هل وضعت حرب الجنوب أوزارها بعد الهدوء الأخير؟
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
كتب ابراهيم بيرم في" النهار": عودة طرفَي الصراع على الحدود الجنوبية الى التزام قواعد الاشتباك الاساسية المعروفة والقائمة على مبدأ التراشق والمشاغلة، في أعقاب تطورات ميدانية دراماتيكية بعثت في أحيان كثيرة على القلق وأنذرت بخروج الامور عن نطاق السيطرة والتحكّم، لا تعني بالضرورة ان بإمكان الراصدين ان يبشّروا مَن يعنيهم الامر بأن الاوضاع على الحدود اللبنانية مع الاراضي الفلسطينية المحتلة قد بدأت تجنح بين ليلة وضحاها الى معادلة الهدوء والاستقرار، ولا تعني ايضا ان طرفَي الصراع قد أطلقا كل ما حوته جعبتيهما من خيارات وطاقات نارية كان كل منهما قد ادّخرها لهذه الجولة من النزال، وهي خيارات راوحت كما هو معلوم على حافة الانفجار الواسع لكنها لم تبلغه.
من البديهي أن الحزب يرفض تفسير أن يكون هذا الإنكفاء من جانبه على صلة بأمرين:
الاول، ان يكون تراجع عملياته وهجماته على الاهداف الإسرائيلية مرتبطا بزيارة الموفد الاميركي الخاص الى لبنان آموس هوكشتاين، والتي حمل فيها عرضاً من بندين لكنهما يؤديان غرضاً جوهرياً واحداً وهو أن يترك لبنان نصرة حركة "حماس" ويدعها وحيدة في المواجهة مع اسرائيل.
الثاني، ان يكون هذا التراجع في منسوب الاعمال الحربية والمواجهات من الثوابت عند الحزب، لان المواجهة ما زالت بالنسبة اليه مفتوحة وفي ذروتها. واذا كان الحزب لم يتخلَّ عن دعم حركة "حماس" وغزة منذ البدايات، فهو من باب أَولى لن يتخلى عن دعمها فيما الكيان العبري ومعه الادارة الاميركية قد انطلقا لتوّهما في رحلة عنوانها العريض كيف نُخرج تل أبيب منتصرة من هذه الحرب بعدما تلقت أقسى ضربة موجعة، وكيف يمكن ان تخرج حركة "حماس" من هذه المواجهة التي قادتها ببراعة عسكرية، وقد بدت مهزومة ومضطرة الى التخلي عن قيادة غزة والخروج منها ذليلة على صورة خروج منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت في صيف العام 1982.
وعليه، فان تقديرات الحزب الاخيرة قد استقرت على ان المعركة ما زالت في أوجها وانها طويلة لانها تختلف عن كل سابقاتها، خصوصا الهجمات الاسرائيلية الخمسة على غزة التي تلت جلاء الاسرائيلي عنها، لا بل انها تختلف عن الحرب الاسرائيلية على لبنان في تموز 2006.
لذا فان أمر التراجع او التهدئة التي يرى البعض ان بوادرها بدأت تلوح ، ليس تحوّلاً يعتدّ به بقدر ما هو خاضع لتقديرات القيادة الميدانية للحزب على الحدود، خصوصا ان اداء مقاتليه في الايام الثلاثة والثلاثين الماضية قد جعل الاعلام الاسرائيلي يقرّ بان الحزب "هو من يمتلك زمام المبادرة على الحدود، وان ما ينفذه من عمليات وهجمات تمثل تحديا ضخما للقيادة الاسرائيلية ولا نستطيع ان نعالجه وحدنا".
وفي كل الاحوال، فان موقف "حزب الله" في اليوم الرابع والثلاثين على حرب غزة ما زال كما كان في يومها الاول: لسنا محايدين في هذه المواجهة ولن نترك "حماس" تُسحق والقطاع يسقط.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: على الحدود ان الحزب
إقرأ أيضاً:
سلطات الاحتلال تترقب الإفراج عن ثلاثة محتجزين لدى حركة حماس
سرايا - تترقب سلطات الاحتلال الإسرائيليّة، الجمعة، أن تُعلِمها حركة حماس بأسماء المحتجزين الثلاثة الذين تنوي الإفراج عنهم السبت مقابل معتقلين فلسطينيّين، وذلك بعد تبادل تهديدات بين الجانبين أثارت مخاوف من تجدّد القتال.
وأشارت وسائل إعلام مصرية بأن مصر وقطر نجحتا في "تذليل العقبات التي كانت تواجه استكمال تنفيذ وقف إطلاق النار والتزام الطرفين باستكمال تنفيذ الهدنة" التي أوقفت حربا مدمّرة بين إسرائيل وحركة حماس استمرّت نحو 15 شهرا في قطاع غزة.
وبات الاتفاق على المحك الثلاثاء بعدما توعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب حركة حماس بـ"فتح أبواب الجحيم" ما لم تُفرج بحلول السبت عن "جميع المحتجزين" الإسرائيليين الذين ما زالت تحتجزهم في قطاع غزة.
وكررت إسرائيل تلك التهديدات، وقال المتحدث باسم حكومة الاحتلال ديفيد مينسر الخميس، إنّ "تفاهمات وقف إطلاق النار توضح أنه يجب على حركة حماس إطلاق سراح المحتجزين الثلاثة أحياء يوم السبت"، وأضاف "إن لم يُطلَق سراح هؤلاء الثلاثة، ولم تُعِد لنا حماس رهائننا بحلول ظهر السبت، فإن اتفاق وقف إطلاق النار سينتهي".
أ ف ب
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 14-02-2025 09:05 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية