تنظم مكتبة الإسكندرية من خلال مركز دراسات الحضارة الإسلامية بقطاع البحث الأكاديمي، بالتعاون مع معهد ثربانتس الإسباني، محاضرة بعنوان «الأندلسيون وهجراتهم إلى مصر في العصور الوسطى» دراسة في التراث الثقافي، يلقيها الدكتور خورخي ليرولا، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة المرية، إسبانيا وذلك يوم الأربعاء الموافق 15 نوفمبر 2023، من الساعة 4.

00 إلى 7.00 مساءً بمكتبة الإسكندرية، مركز المؤتمرات، قاعة الوفود.

تشكيل التراث الحضاري

تتناول المحاضرة هجرات العلماء والتجار وأصحاب الحرف والصناعات الي مصر في العصر الوسيط حيث ربطت مصر بأهل المغرب والأندلس روابط سياسية وثقافية واجتماعية واقتصادية كان لها أعمق الأثر في تشكيل التراث الحضاري في مصر، حيث كانت معبراً لجميع المغاربة والأندلسيين، الذين يفدون إلى المشرق أو يعدون منه إلى بلادهم، لتأدية فريضة الحج، أو طلب العلم، أو التجارة، أو الرباط والاستقرار.

وكانوا يأتون عن طريق البر أو البحر حتى أننا نجد بعض الجغرافيين والمؤرخين المسلمين يعتبرون مدينة الإسكندرية الحد الفاصل بين المشرق والمغرب، فقد كانت الرباط والثغر الإسلامي الكبير، والمحط الأول لرحلات المغاربة والأندلسيين إلى المشرق، طلبا للراحة وللإستماع الى دروس علمائها، أو لزيارة معالمها الدينية والتاريخية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مكتبة الإسكندرية ندوات تثقيفية

إقرأ أيضاً:

نقد التراث أم نقضه؟

أغلبنا ينتقد التراث ويكيل له التهم وهو أصلا لم يطلع على الكثير منه، فالتراث الإسلامي والعربي تقريبا كتب في مواضيع كثيرة من علم الاجتماع والجغرافيا الزراعة والرياضيات.. وغيرها من مختلف العلوم.

فابن خلدون، مؤسس علم الاجتماع والعمران الذي نطلق عليه اليوم بالتنمية، والإدريسي الذي رسم خريطة لملك صقلية تعتبر الأكثر تقدما من خرائط العالم القديم.

وابن بيطار إمام العشابين العرب والذي أدخل النبات في علوم الصيدلة، ففي الرياضيات اخترع المسلمون الجبر وسمى باسمهم واخترعوا الخوارزميات حديث الساعة الآن لما له أساس في وسائط التواصل الاجتماعي (فيسبوك وغيره).

غير بعيدا عن هؤلاء، هذا الجاحظ يكتب أدبا وفلسفة نقلت عنه إلى عصرنا هذا بإعادة صياغة لطرحه،
ففي كتابه “المحاسن والأضداد” يقول الجاحظ بأسلوبه البلاغي والفكاهي: “ومن العجائب أن ترى الرجل يمدح الصبر، ويذم الجزع، وهو إذا مسه الشر جزع، وإذا ناله الخير فرح، وتراه يمدح القناعة، ويذم الطمع، وهو لا يزال يجمع المال، ويحرص على الادخار، وتراه يمدح التواضع، ويذم الكبر، وهو لا يزال يحب أن يُعظم ويُكرم، فكأنما مدح هذه الخصال لغير نفسه، وذم أضدادها لغيره”.

وهو ما نقل عنه المفكر العراقي علي الوردي في كتابه وعاظ السلاطين، إذ ينتقد الوردي دور الوعاظ الذين يروجون لقيم مثالية بينما يعيشون هم أنفسهم في تناقض مع هذه القيم، ويقول الوردي: “الواعظ يدعو الناس إلى الزهد في الدنيا، وهو يحرص على جمع المال والجاه، وكأنما الزهد للعامة والثراء للخاصة”.

بل لو بحثنا أكثر لوجدنا تشابه بين الجاحظ وكانط يصل لدرجة التناص في مواضيع عدة ويبدوا أن كانط قرأ الجاحظ جيدا، فقد سبق الجاحظ كانط بتسعمائة عام.

أحد أبرز جوانب التراث الذي يتعرض للنقد هو الفقه الإسلامي، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الاجتماعية مثل حقوق المرأة والعبودية والعقوبات الجنائية، فبعض الأحكام الفقهية التي كانت مناسبة لعصرها قد لا تكون ملائمة لعصرنا الحالي.

لذا نحن في حاجة لقراءة التراث العربي والإسلامي قراءة جيدة قبل نقده والطعن فيه بخبط عشواء ونقضه بدلا من نقده، تحبط اجيالنا القادمة وتقوض ثقتهم في تاريخهم وبالتالي في أنفسهم.

التراث العربي والإسلامي ثروة كبيرة، لكنه ليس معصومًا من النقد، النقد الموضوعي يساعدنا على فهم هذا التراث بشكل أفضل، واستخلاص الدروس منه لبناء حاضر ومستقبل أفضل، يجب أن نتعامل مع التراث بوعي نقدي، ونفهم أنه جزء من مسيرة الإنسان الطويلة في البحث عن المعرفة والحقيقة.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

مقالات مشابهة

  • نقابة المهندسين تنظم حفل إفطار مهندسي الإسكندرية السنوي
  • نقد التراث أم نقضه؟
  • رئيس جامعة القاهرة يهنئ أساتذة الجامعة المختارين ضمن تشكيل مجلس إدارة مركز المعلومات
  • إعادة تأهيل ساحة سعد الله الجابري في حلب لتحسين المظهر الحضاري للمدينة
  • نحن الآن في أخطر مفترق طرق
  • البطريرك يوحنا العاشر يستقبل أمين عام اللقاء الأرثوذكسي وشؤون الطائفة الأرثوذكسية
  • بمناسبة احتفال العالم بالمرأة.. المستشارة هبة منصور لـ«صدى البلد»: محاضرة لـ عائشة راتب غيرت حياتي
  • حدود ثابتة وجدران داخل الدول
  • فضائل شهر رمضان المعظم في محاضرة بـ متحف كفر الشيخ
  • مكتبة القاهرة تناقش تمكين المرأة في مصر عبر التاريخ والمشروعات الوطنية