موقع 24:
2024-10-07@02:58:52 GMT

بين النكبة الثانية واحتمال الدولة

تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT

بين النكبة الثانية واحتمال الدولة

في مشهد يعيد القضية الفلسطينية 75 سنة إلى الوراء، أجبرت آلة الحرب الإسرائيلية سكان قطاع غزة على النزوح من شماله إلى جنوبه، ليس لأن الجنوب أكثر أمناً أو أن هناك ضمانات أمنية لتحييده مستقبلاً، بل لأن خطط الحرب الإسرائيلية تقتضي تقسيمه عسكرياً في معركة إنهاء حركة حماس ظاهرياً.

تحول جنوب غزة مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية لأداة ضغط على مصر

فيما بات المضمون الحقيقي هو القضاء على الوجود الفلسطيني الكثيف في هذه المنطقة، ما يعني أن شمال القطاع المدمر سيتحول إلى مجال عملياتي بري من أجل تحقيق انتصار ضروري على حماس، فيما الجنوب أو ما سيتبقى منه سيبقى سالماً نسبياً أو مؤقتاً، تريد تل أبيب تحويله إلى مكان لتجمع أكبر كتلة بشرية تفتقر إلى أدنى مستويات العيش والأمان لكي تستخدمه في أهدافها الإستراتيجية.

من احتمال الدولة إلى فرض النكبة، تحول جنوب غزة مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى أداة ضغط على مصر، فحتى الآن لم تتخلَّ حكومة الحرب الإسرائيلية عن هدفها إخراج جزء كبير من أهل القطاع إلى سيناء تحت ذريعة اللجوء المؤقت، وعلى الرغم من موقف الإدارة الأمريكية الأخير الرافض لهذا المشروع، فإن تل أبيب المأزومة تتصرف تحت عنوان رفض التعايش النهائي مع القطاع، أي رفض العودة إلى ما قبل 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي حتى لو أدى ذلك إلى أزمة إقليمية تضعها في مواجهة مباشرة مع القاهرة وعمان.

نحو النكبة الثانية، فحتى لو حصل الفلسطينيون والمصريون والعرب على ضمانات بعودة سكان القطاع، فإن تل أبيب لم تلتزم يوماً بتنفيذ أي قرار أممي، وفي زمن الأحادية القطبية وانحياز واشنطن الكامل لها في هذه الأزمة فإن إمكانية تعنّتها ستكون واردة جداً، كما أن الوعي الجماعي الفلسطيني يدرك أكثر من غيره أنه منذ قرن وأكثر لم يخرج لاجئ أو مهاجر قسراً من بيته في هذا الشرق الصعب وعاد إليه.

في الطريق إلى الدولة، قبل 7 أكتوبر الماضي، شددت الرياض على أن لا حل للصراع من دون قيام دولة فلسطينية، ومع تصاعد حدة القتل الإسرائيلي تمسك العرب أكثر بشعار حل الدولتين، وانتبه الغرب إلى أن لا حل من دون قيام دولة فلسطينية، وهي، أي الدولة، في سباق مع الزمن، فإما أن تُفرض الآن وإما أن يكون العالم بأسره شاهداً بالصوت والصورة ومتواطئاً في النكبة الثانية.

تأخر قيام الدولة الفلسطينية، ففي النكبة الأولى يتحمل النظام الرسمي العربي حينها جزءاً من مسؤولية عدم قيام كيان فلسطيني مستقل، حيث بقيت الأراضي الفلسطينية بعد قرار التقسيم تحت رعاية أردنية - مصرية، فمنذ مايو (أيار) 1948، إعلان قيام دولة إسرائيل، إلى نوفمبر (تشرين الثاني) 1988، إعلان قيام دولة فلسطين، تعرض الصراع العربي - الإسرائيلي، والفلسطيني - الإسرائيلي لحروب ونكسات وهزائم، ولكن في لحظة متحول تاريخي وصل فيه العنف إلى ذروته في حرب الخليج الثانية، نجح الفلسطينيون في التسلل إلى أراضيهم المحتلة عبر اتفاق أوسلو.

شكّل الاتفاق مفترق طرق لرافضيه من الجانبين، ولكن اليمين الإسرائيلي المتطرف كان حاسماً وعاقب إسحاق رابين على ما فعله، ومن ثم بدأ هذا الاتفاق مسيرة سقوطه التي ترافقت مع صعود اليمين الإسرائيلي، حيث في كل محطة تفاوضية أو إمكانية الوصول إلى حل الدولتين كان المجتمع الإسرائيلي يذهب إلى خيارات أكثر يمينية كان آخرها حكومة نتانياهو الحالية.

