تترقب الأوساط السياسية في الداخل والخارج إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عصر غدٍ السبت على وقع السباق بين التوصل الى هدنة إنسانية ووقف إطلاق النار وبدء عملية المقايضة بين الرهائن الأجانب مقابل إدخال قوافل، وبين تسعير الحرب في غزة ومسار التصعيد الآخذ للانفجار على مستوى المنطقة.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أنه بعدما تراجعت فرضية اندلاع الحرب انطلاقا من تحليل المواقف الأخيرة  للأمين العام لحزب الله، عادت لغة الحرب لتسيطر على مخاوف اللبنانيين من جديد، مشيرة إلى أن الاحتمالات التي تحدث عنها السيد نصرالله ستتبلور أكثر فأكثر لاسيما ان هناك توقعا كبيرا بأن تكون كلمته المرتقبة مختلفة عن سابقتها على أن التحفظ قائم لجهة الخطوات المقبلة.

 
إلى ذلك، أوضحت المصادر نفسها أن التحرك العربي الذي انطلق مع القمة العربية العاجلة قد يخرج بمحاولة ما من أجل إمكانية التوصل إلى حل، على أن المجريات على أرض المواجهات لا توحي بأن ذلك قريب حتى أن وقف إطلاق النار لم يتم تعيين توقيته. 
وتوقعت المصادر ان  يكمل الامين العام لحزب الله حسن نصرالله حملة انتقاد انعقاد القمة باطلالته غدا السبت، مع تصعيد مرتقب ضدها، ما يزيد من تردي العلاقات بين لبنان ومعظم الدول المشاركة بالقمة،وينعكس سلبا على مساعي تحسين هذه العلاقات وتجاوز كل مسببات تعكيرها والاساءة اليها من قبل الحزب تحديدا خلال العقدين الماضيين. 
وقالت المصادر انه كان الاجدى للحزب تجنب انتقاد انعقاد القمة، والانتظار لمعرفة نتائجها ومقرراتها، قبل التصويب عليها، وتأثيرها في دعم ومساعدة الشعب الفلسطيني لانهاء معاناته المتواصلة، بينما تظهر الانتقادات المسبقة، نوايا ايرانية مبيتة، لان انعقاد مثل هذه القمة، ينزع من يد النظام الايراني اوراقا مهمة، كانت تسعى لتوظيفها في خدمة  مصالحها.

وافادت معلومات لـ»البناء» بأن محور المقاومة سينتقل الى مستوى جديد من التصعيد في مختلف الساحات في المنطقة بحال رفضت حكومة الاحتلال الإسرائيلي الهدنة واستمرت بحرب الإبادة على الفلسطينيين، وقد بدأت ملامح المستوى الجديد من التصعيد يظهر تدريجياً من إسقاط أنصار الله في اليمن لطائرة أميركية من الطراز الأول واستهداف إيلات بمسيرة انتحارية وعشرات الصواريخ الباليستية التي أصابت أهدافها بدقة، وفق بيان لأنصار الله مساء أمس، كما واستهداف المقاومة العراقية للقواعد الأميركية في العراق وسورية بشكل عنيف ومكثف حيث تمّ استهداف قاعدة عين الأسد بالصواريخ الثقيلة ثلاث مرات خلال وقت قصير وكذلك قاعدة الحرير، بالتوازي مع تسخين المقاومة الإسلامية في لبنان عملياتها العسكرية ضد مواقع العدو في عمق شمالي فلسطين.وأشارت مصادر مطلعة لـ»البناء» الى أن المهلة الفاصلة بين الإعلان عن إطلالة السيد نصرالله وموعدها هو مهلة من محور المقاومة للأميركيين لوقف إطلاق النار لا سيما أن الأميركيين أرسلوا أكثر من رسالة مع وسطاء للإيرانيين بأنهم يسعون لإقناع الإسرائيلي بهدنة إنسانية لثلاثة أيام». ولفتت المصادر الى أن «تراجع واشنطن عن فرض هدنة على الإسرائيلي سنشهد موجة تصعيد واسعة في المنطقة»، مشيرة الى أن «صمود المقاومة العسكري والمعنوي والتفاوضي في غزة وإسناد محور المقاومة ورفضه الرضوخ للطلبات الأميركية بتهدئة الجبهات مقابل إقناع الإسرائيلي بالهدنة، دفع الأميركيين لإجبار الإسرائيلي للسير جدياً بهدنة كخيار وحيد».وأفادت مصادر «البناء» الى تفاوض جدّي على هدنة انسانية ولكن يجري البحث في مراحلها وتفاصيلها وآلياتها ومدتها في ظل خلاف حول بعض النقاط، مرجحة أن يتم الإعلان عنها نهاية الأسبوع خلال القمة العربية وربما يتضمّن بيان القمة الدعوة الى هدنة لكي يظهر بأن الدول العربية هي من فرضت هذه الهدنة.ومن المتوقع وفق معلومات «البناء» أن يطلق السيد نصرالله مواقف عالية السقف ومعادلات جديدة في إطار الردع للتهديدات الأميركية والإسرائيلية.

