وراقية
81 سهير عبد العزيز – صحفية
82 سيد احمد بلال – شاعر
83 سيد احمد عراقي – قاص وروائي
84 سيد احمد مضوي – تشكيلي
85 شاكر محمد عبد الرحيم – جيتاريست وموسيقي
86 شوقي عبد العظيم – صحفي وكاتب
87 شوقي عز الدين – درامي
88 صباح محمد ادم – صحفية وكاتبة
89 دكتور صديق الزيلعي – أكاديمي وصحفي وكاتب
90 دكتور صديق امبده – استاذ جامعي وكاتب
91 صديق محيسي – صحفي وكاتب
92 صديق يوسف – ناشط حقوقي
93 صلاح الامين – خبير في العمل الانساني وكاتب
94 صلاح الزين – كاتب وقاص
95 صلاح براون – موسيقي وقائد فرق الموسيقى الحديثة للجاز
96 صلاح حسن عبد الله – تشكيلي
97 صلاح شعيب – صحفي
98 صلاح يوسف – كاتب وشاعر
99 طارق الامين – درامي – مؤسس فرقة الهيلاهوب الفنية
100 طارق كبلو – اعلامي ومقدم برامج قضائية
101 طاهر المعتصم – صحفي وكاتب
102 طلال دفع الله – شاعر وكاتب
103 طه الخليفة – كاتب
104 طه النعمان – صحفي وكاتب
105 عادل القصاص – كاتب وقاص
106 دكتور عادل حربي – مخرج مسرحي
107 عادل عثمان جبريل – كاتب
108 عادل محجوب محمد صالح – صحفي
109 عاطف إسماعيل – كاتب ومترجم
110 عاطف عبد الله – روائي وقاص.
111 عالم عباس محمد نور- شاعر ورئيس أتحاد الكتاب السودانيين السابق
112 دكتور عبد الباسط ميرغني – استاذ جامعي وكاتب
113 عبد الرحمن عابدين – محامي
114 عبد الرحمن نور الدين – تشكيلي
115 دكتور عبد السلام سيد أحمد – كاتب ومدافع عن حقوق الإنسان
116 دكتور عبد السلام نور الدين – استاذ جامعي وكاتب
117 عبد الغني كرم الله – كاتب
118 عبد اللطيف عبد الغني – مطرب وموسيقي
119 عبد الله علي الفكي – تشكيلي
120 عبد الله محمد عبد الله – موسيقي وشاعر
121 عبد المنعم ابو ادريس علي – صحفي ونقيب الصحفيين السودانيين
122 عبد المنعم الخضر – تشكيلي
123 عبد المنعم الكتيابي – صحفي وكاتب. والأمين العام السابق لاتحاد الكتاب السودانيين
124 عبد الوهاب الصاوي – ديبلوماسي وسفير سابق
125 عبد الوهاب هلاوي – شاعر
126 عثمان جعفر النصيري – محام ومسرحي
127 عثمان فارس- روائي وكاتب
128 عثمان يوسف – محامي
129 عصام عبد الحفيظ – تشكيلي
130 عصام محمد أحمد – تشكيلي
131 عفيف اسماعيل – شاعر ومؤلف مسرحي
132 علي زهير – وراقي
133 علي محمد عثمان قيلوب – محامي
134 علي محمد عجيب – محامي
135 عمر الفاروق حسن شمينا – محامي
136 عمر سيد احمد – محامي
137 عمر كمال – تشكيلي
138 عمر كمال خليل – محامي واستشاري تدريب حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية
139 عوض عثمان جبريل – كاتب
140 فائز السليك – صحفي وكاتب
141 دكتور فتحي خليل – أستاذ جامعي
142 فضيلي جماع – شاعر وكاتب
143 فيصل الباقر – صحفي وكاتب وناشط حقوقي
144 فيصل محمد صالح – صحفي وكاتب ووزير سابق
145 قاسم ابو زيد – شاعر ودرامي
146 بروف قاسم بدري – أكاديمي وتربوي
147 دكتور كمال الشريف – كاتب
148 كمال كرار – صحفي وكاتب
149 كمالا اسحق – أستاذة فنون قسم تلوين بالمعاش
150 ماجد سعيد يعقوب – إعلامي
151 مامون الباقر – مسرحي
152 دكتور مجدي اسحق – أكاديمي وكاتب
153 محجوب كبلو – شاعر وناقد
154 محمد ادم بركة – صحفي
155 بروف محمد المهدي بشرى – كاتب وأكاديمي
156 محمد تاج السر – شاعر
157 محمد تروس – درامي
158 محمد سوركتي – موسيقي
159 محمد عبد الرحمن ابو سبيل – تشكيلي
160 محمد كوبر – مسرحي وشاعر
161 محمد لطيف- صحفي وكاتب
162 محمد محمد نور – صحفي
163 محمد محمود – أستاذ جامعي
164 محمد نجيب محمد علي – شاعر
165 محمد نعيم سعد – مخرج وممثل درامي
166 مدثر محمد احمد – صحفي
167 دكتور مرتضى الغالي – صحفي وكاتب
168 مصطفى ادم – مترجم
169 دكتور مصطفى مدثر – أكاديمي وقاص وكاتب
170 معالي أبو شريف – صحفي
171 معتز بدوي – تشكيلي
172 معتصم الحارث الضوي – اعلامي وقاص
173 معمر مكي – تشكيلي
174 منال فتح الرحمن – صحفية
175 منصور الصويم – روائي وناقد أدبي
176 منى عبد الرحيم – درامية وكاتبة صحفية
177 مها احمد عثمان شربيني – صحفية
178 بروف مهدي امين التوم- كاتب
179 نادر السماني – كاتب والأمين العام لاتحاد الكتاب السودانيين
180 نادر محجوب – صحفي
181 ناصر المك – مخرج سينمائي
182 ناصر عز الدين ابراهيم ( ناصر الليندي) – مدون
183 نجاة محمد علي – كاتبة ومحررة.
184 ندى ابو سن – صحفية
185 دكتور نصر الدين يوسف دفع الله – محامي
186 دكتورة نعمات رجب – أكاديمية وكاتبة
187 نفيسة الفاتح سعيد – صحفية وكاتبة
188 نوال عليش – محررة ووراقية
189 نور الدين مدني – صحفي وكاتب
190 هادية حسب الله – استاذة جامعية
191 هانم ادم – صحفية
192 دكتور هشام عمر النور – كاتب وأستاذ جامعي
193 هناء خيري – صحفية
194 هناء عبد الرحمن سليمان – مدير تنفيذي لجماعة الفيلم السوداني
195 هيثم محمد دفع الله – صحفي
196 وائل على سعيد – محامي ومقرر لجنة الدعم القانوني
197 وليد عبد الحميد – مطرب وموسيقي
198 ياسر عرمان – كاتب وناشط حقوقي
199 يحيي فضل الله – شاعر ودرامي
200 يوسف الحبوب – شاعر