هل يمكن للولايات المتحدة دعم حربين ومواصلة تحديها للصين؟
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
اكتسب الوعد الأمريكي بالتحول إلى آسيا أخيراً الزخم باتفاقات أمنية مع الفلبين والهند، وتوسيع التدريبات العسكرية وتخطيط مع الحلفاء من أجل البقاء متقدمين على التكنولوجيا الصينية.
يمكن أن تواجه اليابان وتايوان وأستراليا تأخيراً في تسلم المعدات العسكرية
ولكن الشرق الأوسط، بحسب ما كتب داميان كايف في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، جذب واشنطن مجدداً مثل دوامة.
Biden’s team plans to surrender Asia in Biden’s second term.
Can the U.S. Handle China While Supporting Israel and Ukraine Wars? - The New York Times https://t.co/MkkB5vwaf6
وقال النائب والمستشار السابق في الأمن القومي الياباني أكيهيسا ناغاشيما، خلال منتدى إستراتيجي في سيدني بأوستراليا الأسبوع الماضي: "أكثر ما يقلقنا هو تحويل المقدرات العسكرية الأمريكية من شرق آسيا إلى الشرق الأوسط.. إننا نأمل في أن ينتهي هذا النزاع في أسرع وقت ممكن".
بلينكن وأوستنويقول القادة العسكريون الأمريكيون إن أياً من المعدات الأمريكية لم ينقل من منطقة المحيطين الهادئ والهندي.. ويجول وزيرا الدفاع والخارجية الأمريكيان لويد أوستن وأنتوني بلينكن على آسيا هذا الأسبوع حاملين رسائل تطمين، وسيتوقفان بشكل منفصل أو معاً في الهند واليابان وكوريا الجنوبية وإندونيسيا.
وعلى الأرجح سيستمعان إلى مزيد من الآراء حول غزة، في وقت تبدو الهند أكثر دعماً لإسرائيل، بينما تسعى اليابان إلى مقاربة أكثر توازناً، وتعبر إندونيسيا، أكبر بلد مسلم، عن غضب متزايد حيال آلاف المدنيين الذين قتلوا في الغزو الإسرائيلي الذي أعقب هجوم حماس على إسرائيل.
لكن كل هذه الدول تتشارك في سؤال واحد وهو كيف ستوازن أمريكا بين انخراطها في حرب أخرى بعيدة، فضلاً عن أوكرانيا، وبين حاجات المحيطين الهادئ والهندي.. وكثيرون يسألون عن حجم التعهدات الذي تستطيع الولايات المتحدة الالتزام به حيال كل هذه الدول، علماً ان قواتها في الخارج منتشرة بطاقتها القصوى، بينما هي منقسمة في الداخل؟
“How many pledges of support to how many nations can the United States — a power stretched thin abroad and politically divided at home — actually handle?” https://t.co/XUfSA3DJAY
— Jonathan Lemire (@JonLemire) November 9, 2023ولفت الكاتب إلى أن الأسلحة هي مجال للقلق المشترك.. إن الصناعة العسكرية في الولايات المتحدة تعاني من نقص في الذخيرة التي تزود بها أوكرانيا وإسرائيل، بما في ذلك قذائف المدفعية من عيار 155 ملم، كما أن الذخائر الموجهة وأنظمة أمريكية أكثر تعقيداً يتم ارسالها إلى النزاعين، حتى وإن كان شركاء أمريكا في المحيطين الهادئ والهندي ينتظرون حصتهم من الأسلحة.
معدات عسكريةومن الممكن أن تواجه اليابان وتايوان وأستراليا تأخيراً في تسلم المعدات العسكرية، التي كان تم التعاقد عليها ووعدت بها الولايات المتحدة.
ويقول وزير الدفاع التايواني السابق أندرو نين-دزو، إن "الأمر لا يتعلق فقط بالمعدات فقط.. بل عليك أن تعلم وتدرب الناس على طريقة استخدام هذه الأسلحة"، وأضاف: "هناك قلق من أن لا يكون لدى الولايات المتحدة المزيد من الفاعلية والقدرة اللازمة لردع الصين".
وإذا ما طالت حرب غزة، فإن تأثيراتها قد تتغير.. وبينما قد ينهك نزاع مديد الترسانات الأمريكية، فإن الصين قد تتعلم درساً مفاده أن حرب المدن صعبة للغاية، ما قد يردع بكين عن تنفيذ تهديداتها بالسيطرة على تايوان ذات الكثافة السكانية العالية، التي تنظر إليها على أنها أراضٍ ضائعة.
