سفير واشنطن بالكيان: التطبيع بين السعودية واسرائيل أمرٌ معقدٌ وصعبٌ والرياض غير معنية.. عرّاب (اتفاقيات أبراهام): إسرائيل بحاجةٍ للاتفاق ولكنّها ترفض دفع كلّ وأيّ ثمنٍ
تاريخ النشر: 5th, July 2023 GMT
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس: بات واضحًا كعين الشمس أنّ التطبيع الذي تصبو إليه دولة الاحتلال الإسرائيليّ مع المملكة السعوديّة يبتعِد كثيرًا عن التحقق، خلافًا للتوقعّات في تل أبيب، التي صرح مسؤولوها مرارًا وتكرارًا أنّ القضية هي مسألة وقتٍ ليس إلّا، وفي هذا السياق، قال السفير الأمريكيّ لدى دولة الاحتلال، توماس نايدز، إنّ التطبيع بين الاحتلال والرياض أمر معقد وصعب، لكن إذا تدخل الرئيس الأمريكي جو بايدن فإنّ تدخله سيكون عاملاً حاسمًا، على حدّ تعبيره.
ولفت بحسب ما نقلت عنه القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ إلى أنّ التوتر في العلاقة بين واشنطن وتل أبيب يجب أنْ يُشعِر الأخيرة بالقلق، مؤكّدًا في الوقت عينه أنّ واشنطن تنظر بعين الاهتمام إلى التعديلات القضائية التي تعمل عليها حكومة نتنياهو.
وطبقًا للتلفزيون العبريّ، فإنّ السفير الأمريكيّ لفت إلى أنّ استمرار انتهاك المسجد الأقصى يمكن أنْ يفجر المنطقة.
وقبل أيام، أعلنت سفيرة السعودية في واشنطن الأميرة ريما بنت بندر، أنّ المملكة تُركِّز على التكامل في العلاقات الطبيعيّة مع دولة الاحتلال التي تريدها مزدهرة، لكنّها في الوقت ذاته هاجمت السياسة الإسرائيليّة تجاه الفلسطينيين.
وقالت خلال مؤتمر لمركز أبحاث أمريكي بمدينة أسبن بولاية كولورادو، إنّ “المملكة تريد اقتصاد البحر الأحمر مزدهرًا، لأنّ رؤية 2030 تتحدث عن شرق أوسط مندمج، وأنّ هدف المملكة هو الاندماج مع إسرائيل، وليس التطبيع معها”.
وأضافت: “التطبيع أنْ تجلس هناك، وأنا أجلس هنا، ونحن موجودون معًا، ولكن بشكل منفصل، التكامل يعني أنْ تتعاون شعوبنا، وأعمالنا، ويزدهر شبابنا، رغم ذلك، فإنّ سياسة حكومة بنيامين نتنياهو تجاه الفلسطينيين تعقّد جهود التوصل إلى سلامٍ إقليميٍّ، لأنّ الموقف الحالي لحكومته في الضفة الغربية مروع للغاية، والمستوطنات على وجه التحديد إشكالية، وشيء نحاول حلّه”.نايدز، قال أيضًا إنّ الولايات المتحدة تعمل من أجل تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّه يعمل “باستمرار على توسيع اتفاقيات إبراهيم، وهي الاتفاقية التي توسطت فيها الولايات المتحدة عام 2020 لتطبيع علاقات إسرائيل مع الإمارات والبحرين.
وذكر في مقابلة مع قناة (إسرائيل 24)، الإسرائيليّة شبه الرسميّة (رسمية)، في شهر أيّار (مايو) الماضي “أعمل كل يوم مع البحرينيين والمغاربة والإماراتيين والمصريين والأردنيين من أجل تحسين العلاقات مع تل أبيب”.
وأضاف السفير الأمريكي: “نود أنْ نرى التطبيع بين السعودية وإسرائيل، ونعتقد أنّه مهم للغاية، ونحن نعمل مع إسرائيل لتحقيق ذلك” دون مزيد من التفاصيل.
وبعيد تشكيل حكومته نهاية العام الماضي، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنّه سيسعى “من أجل تطبيع العلاقات مع السعودية”.
