خاص| ديفيد ساترفيلد: 150 شاحنة في اليوم لا تلبي سوى الحد الأدنى لبقاء غزة على قيد الحياة
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
نظّم المركز الإعلامي الإقليمي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية في دبي، لقاء خاص عبر منصة زووم، لعدد من صحفيي الشرق الأوسط -من بينهم محرر "البوابة نيوز"- مع المبعوث الأمريكي الخاص للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط، ديفيد ساترفيلد.
وخلال اللقاء، ناقش ساترفيلد ما وصفه بـ "جهود الولايات المتحدة الرامية لتوفير أكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية لسكان غزة"، فيما تمحورت أسئلة الصحفيين المشاركين حول الأزمة الإنسانية المتفاقمة في أسبوعها الثالث، ومعاناة سكان قطاع غزة من القصف الإسرائيلي المستمر.
وقال ساترفيلد: نصب تركيزنا على نقل المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجات المدنيين الفلسطينيين في جنوب ووسط غزة قدر الإمكان في ظل الظروف الراهنة على أساس متواصل ومستدام قدر الإمكان.
وأضاف: بدأنا فقط قبل أسبوعين ونصف -أو ثلاثة أسابيع- من الصفر. وقد رفعنا مستوى المساعدة الآن إلى حوالي 100 شاحنة في اليوم. ونتطلع إلى مستوى أعلى من المساعدة والعون لنقل المساعدات الإنسانية الأساسية اللازمة إلى جنوب غزة، وفقا لوكالات الأمم المتحدة.
حتى 150 شاحنة في اليوم لا تلبي سوى الحد الأدنى لتوفير المساعدة الإنسانية الأساسية للبقاء على قيد الحياة150 شاحنة لا تكفي!أشار المبعوث الأمريكي الخاص إلى أنه "قبل ثلاثة أسابيع، لم يكن لدينا وقود في متناول الجهات المنفذة التابعة للأمم المتحدة في الجنوب. الآن، يتوفر الوقود من داخل غزة لاستخدامه في محطات تحلية المياه، ولتزويد المستشفيات في الجنوب والوسط، ولتحركات الجهات المنفذة التابعة للأمم المتحدة أنفسهم، ونحن نعمل على التأكد من أنه سيكون هناك المزيد من الوقود المتاح للأمم المتحدة –الأونروا واللجنة الدولية للصليب الأحمر وبرنامج الأغذية العالمي– مع تقدم هذا الوضع".
وتابع: الآن، نفهم أنه حتى 150 شاحنة في اليوم لا تلبي سوى الحد الأدنى لتوفير المساعدة الإنسانية الأساسية للبقاء على قيد الحياة. وهناك حاجة إلى ما هو أكثر من ذلك بكثير.
وأكد: يجب أن تكون هناك سلع تجارية لإعادة ملء الرفوف، وتحتاج المخابز إلى إعادة فتحها بكل ما تحتاجه من حيث الإمدادات وغاز الطهي لهذا الغرض. ونحن نعمل على ذلك، ولكن كان علينا أن نبدأ وكانت البداية مهمة، ونأمل بشدة في المستقبل القريب أن نكون قادرين على البناء والتوسع فيها.
ساترفيلد يؤكد محاولات الإدارة الأمريكية لتقليل أعداد الضحايا المدنيين في غزةعوائق العمل الإنسانيخلال اللقاء، سأل محرر "البوابة نيوز" المبعوث الأمريكي: "كيف تعالجون مسألة الحواجز التي تفرضها إسرائيل فيما يتعلق بإجراءات دخول شحنات المساعدات الإنسانية من مصر، مثل تحديد عدد الشاحنات، وحظر مواد محددة، بما فيها الوقود؟"
وقال ساترفيلد: "ليست هناك أية قيود على عدد الشاحنات بخلاف قدرة الجهات المنفّذة التابعة للأمم المتحدة، وفي المقام الأول منظمة الأونروا، على نقل البضائع التي تعبر رفح إلى المستودعات أو إلى نقاط التوزيع. بخلاف ذلك -وهذا عامل مقيّد مهم للغاية- لا توجد قيود تضعها إسرائيل".
هنا، تجاهل ساترفيلد ما يُثار حول التعنت الإسرائيلي في إجراءات دخول شحنات المساعدة من مصر، والتي أشار كثيرون إلى أنها تقطع مسافة طويلة داخل الأراضي التي تسيطر عليها
إسرائيل من أجل التفتيش، ثم تعود مسافة أخرى للعودة إلى قطاع غزة.
وأضاف المبعوث الأمريكي: "فيما يتعلق بالوقود، تمكنت الأونروا من الاعتماد على مخزون الوقود الموجود في غزة في مستودعات الوقود التي يمكنها الوصول إليها. وسوف تحتاج إلى تجديد تلك المخزونات من خارج غزة في المستقبل القريب. ونحن نعمل على ضمان أن يتم تجديد الموارد بطريقة آمنة وفي الوقت المناسب".
قد تسمح فترات التوقف الإنسانية -من أربع إلى خمس ساعات- بالمرور الآمن من الشمال إلى الجنوبالقصف الإسرائيلي المتواصلأشار المبعوث الأمريكي الخاص للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط إلى تركيز بلاده على توفير الخروج الآمن وبسلامة للمواطنين الأجانب من قطاع غزة "وقد بدأت هذه العملية اعتبارا من 1 نوفمبر. وقد تعطلت بسبب تعقيدات التعامل مع التحركات الأخرى القادمة من شمال غزة".
