موسم الزيتون كارثيّ.. كلفة الانتاج كبيرة وسعر التنكة ناريّ
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
خيّب محصول الزيتون هذا العام طموحات المزارعين الذين ينتظرون هذا الموسم سنوياً لقطاف هذه الثمار الخيّرة وانتاج الزيت كما إعداد المونة، "الكبيس" منه. ومن المتعارف عليه أن موسم الزيتون عندما يكون وفيراً في سنة يكون في السنة التالية أقلّ إنتاجية، غير أن إنتاج هذا العام أتى ما دون التوقعات.. كارثيّ بكلّ ما للكلمة من معنى!
الموسم "عاطل"، بهذا يختصر القروي حنا طانيوس توصيف الحال في قرى البترون الوسطى، ويوضح السبعيني لـ"لبنان 24" أن "قطعة الارض المزروعة بالزيتون والتي كانت تنتج 40 تنكة من الزيت، اليوم حصد منها تنكتين أو 3 فقط!"، مضيفاً: "هذا العام لم نجن 10% من الموسم المعتاد".
أسباب تدهور الانتاج
"شجرة الزيتون مثل ما بدّك منها بدها منّك"، يؤكّد رزق في خضّم حديثه لـ"لبنان 24"، شارحاً إن "اهتهّم المزارعون بهذه الشجرة أعطت انتاجاً وفيراً، غير ان تدهور الانتاج هذا العام يعود الى أسباب عدة أهمّها المناخ الذي لم يكن مناسباً، إذ تلقى الزيتون ضربتين الأولى في فترة الزهر والثانية لدى العقد. كما انّ الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة أدى الى نشفان الزيتون واستوائه باكراً فتساقطه ارضاً". طانيوس يضيف الى الأسباب المناخية، عاملاً آخر ويقول: "بسبب الازمة الاقتصادية وغلاء الأدوية الزراعية، تغيّب المزارعون عن عدد من "البخات" المتوجبة للشجرة، ففي الأصول يجب رش أدوية الحشرات كل 4 أسابيع لحماية الثمرة والحفاظ عليها"، مضيفاً: "هذا العام وسّع المزارعون وأصحاب الأراضي الفترات بين "الرشة" والأخرى ما أدى الى فقدان كمية من المحصول". ويوضح السبعيني وهو أحد مالكي أراضي الزيتون شمالاً، أن كلفة الاعتناء بالأرض والأشجار أصبحت باهظة فأيجار الحراثة بات 20 دولاراً للساعة الواحدة بعدما كانت 10 دولارات، كما أن أسعار الأسمدة ارتفعت كثيرا فأصبح سعر كيس السماد العضوي 50000 ليرة لبنانية بعد أن كان 8000 ليرة لبنانية، أما الأسمدة الكيماوية فصار سعر الكيلوغرام الواحد منها 3 دولارات أميركية، مشيراً الى أن "كل شجرة تحتاج لكمية تقدر بين 3 كلغ و4 كلغ، حسب حجمها".