سياسة حافة الهاويةحتى الآن، يبدو أن الصين تفضل سياسة حافة الهاوية.. وبعد أسبوعين من هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر(تشرين الأول)، صدمت سفينة لحرس السواحل الصيني وزورق للميليشيات البحرية، سفناً فيليبينية كانت في مهمة لنقل الإمدادات إلى موقع فيليبيني في بحر الصين الجنوبي تزعم بكين ملكيته، وكان هذا الحادث الأكثر خطورة بين البلدين منذ 20 عاماً فيما يتعلق بالأراضي المتنازع عليها.
وبعد أيام، اقتربت مقاتلة صينية إلى مسافة 10 أقدام من قاذفة بـ52 أمريكية خلال مناورة ليلية فوق بحر الصين الجنوبي، ما كاد يتسبب باصطدام.. وهو وصفه الجيش الأمريكي "بنموذج خطير وإكراهي وسلوك عملياتي ينطوي على مجازفة".
وهدف الصين، بحسب القائد الأمريكي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي الأدميرال جون س. أكويلينو، "إرغام الولايات المتحدة على الخروج من المنطقة"، الأمر الذي يؤكد مسؤولون في البنتاغون أنه غير وارد.
وتتذكر الهند كيف انتقل الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، من اعتبار الصين "منافساً إستراتيجياً" إلى محاولة التقرب منها بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، والزيارة التي قام بها الرئيس الأمريكي وقتذاك إلى بكين، ولقائه الرئيس الصيني حينذاك جيانغ زيمين.
والآن، مع حرب غزة، والزيارة التي سيقوم بها الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى سان فرانسيسكو، لحضور قمة آبيك ولقائه المتوقع مع الرئيس جو بايدن هذا الشهر، فإن بعض المعلقين الهنود يتساءلون عما إذا كان بايدن سيحدث تحولاً على موقفه حيال الصين بسبب الشرق الأوسط.
وبالنسبة إلى اليابان وشركاء آخرين في آسيا، فإن الحرب في غزة تخاطر بعرقلة إمدادات النفط والتقدم على صعيد الأمن. وكلما انتهت الحرب بسرعة، بحسب رأيهم، كلما كان في الإمكان العودة سريعاً إلى ما تعتبره واشنطن التحدي الأكثر أهمية: الردع والتنافس مع الصين في عالم يزداد ترابطاً.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية الولایات المتحدة الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
ترامب: نعم أنا جاد بضم كندا للولايات المتحدة
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه جاد في رغبته في أن تصبح كندا الولاية الأميركية رقم 51، جاء ذلك في مقابلة تم بثها يوم الأحد قبل مباراة بطولة السوبر بول.
وردا على سؤال عما إذا كانت فكرة ضم كندا "أمرا حقيقيا" وفقا لما أشار إليه مؤخرا رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، قال ترامب: "نعم، هو كذلك، أعتقد أن كندا ستكون في وضع أفضل بكثير إذا أصبحت الولاية 51، لأننا نخسر 200 مليار دولار سنويا مع كندا. ولن أدع ذلك يحدث. لماذا ندفع 200 مليار دولار سنويا، كنوع من الإعانة إلى كندا؟".
وأضاف أن الولايات المتحدة لا تقدم إعانات لكندا، بل إنها تشتري منتجات من الدولة الغنية بالموارد الطبيعية، بما في ذلك السلع مثل النفط، بينما توسعت الفجوة التجارية في السلع في السنوات الأخيرة لتصل إلى 72 مليار دولار في 2023، فإن العجز يعكس إلى حد كبير واردات أميركا من الطاقة الكندية.
وكان الرئيس الأميركي قال في منشور سابق على مواقع التواصل الاجتماعي "إذا اندمجت كندا مع الولايات المتحدة، فلن تكون هناك تعرفات جمركية، وستنخفض الضرائب بشكل كبير، وستكون كندا آمنة تماما من تهديد السفن الروسية والصينية التي تحيط بها باستمرار".
وهدد ترامب مرارا بفرض رسوم جمركية عالية على السلع الكندية، وتعد الولايات المتحدة الشريك التجاري الأكبر لكندا ووجهة 75% من صادراتها. ويعتمد عليها نحو مليوني كندي من إجمالي السكان البالغ عددهم 41 مليون نسمة.
إعلانوكان ترودو قال يوم الجمعة خلال جلسة مغلقة مع قادة الأعمال إن حديث ترامب عن جعل كندا الولاية 51 للولايات المتحدة هو "أمر حقيقي" ويرتبط برغبته في الوصول إلى موارد البلاد الطبيعية.