وقال: آمل أن تسمح فترات التوقف الإنسانية التي تستغرق من أربع إلى خمس ساعات من أجل المرور الآمن من الشمال إلى الجنوب والتي تم الإعلان عنها للتو بتسهيل هذه الأنواع من التحركات من إخراج الجرحى المدنيين وإخراج المواطنين.
وفيما يتعلق بمسألة الوضع الإنساني العام، أشار ساترفيلد إلى أن الإدارة الأمريكية "عملت بشكل وثيق على المستويين السياسي والعسكري، للتأكيد على الحاجة إلى إجراء الحملة بطريقة تقلل إلى أدنى حد ممكن من الخسائر في صفوف المدنيين، مما يسمح بتجنيب المواقع الإنسانية المعترف بها بوضوح من الهجمات".
وأوضح المبعوث الأمريكي عن وجهة نظر بلاده، التي ترى أن "بقاء حماس، على مدى 15 و16 عاما، قد رسخ وجودها عمدا في العديد من تلك المواقع الإنسانية وحولها وتحتها -في إشارة إلى المزاعم الإسرائيلية بوجود أنفاق تحت مستشفيات غزة- وهذا يزيد من تعقيد أي حملة من هذا النوع -يقصد الاجتياح الإسرائيلي للقطاع- بشكل كبير.
كما شدد على رؤية حكومته في أن "مستقبل سكان غزة يكمن في غزة، وليس التهجير إلى بلدان أخرى. وأعتقد أن هذه يجب أن تظل نقطة أساسية".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المبعوث الامريكي الشرق الأوسط غزة ديفيد ساترفيلد المساعدات الإنسانیة المبعوث الأمریکی شاحنة فی الیوم للأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
الجارديان: الحياة في غزة ما زالت قاسية على الرغم من وقف إطلاق النار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الحياة اليومية في قطاع غزة مازالت تتسم بالقسوة على الرغم من التوصل لوقف إطلاق النار في القطاع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي يوم الأربعاء الماضي والذي دخل حيز التنفيذ أول أمس الأحد.
وأشارت الصحيفة في مقال، شارك في كتابته جاسون بورك وملاك تانتش، إلى أنه على الرغم من أن سكان القطاع بدأوا يشعرون ببعض الحرية في تحركاتهم داخل شوارع غزة دون خوف على حياتهم كما بدأوا يحصلون على بعض السلع المتوفرة في الأسواق بأسعار معقولة إلا أن الحياة في القطاع ما زالت عصيبة.
وأوضح المقال أنه على الرغم من بعض مظاهر الارتياح وغياب الإحساس بالخوف إلا أن العديد من الخدمات مثل الرعاية الصحية في القطاع تكاد تكون غير متاحة بالكامل إلى جانب تدمير أجزاء عديدة من القطاع حيث تحولت إلى ركام وأنقاض.
إلى جانب ذلك، كما يشير المقال، ما زال القطاع يعاني من شح في موارد الطاقة والمياه، وهو ما دفع عمال الإغاثة بمناشدة الجهات المانحة بزيادة كميات المساعدات الإنسانية لتجنب مجاعة وشيكة أو إصابة سكان القطاع بالأمراض.
وأشار المقال إلى شهادة أحد سكان القطاع ويدعى أبو خالد موزايني ويبلغ من العمر 50 عاما حيث يقول أن طول مدة الحرب أنهكت القطاع ودمرت أجزاء كبيرة من موارده، موضحا أنه اضطر إلى الإجلاء عن منزله خمس مرات خلال فترة الصراع وأن آخرين من سكان القطاع أجلوا عن مساكنهم 10 مرات أو أكثر.
ولفت المقال إلى ما ذكره أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش لمجلس الأمن أمس الإثنين أن ما يقرب من 630 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية دخلت القطاع أول أمس الأحد، منها 300 شاحنة تم تخصيصها لسكان شمال القطاع، حيث معاناة سكان تلك المناطق أشد من باقي أجزاء القطاع.
ونوه المقال بأن إجمالي الشاحنات التي دخلت إلى قطاع غزة خلال المعابر التي تسيطر عليها إسرائيل طوال شهر نوفمبر لم يتجاوز 80 شاحنة يوميا مقارنة بحوالي 500 شاحنة كانت تصل إلى القطاع قبل بداية الصراع في أكتوبر من العام الماضي.
وأضاف المقال أن اتفاق وقف إطلاق النار ينص على دخول 600 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية يوميا إلى قطاع غزة، لافت إلى أن بعض التجار الجشعين استغلوا ظروف الصراع ورفعوا أسعار المواد الغذائية بشكل مبالغ فيه، إلا أن الأسعار بعد وقف إطلاق النار انخفضت بنسبة تصل إلى حوالي 90 بالمائة حيث وصل سعر عبوة الدقيق زنة 25 كيلو في الوقت الحالي إلى 40 دولار.
وأوضح المقال أنه قبل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بساعات قليلة، أعلن مسؤولو الإغاثة في القطاع أن الأزمة الإنسانية في القطاع هي الأسوأ على الإطلاق.
وأشار المقال في سياق متصل إلى تقرير للأمم المتحدة بأن إعادة بناء قطاع غزة يحتاج إلى عقود من الزمن، مشيرا إلى أن إزالة الركام الناتج عن انهيار المباني فقط يتطلب موارد مالية ضخمة بالإضافة إلى الذخيرة غير المتفجرة والتي سوف تعرقل عملية إزالة الأنقاض.
ولفت المقال في الختام إلى أن البيوت التي أفلتت من التدمير تعاني من الحرمان من المياه والكهرباء ووسائل الحياة الضرورية الأخرى مما يجعل الحياة فيها شبه مستحيلة.