كلفة الانتاج وسعر المبيع
نظراً للتدهور التراجيدي للعملة الوطنية في مقابل الدولار الأميركي والتي لامست مع أواخر الـ2022 عتبة الـ46 ألف ليرة لبنانية للدولار الواحد فيما وصلت للـ90 ألف ليرة لبنانية للدولار الواحد هذا الموسم، إرتفعت كلفة إنتاج محصول الزيتون والزيت. ويشير صاحب المعصرة الى أن "كلفة التنكة (16 كلغ) على صاحب الأرض في المعصرة تتراوح اليوم بين الـ10 دولارات والـ12 دولار أميركي، بسبب زيادة أجر اليد العاملة وارتفاع أسعار المازوت لتشغيل مولّدات الطاقة"، لافتاً الى انه "بالرغم من هذا الارتفاع بالكلفة، فان أغلبية أصحاب أراضي الزيتون يدفعون الأجرة نقداً بدلاً من ترك نسبة من الانتاج للمعصرة على غرار السنين الفائتة، وذلك لشحّ الموسم هذا العام". من جهته، يقول العمّ طانيوس أنه "لهذا الموسم دفع مقابل كلّ تنكة زيت 15 دولاراً أميركياً في إحدى المعاصر الحديثة شمالاً، فيما كان سعر التنكة 9 دولارات لدى العصر في المعصر عينه العام الفائت". أمّا عن سعر تنكة الزيت للبيع هذا العام، فيقدر طانيوس ألّا يقلّ عن الـ140 دولاراً أميركياً، مفسّراً أن اليد العاملة في القطاف ارتفعت أيضاً بحيث باتت ساعة العمل بـ15 دولار لكلّ عامل في حين كانت 400 ألف ليرة لبنانية في الـ2022. لذا كي لا يشعر صاحب الرزق بالغبن جراء التكاليف الكثيرة المتكبدة عليه هذا العام، يعتبر مالك المعصرة أن سعر تنكة الزيت يجب أن يبلغ حوالى الـ150 دولاراً أميركياً هذا العام. في المقابل، أجهز العدوان الاسرائيلي على محصول الزيتون جنوباً، فبالاضافة إلى أضرار القنابل الحارقة عانى المواطنون من صعوبات في القطاف في ظل التوتر الدائم عند الحدود؛ أما إيجاد اليد العاملة لجني المحصول الأخضر فحكاية أخرى.. الموسم في الجنوب لبنان كان الأكثر تضرراً هذا العام. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: لیرة لبنانیة من الزیتون هذا العام من الزیت
إقرأ أيضاً:
افتتاح مدرستين في السويداء بتكلفة تتجاوز 4 مليارات و500 مليون ليرة
السويداء- سانا
بمناسبة الذكرى الـ 54 للحركة التصحيحية افتتحت في محافظة السويداء اليوم مدرستان إحداهما للتعليم الأساسي والأخرى للثانوية النسوية، وذلك في مدينة شهبا وبلدة الغارية.
مدرسة التعليم الأساسي الأولى في مدينة شهبا تم تنفيذها من قبل فرع مؤسسة الإنشاءات العسكرية بإشراف مديرية الخدمات الفنية بتكلفة إجمالية تجاوزت 2 مليار و 800 مليون ليرة، وتتألف من ثلاثة طوابق بمساحة طابقية قدرها 400 متر، موزعة بواقع طابق أرضي للمستودع وطابق أول للكادر الإداري والتدريسي وطابق ثان للتلاميذ يضم 10 غرف صفية تستوعب نحو 320 تلميذاً.
فيما تتألف ثانوية الفنون النسوية في الغارية من طابقين، الأول للكادر الإداري والتدريسي والثاني للطلاب يضم 7 غرف صفية تستوعب نحو 150 طالباً، ونفذت من قبل متعهد خاص بإشراف مديرية الخدمات الفنية بتكلفة إجمالية قدرها مليار و 700 مليون.
وذكر مدير التربية بالسويداء أكرم الحسنية في تصريح لمراسل سانا أن مدرسة مدينة شهبا جاءت لمواكبة زيادة عدد السكان في المدينة، وارتفاع أعداد التلاميذ في المدارس الموجودة حالياً، ولتخديم الحي الشمالي بالمدينة، وتخفيف مسافة التنقل عن التلاميذ، فيما تم إحداث ثانوية الفنون النسوية لتخديم بلدة الغارية والقرى المجاورة لها، ضمن توجهات وزارة التربية بالاهتمام بالتعليم المهني مع مراعاة اختيار مكانها في أقصى جنوب المحافظة لتخفيف عبء التنقل عن أبناء الريف البعيد.
وبين الحسنية أن المدرستين ستستقبلان التلاميذ والطلاب مع بداية الفصل الثاني للعام الدراسي الحالي، وذلك بعد أن تم تحديد كوادرهما التدريسية والإدارية.
وتم افتتاح المدرستين بحضور محافظ السويداء أكرم علي محمد، وأمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي فوزات شقير وفعاليات رسمية وحزبية وشعبية.
عمر الطويل