موقع 24:
2025-04-17@12:21:00 GMT

تقدم في الرواية الفلسطينية للحرب

تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT

تقدم في الرواية الفلسطينية للحرب

الرواية الفلسطينية أحرزت هدفاً في مرمى إسرائيل، وانتشرت في عدد من الأوساط المتابعة للحرب وأظهرت جوانب خفية عن هذه الأوساط، وقام بعضها بالمزيد من التحري واكتشفوا أن سرديات إسرائيل مغلوطة.

كسبت الرواية الفلسطينية أرضاً خصبة مع إمعان إسرائيل في القتل والهدم في غزة

فرضت إسرائيل روايتها للحرب على قطاع غزة منذ اليوم الأول لاندلاعها، وتمكنت من استقطاب دول وساسة ونخب وشعوب لديهم قابلية لتصديق كل ما يخرج من إسرائيل وعنها، ومع استخدام دعايتها صوراً وفيديوهات تظهر حجم ما فعلته حركة حماس زاد التعاطف معها، بما شجعها على خلط الحقائق بالأكاذيب لاحقاً.

بدأت عملية فرز كبيرة تنتشر تدريجياً في دول عديدة، ويكتشف الكثيرون أن هناك رواية أخرى أكثر واقعية، وأن الحرب التي زعمت إسرائيل أنها نشبت مع عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر الماضي خادعة، لأن الحرب الحقيقية اندلعت مع قيام إسرائيل باقتلاع الفلسطينيين عنوة من جذورهم منذ عقود طويلة.

عندما نكأ الأمين العام للأمم المتحدة أنتوني غوتيريش هذا الجرح وأرجع الأزمة إلى أصلها انتفضت إسرائيل وهاجمته بضراوة، لأنها لا تريد التطرق إلى الأصل وتسعى للتعامل مع الفرع، أي فاجعة أكتوبر وليس فواجع الفلسطينيين المتفرقة.

قبل خطاب غوتيريش في الأمم المتحدة وبعده، انتبهت أصوات عدة إلى الأمر، وضجت وسائل التواصل الاجتماعي بنقل صور أخرى لما تردده إسرائيل وانحازت لها الكثير من وسائل الإعلام الغربية إلى أن تطوع بعض مقدمي البرامج باستضافة خبراء وكتاب وصحافيين من دول عديدة لديهم تصورات تقف على مسافة من إسرائيل، كنوع من نفي صفة الانحياز وليس بحثاً عن الحقيقة.

ولعل لقاءات بعض وسائل الإعلام الغربية مع سفير فلسطين في لندن حسام زملط، ومع الإعلامي المصري باسم يوسف، والملكة رانيا زوجة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، لعبت دوراً في كشف جوانب في المشهديات الإسرائيلية – الفلسطينية، وأن ما روجت له آلة الدعاية الواسعة في إسرائيل قدّم بعداً خاصاً ومبتوراً للحرب على غزة، وأخذت محاولات فهم ما جرى تتوالى في دول غربية كثيرة.

أحرزت الرواية الفلسطينية هدفاً في مرمى إسرائيل وانتشرت في عدد من الأوساط المتابعة للحرب والمعنية بها، وأظهرت جوانب خفية عن هذه الأوساط، وقام بعضها بالمزيد من التحري والاستقصاء، واكتشفوا أن سرديات إسرائيل مغلوطة، أو على الأقل عليها علامات استفهام كبيرة، فلا أحد استطاع كشف لغز انهيار المنظومة الأمنية لدولة إسرائيل أمام حماس بالصورة التي مكّنتها من اختراق منطقة ما يسمى بـ "غلاف غزة" وأسر العشرات من الجنود، والأسباب التي دفعت الحركة للقيام بهذه الخطوة.