وبحسب صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة فقد عقب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميللر على كلام الأميرة السعوديّة بالقول: “إنّنا نقلنا مخاوفنا بشأن المستوطنات وزيادة الوحدات السكنية مباشرة للحكومة الإسرائيلية، وأعتقد أنّ بإمكانهم فهم التداعيات الأوسع”، مؤكّدًا أنّ “تطبيع العلاقات بين إسرائيل وجيرانها في المنطقة لا يزال هدفًا للولايات المتحدة، لكنّنا نتفهم العديد من العقبات والصعوبات العديدة”، على حدّ تعبيره. على صلةٍ بما سلف، وصف مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، مئير بن شبات، تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية بأنّه مهم “ولكن ليس بأي ثمن”. وقال بن شبات في مقالة نشرها بالصحف العبريّة، إنّ تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية “مصلحة أمريكية وغربية واضحة، فمن خلاله ستستطيع الولايات المتحدة إبعاد السعودية عن المحور الصيني الإيراني الروسي المتعزز وستحظى بنقاط تحتاج لها في إطار الكفاح الذي يدور حاليًا على ترسيم النظام العالمي الجديد”. ويعتبر بن شبات الذي يرأس حاليًا معهد (ميسغاف لشؤون الأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية)، أحد مهندسي (اتفاقيات إبراهام) التي أُبرمت بين إسرائيل من جهة، والبحرين والإمارات والمغرب من الجهة الأخرى. ورأى بن شبات أنّ الواقع الأمني الحالي في الضفة الغربية سيؤثر على التطبيع، وقال: “لا يمكن التقليل من أهمية تأثير الواقع الأمني في الضفة على الاتصالات الجارية من أجل توسيع رقعة التطبيع في المنطقة. الحساسية حول مواقف الشارع من ذلك عالية والزعماء بمعظم الدول لا يتحركون في اتجاه يعاكس الرأي العام”. وأضاف: “الصور التي تأتي من الضفة الغربية توفر ذخيرة للدعاية التي تمارسها جهات إسلاموية وتنظيمات مؤيدة للفلسطينيين وجهات أخرى تعادي إسرائيل”، على حد زعمه. واعتبر بن شبات أنّ “الممارسات الإسرائيلية ضدّ الفلسطينيين ليست حاسمة في موقف السعودية من التطبيع مع إسرائيل”، لافتًا في ذات الوقت إلى أنّ “التطبيع يحمل في طياته إمكانية لجعل السعودية مركزًا لوجستيًا دوليًا سيربط بين أوروبا وأفريقيا وآسيا، وهذا سيحدث ثورة في التجارة العالمية”. واختتم رئيس مجلس الأمن القوميّ الإسرائيليّ السابِق: “بنظر إسرائيل، فإنّ التطبيع مع السعودية هو غاية هامة ولكن ليس بأيّ ثمنٍ كان، تقديم تنازلات في القضية الإيرانيّة والمساومة حول مسألة انتشار القدرات النووية في الشرق الأوسط وتقديم تنازلات على الصعيد الأمني في الساحة الفلسطينيّة، هي ثمن أبهظ ممّا يمكن دفعه، حتى مقابل تحقيق إنجاز ملموس من هذا القبيل”، على حدّ تعبيره.المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
إبراهيم رسول سفير جنوب أفريقي طردته واشنطن لأنه يكره ترامب
إبراهيم رسول سياسي جنوب أفريقي، شغل منصب سفير بلاده لدى الولايات المتحدة، وكان رئيس وزراء مقاطعة ويسترن كيب مدة 4 سنوات، ومؤسس مؤسسة "العالم للجميع"، التي تشجع الناس على معارضة التطرف، لديه مسيرة طويلة من المشاركة في النضال ضد الفصل العنصري، بما في ذلك القيادة في الجبهة الديمقراطية المتحدة والمؤتمر الوطني الأفريقي.
المولد والنشأةولد إبراهيم رسول في 15 يوليو/تموز 1962 بمدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا.
في عام 1972 أُجبرت عائلته على مغادرة المنطقة السادسة بعدما قررت حكومة الفصل العنصري تخصيصها للسكان البيض فقط، وكان عمره حينها 10 سنوات ورغم صغر سنه، ترك هذا الحدث أثرا عميقا في حياته، خاصة بعدما اضطر إلى تغيير محيطه الاجتماعي.
متزوج من روزيدا شابوديان، ولديهما ابن وابنة.
الدراسة والتكوين العلميتخرج رسول عام 1980 في مدرسة ليفينغستون الثانوية في كليرمونت بولاية آيوا الأميركية.
ونال درجة البكالوريوس في كلية الآداب عام 1983، وحصل على دبلوم عالي في التربية عام 1984 من جامعة كيب تاون، وفي العام نفسه بدأ عمله مدرسا في مدرسة سباين رود الثانوية وقضى فيها عاما واحدا.
كما حصل على دكتوراه فخرية من جامعتي روزفلت وتشاتام في الولايات المتحدة الأميركية، ومُنح أستاذية فخرية في جامعة نيلسون مانديلا بجنوب أفريقيا.
شغل منصب مساعد رئيس جامعة ويسترن كيب في الفترة بين عامي 1991 و1994، وكان باحثا مقيما في جامعة جورج تاون في فترة لاحقة.
عُرف فكر رسول بتركيزه على الحرية الشاملة والمساواة، والتزامه برؤية نيلسون مانديلا التي تدعو إلى تحرير المجتمعات المهمشة والدفاع عن حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.
إعلانتأثر تأثرا كبيرا بالقيم الإنسانية والإيمانية، وكان دائما مناصرا للعدالة الاجتماعية والحرية.
