إيران..طوفان الأقصى تكشف عن ثنائية النفوذ والحضور بشأن مواجهة إسرائيل
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
على وقع العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر من شهر على قطاع غزة، أسفرت عملية طوفان الأقصى عن جدل واسع في الأوساط الإيرانية بشأن كيفية تقديم بلادهم الدعم لحلفائها في مواجهة العدو المشترك.
وبينما يحتدم النقاش في إيران بين شريحة تعتقد بضرورة الاكتفاء بتقديم الدعم وتوجيه الحلفاء من بوابة النفوذ، وشريحة أخرى لا ترضى بأقل من التحرك العملي لوضع حد للمجازر الإسرائيلية، يقف وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف إلى جانب الفئة الأولى واصفا قطبي الثنائية بـ"المتناقضين".
وفي كلمة له في ندوة تحت عنوان "القضية الفلسطينية من منظور القانون الدولي" بالعاصمة طهران، أشار ظريف إلى تأكيد الدستور الإيراني على ضرورة الدفاع عن مستضعفي العالم، مستدركا أنه ليس من المقرر أن نقاتل بدلا منهم.
النفوذ والحضورورأى ظريف أن الصورة التي يقدمها بعض الأشخاص عن حركة حماس وكأنها وكيل لإيران ليست صحيحة، موضحا أن أفضل دفاع عن الشعب الفلسطيني في الوقت الراهن هو عدم توفير الذرائع لإسرائيل لاتهام الفلسطينيين باعتبارهم قوة تتحرك بالنيابة عن الآخرين.
ولدى إشارته إلى جواز السفر الفلسطيني الذي كانت تحمله غولدا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة، اعتبر ظريف الادعاءات بأن "فلسطين كانت أرضا بلا مالك" كاذبة وباطلة، مؤكدا أنه لا حقوق لحكومة الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، وإنما عليها واجبات فحسب، وأن كيان الاحتلال فشل في معركة طوفان الأقصى.
مواقف الوزير الإيراني السابق حظيت بتفاعل واسع في الإعلام الفارسي ومنصات التواصل، وكشفت عن ثنائية متناقضة بين شريحة ركزت على كلامه القائل إن "الشعب الإيراني سئم أن يدفع ضريبة صراع الآخرين" وشريحة أخرى ترى أن طهران طرف فاعل في المعركة الراهنة -وإن لم تكن طرفا مباشرا فيها- وأن الرسائل الأميركية لطهران خير دليل على ذلك.
عقيدة "الضربة الثانية"في غضون ذلك، دافع سفير طهران السابق في الأردن ولبنان أحمد دستمالجيان عن "مواقف ظريف الصائبة"، مؤكدا أن دعم الجمهورية الإسلامية للقضية الفلسطينية لا يعني خوض معركة تحرير الأقصى المبارك بالنيابة عن أهل الأرض المباركة.
وفي حديثه للجزيرة نت، أشاد دستمالجيان بما وصفه إدارة طهران الناجحة للمعركة مع العدو الصهيوني، رغم بعدها عن ساحة المواجهة، موضحا أن دبلوماسية طهران فوتت الفرصة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي طالما سعى لاستدراج الولايات المتحدة إلى جبهة مع إيران.
وردا على الشريحة التي تطالب بخوض طهران معركة طوفان الأقصى والوقوف إلى جانب حماس، قال الدبلوماسي الإيراني إن عقيدة بلاده العسكرية "دفاعية وردعية تتبنى عنصر الضربة الثانية" إذا تعرضت سيادة البلاد إلى تهديد، ومن ثم فإنها لا تسمح بخوض المعارك قبل الاعتداء على الأراضي الإيرانية.
جبهة أماميةفي المقابل، يرى الباحث السياسي مهدي عزيزي أن "خطاب الثورة الإيرانية تبنى مبدأ مواجهة إسرائيل ونصرة المظلومين والمستضعفين" حتى قبيل انتصارها عام 1979، واصفا الحديث عن ضرورة المناورة على "مبدأ النفوذ" والتخلي عن "مبدأ الحضور المباشر لنصرة المظلوم" تراجعا عن إيديولوجية الثورة الإيرانية التي طالما خاضت المعارك إلى جانب حلفائها في سورية والعراق في مواجهة "جماعة داعش الإرهابية" على حد تعبيره.
وعزا الباحث الضغوط الغربية على بلاده إلى إستراتيجيتها المبدئية في الحضور إلى جانب المظلوم أينما اقتضت الضرورة، موضحا أن طهران دفعت ضريبة هذه الإستراتيجية طوال العقود الماضية.
وفي حديثه للجزيرة نت، رأی عزيزي أن طهران "لم ولن تخشى الإعلان عن دعمها لكل طرف يقف بوجه الكيان الصهيوني، ذلك لأن الأوساط الإيرانية أجمعت منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية على مبادئ وشعارات تتصدرها نصرة الأقصى المبارك والقضية الفلسطينية".
