الخليج الجديد:
2024-07-06@05:21:42 GMT

المطلوب من القمتين العربية الاسلامية؟

تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT

المطلوب من القمتين العربية الاسلامية؟

المطلوب من القمتين العربية الاسلامية؟

أين الإرادة الحرة المستقلة، الحذرة والمتأنية ولكن أيضاً الشجاعة الملتزمة أخلاقياً وتضامنياً مع ثوابت العروبة وثوابت الإسلام؟

المطلوب من مؤتمري القمة أن يشعروا مواطنيهم والآلاف من أطفال غزة في قبورهم بأن ما بعد 7 أكتوبر سيكون غير ما قبله تحت سقف الإرادة الحرة المستقلة.

ملايين البشر ملأوا شوارع الأرض دعماً لشعب فلسطين واستنكاراً لمذبحة غزة الهمجية ينتظرون من القمتين العربية والإسلامية أكثر من الاستنكار والمطالبة باحلال السلام.

* * *

مع كثرة الاختلافات في وجهات النظر حول ما يجري في فلسطين المحتلة، وعلى الأخص في غزة المبتلاة بالبؤس والمستهدفة بألف حجة مصطنعة، لا بد من تذكير الكل، وعلى الأخص شابات وشباب الأمة، بالمبادئ والممارسات والضوابط التي يجب أن تحكم معارك الاختلافات تلك.

ونحن هنا نشير على الأخص إلى ما يجري عبر شبكات التواصل الاجتماعي الإلكترونية وغيرها، وإلى ما يجري بين أنظمة الحكم العربية من خلافات.

ومن البداية دعنا نشدد على الأهمية القصوى لأن يحكم تلك النقاشات، عدد من الفضائل، بعيداً بمقدار ما أمكن عن أضدادها من الرذائل. ولعل روح وأعماق تلك الفضائل تتمثل في الآية القرآنية الكريمة: «وجادلهم بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليّ حميم».

وليكن مدخلنا للممارسة الصحيحة، ما أكده البعض من أن التأدب هو مصدر الفضائل الرئيسي، والإخلاص هو مبدأها الأساسي، والتعقل والاحتراس هو الشرط الذي يجب أن يسبق ممارستها.

فالتعقل والاحتراس عند بحث وقائع بالغة التعقيد، مثل الذي يجري في فلسطين، بحيث ينتبه إلى محدوديات وخصوصيات الواقع، وموضوع النقاش، ولا يتيه في تبسيط ما تتطلبه المثاليات والعموميات أحياناً، وفي الإصرار على الأخذ بها مهما كانت الظروف ومهما كان الثمن.

هذا النوع من الاحتراس، الذي قد يسميه البعض بالنية الحسنة، هو ضروري أحياناً، وإلا فإن النتيجة قد تكون كارثية، من دون هذا التعقل والاحتراس وأخذ الحيطة، فإن فضائل مهمة مثل الشجاعة والعدالة قد تتيه في التطبيقات الخاطئة والنتائج الكارثية.

لكن يقابل ذلك، وبالأهمية نفسها، عدم السماح للحيطة والحذر بأن يؤديا إلى الجبن وضعف الإرادة والتعايش مع الذل، الذي يمس كرامة الإنسان والشعوب.

نبرز هذه الجدلية ما بين الحذر والجبن وقلة الحيلة، وذلك بمناسبة اجتماع القمة العربية في الرياض بعد بضعة أيام، والذي نرجو أن يعقبه اجتماع قمة إسلامي في الحال، وذلك قبل أن ينعقد اجتماع باريس الذي دعا إليه الرئيس ماكرون والذي سيحاول التكتل الاستعماري الأمريكي – الأوروبي أن يجعله مظهرياً فارغاً من الحكم الأخلاقي على الجلاد الصهيوني، ومتجنباً الغوص في لب الموضوع الفلسطيني كاحتلال واستعمار وتهجير وإذلال لا يتوقف.

إن الملايين من البشر الذين ملأوا شوارع الكرة الأرضية دعماً لحقوق شعب فلسطين واستنكاراً لمذبحة غزة الهمجية سينتظرون إذن من مؤتمري القمة العربي والإسلامي أكثر من بيانات الاستنكار والمطالبة باحلال السلام، الذي على أي حال يرفضه الكيان الصهيوني بنبرات عنصرية نازية لم يعرف مثلها العالم حتى في أحلك عصوره.

