حرب التجويع تتفاقم.. هل فشل الاحتلال في كسر عزيمة الفلسطينيين؟
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
بشتى الطرق والأساليب غير الإنسانية المنافية للقوانين والأعراف الدولية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه الهمجي على قطاع غزة المتواصل منذ 35 يوما، إلى مضاعفة معاناة السكان المحاصرين وتجويعهم.
وأتلف الاحتلال المحاصيل الزراعية وتجريف ما لا يقل عن 25 في المئة من المساحات الزراعية بواقع 45 ألف دونم في القطاع، حيث بلغت الخسائر المباشرة للقطاع الزراعي أكثر من 180 مليون دولار، بحسب ما صدر عن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الذي أكد أن جيش الاحتلال ضرب موسم الزيتون وتسبب بموت عشرات الأفواج من مزارع الدواجن والطيور والحيوانات.
حصار مشدد
وخلال أيام العدوان الماضية، لم تسلم أيضا أي من المنشآت الحيوية من القصف الإسرائيلي، الذي استهدف خزانات المياه والمخابز والعديد من مخازن الأغذية، كما قام بتدمير البنية التحتية وقطع الكهرباء بالكامل عن القطاع المحاصر منذ 17 عاما، إضافة لمنع إدخال الوقود وتدمير العديد من مولدات الكهرباء ومحطات الطاقة الشمسية التي أصبحت المزود الوحيد والنادر جدا للطاقة الكهربائية في كافة مناطق القطاع.
كما أن المواد الغذائية الأساسية نفدت من المحلات التجارية الكبيرة والصغيرة، والكثير من المواطنين ممن تحدثت معهم "عربي21"، أكدوا عدم توفر الاحتياجات الأساسية لمنازلهم من مثل؛ الدقيق، المعلبات بأنواعها، جميع أنواع الأجبان والألبان والبيض، البقوليات وغيرها، حتى البسكويت وغيره من البضائع الخاصة بالأطفال غير متوفرة، والأنواع القليلة المتوفرة بكميات قليلة هي رديئة الصنع ولا يقبل عليها إلا من عجز عن العثور على ما يريد.
وعن أهداف وخطورة "حرب التجويع"، أوضح المحلل السياسي ورئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية التابع لجامعة القدس، أحمد عوض، أن "إسرائيل عمليا تقوم بحروب عدة؛ تجويع وضرب المنظومة الصحية وإفقار الفلسطينيين إضافة لحرب التهجير، وكل هذه من أجل المس بحاضر ومستقبل الشعب الفلسطيني".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "التجويع والإفقار والتدمير والإمراض، كل هذا يمس بالجيل الفلسطيني الحالي؛ والإنسان هو الثروة التي يمتلكها الشعب الفلسطيني".
وأكد عوض، أن "حرب التجويع الإسرائيلية، هي من ألأم الحروب"، محذرا من "سعي الاحتلال إفقار الفلسطينيين في غزة وإفقادهم كافة مصدر رزقهم، كي يدفعهم لانتظار المعونة والمساعدات من الجهات الدولية المختلفة شهريا، وذلك كي لا يفكرون في حماية أنفسهم والتسلح لتقرير مصيرهم والعيش بكرامة، ويجعلهم فقط يبحثون عن لقمة عيشهم".
واستبعد أن "يتمكن الاحتلال من تحقيق ما فشل به في الحرب العسكرية عبر حرب التجويع رغم صعوبتها وتأثيراتها، لكن إسرائيل تسعى جاهدة وبقوة إلى تدمير كافة مصدر الرزق الخاصة بالشعب الفلسطيني وتحويل الناس إلى فقراء".
ونوه رئيس مركز القدس إلى أن "الاحتلال يحاول استنساخ تجربته في إفقار الفلسطينيين عام 1948، ووضع مليون فلسطيني في خيام ينتظرون المعونة والإعاشة، علبة سردين وكيس طحين".