ووصف المتحدث ذاته حركات المقاومة الإسلامية في فلسطين بأنها "الجبهة الأمامية في مواجهة الكيان الإسرائيلي"، محذرا من مغبة التخلي عن حلقات محور المقاومة بما يشجع العدو الإسرائيلي على الانفراد بها والتفرغ للانقضاض عليها واحدة تلو الأخرى.
خطاب الثورةوخلص الباحث السياسي نفسه إلى أن "دعم إيران لتحرير القدس والوقوف إلى جانب المقاومة الفلسطينية نابع عن إستراتيجية الجمهورية الإسلامية حيال القضية الفلسطينية، وليس تكتيكا يمكن تغييره أو التخلي عنه وفق مسار المعركة ومتطلباتها".
وللوقوف على الشعارات التي رفعها الثوريون الإيرانيون إبان ثورة 1979 وموقفهم من القضية الفلسطينية، توجهت الجزيرة نت بالسؤال إلى السياسي المحافظ عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام محمد رضا باهنر، الذي يرى ارتباطا وثيقا بين الثورة الإيرانية والقضية الفلسطينية المتمثلة في السعي العملي لتحرير الأقصى المبارك.
وفي حديثه للجزيرة نت، أوضح باهنر أن الثورة الإيرانية دفعت ضريبة مواقفها الثابتة من القضية الفلسطينية ولا تغيير في ذلك بعد الآن، مؤكدا أن الثوار الإيرانيين سبق وأكدوا دعمهم المطلق للثورة الفلسطينية من أجل تحرير الأقصى المبارك وإزالة كيان الاحتلال، ولم يدّعوا يوما أنهم سوف يخوضون معركة للقضاء على الكيان الإسرائيلي نيابة عن الفلسطينيين.
واستغرب السياسي المحافظ، الانتقادات التي توجه لطهران بسبب مواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية، في حين ترمي الولايات المتحدة بكل ثقلها في المعركة، وتقف إلى جانب المعتدي في إبادته للأبرياء وقتله آلاف الأطفال والنساء.
وبين هذا وذاك، يدعو المنظّر المحافظ علي أكبر رائفي بور، الإيرانيين إلى الصبر وعدم الاكتراث للشعارات والتحليلات التي تُطلق من هناك وهناك بشأن عملية طوفان الأقصى.
وفي تغريدة أخرى على منصة إكس، كتب رائفي بور أن "إيران تعمل من أجل القضاء على الكيان الصهيوني وإخراج القوات الأميركية من المنطقة وفقا لنظرية الضفدع المسلوق. صبرا! فإن شعلة النار ستزداد رويدا رويدا"، على حد قوله.
وعلی وقع الجدل بشأن ثنائية النفوذ والحضور والحديث عن المضي قدما في تطبيق نظرية الضفدع المسلوق، يطالب مراقبون في إيران بضرورة تنسيق أكبر بين الدبلوماسية والميدان، للعمل على وقف إطلاق النار في غزة أولا ثم إرباك المعتدي في الميدان دون ترك أثر قد يحمل البلاد ثمنا غاليا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الکیان الإسرائیلی القضیة الفلسطینیة الثورة الإیرانیة الأقصى المبارک طوفان الأقصى فی مواجهة إلى جانب
إقرأ أيضاً:
طوفان الأقصى: السياسي والإيديولوجي
يمكننا، كما استخلصنا بعض السمات التي أفرزها طوفان الأقصى من جانب تعامل الطغمة الصهيونية والأمريكية معه، نريد التوقف على الجانب العربي بهدف النظر في كيفية تعاطيه مع القضية الفلسطينية عموما، وحدث 7 تشرين الأول/ أكتوبر بصفة خاصة.
لقد تصرف العرب عموما مع الحدث، وكأنه بعيد عن انشغالاتهم وهمومهم بالقدر الذي يتطلبه هذا الحدث العظيم. ولم يطرأ التغيير في مواقفهم منه إلا بعد أن طرح ترامب مسألة تهجير سكان غزة إلى مصر والأردن، حيث بدأت القضية لديهم تأخذ مسارا آخر. فكان الإجماع الذي افتقدته القضية منذ مدة طويلة.
قد تتعدد تفسيرات الواقع العربي، حكومات، وشعوبا، وأحزابا والتحولات التي أدت إلى المواقف من القضية الفلسطينية عكس ما وقع مثلا في 1973. لكني أريد الذهاب إلى البحث في الذهنية التي تتحكم في التصور العربي، ولا سيما لدى من ظلت القضية الفلسطينية تمثل لديهم أولوية في الصراع ضد الاستيطان، والهيمنة الأمريكية. وأقصد بصورة خاصة الأحزاب المعارضة، والنقابات، والمثقفين على اختلاف طوائفهم وألوانهم. وللقيام بذلك سأميز بين الإيديولوجيا والسياسة لأنني أرى هذا التمييز المدخل الطبيعي والضروري لفهم وتفسير ما جرى.
