باسم خندقجي روائي فلسطيني مبدع يحلق بعيداً في سجون الاحتلال
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
البوابة - باسم خندقجي روائي فلسطيني وصحفي وشاعر مبدع، تمكن رغم الاعتقال والسجن والقهر من أن يحلق بعيداً عن واقع سجنه المرير ليكتب لنا مجموعة رائعة من الروايات والأدبيات والنثريات التي تنبض بالحياة.
باسم خندقجي روائي فلسطيني مبدع يحلق بعيداً في سجون الاحتلالباسم خندقجي : روايات عن الوطن والحرية والمستقبل
1.
رواية "نرجس العزلة"
عمل روائي ينبض بكل ما يخص الوطن من عادات وتقاليد عارية تماماً من أي زيف أو رتوق. يقول خندقجي في روايته “هذا المنثور الروائي كتب في صيف 2010 وجرى التعديل عليه في شتاء 2016″.
تقسم الرواية إلى خمسة أجزاء، تعددت فيها الأصوات، فاستعمل ضمير المخاطب والـ هو والأنا ، وقد أضفى هدا التنوع الصوتي تجدداً والتحاماً في كل مرة مع الأحداث والشخصيات والأفكار بتصور جديد.
يتميز بالنقد الذكي المباشرة وغير المباشر للواقع الفلسطيني، بقوله: ” …لم تنخرط بفتح الدكاكين في المجتمع المدني والأهلي، دكاكين مختصة في التنمية “المستميتة…”.ص28 مشيراً بذلك إلى الأموال التي تصرف على حساب الشعب الفلسطيني دون أن يطاله شيء منها. “لقد سخرت من كل هؤلاء رافضاً رفاهية التمويل الغربي، فضلت الوحدة وطالبت بالكثير من الخدلان..” ص 29.
كما انتقد أيضاً الفصائل والنزاع الداخلي الفلسطيني والسلطة دون توجس، مشيراً إلى أن الاحتلال يركب هذا النزاع لمزيد من الهدم والتفكيك في جسد الوحدة لتسهل عليه مهمته في التقسيم والتوغل أكثر في رحم الأرض المسلوبة.
وقد اتخذ أسلوب التوازي في نقد المجتمع الفلسطيني دون تجميل أو إسفاف، بأن صور المرأة الخائنة المتمثلة في والدة صديقه التي كانت تغوي الرجال مقابل المرأة المناضلة التي صبرت على استشهاد ابنها وتمثلت بوالدة صديقه أمجد، وأعتقد أن هذه رمزية للخيانة مقابل الوطنية وقد ظهرت فعليا بعد اتفاقية أوسلو، حتى أنه تطرق إلى الفن مقارناً بين الفن الهابط والفن الدي يؤدي رسالة وطنية من خلال الإشارة إلى الفنانة “سناء موسى”، أيضاً انتقد الحزب اليساري الدي انتمى إليه ولم يلغ عبره دفاعه عن الدين وقناعته وتمثل دلك بقوله: “فاليوم لم يعد اليسار يساراً في ضبابية الفكر والهوية هدا ما كنت تقوله لأًصدقائك، كنت تنتمي إلى يسارك الخاص”.
كل ما تم ذكره، لا ينسينا الشاعر المنسي الباحث عن قصيدة يرسم بها وطناً من كلمات متخذاً بذلك بعداً أسطورياً ليدخل قلب الصراع، وقد تجلى دلك بقوله: “لن أقوى على خراب آخر، سأمارس عشقي للوطن باعتدال وحيادية إلى أن أصرخ صرختي الأخيرة” ص173. المصدر: (صفاء أبو خضرة- طيوب)
2. "قناع بلون السماء" الصادرة عن دار الآداب في بيروت
تتناول الرواية مرحلة من حياة نور الصموت، ابن مخيم لاجئين قرب رام الله حين يقرر أن ينتحل شخصية "اور شابيرا" اليهودي الذي وجد بطاقة هويته في جيب معطف مستعمل اشتراه من "سوق العتق" في مدينة يافا المحتلة.
هي مرحلة دقيقة يمر بها الشاب الفلسطيني الذي أثر الصمت، على غرار والده، بعد اعتقاله مقاوماً وتغيّر أحوال فلسطين جراء توقيع اتفاقات أوسلو وتحول المقاتلين الى مناضلين بدرجة "شخصية مهمة جداً" VIP .
