تحت العنوان أعلاه، كتب أندريه كوزماك، في "إزفيستيا"، عن استقطاب شديد داخل أمريكا حول الموقف من دعم إسرائيل غير المشروط.

وجاء في المقال: من شهر مضى، كانت الأزمة الأوكرانية تعد قضية السياسة الخارجية الرئيسية التي تقسم المجتمع الأميركي. اليوم، يجري ذكرها فقط في السياق العام، والسبب في ذلك الموقف من الجولة الجديدة في الصراع بالشرق الأوسط.

ففي حين كانت إسرائيل، قبل عشر سنوات، تحظى بدعم كامل من الولايات المتحدة، فإن الأمور الآن ليست بهذه البساطة.

لقد أعلنت أغلبية الجمهوريين، على الفور، دعمها المطلق لإسرائيل. ولكن، في حين أن الجمهوريين مشغولين علناً باستعراض إخلاصهم للصداقة مع إسرائيل، فإن الديمقراطيين يشهدون انقساماً حقيقيا. البيت الأبيض، الذي دعم نتنياهو ورفض إمكانية التفاوض مع حماس، يتعرض لانتقادات واسعة النطاق من رفاقه في الحزب.

وبالتالي، فإن البيت الأبيض، كما هو الحال في أوكرانيا، يسير في طريق مسدود. وأي إجراء لدعم إسرائيل سيزيد من الانقسام داخل الحزب على كافة المستويات. وسوف يؤدي التقاعس عن الدعم إلى موجة جديدة من الانتقادات من جانب الجمهوريين واتهامات بالفشل في السياسة شرق الأوسطية.

في هذه الأثناء، يصبح التقويم الدولي للوضع في قطاع غزة ميّالا نحو الفلسطينيين أكثر فأكثر، لكن أي محاولة "للتأرجح" في هذا الاتجاه ستعني تهديداً بإقالة بايدن، كما يشير خبير نادي فالداي ونائب مدير المدرسة العليا للاقتصاد، ديمتري سوسلوف.

وقال سوسلوف، لـ"إزفيستيا": "بالنظر إلى درجة أهمية إسرائيل في السياسية الداخلية الأمريكية، فإن أي محاولة من بايدن للضغط على تل أبيب، على سبيل المثال، بهدف إنشاء دولة فلسطينية، ستعني المساءلة تلقائيًا. على خلفية خطاب الجمهوريين شديد الصرامة تجاه بايدن، فإن أي شيء لا يمثل دعمًا غير مشروط لإسرائيل سيكون بمثابة كارثة سياسية وغير مقبول على الإطلاق".

لقد أثر الانقسام الاجتماعي والسياسي، حرفيًا، في كل شيء في المجتمع الأمريكي. وأصبح الجزء اليهودي منه مستقطبا مثل أي جزء آخر. ومن ناحية أخرى، تواصل النخب السياسية في البلاد صراعها على السلطة، وأزمة الشرق الأوسط تجعل هذه المعركة أكثر شراسة.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: البيت الأبيض الحرب على غزة طوفان الأقصى قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

بالفيديو.. آخر مستجدات اعتقال الطالب الفلسطيني محمود خليل بأمريكا

نيويورك - الوكالات

طالب متظاهرون في عدد من المدن الأمريكية، يوم الأربعاء، بإطلاق سراح الناشط الفلسطيني محمود خليل، الذي اعتقلته السلطات الأمنية الأسبوع الماضي.

ورفع المتظاهرون لافتات تحمل صوراً لخليل، مندّدين بإلغاء تصريح إقامته (الغرين كارد)، وبما وصفوه بأنه "هجوم على حرية التعبير".

وأصدر قاضٍ في محكمة مانهاتن الجزئية قراراً الثلاثاء الماضي، يمنع ترحيل خليل من الولايات المتحدة.

واعتُقل خليل من مقرّ سكنيّ طُلابي تابع لجامعة كولومبيا في نيويورك.

وجاء اعتقال خليل بعد يوم من إعلان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إلغاء حوالي 400 مليون دولار تُقدّم كمِنَح فيدرالية لجامعة كولومبيا.

لحظة اعتــقال الشرطة الأمريكية للطالب الفلســطيني محمود خليل طالب جامعة كولومبيا بسبب دعمه للقضية الفلســطينية pic.twitter.com/4HkXkE1rGu

— عربي21 (@Arabi21News) March 15, 2025

ووقّع أكثر من 2.5 مليون شخص على عريضة يطالبون فيها بإطلاق سراح محمود خليل فوراً.

