تكاليف الدعم: الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يقسم الولايات المتحدة
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
تحت العنوان أعلاه، كتب أندريه كوزماك، في "إزفيستيا"، عن استقطاب شديد داخل أمريكا حول الموقف من دعم إسرائيل غير المشروط.
وجاء في المقال: من شهر مضى، كانت الأزمة الأوكرانية تعد قضية السياسة الخارجية الرئيسية التي تقسم المجتمع الأميركي. اليوم، يجري ذكرها فقط في السياق العام، والسبب في ذلك الموقف من الجولة الجديدة في الصراع بالشرق الأوسط.
لقد أعلنت أغلبية الجمهوريين، على الفور، دعمها المطلق لإسرائيل. ولكن، في حين أن الجمهوريين مشغولين علناً باستعراض إخلاصهم للصداقة مع إسرائيل، فإن الديمقراطيين يشهدون انقساماً حقيقيا. البيت الأبيض، الذي دعم نتنياهو ورفض إمكانية التفاوض مع حماس، يتعرض لانتقادات واسعة النطاق من رفاقه في الحزب.
وبالتالي، فإن البيت الأبيض، كما هو الحال في أوكرانيا، يسير في طريق مسدود. وأي إجراء لدعم إسرائيل سيزيد من الانقسام داخل الحزب على كافة المستويات. وسوف يؤدي التقاعس عن الدعم إلى موجة جديدة من الانتقادات من جانب الجمهوريين واتهامات بالفشل في السياسة شرق الأوسطية.
في هذه الأثناء، يصبح التقويم الدولي للوضع في قطاع غزة ميّالا نحو الفلسطينيين أكثر فأكثر، لكن أي محاولة "للتأرجح" في هذا الاتجاه ستعني تهديداً بإقالة بايدن، كما يشير خبير نادي فالداي ونائب مدير المدرسة العليا للاقتصاد، ديمتري سوسلوف.
وقال سوسلوف، لـ"إزفيستيا": "بالنظر إلى درجة أهمية إسرائيل في السياسية الداخلية الأمريكية، فإن أي محاولة من بايدن للضغط على تل أبيب، على سبيل المثال، بهدف إنشاء دولة فلسطينية، ستعني المساءلة تلقائيًا. على خلفية خطاب الجمهوريين شديد الصرامة تجاه بايدن، فإن أي شيء لا يمثل دعمًا غير مشروط لإسرائيل سيكون بمثابة كارثة سياسية وغير مقبول على الإطلاق".
لقد أثر الانقسام الاجتماعي والسياسي، حرفيًا، في كل شيء في المجتمع الأمريكي. وأصبح الجزء اليهودي منه مستقطبا مثل أي جزء آخر. ومن ناحية أخرى، تواصل النخب السياسية في البلاد صراعها على السلطة، وأزمة الشرق الأوسط تجعل هذه المعركة أكثر شراسة.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: البيت الأبيض الحرب على غزة طوفان الأقصى قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
ليفي: إذا اعتقد ترامب أن الخليج سيدفع تكاليف خطته لغزة فهذه عنصرية
استفسر رئيس مشروع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، دانيل ليفي، عمّن يعتقد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أنه سوف يدفع لخطته بخصوص غزة، قائلًا: "إذا كانت أمريكا تعتقد أن هؤلاء العرب الخليجيين سوف يدفعون لمتعاقدين من القطاع الخاص للقتال ضد حماس لطرد الفلسطينيين وإعادة بناء هذا، هل تعلمين ما أفكر فيه؟ هذه عنصرية".
وتابع ليفي، خلال مقابلة له مع مذيعة شبكة "سي إن إن"، كريستيان أمانبور: "يجب على شخص ما أن يدفع الثمن أيضا"، موضحا: "الآن يستفيد الكثير من الناس، بالتأكيد. سوف يكون هناك دائمًا مستفيدون من الحرب، ولكن من سيدفع لهم؟".
واسترسل رئيس مشروع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بالقول: "قد سمعنا للتو رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، الأمير تركي الفيصل، ووصف هذا بأنه خطة تطهير عرقي جنونية. ورأينا كذلك ولي العهد محمد بن سلمان يشير إلى ما فعلته إسرائيل في غزة باعتباره إبادة جماعية".
وفي السياق نفسه، أكّد، بالقول مجددّا: "إذا كانت أمريكا تعتقد أن هؤلاء العرب الخليجيين سوف يدفعون لمتعاقدين من القطاع الخاص للقتال ضد حماس لطرد الفلسطينيين وإعادة بناء هذا، هل تعلمين ما أفكر فيه؟ هذه عنصرية".
إلى ذلك، أضاف: "لا أعتقد أن هذا سيحدث، لقد رأينا فشل إسرائيل في تحقيق هذا -النصر الكامل-. ولكن إذا حاولت، فلن تنتهي المعركة عند غزة"، مبرزا في الوقت نفسه أنّ: "الضفة الغربية هي جوهرة التاج بالنسبة لهذه المجموعة ذاتها، وهي مهمة للغاية في إسرائيل، ولهذا السبب تشعرون بقدر كبير من القلق، على حد اعتقادي، في المنطقة".
وفي ختام تعليقه، أكد رئيس مشروع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط: "هذا من شأنه أن يفضح هؤلاء القادة. قد تتحول بعض هذه الدول الحليفة أو الدول الحليفة المفترضة إلى دول مقاومة في الخطوط الأمامية، وهذا أمر خطير بالنسبة لإسرائيل أيضًا".
تجدر الإشارة إلى أن ترامب قد تحدّث خلال مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الثلاثاء، عن عزم بلاده الاستيلاء على قطاع غزة، وذلك بعد أيام قليلة من دعوته إلى تهجير أهالي القطاع وإعادة توطينهم في دول أخرى مثل مصر والأردن.
وقال ترامب بعد محادثاته مع نتنياهو في البيت الأبيض إن "الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على غزة، وسنقوم بمهمة فيه أيضا"، مضيفا: "سنطلق خطة تنمية اقتصادية (في القطاع) تهدف إلى توفير عدد غير محدود من الوظائف والمساكن لسكان المنطقة".
وزعم الرئيس الأمريكي أن غزة "يمكن أن تُصبح (بعد سيطرة بلاده عليها وتطويرها) ريفييرا الشرق الأوسط". كما لم يستبعد إمكانية نشر قوات أمريكية لدعم إعادة إعمار غزة، متوقعا أن تكون للولايات المتحدة "ملكية طويلة الأمد" في قطاع غزة.