يتقدم خندقجي في سرده عن نور عالم الآثار الساعي لكتابة رواية عن مريم المجدلية التي تؤرخ سيرتها لسيرة فلسطين نفسها، في رواية تتآلف مساراتها الثلاث في آنٍ معاً. مسار تاريخي يحكي عن تاريخ مريم المجدلية، ومسار واقعي للراوي نور يخبرنا بتطورات خطة نور للتحول الى اور، ومسار تفكري يوثق نور من خلاله أفكاراً عبر رسائل صوتية الى صديقه مراد المعتقل في سجون الاحتلال.
تنسكب المسارات الثلاث في سرد مشوق ودقيق قادر على بث الإحساس بالرهبة والخوف والصراعات الداخلية التي يعايشها نور من خلال مغامرته التي وضعته أمام أسئلة وجودية، من غير المبالغ فيه القول إنها حتما شاغلت الفلسطينيين عبر العقود الماضية من عمر نكبتهم. أسئلة عن الواجب تجاه الأسرى وأسرهم، والموقف من المحرقة ومن أطفال الصهاينة ومن أحقية سردية الفلسطيني المهمشة في مقابل تضخيم الرواية الصهيونية على حساب الحق الفلسطيني. المصدر (الميادين.ملاك خالد)
باسم خندقجي روائي فلسطيني مبدع يحلق بعيداً في سجون الاحتلالعن باسم خندقجي
اعتقل خندقجي (30 عاما) -وهو من مدينة نابلس- عندما كان في سنته الجامعية الأخيرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2004، وحكم عليه بالسجن ثلاثة مؤبدات على خلفية وقوفه خلف عملية سوق الكرمل الشهيرة.
ومنذ اعتقاله، انشغل بالكتابة وله العديد من المؤلفات، من بينها ديوان "طقوس المرة الأولى" عن تجربة اعتقاله، وحديثا "أنفاس قصيدة ليلية" الصادر عن الدار العربية للعلوم، ويحتوي على 71 قصيدة في 176 صفحة من القطع المتوسط.
يقول يوسف خندقجي شقيق باسم إن أخاه يستوحي أفكاره من خلال قراءته للواقع، فرغم وجوده في السجن فإنه يتابع الأخبار عن طريق زيارة الأهل ومتابعة بعض الفضائيات المسموح بها من قبل ما تسمى إدارة السجون، بالإضافة لقراءته بعض الروايات والمراجع، حيث أنه كتب روايتين تاريخيتين وهما "مسك الكفاية" و"خسوف بدر الدين".
تحدى الكاتب الأسير صعوبات عديدة منها نقله إلى سجن آخر عندما علم الاحتلال أنه بصدد كتابة رواية جديدة، وعن كيفية إخراج رواية "خسوف بدر الدين" من السجن، يقول يوسف خندقجي إن الأمر "صعب ومعقد جدًا"، إذ إن باسم حاول إخراجها مرات عدة مع أسرى محررين أو عبر البريد لكنها كانت تصادر من قبل الاحتلال. (الجزيرة)
باسم الإنسان بقلم شقيقته آمنة خندقجي لقبه أبو جيفارا، وسيم، يهتم بمظهره الخارجي، ويغذّي عقله بالقراءة والإطلاع والدراسة، على الرغم من اعتقاله وهو في السنة الثالثة في الجامعة، إلّا أنه أكمل دراسته في الأسر، وأخذ شهادة الدراسات العليا كذلك، يعلّم أشبال فلسطين داخل القضبان عن تاريخ فلسطين ويقدم لهم المحاضرات الفكرية، أفكاره يسارية، يحترم الآخر والمختلف عنه، يشجع فريق ريال مدريد، ويحب اللون الأسود، يحب القهوة السادة، ويدخن البارلمنت، يحب أغنية عيناكِ لخالد الشيخ، وكان يحب الجلوس على بلكونة غرفتنا ويسرح ويدخن، يحب المقلوبة جداً، ويحب قطعة الصدر من الدجاج ”السفينة“ وحتى بعد اعتقاله بقيت أمي تحتفظ بالسفاين المتراكمة على باسم، يحب الساعات والنظارات الشمسية، يضع ساعة في يديه الآن، لكن لا يملك أي نظارة شمسية، فهو لا يرى الشمس إلا بأوقات معينة، ولا توجد أصلاً هذه الرفاهية لارتداء نظارة شمسية في السجن، يمارس باسم الرياضة، ويحاول قدر الإمكان الاهتمام بصحته وأكل الطعام الصحي، يعاني أحياناً من آلام بمعدته لها علاقة بالأعصاب. (بالغراف. آمنة خندقجي) .
