نظّم المركز الإعلامي الإقليمي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية في دبي، لقاء خاص عبر منصة زووم، لعدد من صحفيي الشرق الأوسط -من بينهم محرر "البوابة نيوز"- مع المبعوث الأمريكي الخاص للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط، ديفيد ساترفيلد. 

وخلال اللقاء، ناقش ساترفيلد ما وصفه بـ "جهود الولايات المتحدة الرامية لتوفير أكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية لسكان غزة"، فيما تمحورت أسئلة الصحفيين المشاركين حول الأزمة الإنسانية المتفاقمة في أسبوعها الثالث، ومعاناة سكان قطاع غزة من القصف الإسرائيلي المستمر.

وقال ساترفيلد: نصب تركيزنا على نقل المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجات المدنيين الفلسطينيين في جنوب ووسط غزة قدر الإمكان في ظل الظروف الراهنة على أساس متواصل ومستدام قدر الإمكان. 

وأضاف: بدأنا فقط قبل أسبوعين ونصف -أو ثلاثة أسابيع- من الصفر. وقد رفعنا مستوى المساعدة الآن إلى حوالي 100 شاحنة في اليوم. ونتطلع إلى مستوى أعلى من المساعدة والعون لنقل المساعدات الإنسانية الأساسية اللازمة إلى جنوب غزة، وفقا لوكالات الأمم المتحدة.

حتى 150 شاحنة في اليوم لا تلبي سوى الحد الأدنى لتوفير المساعدة الإنسانية الأساسية للبقاء على قيد الحياة150 شاحنة لا تكفي!

أشار المبعوث الأمريكي الخاص إلى أنه "قبل ثلاثة أسابيع، لم يكن لدينا وقود في متناول الجهات المنفذة التابعة للأمم المتحدة في الجنوب. الآن، يتوفر الوقود من داخل غزة لاستخدامه في محطات تحلية المياه، ولتزويد المستشفيات في الجنوب والوسط، ولتحركات الجهات المنفذة التابعة للأمم المتحدة أنفسهم، ونحن نعمل على التأكد من أنه سيكون هناك المزيد من الوقود المتاح للأمم المتحدة –الأونروا واللجنة الدولية للصليب الأحمر وبرنامج الأغذية العالمي– مع تقدم هذا الوضع".

وتابع: الآن، نفهم أنه حتى 150 شاحنة في اليوم لا تلبي سوى الحد الأدنى لتوفير المساعدة الإنسانية الأساسية للبقاء على قيد الحياة. وهناك حاجة إلى ما هو أكثر من ذلك بكثير. 

وأكد: يجب أن تكون هناك سلع تجارية لإعادة ملء الرفوف، وتحتاج المخابز إلى إعادة فتحها بكل ما تحتاجه من حيث الإمدادات وغاز الطهي لهذا الغرض. ونحن نعمل على ذلك، ولكن كان علينا أن نبدأ وكانت البداية مهمة، ونأمل بشدة في المستقبل القريب أن نكون قادرين على البناء والتوسع فيها.

ساترفيلد يؤكد محاولات الإدارة الأمريكية لتقليل أعداد الضحايا المدنيين في غزةعوائق العمل الإنساني

خلال اللقاء، سأل محرر "البوابة نيوز" المبعوث الأمريكي: "كيف تعالجون مسألة الحواجز التي تفرضها إسرائيل فيما يتعلق بإجراءات دخول شحنات المساعدات الإنسانية من مصر، مثل تحديد عدد الشاحنات، وحظر مواد محددة، بما فيها الوقود؟"

وقال ساترفيلد: "ليست هناك أية قيود على عدد الشاحنات بخلاف قدرة الجهات المنفّذة التابعة للأمم المتحدة، وفي المقام الأول منظمة الأونروا، على نقل البضائع التي تعبر رفح إلى المستودعات أو إلى نقاط التوزيع. بخلاف ذلك -وهذا عامل مقيّد مهم للغاية- لا توجد قيود تضعها إسرائيل".

هنا، تجاهل ساترفيلد ما يُثار حول التعنت الإسرائيلي في إجراءات دخول شحنات المساعدة من مصر، والتي أشار كثيرون إلى أنها تقطع مسافة طويلة داخل الأراضي التي تسيطر عليها 
إسرائيل من أجل التفتيش، ثم تعود مسافة أخرى للعودة إلى قطاع غزة.

وأضاف المبعوث الأمريكي: "فيما يتعلق بالوقود، تمكنت الأونروا من الاعتماد على مخزون الوقود الموجود في غزة في مستودعات الوقود التي يمكنها الوصول إليها. وسوف تحتاج إلى تجديد تلك المخزونات من خارج غزة في المستقبل القريب. ونحن نعمل على ضمان أن يتم تجديد الموارد بطريقة آمنة وفي الوقت المناسب".

قد تسمح فترات التوقف الإنسانية -من أربع إلى خمس ساعات- بالمرور الآمن من الشمال إلى الجنوبالقصف الإسرائيلي المتواصل

أشار المبعوث الأمريكي الخاص للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط إلى تركيز بلاده على توفير الخروج الآمن وبسلامة للمواطنين الأجانب من قطاع غزة "وقد بدأت هذه العملية اعتبارا من 1 نوفمبر. وقد تعطلت بسبب تعقيدات التعامل مع التحركات الأخرى القادمة من شمال غزة". 

وقال: آمل أن تسمح فترات التوقف الإنسانية التي تستغرق من أربع إلى خمس ساعات من أجل المرور الآمن من الشمال إلى الجنوب والتي تم الإعلان عنها للتو بتسهيل هذه الأنواع من التحركات من إخراج الجرحى المدنيين وإخراج المواطنين. 