أعتبر السياسة فن إدارة وتدبير الوجود البشري لتحقيق المكاسب. أما الإيديولوجيا فنشر أفكار، والدفاع عنها باستماتة بهدف كسب الأنصار. إن الإيديولوجي الذي يمارس السياسة يعمل بدون وضع الزمن وتحولاته في نطاق ممارسته. إن ما يهمه بالدرجة الأولى هو تقديم تصوره الإيديولوجي الذي يتبناه ويظل يدافع عنه. والعرب لم يكونوا يمارسون السياسة ولكن الإيديولوجيا. إن الإيديولوجيا العربية، أيا كانت منطلقاتها ومقاصدها، هي ما يمارسه العرب في علاقتهم فيما بينهم، فتجد الفرقة بينهم تتخذ بعدا دينيا وطائفيا (سنة، شيعة)، وجغرافيا وحدوديا (شمال وجنوب، وغرب وشرق)، وسياسيا (حكومات وحركات). وكل منهم يرى أن إيديولوجيته هي التي تمتلك الحقيقة، والآخر ضال. وفي ضوء هذا التمايز تتخذ المواقف ضد أو مع ما يجري في الساحة العربية داخل كل قطر عربي، وبين الأقطار العربية. وهذه المواقف هي التي تتحدد في العلاقة مع الصهيونية وأمريكا خارجيا، حيث الرضوخ لهما بدعوى التحالف أو اتخاذ الحياد السلبي، أو التصريحات المجانية.
يبدو لنا ذلك بجلاء في المواقف الفلسطينية أولا من طوفان الأقصى. لقد اعتبرته السلطة الفلسطينية خطأ لأنه أعطى لإسرائيل الذريعة لتدمير غزة، وشاركتها الدول العربية الموقف عينه بصورة أو أخرى، وهو الموقف الذي اعتمده الغرب أيضا، وهو يصطف إلى جانب الأطروحة الصهيونية ــ الأمريكية. لقد تم التعامل مع الحدث على أنه عمل حركة إرهابية هي حماس ضد دولة معترف بها عالميا، ولم يكن التعامل معه باعتباره وليد صيرورة من الصراع الفلسطيني ــ الإسرائيلي. وأنه لم يأت إلا ضد ما كانت تمارسه السلطات الصهيونية ومستوطنوها في القدس، وما ظلت تقوم به لتصفية القضية نهائيا، وخاصة منذ ولاية ترامب الأولى التي دعا فيها إلى نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، مدعيا جعلها عاصمة أبدية لإسرائيل، متنكرا بذلك لكل القرارات الأممية حول القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية، وحل الدولتين.
أمام عدم انخراط الضفة الغربية في طوفان الأقصى، وهو ما كانت تخشاه إسرائيل، ملأت جبهات الإسناد الساحة، وقامت بدورها في دعم المقاومة في غزة، فبدا طوفان الأقصى وكأنه وليد إملاءات إيرانية، فاستغل هذا عالميا، وخاصة من لدن إسرائيل وأمريكا لتحوير الحرب الحقيقية من كونها قضية وطن إلى حرب بالوكالة لفائدة إيران التي صارت قطب «محور الشر». فكانت الاغتيالات لهنية في طهران، وبعد ذلك لرموز حزب الله وحركة حماس ليست نهاية لطوفان الأقصى بل لتأجيجه ودفعه في اتجاه مناقض لما كانت تحلم به إسرائيل التي توهمت أن القضية الفلسطينية ليس وراءها سوى إرهابيين يكفي القضاء عليهم لإنهاء القضية وإقبارها إلى الأبد.
لكن الصمود الوطني الأسطوري للمقاومة دفعها إلى القبول بوقف إطلاق النار في جنوب لبنان، وبعد ذلك في غزة. وخلال هدنة تبادل الأسرى والمختطفين تفرغت الآلة الجهنمية الصهيونية للضفة الغربية مستهدفة تهجير المواطنين وتدميرها كما فعلت في غزة. ومع التحول الذي عرفته سوريا، ونهاية «الممانعة» التي كانت تمنع من المواجهة مع العدو، ها هي إسرائيل تهدد أمن بلد خرج للتو من كابوس مرعب بدعوى السيمفونية النشاز: حماية أمنها القومي؟ إسرائيل شعب الله المختار عليه أن يحافظ على أمنه الذي عليه تكدير أمن «جيرانه» غير المحتملين، وتنغيص الحياة عليهم. هذه هي السياسة الصهيونية التي تنبني على إيديولوجية التسلط والهيمنة.
