الخليج الجديد:
2025-02-17@05:12:04 GMT

المطلوب من القمتين العربية الاسلامية؟

تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT

المطلوب من القمتين العربية الاسلامية؟

المطلوب من القمتين العربية الاسلامية؟

أين الإرادة الحرة المستقلة، الحذرة والمتأنية ولكن أيضاً الشجاعة الملتزمة أخلاقياً وتضامنياً مع ثوابت العروبة وثوابت الإسلام؟

المطلوب من مؤتمري القمة أن يشعروا مواطنيهم والآلاف من أطفال غزة في قبورهم بأن ما بعد 7 أكتوبر سيكون غير ما قبله تحت سقف الإرادة الحرة المستقلة.

ملايين البشر ملأوا شوارع الأرض دعماً لشعب فلسطين واستنكاراً لمذبحة غزة الهمجية ينتظرون من القمتين العربية والإسلامية أكثر من الاستنكار والمطالبة باحلال السلام.

* * *

مع كثرة الاختلافات في وجهات النظر حول ما يجري في فلسطين المحتلة، وعلى الأخص في غزة المبتلاة بالبؤس والمستهدفة بألف حجة مصطنعة، لا بد من تذكير الكل، وعلى الأخص شابات وشباب الأمة، بالمبادئ والممارسات والضوابط التي يجب أن تحكم معارك الاختلافات تلك.

ونحن هنا نشير على الأخص إلى ما يجري عبر شبكات التواصل الاجتماعي الإلكترونية وغيرها، وإلى ما يجري بين أنظمة الحكم العربية من خلافات.

ومن البداية دعنا نشدد على الأهمية القصوى لأن يحكم تلك النقاشات، عدد من الفضائل، بعيداً بمقدار ما أمكن عن أضدادها من الرذائل. ولعل روح وأعماق تلك الفضائل تتمثل في الآية القرآنية الكريمة: «وجادلهم بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليّ حميم».

وليكن مدخلنا للممارسة الصحيحة، ما أكده البعض من أن التأدب هو مصدر الفضائل الرئيسي، والإخلاص هو مبدأها الأساسي، والتعقل والاحتراس هو الشرط الذي يجب أن يسبق ممارستها.

فالتعقل والاحتراس عند بحث وقائع بالغة التعقيد، مثل الذي يجري في فلسطين، بحيث ينتبه إلى محدوديات وخصوصيات الواقع، وموضوع النقاش، ولا يتيه في تبسيط ما تتطلبه المثاليات والعموميات أحياناً، وفي الإصرار على الأخذ بها مهما كانت الظروف ومهما كان الثمن.

هذا النوع من الاحتراس، الذي قد يسميه البعض بالنية الحسنة، هو ضروري أحياناً، وإلا فإن النتيجة قد تكون كارثية، من دون هذا التعقل والاحتراس وأخذ الحيطة، فإن فضائل مهمة مثل الشجاعة والعدالة قد تتيه في التطبيقات الخاطئة والنتائج الكارثية.

لكن يقابل ذلك، وبالأهمية نفسها، عدم السماح للحيطة والحذر بأن يؤديا إلى الجبن وضعف الإرادة والتعايش مع الذل، الذي يمس كرامة الإنسان والشعوب.

نبرز هذه الجدلية ما بين الحذر والجبن وقلة الحيلة، وذلك بمناسبة اجتماع القمة العربية في الرياض بعد بضعة أيام، والذي نرجو أن يعقبه اجتماع قمة إسلامي في الحال، وذلك قبل أن ينعقد اجتماع باريس الذي دعا إليه الرئيس ماكرون والذي سيحاول التكتل الاستعماري الأمريكي – الأوروبي أن يجعله مظهرياً فارغاً من الحكم الأخلاقي على الجلاد الصهيوني، ومتجنباً الغوص في لب الموضوع الفلسطيني كاحتلال واستعمار وتهجير وإذلال لا يتوقف.

إن الملايين من البشر الذين ملأوا شوارع الكرة الأرضية دعماً لحقوق شعب فلسطين واستنكاراً لمذبحة غزة الهمجية سينتظرون إذن من مؤتمري القمة العربي والإسلامي أكثر من بيانات الاستنكار والمطالبة باحلال السلام، الذي على أي حال يرفضه الكيان الصهيوني بنبرات عنصرية نازية لم يعرف مثلها العالم حتى في أحلك عصوره.

وإنما سيطالبهم بخطوات وأفعال سياسية وأمنية واقتصادية توقف الكيان الصهيوني عند حدّه، وتعزله عزلاً تاماً عن محيطه العربي والإسلامي، وخطوات تنبه أمريكا وبعض دول أوروبا التابعة لها باستجابة ذليلة ما كانت تخطر على البال، تنبههم إلى الخطوط الحمر التي لن يسمح لهم بتخطيها، وإلى أن كرامة الأمتين العربية والإسلامية قد أصبحتا في الميزان هذه المرة.

ولذك فإن تجييشهم الأعمي لقدراتهم العسكرية ولنفوذهم السياسي ولإعلامهم المنحاز في سبيل دعم الهجمة الصهيونية الحيوانية على أهل غزة لن يسمح لها أن تمر هذه المرة، من دون ثمن يدفعه هذا التكتل الاستعماري الغربي، الآن وفي المستقبل المنظور.

