موقع 24:
2025-02-07@04:34:30 GMT

تقدم في الرواية الفلسطينية للحرب

تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT

تقدم في الرواية الفلسطينية للحرب

الرواية الفلسطينية أحرزت هدفاً في مرمى إسرائيل، وانتشرت في عدد من الأوساط المتابعة للحرب وأظهرت جوانب خفية عن هذه الأوساط، وقام بعضها بالمزيد من التحري واكتشفوا أن سرديات إسرائيل مغلوطة.

كسبت الرواية الفلسطينية أرضاً خصبة مع إمعان إسرائيل في القتل والهدم في غزة

فرضت إسرائيل روايتها للحرب على قطاع غزة منذ اليوم الأول لاندلاعها، وتمكنت من استقطاب دول وساسة ونخب وشعوب لديهم قابلية لتصديق كل ما يخرج من إسرائيل وعنها، ومع استخدام دعايتها صوراً وفيديوهات تظهر حجم ما فعلته حركة حماس زاد التعاطف معها، بما شجعها على خلط الحقائق بالأكاذيب لاحقاً.

بدأت عملية فرز كبيرة تنتشر تدريجياً في دول عديدة، ويكتشف الكثيرون أن هناك رواية أخرى أكثر واقعية، وأن الحرب التي زعمت إسرائيل أنها نشبت مع عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر الماضي خادعة، لأن الحرب الحقيقية اندلعت مع قيام إسرائيل باقتلاع الفلسطينيين عنوة من جذورهم منذ عقود طويلة.

عندما نكأ الأمين العام للأمم المتحدة أنتوني غوتيريش هذا الجرح وأرجع الأزمة إلى أصلها انتفضت إسرائيل وهاجمته بضراوة، لأنها لا تريد التطرق إلى الأصل وتسعى للتعامل مع الفرع، أي فاجعة أكتوبر وليس فواجع الفلسطينيين المتفرقة.

قبل خطاب غوتيريش في الأمم المتحدة وبعده، انتبهت أصوات عدة إلى الأمر، وضجت وسائل التواصل الاجتماعي بنقل صور أخرى لما تردده إسرائيل وانحازت لها الكثير من وسائل الإعلام الغربية إلى أن تطوع بعض مقدمي البرامج باستضافة خبراء وكتاب وصحافيين من دول عديدة لديهم تصورات تقف على مسافة من إسرائيل، كنوع من نفي صفة الانحياز وليس بحثاً عن الحقيقة.

ولعل لقاءات بعض وسائل الإعلام الغربية مع سفير فلسطين في لندن حسام زملط، ومع الإعلامي المصري باسم يوسف، والملكة رانيا زوجة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، لعبت دوراً في كشف جوانب في المشهديات الإسرائيلية – الفلسطينية، وأن ما روجت له آلة الدعاية الواسعة في إسرائيل قدّم بعداً خاصاً ومبتوراً للحرب على غزة، وأخذت محاولات فهم ما جرى تتوالى في دول غربية كثيرة.

أحرزت الرواية الفلسطينية هدفاً في مرمى إسرائيل وانتشرت في عدد من الأوساط المتابعة للحرب والمعنية بها، وأظهرت جوانب خفية عن هذه الأوساط، وقام بعضها بالمزيد من التحري والاستقصاء، واكتشفوا أن سرديات إسرائيل مغلوطة، أو على الأقل عليها علامات استفهام كبيرة، فلا أحد استطاع كشف لغز انهيار المنظومة الأمنية لدولة إسرائيل أمام حماس بالصورة التي مكّنتها من اختراق منطقة ما يسمى بـ "غلاف غزة" وأسر العشرات من الجنود، والأسباب التي دفعت الحركة للقيام بهذه الخطوة.

لم يكن التفكير في الانتقام مبرراً كافياً لتفسير هذه الخطوة المتقدمة عسكرياً، ولا بد أن تكون هناك أسباب أهم، لأن الإهانة التي لحقت بإسرائيل من الصعب فهمها إلا في سياقات منطقية، وعلى هذا الأساس ذهبت السكرة التي خدرت بها إسرائيل فئات متباينة في العالم وجاء البحث عن الفكرة وهي أصل الأزمة أو الحرب الراهنة.