وإنما سيطالبهم بخطوات وأفعال سياسية وأمنية واقتصادية توقف الكيان الصهيوني عند حدّه، وتعزله عزلاً تاماً عن محيطه العربي والإسلامي، وخطوات تنبه أمريكا وبعض دول أوروبا التابعة لها باستجابة ذليلة ما كانت تخطر على البال، تنبههم إلى الخطوط الحمر التي لن يسمح لهم بتخطيها، وإلى أن كرامة الأمتين العربية والإسلامية قد أصبحتا في الميزان هذه المرة.

ولذك فإن تجييشهم الأعمي لقدراتهم العسكرية ولنفوذهم السياسي ولإعلامهم المنحاز في سبيل دعم الهجمة الصهيونية الحيوانية على أهل غزة لن يسمح لها أن تمر هذه المرة، من دون ثمن يدفعه هذا التكتل الاستعماري الغربي، الآن وفي المستقبل المنظور.

ولذلك فسيكون من الحصافة، وضمن فضيلة الحذر والتأني المدروس، الاتفاق على أن تكوّن القمتان مجموعة مفكرين واستراتيجيين وناشطين لوضع استراتيجية شاملة لتبنيها من قبل مؤتمري القمة مستقبلاً وتنفيذها خطوة خطوة.

المطلوب من مؤتمري القمة أن يشعروا الملايين من مواطنيهم والآلاف من أطفال غزة في قبورهم بأن ما بعد 7 أكتوبر سيكون غير ما قبل 7 أكتوبر، وأن ذلك لن يكون تحت سقف الجبن والذلة، والتسليم بما تفرضه أمريكا وحلفاؤها الصهاينة والأوروبيون، وإنما سيكون تحت الإرادة الحرة المستقلة، الحذرة والمتأنية ولكن أيضاً الشجاعة الملتزمة أخلاقياً وتضامنياً مع ثوابت العروبة وثوابت الإسلام.

*د. علي محمد فخرو وزير بحريني سابق، كاتب قومي عربي

المصدر | الشروق

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العروبة الإسلام اجتماع باريس البيانات مذبحة غزة القمتين العربية والإسلامية المطلوب من

إقرأ أيضاً:

اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية غدا لبحث سبل مواجهة جرائم الاحتلال الإسرائيلي

أعلنت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أنه تقرر عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين غدا الخميس بناء على طلب فلسطين لبحث سبل مواجهة جرائم الإبادة الجماعية والتوسع الاستيطاني والإجراءات العقابية التي أقرتها حكومة الاحتلال.

وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي في تصريح صحفي اليوم الاربعاء إنه تم الاتفاق على عقد هذا الاجتماع الطارئ بعد مشاورات جرت بين الامانة العامة للجامعة وموريتانيا (الرئيس الحالي لدورة مجلس الجامعة) وفلسطين (صاحبة الطلب) الذي أيدته عدد من الدول العربية وبناء عليه تم الاتفاق على عقد الاجتماع غدا.

وجاء طلب فلسطين لعقد الاجتماع في ضوء استمرار جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني على مدار نحو 9 أشهر متواصلة وفي ظل إقرار حكومة الاحتلال أخيرا لسلسلة من العقوبات العدوانية ضد فلسطين تهدف إلى منع تجسيد استقلالها على الأرض والإمعان في خطط ضم أراضي الضفة الغربية المحتلة.

كما يأتي الاجتماع في ضوء التوسع الاستعماري والاستيطاني وتقويض صلاحيات الحكومة الفلسطينية وقرصنة أموالها وفرض عقوبات على المسؤولين الفلسطينيين تشمل الإبعاد ومنع السفر.

المصدر وكالات الوسومالاحتلال الإسرائيلي الجامعة العربية فلسطين

مقالات مشابهة

  • فلسطين في سوق الانتخابات الامريكية 272 من الصمود البطولي
  • بعد حرب الطوفان: ماذا بقي من النظام الرسمي العربي؟
  • الجامعة العربية تطالب مجلس الأمن بالتدخل لوقف الإبادة في غزة
  • السيد القائد: العدو الإسرائيلي يستبيح الإنسانية في غزة ومن المؤسف تجاهل الأنظمة العربية
  • اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية عن غزة
  • اجتماع طارئ للجامعة العربية اليوم لبحث الانتهاكات الإسرائيلية
  • الموقف العربي والإسرائيلي من الدولة الفلسطينية
  • اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية غدا لبحث سبل مواجهة جرائم الاحتلال الإسرائيلي
  • حركة المرور كثيفة على أوتوستراد جونية... ما الذي يجري هناك؟
  • بالقرب من حاجز للجيش.. احتراق بيك اب على أوتوستراد صور