يبدو لنا ذلك بجلاء في المواقف الفلسطينية أولا من طوفان الأقصى. لقد اعتبرته السلطة الفلسطينية خطأ لأنه أعطى لإسرائيل الذريعة لتدمير غزة، وشاركتها الدول العربية الموقف عينه بصورة أو أخرى، وهو الموقف الذي اعتمده الغرب أيضا،
إن كل هذا نتيجة الخلاف الإيديولوجي بين مكونات المقاومة الفلسطينية الذي ظلت إسرائيل تغذيه وتفرضه طيلة كل عقود الصراع. ولا فرق في ذلك من يحمل السلاح لأنه إرهابي، ومن يخضع للهيمنة الصهيونية باسم سلطة لا حق لها في ممارستها. فكلاهما غير مرغوب فيه لأن إسرائيل للإسرائيليين وليست لأي عربي. هذا الدرس لم يفهمه بعض الفلسطينيين والعرب الذين اتخذوا مواقف مضادة من طوفان الأقصى. وهو الدرس الأكبر الذي يقدمه الطوفان لمن لم يريدوا فهم طبيعة الكيان الصهيوني وأسطورته الإسرائيلية، وهو ما يبدو حاليا بشكل أجلى منذ انتخاب ترامب في ولايته الثانية. وهو ما ظل يصرح به أبدا سموتريتش وبن غفير بوقاحة وجرأة وطغيان وعنصرية مقيتة.
يمارس الفلسطينيون بمختلف تياراتهم واتجاهاتهم السياسة، ومعهم كل الأحزاب والمنظمات الحقوقية والأهلية العربية من منظور حركات التحرر العالمية في الستينيات، أي في ضوء تصورات إيديولوجية معينة. ومواقفهم من بعضهم البعض تتأسس على قاعدة: من ليس معي، فهو ضدي. إنها القاعدة التي لا يتولد منها سوى الحقد الإيديولوجي، والاقتتال الداخلي، والصراع المستدام. إنهم لا يميزون بين التناقض الرئيسي والتناقضات الثانوية. بل إن ما هو ثانوي يصبح لديهم أساسيا، وفي المستوى الأول، بينما التناقض الرئيسي يقبع في الخلفية. ولذلك نجدهم يُرهِّنون تناقضاتهم الداخلية الخاصة، وتحتل المكانة الكبرى أمام ما تمثله تناقضاتهم مع عدوهم الخارجي التي تصبح وكأنها غير موجودة. يغذي العدو هذه التناقضات، ومن مصلحته إدامتها لبسط هيمنته، وإدارته الصراع بما يخدم مصلحته.
تبدأ ممارسة السياسة لدى الفلسطينيين إذا ما جمدوا تناقضاتهم الداخلية، ووجهوا التناقض نحو العدو المشترك. في هذا التجميد يكمن الحس الوطني الحقيقي في بعده الديمقراطي والوحدوي الذي تهمه قضية الوطن عبر وضعها فوق أي اعتبار. أما تبادل الاتهامات وادعاءات تمثيل الشعب الفلسطيني فليس سوى خطابات جوفاء لا قيمة لها لأنها تعبير عن إيديولوجيا زائفة.
إن الدرس الأكبر الذي نستنتجه من الحدث الأكبر طوفان الأقصى، والذي هو في الحقيقة حلقة من حلقات ما يمكننا تعلمه من تاريخنا الحديث في صراعنا مع الآخر، أي من الاستعمار التقليدي إلى الجديد يدفعنا إلى تأكيد أن ما قلناه عن الفلسطينيين ينسحب على العرب حكومات وشعوبا وأحزابا ومنظمات مختلفة. إن التناقض الرئيسي ليس مع من يختلف معنا، ويعارضنا، إنه ضد التبعية، والتخلف، والتفرقة، والتأخر عن العصر الذي نعيش فيه. إنه ضد الآخر الذي يسعى لإدامة التفرقة بين الدول والشعوب، وإشاعة الفتنة، ونهب ثروات وخيرات البلاد العربية، والحيلولة دون تقدمها. إنه ضد الطائفية والعرقية والظلامية، ومع حرية المواطن وكرامته وعزته في وطنه، ووحدة الأوطان، وتعزيز التعاون والتقارب بينها لما فيه الخير للجميع.
إذا لم تكن السياسة فن إدارة التدبير من أجل الحياة الكريمة فإنها ليست سوى إيديولوجيا توليد التناقضات وتفريخ الصراعات، وإشعال النزعات وإشاعة النزاعات، ويكفي النظر إلى ما يمور به واقعنا لتأكيد أن الإيديولوجي مهيمن في حياتنا على السياسي.
لقد كشف طوفان الأقصى حقيقة واقعنا مع ذاتنا ومع الآخر. فإلى متى يظل يلدغ المؤمن من الجحر مرتين؟