أدى توالي طرح الأسئلة الشخصية والعامة، وجميعها تشككك في ما تقدمه إسرائيل من روايات وعدم التسليم بها على الفور، لأن غالبية القصص التي أرادت أن تتداولها وسائل الإعلام وقفت عند تاريخ السابع من أكتوبر والدراما المأساوية التي حدثت وقتها، وكل النخب والمسؤولين في إسرائيل لم يملّوا من ترديدها بأشكال مختلفة.

وقاد التفكير في ما حدث إلى مد الخيط على استقامته وطرح السؤال المركزي، لماذا حدث؟ وبدأت الإجابات تأتي بنماذج عدة واكتشافات حاولت إسرائيل التغطية عليها، كان القاسم المشترك بينها أن هناك دوافع قوية استدعت المقاومة والرفض، قد يقبل البعض ما قامت به حماس أو يرفضه، لكنه في كل الأحوال نتيجة لسبب هو الاحتلال.

كسبت الرواية الفلسطينية أرضاً خصبة مع إمعان إسرائيل في القتل والهدم في غزة، وانتشار صور وفيديوهات للآلاف من الضحايا والمشردين من الأطفال والنساء، وفشلت مبررات إسرائيل في تفسيرها بحجة أن حماس تتخذهم دروعاً بشرية، وأنها تقيم أنفاقاً تحت مساكنهم، وزادت معاناة إسرائيل معنوياً مع قصف مستشفيات ومدارس وأماكن عبادة ومراكز تابعة لمنظمات دولية.

تسربت رواية بعيدة عن خطاب إسرائيل إلى وجدان المجتمع الدولي وعقله، وتسللت معها تفسيرات عكس ما سمعه مع اندلاع الحرب، لأن المشاهد التي وصلت من خلال وسائل الإعلام وعبر مواقع التواصل الاجتماعي كشفت هول المجازر التي ارتكبتها إسرائيل، ومهما كان تعاطف بعض الدول الغربية معها فرؤية دماء الأطفال تسيل أو انتشالهم من تحت الأنقاض أو بحثهم عن ذويهم، كان كفيلاً لمحو أي صورة عملت إسرائيل على ترسيخها وتميل لصالحها، أو إعادة التفكير في سردياتها الإنسانية.

انتقل التغير من تقبل روايتها تلقائياً إلى التقليل منها سريعاً، والذي تجاوز الحدود الشعبية ووصل إلى بعض المسؤولين، فهناك معركة داخل الحزب الديمقراطي الحاكم في الولايات المتحدة حول الموقف من دعم إسرائيل بلا حدود مادية ومعنوية، وانقسام في وزارة الخارجية الأمريكية لأسباب سياسية، وإدانات وانتقادات واتهامات مباشرة أو على استحياء من جانب مسؤولين في بعض الدول الغربية لقادتهم.

أفضت هذه التطورات التدريجية إلى تخفيف الاندفاع الغربي لإسرائيل في منحها شيكاً على بياض لممارسة العنف أو ما يوصف بالدفاع عن النفس، وترددت عبارات مراعاة حياة المدنيين، والالتزام بالقوانين الدولية، والحديث عن هدنة إنسانية، وتوفير ممرات آمنة، وما إلى ذلك من مضامين كانت شبه محرمة في الأيام الأولى للحرب، بما يشير إلى وجود تغير نسبي في المواقف، يميل إلى عدم رفض الرواية الفلسطينية تماماً.

أسفر هذا التقدم عن نتيجتين.. الأولى: التفرقة بين الشعب الفلسطيني وحماس، فهما شيئان مختلفان وبينهما مسافات سياسية، والحركة جزء من الشعب وليس العكس، والثاني: أن ثمة أزمة تاريخية يجب إيجاد حل لها، وبدأ يسطع الحديث عن أهمية وجود دولة فلسطينية، وقد تشهد الفترة المقبلة نقاشات حولها بعد سنوات من تجميدها.

لذلك فتقدم الرواية الفلسطينية ليس قاصراً على فهم الحرب وأبعادها، بل في إحياء التفكير في مشروع الدولة، وربما يكون شكلها وتوقيتها ومكوناتها مبهما، لكن الحديث عنه من قبل الولايات المتحدة وغيرها يبين إلى أي درجة هناك تغيرات سياسية، وبدلاً من أن تهدم إسرائيل حماس ومشروعها الإسلامي قد يتم إحياء مشروع آخر مدني تصور الكثيرون صعوبة التفكير فيه مع ما شهده من تآكل في السنوات الماضية.