ولذلك فسيكون من الحصافة، وضمن فضيلة الحذر والتأني المدروس، الاتفاق على أن تكوّن القمتان مجموعة مفكرين واستراتيجيين وناشطين لوضع استراتيجية شاملة لتبنيها من قبل مؤتمري القمة مستقبلاً وتنفيذها خطوة خطوة.

المطلوب من مؤتمري القمة أن يشعروا الملايين من مواطنيهم والآلاف من أطفال غزة في قبورهم بأن ما بعد 7 أكتوبر سيكون غير ما قبل 7 أكتوبر، وأن ذلك لن يكون تحت سقف الجبن والذلة، والتسليم بما تفرضه أمريكا وحلفاؤها الصهاينة والأوروبيون، وإنما سيكون تحت الإرادة الحرة المستقلة، الحذرة والمتأنية ولكن أيضاً الشجاعة الملتزمة أخلاقياً وتضامنياً مع ثوابت العروبة وثوابت الإسلام.

*د. علي محمد فخرو وزير بحريني سابق، كاتب قومي عربي

المصدر | الشروق

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العروبة الإسلام اجتماع باريس البيانات مذبحة غزة القمتين العربية والإسلامية المطلوب من

إقرأ أيضاً:

السفير حسام زكي: احتمالية تأجيل عقد القمة العربية بضعة أيام

كشف السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، عن انعقاد قمة سداسية في العشرين من الشهر الجاري بالعاصمة السعودية الرياض، بمشاركة مصر، والأردن، والسعودية، والإمارات، وقطر، باعتبارها الدول المنسقة منذ بداية الحرب، وذلك على كافة المستويات، بدءًا من وزراء الخارجية، مرورًا برؤساء الأجهزة، وصولًا إلى القيادات العليا.

قـ.تل 3 ضحايا.. لماذا انسحب محامي "سفـ.اح الإسكندرية" من القضية؟قصة جديدة .. المطربة بوسي تحير الجمهور بعد احتفالها بعيد الحبمصر حريصة على ضمان مشاركة أكبر عدد ممكن من القادة العرب

وأوضح السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، خلال لقاء في برنامج "كلمة أخيرة"، الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON، أن القمة  السداسية تحمل أهمية خاصة، وسيتم طرح أفكار ومقترحات مصرية لمناقشتها ضمن القمة العربية الطارئة المرتقبة، مشيرًا إلى أن هناك تنسيقًا عالي المستوى بين الدول الخمس بشأن مختلف التطورات.

ورداً على سؤال الحديدي : هل سيُدعى الجانب الفلسطيني إلى اجتماع الرياض؟ أجاب السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، بأن دعوة الجانب الفلسطيني واردة جدًا، مضيفًا: "سمعنا عن ذلك".

أوضح السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أن القمة السداسية  تساهم في بلورة الإطار العام الذي سيتم طرحه خلال القمة العربية الطارئة، مؤكدًا أن التنسيق بين الدول المشاركة سيحدد معالم التحرك المشترك خلال الفترة المقبلة.

كشف السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، عن احتمالية تأجيل القمة العربية الطارئة، التي كان من المقرر انعقادها في 27 فبراير  فبراير الجاري  بالإضافة إلى تأجيل الاجتماع التحضيري على مستوى وزراء الخارجية العرب. عدة ايام  فقط معقبا : تحريك  فقط بسيط لخريطة المواعيد ".

وأضاف السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، : "من الممكن أن يتم تعديل المواعيد المعلنة وتأخير القمة لبضعة أيام فقط وليس تاجيلاً مفتوحاً ، وذلك لأسباب تتعلق بجداول القادة  وإعداد لوجستي وليس لأي أسباب تخص الاطار العام للرؤية ".

وأكد السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أن مصر حريصة على ضمان مشاركة أكبر عدد ممكن من القادة العرب، وبالتالي قد يتم تعديل موعد القمة عدة ايام فقط   لأسباب لوجستية بحتة، مشددًا على أن أي تأجيل سيكون بضعة أيام فقط وليس أكثر.

مقالات مشابهة

  • السبيعي عن الجامعة الاسلامية : أنا في ممر تاريخي يا جماعة ..فيديو
  • السفير حسام زكي: احتمالية تأجيل عقد القمة العربية بضعة أيام
  • فلسطين واليمن يبحثان تنسيق المواقف والجهود العربية لمواجهة الاحتلال
  • رئيس دولة فلسطين يلتقي رئيس الوزراء المصري
  • لميس الحديدي: 12 يوماً حاسمة تفصلنا قبل القمة العربية الطارئة في 27 فبراير
  • قمة الشعوب العربية ترفض وعد ترامب.. وتؤكد: فلسطين ليست للبيع
  • وزيرا الصحة والتضامن ووفد من الجامعة العربية يزورون مصابي فلسطين بمستشفى العريش
  • قمة الشعوب العربية ترفض خطة ترامب.. فلسطين ستظل قضية العرب الأولى
  • انعقاد القمة العربية بالرياض لبحث الرد على خطة ترامب حول غزة في 20 فبراير  
  • الشرع ضمن قائمة المدعوين لحضور القمة العربية في العراق