اقرأ أيضاً:
موسوعة غوستاف دالمان...تاريخ فلسطين وحضارتها ومعالمها
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: كاتب فلسطيني أدب السجون التشابه الوصف التاريخ فی سجون الاحتلال
إقرأ أيضاً:
غضب فلسطيني من مخططات تهويد الحرم الإبراهيمي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد وزير الأوقاف والشؤون الدينية، محمد نجم، أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لفرض سيطرته على الحرم الإبراهيمي الشريف من خلال مشروع سقف صحن الحرم، في خطوة تهدد مكانته التاريخية والدينية، وتعد انتهاكًا صارخًا لحقوق وزارة الأوقاف التي تمتلك الصلاحيات الحصرية لإدارته وترميمه.
وأوضح الوزير في بيان رسمي، أن الأوقاف الفلسطينية ترفض بشكل قاطع هذا المشروع، لأنه لا يمثل فقط اعتداءً على الحقوق الفلسطينية، بل يشكل أيضًا تهديدًا لتراث الحرم الإبراهيمي المسجل على قائمة الموروث الثقافي العالمي، والذي يمنع إجراء أي تعديلات على معالمه دون موافقة فلسطينية.
الاحتلال يتذرع بالمخاطر العمرانية لإنشاء الهيكل المعدني
يحاول الاحتلال تبرير مشروعه بحجة أن صحن الحرم يعاني من مشكلات عمرانية بسبب تعرضه للعوامل الطبيعية، مثل الأمطار التي تسبب تسرب المياه إلى داخل الحرم، خاصة في منطقة "مصلى الإسحقية".
كما يدعي أن بناء سقف معدني سيكون حلاً لهذه المشكلة، متجاهلاً تأثيره الكارثي على الطابع التاريخي والمعماري للحرم.
لكن الحقيقة، وفقًا للوزير نجم، أن هذه الخطوة ليست سوى جزء من مخطط أوسع للسيطرة الكاملة على الحرم، إذ إن الاحتلال لا يهدف فقط إلى تعديل بنائه، بل يسعى لإحداث تغيير دائم في هويته الإسلامية.
خرق القوانين والتجاوزات الخطيرة منذ مجزرة 1994
أشار الوزير إلى أن هذه المحاولات ليست الأولى من نوعها، بل تأتي استكمالًا لانتهاكات الاحتلال منذ مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994، عندما قسّم الاحتلال الحرم زمانيًا ومكانيًا بعد المجزرة التي ارتكبها المستوطن باروخ جولدشتاين بحق المصلين الفلسطينيين.
وبعد المجزرة، أُقرّت مرجعية وزارة الأوقاف الفلسطينية الحصرية لإدارة الحرم، بناءً على ما عُرف باسم "لجنة شمغار". غير أن الاحتلال استمر في انتهاكاته، حيث حاول في السنوات الماضية فرض سياسات تهويدية، مثل:
الاحتلال يفرض أجندته التهويدية
تتزامن هذه التحركات مع وجود حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة، تستغل الأوضاع الأمنية والتصعيد العسكري في الضفة الغربية وقطاع غزة لفرض أمر واقع جديد داخل الحرم الإبراهيمي.
وقد كشفت وزارة الأوقاف عن أن الاحتلال بدأ فعليًا بتنفيذ مشروع سقف الحرم ليلًا، دون أي تنسيق مع الجهات الفلسطينية، حيث فوجئ موظفو الحرم عند فتحه فجرًا بأن الاحتلال رفع قضبانًا وألواحًا حديدية وبدأ بتغطية الساحة المكشوفة. غير أن هذه الخطوة قوبلت برفض فلسطيني واسع، حيث تدخلت الحكومة الفلسطينية والمؤسسات الأهلية في الخليل لمنع استكمال المشروع، ما أجبر الاحتلال على التراجع مؤقتًا.
لكن في المقابل، أعاد الاحتلال طرح المشروع مجددًا، مدعيًا هذه المرة أن القرار اتُخذ على مستوى الحكومة الإسرائيلية رسميًا، وليس مجرد تصرف فردي من المستوطنين، ما يكشف إصرار الاحتلال على تنفيذ مخططه تحت غطاء قانوني زائف.