سنن يستحب القيام بها يوم الجمعة
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
بدأت الهجرة الأولى عند وصول النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة، وتم تأكيد أهميتها بقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ" [الجمعة: 9].
ويشتمل صلاة الجمعة على عدة سنن يستحب للمسلم أداؤها، وتشمل الاغتسال والتطيب، وقراءة سورة الكهف، وتحديد ساعة الإجابة، ولبس أحسن الثياب، وكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والتبكير إلى المسجد، والتسوك.
وقد اتفق علماء الأمة، سواء سلفًا أو خلفًا، على أن سنة الجمعة القبلية مشروعة ومستحبة، ويدعم ذلك العمل بها من قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة.
ولا وجه للقول بكراهتها أو بدعيتها أو تحريمها، بل يُعتبر القول ببدعيتها هو البدعة المنكرة.
أما التنفل بعد صلاة الجمعة، فقد اتفق العلماء على مشروعيته، وتختلف الآراء حول عدد الركعات، سواء كانت ركعتين أو أربع.
وبالنسبة للنفل قبل الجمعة، يمكن أن يكون إما نفلًا مطلقًا أو سنة راتبة، وفي ذلك تفاوت في الآراء.
1. صلاة الجمعة:
يُؤكد الله تعالى في القرآن على أهمية صلاة الجمعة، حيث يقول: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ" (الجمعة/9).
قال ابن القيم: "صلاة الجمعة هي من آكد فروض الإسلام، ومن أعظم مجامع المسلمين."
وعن أبي الجعد الضمري: "من ترك ثلاث جمع تهاونا بها طبع الله على قلبه" (رواه أبو داود وصححه الألباني).
وقد روى عبد الله بن عمر وأبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمْ [أي تركهم] الْجُمُعَاتِ أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنْ الْغَافِلِينَ" (رواه مسلم).
2. الاجتهاد في الدعاء:
في يوم الجمعة، هناك ساعة إجابة حيث يُستجاب لدعاء العبد - بإذن الله تعالى. وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئًا إلا أعطاه، وأشار بيده يقللها" (رواه البخاري ومسلم).
3. قراءة سورة الكهف:
عن أبي سعيد الخدري، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين" (رواه الحاكم وصححه الألباني).
4. الإكثار من الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم:
عن أوس بن أوس، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلامُ... فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلاةِ فَإِنَّ صَلاتَكُم مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ" (رواه أبو داود وصححه الألباني).
وفي يوم الجمعة خصصت مزيّة لصلاة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال ابن القيم في عون المعبود: "لأنَّ يوم الجمعة سيد الأيام والمصطفى سيد الأنام، فللصلاة عليه فيه مزية ليست لغيره."
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: يوم الجمعة سنن يوم الجمعة
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: أخبرنا النبي ﷺ عن فضل التقوى في كثير من أحاديثه الشريفة
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن عباد الرحمن يتوجهون إلى الله في سؤالهم لله أن يكونوا أئمة للمتقين، قال تعالى في تلك السورة المباركة التي تتحدث عن صفات عباد الرحمن حكاية عنهم في دعائهم : (وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا). فهم يدركون أهمية التقوى.
واجاب جمعة،فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، عن التقوى ما هي ؟ التقوى في لغة العرب : مشتقة من وقاه وقيا ووقاية : صانه. من قبيل اشتقاق المصدر من الفعل على مذهب الكوفيين أو التقوى ليس بمصدر بل اسم كالعلم ويؤيده ما في القاموس واتقيت الشيء وتقيته حذرته.
وهناك معاني كثيرة لها في الاصطلاح ذكرها العلماء لعل أبسطها : التباعد عن كل مضر في الآخرة، وقد ذُكر في معناها أيضا : أنها عبارة عن حجاب معنوي يتخذه العبد بينه وبين العقاب ، كما أن الحجاب المحسوس يتخذه العبد مانعا بينه وبين ما يكرهه [أحكام القرآن للجصاص].
وقد أخبر ربنا أن التقوى سبيل الفلاح، فقال تعالى : (وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ). وأعلم عباده أن الله مع المتقين، ففازوا بمعية ربهم ونصرته وتأييده، قال تعالى : (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ المُتَّقِينَ). وترتبط التقوى بتذكر صفات الجلال لله سبحانه وتعالى، فيربط ربنا بين أمره بالتقوى، وبين تذكر صفات الجلال كالجبار والمنتقم وشديد العقاب، فقال تعالى : (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ).
وجعل ربنا التقوى هي معيار التفاضل المعتبر عنده، ونفى وجود تفاضل وتمايز بين خلقه إلا وفقا لذلك المعيار ألا وهو معيار التقوى فقال تعالى : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).
وأخبر ربنا أن التقوى هي الوصية التي يوصي بها عباده على مر الزمان، فقال تعالى : (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِياًّ حَمِيداً ).
وقد أخبر النبي ﷺ بفضل التقوى في كثير من أحاديثه الشريفة، فعن أبي هريرة قال : قال رسول الله ﷺ : «أكثر ما يدخل الجنة تقوى الله وحسن الخلق»[أخرجه الترمذي]. وعن سعد بن أبي وقاص قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول : «إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي» [أخرجه مسلم]