بين النكبة الثانية والدولة المُحتملة، تُظهر تل أبيب رغبة في تنفيذ الأولى (النكبة) وتتجنب الإجابة عن الثانية (الدولة)، حيث قامت على مدى سنوات بضرب جميع احتمالاتها وتقويضها، والآن تهدد ما تبقى من جغرافيتها وبشرها، فبعد 75 سنة على النكبة الأولى التي كان العنف أساساً لقيام دولة إسرائيل حينها، يبدو أن تل أبيب تراهن عليه مجدداً لمنع قيام دولة فلسطينية، ولكن هذا العنف يكشف عن حجم مأزقها على المدى البعيد، فالنكبة الثانية لها أثمانها والدولة الفلسطينية أيضاً، وما ستختاره تل أبيب حالياً ومستقبلاً بيد متطرفيها.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل قیام دولة تل أبیب

إقرأ أيضاً:

الإمـــارات ترســـل 205 أطنان إمـــــدادات طبيــــــة وغــــــذائية إلـــــى لبنان

 أرسلت دولة الإمارات 6 طائرات تحمل على متنها نحو 205 أطنان من الإمدادات الطبية والإغاثية والغذائية ومعدات الإيواء إلى لبنان، لدعم الأشقاء اللبنانيين، حيث شملت أيضاً مساعدات بالتعاون مع كل من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وذلك خلال يومين في إطار الجسر الجوي الإماراتي، وضمن حملة «الإمارات معك يا لبنان».
وتعكس هذه الإمدادات الجهود المتفانية التي تقوم بها دولة الإمارات بالتعاون مع الشركاء الدوليين في سبيل تقديم الدعم الإغاثي العاجل للأشقاء في لبنان، للمساهمة في التخفيف من حدة التداعيات الإنسانية والصحية الحرجة.
ويأتي إرسال هذه الطائرات في ضوء توجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة،حفظه الله، بتقديم الدعم والمساندة للأشقاء اللبنانيين، وتجسيداً لنهج دولة الإمارات حكومة وشعباً في الوقوف إلى جانب الشعوب في أزماتها.


وتهدف هذه الاستجابة الإنسانية إلى التخفيف من حدة التداعيات التي تسببت في وجود نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية ومعاناة الآلاف من الأسر من نقص الخدمات الطبية الأساسية، خاصة من المرضى والأطفال وكبار السن والنساء.
كما تم إطلاق حملة «الإمارات معك يا لبنان»، لدعم الشعب اللبناني الشقيق على مستوى الدولة، تبدأ من يوم الثلاثاء الموافق 8 أكتوبر ولغاية يوم الاثنين الموافق 21 أكتوبر الحالي، يشارك فيها المجتمع، والمؤسسات، والهيئات الحكومية، والخاصة.
على صعيد متصل، بتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ومتابعة سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، أطلق سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، حملة إغاثية لدعم الشعب اللبناني الشقيق في الدولة.
تبدأ الحملة بعنوان «الإمارات معك يا لبنان»، من يوم الثلاثاء 8 أكتوبر، ولغاية يوم الاثنين 21 أكتوبر، يشارك فيها المجتمع، والمؤسسات، والهيئات الحكومية، والخاصة.
وأكد سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد، الاهتمام البالغ الذي توليه دولة الإمارات، برئاسة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، ونهجها الراسخ في دعم الأشقاء في لبنان، إزاء ما يواجهون من تحديات إنسانية وأحوال صعبة.
وأعرب عن ثقته بالدور الإنساني والأخوي المعهود عن المجتمع الإماراتي الأصيل، أفراداً ومؤسسات، ورجال أعمال، في الوقوف مع الأشقاء والأصدقاء في مثل هذه الأزمات وتقديم يد العون لمساعدة المحتاجين.
يذكر أن هذه الحملة تأتي بعد أن أمر صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، قبل أيام، بتقديم حزمة مساعدات إغاثية عاجلة بقيمة 100 مليون دولار، في إطار جهود الدولة لدعم الأشقاء اللبنانيين ومساعدتهم، والوقوف معهم في مواجهة التحديات الراهنة والصعوبات الحالية؛ وفي ضوئها بدأت دولة الإمارات بإرسال 6 طائرات محمّلة بقرابة 205 أطنان من الإمدادات الطبية والغذائية والإغاثية ومعدّات الإيواء، للإسهام في التخفيف من حدّة التداعيات الإنسانية والصحية الحرجة، وبالتعاون مع الشركاء الدوليين، مثل منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.(وام)

مقالات مشابهة

  • وزير المالية الإسرائيلي يحدد 4 أهداف لنهاية حرب تخوضها تل أبيب على أكثر من جهة
  • الإمـــارات ترســـل 205 أطنان إمـــــدادات طبيــــــة وغــــــذائية إلـــــى لبنان
  • خبير: الطائرات الإسرائيلية لا يمكن أن تحسم المعركة في لبنان
  • ضمن حملة الإمارات معك يا لبنان.. الإمارات ترسل 6 طائرات تحمل مساعدات إلى لبنان
  • هيئة البث الإسرائيلية: قائد القيادة المركزية الأمريكية يصل تل أبيب
  • «البث الإسرائيلية»: تل أبيب لم تتخذ قرارا بشأن الهدف المقرر مهاجمته في إيران
  • زيارة أمريكية لتل أبيب لمناقشة الرد الإسرائيلي على إيران (شاهد)
  • مسؤول أممي: يحق لأي دولة مساندة لبنان ضد الاعتداءات الإسرائيلية بموجب القانون
  • موعد صرف مرتبات أكتوبر 2024.. الدرجة الثانية 7200 جنيه
  • بارة: قيام الدولة يبدأ باحترام أي مسؤول فيها لأحكام وأوامر القضاء