المقاومة مستمرة
من جانبه، ذكر الكاتب أحمد أبو زهري، أن أهداف الاحتلال من وراء تجويع غزة، هي محاولته "ممارسة أقصى درجة من الضغط على حاضنة المقاومة لدفعها للتراجع والاستسلام، والانتقام من شعبنا لتضامنه ومساندته للمقاومة بغزة، إضافة إلى محاولته التأثير على وعي الجيل؛ أن فعل المقاومة يمكن أن يجلب المزيد من الدمار والتجويع".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "الاحتلال من وراء ذلك، يحاول دفع المواطنين لترك منازلهم والنزوح وكسر حالة الصمود الأسطوري بعد أن رفضوا المغادرة رغم شدة القصف والتدمير".
ونوه أبو زهري، إلى أن "العدو من خلال سياسية التجويع، يعمل على تصعيد العدوان والحرب على غزة بأشكال مختلفة بالتزامن مع القصف الجوي والبحري والبري"، مؤكدا أن "العدو الاسرائيلي لن يستطيع تحقيق أي من أهدافه؛ لأن الشعب الفلسطيني مؤمن بعدالة قضيته ولن يتوقف عن دعم المقاومة مهما كانت الأثمان، كما أنه سيواصل نضاله حتى كنس الاحتلال عن أرض فلسطين".
ولفت إلى أن "الاحتلال مارس هذه الجرائم في مختلف المحطات ولم يستطع أن يركع شعبنا بأي صورة، لأن ثقافة المقاومة متجذرة في وعي وإدراك ووجدان الشعب الفلسطيني"، مشددا على أن "الجرائم والمجازر الإسرائيلية بحق شعبنا، تزيد من تصميمه على مواصلة المواجهة والتحدي لهذا الاحتلال المجرم".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال غزة التجويع الفلسطينيين غزة الاحتلال الفلسطينيين التجويع سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی حرب التجویع
إقرأ أيضاً:
حزب الوعي يرحب باعتماد الجمعية العامة قرارا يؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره
رحب حزب الوعي باعتماد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة وبأغلبية ساحقة حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
وقال الحزب في بيان صحفي إن هذا القرار بعد تصويت ١٧٢ دولة يعتبر ذلك تأكيد دولي على حق الشعب الفلسطيني ويعكس دعما واسعا للقضية الفلسطينية في مواجهة عدوان الاحتلال الإسرائيلي وانتصار لعدالة القضية الفلسطينية.
وطالب حزب الوعي بضرورة وقف الحرب فورا والإعداد لمؤتمر دولي لإعمار غزة وأحياء مسار مفاوضات السلام وحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وأعرب حزب الوعي عن كامل تضامنه مع الشعب الفلسطيني في نضاله العادل من أجل حريته وحقوقه المشروعة.
وشدد الحزب علي أهمية استمرار الضغط الدولي لوضع حد للاعتداءات الإسرائيلية علي الأراضي الفلسطينية والوقف الفوري لإطلاق النار وفتح المجال أمام تحقيق سلام عادل وشامل يستند الي قرارات الشرعية الدولية.
من جانبه، أكد النائب اللواء طارق نصير، أمين عام حزب حماة الوطن، ووكيل أول لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشيوخ، ونائب رئيس البرلمان العربي، أن استضافة مصر قمة منظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي (D8) يعكس دورها المحوري ومكانتها كجسر للتواصل بين الدول النامية، في إطار تعزيز الحوار الإقليمي والدولي.
وأشاد نصير بخطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي دعا خلال القمة إلى تخصيص جلسة خاصة لمناقشة الأوضاع في فلسطين ولبنان. وأكد أن هذه الدعوة تُظهر حرص مصر على التصدي للجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، وكذلك على تسليط الضوء على تداعيات الحرب في لبنان، والتي تعكس ازدواجية المعايير الدولية وانتهاك قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وأوضح نائب رئيس البرلمان العربي أن استمرار هذه الحروب يهدد باستمرار التصعيد في المنطقة، ما قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية تطال الجميع سياسيًا واقتصاديًا.
وأشار نصير إلى أن الرئيس السيسي لطالما حذر من اتساع رقعة الصراعات في المنطقة، لما تحمله من تهديد لأمن واستقرار العالم سياسيًا واقتصاديًا.
وطالب اللواء طارق نصير المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والضغط على الاحتلال الإسرائيلي للالتزام بقرارات مجلس الأمن، ووقف فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان، والدخول في مفاوضات سلام، باعتبارها السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.