وطالبت عضو الكونغرس رشيدة طليب بالإفراج الفوري عن خليل، خلال عريضة مفتوحة وقّع عليها 13 برلمانياً أمريكياً، بينهم رشيدة، وجاء فيها: "يجب أن نكون واضحين تماماً: نحن أمام محاولة تجريم لعملية احتجاج سياسي، في اعتداء مباشر على حرية التعبير المكفولة للجميع في هذا البلد".

في المقابل، دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اعتقال خليل، قائلاً - عبر منصته الخاصة سوشال تروث - إن هذا الاعتقال هو "الأول وإنّ اعتقالات عديدة ستعقبه".

ووصف ترامب، خليل، بأنه "طالب أجنبيّ مناصر لحماس"، وكان الرئيس الأمريكي قد وعد بالسعي لترحيل الطلاب الأجانب الذين شاركوا في احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين.

وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، عبر منصة إكس، إن السلطات الأمريكية تعتزم إلغاء التأشيرات والبطاقات الخضراء التي يحملها أولئك الذين يدعمون حماس، تمهيداً لترحيلهم من الولايات المتحدة.

يبلغ محمود خليل من العمر 29 عاماً، وهو مولود في سوريا للاجئين فلسطينيين نزحوا من طبريا (في شمال إسرائيل حالياً).

خليل حاصل على إقامة دائمة في الولايات المتحدة، ومتزوج من مواطنة أمريكية، وينتظر مولوداً الشهر المقبل.

وكان خليل قد ظهر بوضوح خلال مظاهرات طُلابية، داعمة للفلسطينيين ومنددة بالحرب في غزة، كانت قد اجتاحت عدداً من الجامعات الأمريكية، وأخرى حول العالم الربيع الماضي.

ولعب خليل دوراً بارزاً في تنظيم المظاهرات الطلابية بجامعة كولومبيا، وكان يخطب في المتظاهرين، ويتفاوض باسمهم، ويتواصل مع وسائل الإعلام.

وفي حوار مع شبكة سي إن إن، في أبريل لماضي، قال خليل: "مطالبنا هي سحب الاستثمارات من الاحتلال الإسرائيلي، ومن الشركات التي تتربح وتساهم في إبادة شعبنا"، على حدّ تعبيره.

وأضاف خليل أنه "كطالب فلسطيني، أؤمن بأن تحرير الشعب الفلسطيني يكون جنباً إلى جنب مع تحرير الشعب اليهودي؛ فلا يمكن لأحدهما أن يكون دون الآخر".

ومؤخراً، خضع خليل - بين عدد من الناشطين المناصرين للفلسطينيين- لتحقيق أجرته هيئة تأديبية شُكّلت حديثاً في جامعة كولومبيا، وهي مختصة بالتحقيق في شكاوى التحرّش والتمييز.

وأكمل خليل دراسته للشؤون الدولية في جامعة كولومبيا في ديسمبرالماضي، وكان يستعدّ لحفل التخرج.

وقدِم خليل إلى الولايات المتحدة في عام 2022 ليتابع دراسته ويحصل على درجة الماجستير في جامعة كولومبيا.

وخليل حاصل أيضاً على بكالوريوس في علوم الحاسب من الجامعة اللبنانية الأمريكية.

وسبق أن عمل في مكتب سوريا بالسفارة البريطانية في بيروت، خلال الفترة من 2018 إلى 2022، حيث كان يدير برنامجاً للمنح الدراسية.

وحالياً، يُحتجَز محمود خليل في لويزيانا، حسبما ذكرت شبكة سي إن إن، نقلاً عن مصدر مطلّع.

ومن غير المعلوم ما إذا كان سيجري ترحيل خليل من الولايات المتحدة أم لا، فيما رفضت وزارة الخارجية الأمريكية التعليق على الأمر.

 

مقالات مشابهة

  • محللون: الصراع بين نتنياهو وبار يقرب إسرائيل من الحرب الأهلية
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: إذا تجرأ الأعداء على رفع أيديهم ضد دولة إسرائيل مرة أخرى، فستُقطع هذه اليد
  • إسرائيل وإدارة الصراع.. كتاب في استراتيجيات نتنياهو ومآلات التسوية
  • كولومبيا تحذّر الولايات المتحدة من تداعيات تقليص الدعم العسكري
  • قرية الغجر: كيف أشعل خط على الخريطة نيران الصراع في الشرق الأوسط؟
  • والتز: سياسة بايدن تجاه أوكرانيا كادت أن تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة
  • أسامة السعيد: ترامب يتبنى نهجًا استباقيًا ضد الحوثيين بعكس بايدن
  • الأمم المتحدة: السوريون يعيشون مرحلة جديدة بعد 14 عامًا من الصراع
  • الأمم المتحدة: سوريا تدخل مرحلة جديدة بعد 14 عامًا من الصراع
  • بالفيديو.. آخر مستجدات اعتقال الطالب الفلسطيني محمود خليل بأمريكا