أظهرت دراسة علمية جديدة أن انفجار بركان هونغا تونغا الذي حدث العام الماضي أدى إلى وقوع عاصفة رعدية غير مسبوقة أنتجت أقوى برق تم تسجيله على الإطلاق.

ووجد الباحثون أن هذه الظاهرة التي أنتجت ما يناهز من 200 ألف ومضة برق ساهمت في مراقبة نشاط البركان الواقع تحت سطح المحيط الهادي أثناء ثورانه الذي يعد الأقوى منذ ما يزيد على قرن، وفق بيان نشر على موقع دورية "أدفانسنغ إيرث آند سبيس ساينس" (AGU) العلمية في 20 يونيو/حزيران الماضي.

انفجار بركان هونغا تونغا في قاع المحيط العام الماضي وصف بكونه أقوى انفجار طبيعي منذ أكثر من قرن (نوا) عمود من الرماد البركاني بطول 57 كيلومترا

في يناير/كانون الثاني 2022 اندلع بركان هونغا تونغا الواقع في عمق جنوب المحيط الهادي بالقرب من جزر تونغا بشكل عنيف.

وولّد هذا الانفجار أعلى عمود رماد بركاني تم تسجيله على الإطلاق، إذ وصل ارتفاعه إلى 57 كيلومترا وأحدث موجات تسونامي امتدت آثارها إلى مناطق بعيدة جدا من موقعه، مثل منطقة البحر الكاريبي وسط المحيط الأطلسي.

ووصف العلماء حينذاك هذا الانفجار البركاني تحت الماء بكونه أقوى انفجار طبيعي منذ أكثر من قرن وأكثر قوة من أي انفجار نووي حدث حتى اليوم، وفق تقرير نشر على موقع "سبيس دوت كوم" (Space.com) العلمي.

ووجدت الأبحاث السابقة أن الموجات الجوية (التغيرات في ضغط الهواء) كانت قوية بما يكفي للتأثير على طبقة الأيونوسفير، وهي واحدة من أعلى طبقات الغلاف الجوي للأرض، وتمتد على ارتفاع يزيد على 80 كيلومترا.

وهناك يعمل الإشعاع الشمسي على تنشيط الجزيئات والذرات لتوليد الأيونات المشحونة كهربائيا التي تعطي هذه الطبقة اسمها، وقد كان الانفجار قويا بما يكفي لتوليد فقاعات بلازما عطلت الاتصالات الراديوية في الفضاء الخارجي.

كيف حدثت العاصفة الرعدية فوق البركان؟

في الدراسة العلمية المنشورة مؤخرا أظهر الباحثون أن الانفجار حطم أيضا أرقاما قياسية أخرى تتعلق بشدة البرق الذي ولّده عمود الرماد المرتفع إلى عنان السماء أثناء تفاعله مع مكونات الغلاف الجوي.

وبحسب تصريح أورده البيان لفان إيتون المؤلف الرئيسي للدراسة، فإن العاصفة الرعدية تطورت بهذا الشكل لأن عملية قذف الصهارة حدثت بقوة كبيرة وفي محيط ضحل، وقد أدت الصخور المنصهرة المنبعثة من فوهة البركان بسرعة عالية إلى تبخر مياه البحر وارتفاعها مع العمود الرمادي إلى الطبقات العليا للغلاف الجوي، حيث نشأت تصادمات كهربائية بين الرماد البركاني والمياه فائقة البرودة، وهي الظروف المثالية التي تتشكل فيها العواصف الرعدية.

وقام الباحثون بتتبع ومضات البرق وتقدير ارتفاعاتها بدمج البيانات من أجهزة الاستشعار التي تقيس الضوء وموجات الراديو، ووجدوا أن الثوران البركاني أنتج ما يزيد قليلا على 192 ألف ومضة برق، وأن ذروتها بلغت 2615 ومضة في الدقيقة.

وأظهرت البيانات كذلك أن عددا كبيرا من تلك الومضات حدثت في ارتفاعات غير مسبوقة في الغلاف الجوي للأرض تراوحت بين 20 و30 كيلومترا.

استخدم العلماء البيانات عالية الدقة عن العاصفة الرعدية لمتابعة ما يحدث داخل عمود الرماد البركاني (شترستوك) استخدام البرق لمتابعة ثوران البركان

ورغم أن العمود الشاهق من الدخان المنبعث من البركان مكن العلماء من الحصول على معلومات مفيدة عن حجم الثوران وشدته فإنه في المقابل حجب فتحة التهوية عن الأقمار الصناعية، مما جعل من الصعب تتبع الأطوار التي مر بها الانفجار مع مرور الوقت.