لم يكن التفكير في الانتقام مبرراً كافياً لتفسير هذه الخطوة المتقدمة عسكرياً، ولا بد أن تكون هناك أسباب أهم، لأن الإهانة التي لحقت بإسرائيل من الصعب فهمها إلا في سياقات منطقية، وعلى هذا الأساس ذهبت السكرة التي خدرت بها إسرائيل فئات متباينة في العالم وجاء البحث عن الفكرة وهي أصل الأزمة أو الحرب الراهنة.

أدى توالي طرح الأسئلة الشخصية والعامة، وجميعها تشككك في ما تقدمه إسرائيل من روايات وعدم التسليم بها على الفور، لأن غالبية القصص التي أرادت أن تتداولها وسائل الإعلام وقفت عند تاريخ السابع من أكتوبر والدراما المأساوية التي حدثت وقتها، وكل النخب والمسؤولين في إسرائيل لم يملّوا من ترديدها بأشكال مختلفة.

وقاد التفكير في ما حدث إلى مد الخيط على استقامته وطرح السؤال المركزي، لماذا حدث؟ وبدأت الإجابات تأتي بنماذج عدة واكتشافات حاولت إسرائيل التغطية عليها، كان القاسم المشترك بينها أن هناك دوافع قوية استدعت المقاومة والرفض، قد يقبل البعض ما قامت به حماس أو يرفضه، لكنه في كل الأحوال نتيجة لسبب هو الاحتلال.

كسبت الرواية الفلسطينية أرضاً خصبة مع إمعان إسرائيل في القتل والهدم في غزة، وانتشار صور وفيديوهات للآلاف من الضحايا والمشردين من الأطفال والنساء، وفشلت مبررات إسرائيل في تفسيرها بحجة أن حماس تتخذهم دروعاً بشرية، وأنها تقيم أنفاقاً تحت مساكنهم، وزادت معاناة إسرائيل معنوياً مع قصف مستشفيات ومدارس وأماكن عبادة ومراكز تابعة لمنظمات دولية.

تسربت رواية بعيدة عن خطاب إسرائيل إلى وجدان المجتمع الدولي وعقله، وتسللت معها تفسيرات عكس ما سمعه مع اندلاع الحرب، لأن المشاهد التي وصلت من خلال وسائل الإعلام وعبر مواقع التواصل الاجتماعي كشفت هول المجازر التي ارتكبتها إسرائيل، ومهما كان تعاطف بعض الدول الغربية معها فرؤية دماء الأطفال تسيل أو انتشالهم من تحت الأنقاض أو بحثهم عن ذويهم، كان كفيلاً لمحو أي صورة عملت إسرائيل على ترسيخها وتميل لصالحها، أو إعادة التفكير في سردياتها الإنسانية.

انتقل التغير من تقبل روايتها تلقائياً إلى التقليل منها سريعاً، والذي تجاوز الحدود الشعبية ووصل إلى بعض المسؤولين، فهناك معركة داخل الحزب الديمقراطي الحاكم في الولايات المتحدة حول الموقف من دعم إسرائيل بلا حدود مادية ومعنوية، وانقسام في وزارة الخارجية الأمريكية لأسباب سياسية، وإدانات وانتقادات واتهامات مباشرة أو على استحياء من جانب مسؤولين في بعض الدول الغربية لقادتهم.

أفضت هذه التطورات التدريجية إلى تخفيف الاندفاع الغربي لإسرائيل في منحها شيكاً على بياض لممارسة العنف أو ما يوصف بالدفاع عن النفس، وترددت عبارات مراعاة حياة المدنيين، والالتزام بالقوانين الدولية، والحديث عن هدنة إنسانية، وتوفير ممرات آمنة، وما إلى ذلك من مضامين كانت شبه محرمة في الأيام الأولى للحرب، بما يشير إلى وجود تغير نسبي في المواقف، يميل إلى عدم رفض الرواية الفلسطينية تماماً.

أسفر هذا التقدم عن نتيجتين.. الأولى: التفرقة بين الشعب الفلسطيني وحماس، فهما شيئان مختلفان وبينهما مسافات سياسية، والحركة جزء من الشعب وليس العكس، والثاني: أن ثمة أزمة تاريخية يجب إيجاد حل لها، وبدأ يسطع الحديث عن أهمية وجود دولة فلسطينية، وقد تشهد الفترة المقبلة نقاشات حولها بعد سنوات من تجميدها.

