الاحتجاج على إيقاف إطلاق النار؟!
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
حالات نادرة في تاريخ مجلس الأمن الدولي، التي تستخدم فيها دولة من الدول الكبار حق النقض (الفيتو)، من أجل إيقاف وتعطيل قرار أممي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار ضد المدنيين، وتوفير كامل لكافة المساعدات الإنسانية.
سوف يذكر التاريخ أن دولة الإمارات قد قامت بجهود عظيمة
المعيار الأخلاقي للسياسة الأمريكية في مهب الريح
سوف يكتب في تاريخ الغرب المتحضر، وتاريخ الدولة صاحبة مبادئ "وودرو ويلسون"، المؤسسة لحقوق الإنسان، وأهمها حق تقرير المصير، أنه في عهد رئيس اسمه "جوزيف بايدن"، صدرت التعليمات الصارمة من البيت الأبيض باستخدام مثل هذا "الفيتو".
من الممكن أن نفهم حق النقض.. فيما يكون ذلك اعتراضاً على صيغة ظالمة، أو يكون مضاداً للمصالح العليا لهذه الدولة، أو أحياناً من باب العداء أو الكيد السياسي، ولكن أن يكون الاحتجاج مرتين على الإيقاف الفوري لإطلاق النار، وتوفير ممرات للمساعدات الإنسانية، فإن هذا أمر مخز ومخيف.
وسوف يذكر التاريخ أن دولة الإمارات، العضو العربي في مجلس الأمن الدولي في هذه الدورة، قد قامت بجهود عظيمة، بالتعاون مع الجانب الروسي، في المشروع الروسي الأول، ثم مع الجانب البرازيلي، في الصيغة الثانية المعدلة المعتدلة، إلا أن مندوبة الولايات المتحدة استخدمت في المرتين حق الفيتو.
وفي نتيجة القرار البرازيلي، الذي تأجل التصويت عليه لمدة 48 ساعة، أيد المشروع المقترح 12 دولة من 15 دولة (عدد أعضاء مجلس الأمن)، بينما امتنعت كل من روسيا وبريطانيا عن التصويت.. امتنعت بريطانيا للخروج من مأزق الصراع بين الدعم التاريخي المضاد لإسرائيل، وبين رد الفعل المعارض جماهيرياً، الذي ألهب الشوارع البريطانية.
وامتنعت روسيا حتى لا تتناقض مع موقفها السابق مع قرار مشابه، يدعو لإيقاف إطلاق النار، وأشياء أخرى في الحرب مع أوكرانيا.. أما واشنطن، فقد احتجت على النص كي تعطي مزيداً من الوقت لما يسمى بجيش الدفاع كي يستمر في قتل المدنيين، وتنفيذ المشروع المخيف!
منذ تأسيس الأمم المتحدة، حتى ما قبل 7 أكتوبر الماضي، تم استخدام حق النقض في مجلس الأمن 293 مرة، استخدمت واشنطن هذا الحق 83 مرة، معظمها لحماية إسرائيل من العقوبات.
ما فعلته إدارة بايدن، هو الدفع المقدم لفاتورة دعم لإسرائيل وأنصارها، بانتظار الرد المكافئ لها في معركة بايدن الرئاسية.
دماء أطفال ونساء وشيوخ غزة –يا للهول– أصبحوا مكوناً أساسياً من عناصر "بيزنس" معركة الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. هنا، يصبح السؤال، ما رقم الضحايا والمصابين والنازحين، وما حجم النازحين، وعدد البيوت المهدمة المطلوبة، حتى يشعر الجيش الإسرائيلي أنه اكتفى، وحتى "تبرد نار" نتنياهو، الذي يشعر بأن عملية 7 أكتوبر أضاعت تاريخه، وقتلت مستقبلة السياسي في الاستمرار؟.
المعيار الأخلاقي للسياسة الأمريكية في مهب الريح، ومكانة واشنطن كعاصمة لحقوق الإنسان، وعاصمة لأبراهام لينكولن وجورج واشنطن، والآباء المؤسسين للدستور والاستقلال الأمريكي، يخضع الآن لمراجعة مؤلمة.. لم تعد واشنطن الآن مجرد حامية لإسرائيل، أو راعية لها، أو داعمة لاحتياجاتها، لكنها هذه المرة –شريكة كاملة– في أبشع جرائمها الإنسانية.
انظروا ماذا فعل طلبة جامعة هارفارد من ذوي الضمير الحي، حينما جاءهم القنصل الإسرائيلي في كاليفورنيا، ليسوق عليهم جريمة غزة، تركوه وهو في القاعة، لأنهم –أي الطلبة– لم يتحملوا أن يكونوا شركاء في الجريمة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل مجلس الأمن مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
ليبرمان: زيارة نتنياهو إلى واشنطن هدفها إفشال المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بغزة
عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن أفيغادور ليبرمان عضو الكنيست الإسرائيلي، قال إن أولويات نتنياهو تتمحور حول أمر واحد فقط هو نجاة الائتلاف الحكومي، وأن هدف زيارة نتنياهو إلى واشنطن هو إفشال المرحلة الثانية من صفقة التبادل.
وعرضت فضائية “القاهرة الإخبارية” خبرا عاجلا، حيث أعلن ديوان نتنياهو، أن رئيس الوزراء سيعقد اجتماعا وزاريا بعد عودته من واشنطن لبحث الموقف بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
في سياق آخر، أكد يوسف أبو كويك، مراسل "القاهرة الإخبارية"، أن آلاف النازحين في قطاع غزة لا يزالون في انتظار وصول الخيام والكرفانات، وسط مماطلة متعمدة من قِبل الاحتلال الإسرائيلي في السماح بدخولها، وذلك وفقًا لبيان صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي.
وأوضح البيان أن هذا التأخير يهدف إلى زيادة الضغط على الجبهة الداخلية الفلسطينية، التي تتحمل تداعيات العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 470 يومًا.