في مسيرته الحياتية جمع بين النضال السياسي والالتزام الديني، وكان نشطا في كل من الحركة الإسلامية وحركة الحوار بين الأديان، الأمر الذي عكس رغبته في تعزيز الفهم المتبادل بين الثقافات والأديان المختلفة.
يؤمن رسول، أن النضال ضد الظلم والاضطهاد ليس مقتصرا على الظروف المحلية، بل يشمل أيضا القضايا العالمية، خصوصا في ظل ظروف الاضطهاد (الفصل العنصري) والعولمة.
التجربة السياسيةبعد تخرج رسول من جامعة كيب تاون بداية ثمانينات القرن العشرين، انخرط في النشاط السياسي المناهض للفصل العنصري وانضم إلى الجبهة الديمقراطية المتحدة، وشغل منصب سكرتيرها الإقليمي في مقاطعة ويسترن كيب مدة ثلاث سنوات، كما انضم إلى منظمة "نداء الإسلام" وارتبط بها عبر روابط وثيقة مع الجبهة الديمقراطية المتحدة.
في عام 1985 كان رسول في طليعة النشاطات المناهضة للفصل العنصري، ولكن نشاطه السياسي أدى إلى اعتقاله مدة ثلاثة أشهر، ثم وُضع في الإقامة الجبرية. وفي عام 1987 اعتقل من جديد وسُجن 13 شهرا. وأثناء فترة اعتقاله التقى نيلسون مانديلا للمرة الأولى.
بعد انتهاء فترة الفصل العنصري بجنوب أفريقيا في تسعينيات القرن الـ20 شغل رسول مناصب في الحكومة، بما فيها إدارات الصحة والرعاية الاجتماعية والمالية والتنمية الاقتصادية.
ففي عام 1984 تولى منصب السكرتير الوطني لمنظمة "نداء الإسلام" وظل في هذا المنصب حتى عام 1994. كما شغل منصب أمين الخزانة الإقليمي لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي بين عامي 1994 و1998، وكان أيضا عضوا في المجلس التنفيذي لبرلمان مقاطعة ويسترن كيب.
إعلانفي 22 أبريل/نيسان 2004، عيّنه الرئيس ثابو مبيكي رئيسا لوزراء مقاطعة ويسترن كيب، لكنه غادر المنصب عام 2008 بسبب خلافات داخلية داخل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وفي العام نفسه أسس "مؤسسة العالم للجميع" لمكافحة التطرف وتعزيز التماسك المجتمعي.
ورغم انشغاله بالمناصب الحكومية ظل رسول ملتزما بتعزيز التفاهم بين الأديان والثقافات، وشارك في عدة مبادرات داعية إلى التعايش الديني.
كما شغل رسول منصب المستشار الخاص للرئيس مبيكي، قبل أن يُنتخب عضوا في البرلمان.
أسس رسول مبادرة "أفريقيا واحدة"، التي هدفت إلى تعزيز نمو وتماسك أفريقيا ومحاربة كراهية الأفارقة، إضافة إلى ذلك كان شريكا في مجموعة "أولبرايت ستونبريدغ"، وهي شركة الاستشارات التجارية التي أسستها وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت.
كما شغل منصب رئيس مجلس إدارة "ويسترن بروفينس" لرياضة الريغبي الاحترافي، وعضوا في مجلس جامعة ويسترن كيب.
سفيرا لدى الولايات المتحدةعين الرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما إبراهيم رسول سفيرا لجنوب أفريقيا لدى الولايات المتحدة بين عامي 2010 و2015.
وبعد فترة عُيّن في المنصب نفسه مرة أخرى، ولكن في مارس/آذار 2025، أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو طرد السفير رسول، متهما إياه بأنه "يكره الولايات المتحدة ورئيسها" دونالد ترامب.
وأضاف روبيو في منشور على منصة إكس أن إبراهيم رسول "لم يعد موضع ترحيب" في أميركا، ووصفه بأنه "سياسي مثير للفتنة العرقية".
حصل رسول على عدد من الجوائز والأوسمة تقديرا لمساهماته في مجالات القيادة والمجتمع.
فقد منحته مؤسسة عائلة كايزر جائزة نيلسون مانديلا للصحة وحقوق الإنسان عام 1998.
إعلانوفي عام 2005 منحته صحيفة "فاينانشال تايمز" جائزة "شخصية العام للاستثمار الأجنبي المباشر في أفريقيا".
كما نال جائزة القيادة الرؤيوية والصالح العام عام 2008 من المؤتمر العالمي للمسلمين المحسنين، إضافة إلى جائزة الالتزام والقيادة في مكافحة الجريمة من مؤسسة "الأعمال ضد الجريمة".
المؤلفاتألّف رسول كتاب "العيش حيث لا نضع القواعد"، إضافة إلى مساهماته في كتابة فصول وأوراق بحثية في عدد من المنشورات والكتابات الأخرى.