وبدلا من ذلك استخدم العلماء البيانات عالية الدقة عن العاصفة الرعدية التي حصلوا عليها من 4 مصادر منفصلة (لم تُستخدم معا من قبل) لمتابعة ما يحدث داخل عمود الدخان الكثيف ودراسة الظروف السائدة داخله.

وبفضل هذه البيانات اكتشف الباحثون أن الانفجار البركاني استمر حوالي 11 ساعة، أي لفترة أطول بكثير مما كان يعتقد العلماء من قبل والتي قدرت بحوالي ساعة أو ساعتين فقط.

وتمكنوا من تحديد 4 مراحل من النشاط البركاني تمايزت في ما بينها حسب الارتفاعات في الغلاف الجوي ومعدلات البرق أثناء تلاشي العاصفة وتضاؤلها.

واستنتج المؤلفون أن الانفجارات البركانية يمكن أن تخلق برقا شديدا أكثر من أي نوع آخر من العواصف على الأرض، كما أن ربط شدة البرق بالنشاط البركاني يمكن أن يوفر مراقبة أفضل لتطور سحابة الرماد وحركتها وتنبؤا فوريا للمخاطر المتعلقة بالطيران أثناء ثوران البركان.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

«الزراعة» تحذر من ظاهرة التنفيل في محصول الفول

أكد الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ والنظم الخبيرة بوزارة الزراعة، أن حالة التذبذب التي حدثت في حالة الطقس خلال الأيام الماضية تسببت في تساقط «زهر» الفول، وهي المعروفة بظاهرة التنفيل.

أضاف أن من المتوقع حدوث ارتباك، خلال الأيام المقبلة، أيضا وهو ما يتطلب اتباع عدد من التوصيات الزراعية المهمة لعدم وقوع خسائر للمحصول.

الإسراف في الري

حذر رئيس مركز معلومات المناخ من الإسراف في الري حيث يؤدي إلى ارتفاع نسبة الرطوبة الأرضية بشكل كبير جدًا وبالتالي حدوث اختناق للجذور الأمر الذي يؤدي إلى حدوث تساقط للأزهار، كذلك عدم انتظام الري سواء بزيادة كمية الماء المضافة أو العطش الشديد.

أشار إلى أن من بين الأسباب أيضا الإسراف في التسميد النيتروجيني خاصة اليوريا، وعدم الاهتمام بالتسميد الفوسفاتي أو البوتاسي بالمعدلات المطلوبة، وحدوث نقص حاد في مستوى عنصر الكالسيوم والبورون في النباتات.

التوقف عن التسميد الأزوتي

شدد على ضرورة اتباع عدد من التوصيات لعلاج تلك مشكلة التنفيل في محصول الفول وذلك بالتوقف عن التسميد الأزوتي تماماً واستخدم نترات الكالسيوم، كذلك إضافة 4  إلى 5 لترات حامض فسفوريك مع الري وفي حالة كان الري بالتنقيط يتم الري بـ10 لترات للغمر والرش بعالي الفسفور (ماب) بمعدل 2 ك للفدان.

ونوه بأهمية الرش صباحًا بمخلوط (400 جرام طحالب بحرية مضاف عليها 500 جرام عناصر عالي الماغنسيوم والمنجنيز والحديد مضاف عليها 25 سم سيتوكينين / 300 لتر ماء للفدان)، يليها رشة بالكالسيوم بورون بمعدل 1.5 – 2 سم للتر مع مكافحة الآفات الفطرية والحشرية فورًا.

مقالات مشابهة

  • بسبب حدوث عطل.. قطع المياه عن عدد من المناطق بمدينة الخصوص
  • «التزحلق على البركان».. مغامرة مرعبة لمتزلجين في إيطاليا تعرضهما للخطر (فيديو)
  • «الزراعة» تحذر من ظاهرة التنفيل في محصول الفول
  • زلزال قوي يضرب جزر تونغا
  • كام أمشير اليوم؟ أبرد شهور السنة ومرتبط بأمثال شعبية معروفة
  • موانع الحمل ثنائية الهرمون.. 3
  • هذا ما فعلته صاعقة رعدية بمنزل في عكار
  • استمرار فرص هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة حتى الجمعة..فيديو
  • لبنان يتحضر لاستقبال رنيم .. توجيهات عامة لا بد من الالتزام بها
  • حالة الطقس.. تكوّن السحب الرعدية الممطرة على أجزاء من 7 مناطق