لذلك فتقدم الرواية الفلسطينية ليس قاصراً على فهم الحرب وأبعادها، بل في إحياء التفكير في مشروع الدولة، وربما يكون شكلها وتوقيتها ومكوناتها مبهما، لكن الحديث عنه من قبل الولايات المتحدة وغيرها يبين إلى أي درجة هناك تغيرات سياسية، وبدلاً من أن تهدم إسرائيل حماس ومشروعها الإسلامي قد يتم إحياء مشروع آخر مدني تصور الكثيرون صعوبة التفكير فيه مع ما شهده من تآكل في السنوات الماضية.

تمثل إعادة الاعتبار للرواية الفلسطينية في صورتها السياسية والأمنية مكسباً مهماً، يقلل من توجهات إسرائيل نحو اختزالها في بعدها الإنساني وما يصطحبه من علامات تقف عند تجاوز العقبات التي تحول دون إدخال المساعدات وتقديم الإغاثات من خلال معبر رفح، وتدخل في عمق القضية التي يفجر استمرار تجاهلها صراعات إقليمية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل فلسطين الروایة الفلسطینیة وسائل الإعلام إسرائیل فی التفکیر فی

إقرأ أيضاً:

الأونروا: نفاد المخزونات التي دخلت غزة خلال وقف إطلاق النار

قال وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأونروا "، اليوم الثلاثاء، إن أكثر من 2.1 مليون فلسطيني محاصرون في غزة ويتعرضون للقصف (الإسرائيلي) ويعانون من التجويع.

وبحسب الموقع الرسمي "للأونروا"، أوضح المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، أنه "منذ 6 أسابيع لم تدخل أي مساعدات إلى غزة بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر".

وأشار إلى أن "المخزونات التي دخلت خلال وقف إطلاق النار نفدت الآن ونواجه مرة أخرى احتمال حدوث المجاعة في غزة".

المصدر : وكالة وفا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين السيسي وولي عهد الكويت يؤكدان ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار بغزة الخارجية: حماية المدنيين وعودة غزة إلى الشرعية اختبار حاسم لهذه الأطراف  حماس: الرد على مقترح التهدئة الإسرائيلي خلال 48 ساعة الأكثر قراءة الرئيس المصري ونظيره الفرنسي يعودان جرحى غزة في مستشفى العريش حماس: ما يجري في غزة ليس ضغطًا عسكريًا والتصعيد لن يعيد الأسرى أحياء الاحتلال يفجر منزلا في مخيم جنين نتنياهو: نعتزم القضاء على حماس وإعادة رهائننا عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • "الأونروا" تُعقّب على منع إسرائيل دخول وسائل الإعلام الدولية إلى غزة
  • هند رجب تقدم طلبا لاعتقال وزير خارجية إسرائيل في لندن
  • ‏وسائل إعلام فلسطينية: قتيل وعدد من الجرحى في قصف إسرائيلي على حي التفاح شرقي مدينة غزة
  • وزير حرب الاحتلال: مصر هي التي اشترطت نزع سلاح حماس وغزة
  • حمدوك يطالب باجتماع لمجلس الأمن بحضور البرهان وحميدتي والجيش يستهل العام الثاني للحرب بإعلان تقدم جديد في أم درمان
  • إسرائيل تغتال قياديين في حماس وحزب الله
  • الأونروا: نفاد المخزونات التي دخلت غزة خلال وقف إطلاق النار
  • الأمين العام للأمم المتحدة: “إسرائيل” تحرم المدنيين في غزة من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم على قيد الحياة
  • في اتصال مع عباس... ماكرون يدعو لإصلاح السلطة الفلسطينية ونزع سلاح حماس
  • انقسام بالمنصات اليمنية حول دوافع عمليات الحوثيين ضد إسرائيل