تمثل إعادة الاعتبار للرواية الفلسطينية في صورتها السياسية والأمنية مكسباً مهماً، يقلل من توجهات إسرائيل نحو اختزالها في بعدها الإنساني وما يصطحبه من علامات تقف عند تجاوز العقبات التي تحول دون إدخال المساعدات وتقديم الإغاثات من خلال معبر رفح، وتدخل في عمق القضية التي يفجر استمرار تجاهلها صراعات إقليمية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل فلسطين الروایة الفلسطینیة وسائل الإعلام إسرائیل فی التفکیر فی

إقرأ أيضاً:

“مجموعة لاهاي” تحرص على معاقبة إسرائيل وحكامها على المجازر التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني

أصدر المنتدى الإسلامي للبرلمانيين الدوليين بيانا بمناسبة المؤتمر التأسيسي لـ “مجموعة لاهاي”، المنعقد في مدينة لاهاي بهولندا.  

وحسب بيان المنندى ضمت “مجموعة لاهاي”  تحالف تسعة دول، وهي: جنوب أفريقيا، ماليزيا، كولومبيا، بوليفيا، كوبا، هندوراس، ناميبيا، السنغال، جزر بليز.

حرصت “مجموعة لاهاي”، في مؤتمرها التأسيسي المنعقد في لاهاي بهولندا مساء اليوم والذي يعتير أوّل تحالف دولي على معاقبة إسرائيل وحكامها على المجازر التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني الأعزل منذ أكثر من 77 سنة.

كما اعلن التحالف في بيان مشترك على تحقيق هدفين أساسيين هما إنهاء الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين، وإزالة العقبات التي تحول دون تحقيق الشعب الفلسطيني حق تقرير المصير، بما فيها حقه في إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وكذا ملاحقة إسرائيل في المحاكم الدولية.

وهذا ويحيّي التحالف هذه المبادرة التي يعتبرها إحدى ثمرات طوفان الأقصى المبارك، ويعلن دعمه الكامل لبرنامج عملها.

ويدعو الدول العربية وبقية الدول الإسلامية للإنضمام إلى “مجموعة لاهاي”، لإنجاح المبادرة في تحقيق أهدافها.

من جهة أخرى يطالب المنتدى منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية لتنسيق الجهود العربية والإسلامية لدعم انضمام بقية الدول إلى هذه المجموعة.

ويوجه المنتدى البرلمانيين والكتل البرلمانيّة، إلى ضرورة القيام بدورهم في مطالبة حكوماتهم بالانضمام إلى مجموعة لاهاي.

وأشار البيان إلى تكثيف الجهود الداعمة لكل عمل يحقق تحرير فلسطين المقاومة، والقدس الشريف، والأقصى المبارك، ومواجهة مشاريع التهجير القسري عن غزة، ومخططات إقتطاع الأراضي وضمها لدولة الاحتلال، ورفض كل مقترحات إدارة غزة من غير الفلسطنيين.

مقالات مشابهة

  • اللجنة الإشرافية لمؤتمر الجامعات اليمنية تقدم العزاء في استشهاد القائد الضيف ورفاقه
  • ‏وسائل إعلام إسرائيلية: انتحار جندي في قاعدة حرس الحدود في منطقة عطاروت
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنجهز إسرائيل بالذخائر التي لم تُمنح لها سابقًا
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنزود إسرائيل بكل الاسلحة التي تحتاجها
  • “مجموعة لاهاي” تحرص على معاقبة إسرائيل وحكامها على المجازر التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني
  • ميدل إيست آي: الأردن مستعد للحرب مع إسرائيل إذا طرد الفلسطينيون إلى أراضيه
  • «ترامب» يستقبل «نتنياهو».. ماهي «إسرائيل الصغيرة» التي تحدّث عنها؟
  • برلماني: مصر تقدم جهود غير مسبوقة لدعم القضية الفلسطينية
  • صحيفة تتحدث عن 4 سيناريوهات إسرائيلية لمن يحكم غزة في اليوم التالي للحرب
  • حركة فتح تدعو حماس لتسليم الحكم في غزة إلى السلطة الفلسطينية