لوح خشبي بسيط مُوقد أسفله النيران بكّسرات «الحطب» تعلوه «قّصعة» حديدية، أدوات تستخدمها السيدات الفلسطينيات لإعداد الخبز لأسرهن داخل مخيمات إيواء النازحين في خان يونس ورفح، بعد هروبهن من غزة إثر إغلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي، المخابز بعد شن غارات استهدفتها وأصابت آلاف المدنيين في غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

خبز الصاج الفلسطيني

رغيف خبز دائري كبير الحجم، ربما يسد رمق طفلين أو ثلاثة على الأكثر، هو وسيلة الفلسطينيات الأساسية لسد جوع أسرهن داخل المخيمات بدلًا من الطوابير التي تمتد لساعات طويلة أمام عدد من المخابز للحصول على رغيف خبز لا ليكفي لسد الاحتياجات، وفي ظل انقطاع الكهرباء والمياه، لم يعد ذلك الرغيف متوفرًا بحسب «رئيفة أم موسى» التي تعيش في مخيم جباليا لـ«الوطن»: «ما بقينا لاقيين أي كّسرة خبز، علشان هيك بقينا نعمله في المخيمات ونطعم بيه الأسر كلها، ما بنفرق بين ولادنا وأولاد غيرنا، الكل هون واحد».

مكونات خبز الصاج الفلسطيني

خبزٌ دائريّ رقيق غير مُخمّر، يُوضع على صفيح حديدي حتى ينضج، هو ما يُطلق عليه خبز «الصاج» الفلسطيني، بحسب «رئيفة أم موسى»: «هاد الخبز كنا بنعمله فقط في عيد الأضحى، وبنستخدمه في الشاورما وغيرها من الأكلات الفلسطينية، لكن مع عدم وجود عيش صرنا نعمله في المخيمات، إحنا بنتحدى صواريخ وقنابل الاحتلال الإسرائيلي وبنعيش بأقل الإمكانيات».

«خبز الصاج» هو الحل الوحيد الذي لجأت إليه أمهات غزة لسد جوع أطفالهن، بعد تدمير قوات الاحتلال الإسرائيلي منافذ بيع الخبز، بحسب الشاب خالد أبو سلطان: «الأوضاع مأساوية كارثية فوق الوصف، في كتير ناس مش لاقية تأكل وبقت الأمهات تعمل خبز الصاج علشان ناكله، وخاصة في الخيمات لأن المنافذ تبعد كثير عنها» .

دقيق وماء، هما المكونان الأساسيان في إعداد «خبز الصاج»، بحسب «شادية البلعاوي»: «بنجيب كمية من الطحين أو الدقيق، وبنحط عليه مياه، ونعجنه ونقسمه لكورات صغيرة وبعدين نخبزه بالفرارة الخشبية، ونضعه على القّصعة الحديد ونوقد تحته نار بخشب أو كسّرات حطب لحد ما يتجفف ويبقى عيش».

«فراشيح أو خبز الصاج أو الشراك»، هي قطع العيش الصغيرة التي تصنعها السيدات الفلسطينيات متحدية قوات الاحتلال الإسرائيلي، ليتناوله الصغار مع رقائق بسيطة من الجبن أو اللحم إنّ وُجد، بحسب «البلعاوي»: «هو اسمه الصاج لأنه بيخبز على الصاج الحديدية، أو فراشيح نسبة إلى فرشه بطريقة دائرية، أو الشراك لشرائحة الرقيقة ولفتة الملفتة، وهو من تراثنا كنا بنستخدمه مع الفتة والمسخن وغيرها من الأكلات التراثية، لكن مع إغلاق المخابز رجعنا تاني نعمله، ولا يُستخدم فيه الخميرة بل دقيق وماء وملح فقط».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: خبز الصاج مخيمات الإيواء غزة الحرب على غزة الاحتلال الإسرائيلي نازحو غزة الاحتلال الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

الاحتلال الإسرائيلي يدمر البنية التحتية للمياه في رفح ويفاقم الأزمة الإنسانية

وأوضح المراسل أن الاحتلال دمر أكثر من 80% من المنطقة، بما في ذلك المنازل والبنية التحتية وكذلك شبكات المياه التي لم يعد لها وجود.

وأضاف أن إغلاق معبر كرم أبو سالم منذ أكثر من 15 يوما أدى إلى تدهور الحالة الإنسانية، بسبب نقص السولار اللازم لتشغيل المضخات المتبقية وعدم وصول قطع الصيانة الأساسية.

17/3/2025

مقالات مشابهة

  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم قرية شقبا غرب رام الله
  • الاحتلال الإسرائيلي يدمر البنية التحتية للمياه في رفح ويفاقم الأزمة الإنسانية
  • فجوات كبيرة بين الكيان الإسرائيلي وحماس، بحسب مسؤول إسرائيلي
  • المنتدى الفلسطيني في بريطانيا يكفل 40 عائلة في غزة خلال إفطاره السنوي
  • “فتح الانتفاضة”: مجزرة بيت لاهيا يمثل إمعانًا في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني
  • قصة الطفلة وسام.. رمز لأمل يتحدى النزوح ويعيد الحياة إلى مدارس السودان
  • الاحتلال الإسرائيلي يعلن استهداف 3 مسلحين بمنطقة نتساريم وسط غزة
  • قصة الطفلة وسام – رمز لأمل يتحدى النزوح ويعيد الحياة إلى مدارس السودان
  • بيان مجموعة السبع لم يؤكد على الالتزام بحل الدولتين للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي
  • رئيس المجلس الوطني الفلسطيني يطالب بتفعيل لجان الحماية للتصدي لجرائم المستوطنين الإسرائيليين