وفيما يتعلق بمسألة الوضع الإنساني العام، أشار ساترفيلد إلى أن الإدارة الأمريكية "عملت بشكل وثيق على المستويين السياسي والعسكري، للتأكيد على الحاجة إلى إجراء الحملة بطريقة تقلل إلى أدنى حد ممكن من الخسائر في صفوف المدنيين، مما يسمح بتجنيب المواقع الإنسانية المعترف بها بوضوح من الهجمات".

وأوضح المبعوث الأمريكي عن وجهة نظر بلاده، التي ترى أن "بقاء حماس، على مدى 15 و16 عاما، قد رسخ وجودها عمدا في العديد من تلك المواقع الإنسانية وحولها وتحتها -في إشارة إلى المزاعم الإسرائيلية بوجود أنفاق تحت مستشفيات غزة- وهذا يزيد من تعقيد أي حملة من هذا النوع -يقصد الاجتياح الإسرائيلي للقطاع- بشكل كبير. 

كما شدد على رؤية حكومته في أن "مستقبل سكان غزة يكمن في غزة، وليس التهجير إلى بلدان أخرى. وأعتقد أن هذه يجب أن تظل نقطة أساسية".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المبعوث الامريكي الشرق الأوسط غزة ديفيد ساترفيلد المساعدات الإنسانیة المبعوث الأمریکی شاحنة فی الیوم للأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

نسيمة سهيم… نموذج المرأة المناضلة التي وضعت الإنسانية فوق كل اعتبار

 

في زمن عزّ فيه الوفاء، وقلّت فيه المواقف الإنسانية الصادقة، برزت المستشارة الجماعية نسيمة سهيم كنموذج حي للمرأة المناضلة التي سخّرت كل إمكانياتها، المعنوية والمعرفية، في خدمة المواطن والدفاع عن القضايا العادلة، خاصة تلك المتعلقة بالمرأة والطفولة.

وعلى الرغم من تواريها النسبي عن الأضواء خلال بعض المحطات، فإن حضورها الفعلي والميداني لم يغب أبدًا، حيث كانت حاضرة بقوة رفقة مجموعة من فعاليات المجتمع المدني إلى جانب الشابة سلمى التي تعرضت للاعتداء على مستوى وجهها ، منذ بداية أزمتها الصحية المؤلمة، ولم تهدأ حتى رأت البسمة تعود إلى وجهها من جديد بعد إجراء عملية التجميل الدقيقة، والتي تمت بفضل تدخل السيدة نسيمة الصادق ومساندتها المستمرة، إنسانيًا ولوجستيكيًا.

نسيمة سهيم، رئيسة لجنة الشؤون الاجتماعية والثقافية والرياضية بمقاطعة المنارة، والمستشارة بالمجلس الجماعي ونائبة رئيس لجنة المرافق بمراكش لم تبرز فقط من خلال عملها السياسي، بل رسّخت اسمها كفاعلة جمعوية من العيار الثقيل، حيث تسهر وتشرف على مجموعة من الجمعيات النسائية الفاعلة على مستوى عمالات مراكش، والتي تسعى من خلالها إلى إرساء دينامية تنموية حقيقية في صفوف النساء، وتأهيلهن للمشاركة في الحياة العامة.

وتُوّج مسارها الأكاديمي بحصولها على الإجازة في القانون، قبل أن تعززه باجتهادها على ماستر في الحكامة الإدارية والمالية والسياسات العامة الترابية، ما يعكس مستوى ثقافيًا ومعرفيًا راقيًا، يوازيه التزام ميداني قلّ نظيره.

حيث تؤمن نسيمة أن العمل الجاد والضمير الإنساني يجب أن يكونا فوق كل اعتبار سياسي أو حزبي، وأن خدمة المواطن لا تُختزل في الجلوس وراء المكاتب، بل في التواجد الدائم إلى جانب من هم في حاجة إلى الدعم والمواكبة.

وإن كانت تحركاتها الاجتماعية والإنسانية تزعج بعض “السياسيين الموسميين”، فإنها بالمقابل تحظى باحترام وتقدير فئة واسعة من المواطنين الذين وجدوا فيها صوتًا صادقًا، ويدًا حانية تمتد دون تردد.

نسيمة سهيم، ببصمتها الهادئة ولكن المؤثرة، تُجسد فعليًا صورة المرأة المكافحة المثقفة، التي اختارت أن تُناضل من أجل الكرامة الإنسانية، لا من أجل المناصب

مقالات مشابهة

  • قائد الثورة: العدوان الأمريكي فشل في الحد من القدرات أو منع عمليات اليمن العسكرية
  • الكشف عن الأهداف التي طالها القصف الأمريكي في صنعاء اليوم
  • الأمم المتحدة: المساعدات الإنسانية التي نقدمها في غزة تتم وفق مبادئ الإنسانية
  • نسيمة سهيم… نموذج المرأة المناضلة التي وضعت الإنسانية فوق كل اعتبار
  • لندن: وفد أوكراني يبحث مع المبعوث الأمريكي سبل التوصل إلى "سلام عادل"
  • ما حدث يُعد إنذار للفوضى التي قد تحدث عند وقوع الزلزال الكبير المتوقع في إسطنبول
  • هذا الأسبوع.. المبعوث الأمريكي قد يزور موسكو لبحث أزمة أوكرانيا
  • بشرى للموظفين.. المالية: صرف مرتبات أبريل مبكرًا وزيادات جديدة بالأجور في يوليو
  • بدء صرف مرتبات شهر أبريل 2025 غدًا.. وزيادة الحد الأدنى للأجور في يوليو المقبل
  • الحد الأدنى للأجور في تركيا أصبح ليرة إلا ربع من الذهب