وكتبت" الديار": شهدت الجبهة الجنوبية تطورا نوعيا في عمليات المقاومة، وفيما اقرت وسائل اعلام العدو بان حزب الله رفع مستوى هجماته كما ونوعا، والحدث كان بالامس في المطلة حيث اعلنت المقاومة عن إصابة دباباتي ميركافا وسقوط طاقميهما بين قتيل وجريح في هجوم غير مسبوق في كثافته، واشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى ان حزب الله أطلق 8 صواريخ مضادة للدبابات.  كما استهدف الحزب موقعاً إسرائيلياً في هونين وآخر في تل رياق، واستهدف حزب الله بصاروخ موجه ثكنة راميم الإسرائيلية قبالة بلدة مركبا في القطاع الأوسط. وتم استهداف قوة مشاة إسرائيلية مؤللة في قرية طربيخا اللبنانية المحتلة ‏بالأسلحة ‏الصاروخية وحققت المقاومة  فيها اصابات مباشرة.ودوّت صفارات الإنذار في شتولا في القطاع الأوسط حيث تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن تعرّضه لوابل من الصواريخ.
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

لا سلاح يُسلّم.. والمُحتلّ لا يؤتمن

 

 

المقاومة لا تركع، ولن تساوم، ولن تضع سلاحها مهما اشتدت المحن، ومهما تعاظمت التضحيات، لأن من حمل روحه على كفه، ومن ودّع أهله ذات فجر دون أن يدري إن كان سيعود، لا يمكن أن يخضع في منتصف الطريق، ولا يمكن أن يبادل سلاحه بسلامٍ زائفٍ أو أمانٍ ملوّث بالذل. ما يجري في غزة ليس معركة فقط، بل امتحان للأمة بأسرها، اختبارٌ لضمير العالم، ومواجهة بين الحق المجروح والباطل المدجج بالسلاح والإجرام. ولكننا نؤمن، إيمانًا لا يتزعزع، أن وعد الله حق، وأن المظلوم المنتصر حتمًا، ولو بعد حين. قال الله تعالى: “وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ”
من يطلب من المقاومة أن تسلّم سلاحها الآن، في لحظة يُذبح فيها الأطفال، وتُبتر فيها أطراف الأمهات، وتُقصف فيها البيوت فوق ساكنيها، إنما هو إما خائن باع آخر ما تبقّى من نخوة، أو أحمق لم يفقه شيئًا من دروس التاريخ. هل يُعقل أن يُطلب من المقاوم أن يُلقي سلاحه مقابل أن يتوقف عدوه عن قتله؟ أي منطق هذا؟ وأي جنون؟ إن منطق الذل لا نعرفه، ومنهج الركوع لا نؤمن به، نحن أمة كُتب عليها الجهاد منذ أن وُجد الباطل، ولسنا طلاب كراسي ولا باعة كرامة، بل نحن طلاب حق، نحمل السلاح لا لنموت فقط، بل لنحيا أعزاء، ولتُكمل الأجيال القادمة الطريق. قال الله سبحانه: “كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ”
إن غزة اليوم لا تطلب منّا البكاء، ولا تشتكي، ولا تتوسّل، بل تصرخ فينا أن نثبت، أن نكون أوفياء للدماء التي سالت، أن نكون كما وعدنا أنفسنا وأبناءنا أن نكون: أحرارًا لا نساوم، جنودًا لا نخذل، رجالًا لا نبيع القضية في سوق الذل والمصالح. في كل طفل يُستخرج من تحت الركام، في كل أمٍّ تحتضن قطعةً من جسد ابنها، في كل مقاوم يقف في نفقٍ مظلم يترقب ساعة الاشتباك، هناك رسالة واحدة: لن نُهزم… ولن ننكسر… ولن نستسلم.
نحن في اليمن، بكل أطيافنا وقوانا الحيّة، نقف إلى جانب فلسطين ومقاومتها، لا نُساوم في ذلك، ولا نطلب مقابلاً، لأن فلسطين ليست قضية سياسية عابرة، بل هي بوصلتنا الإيمانية، قضيتنا الوجودية، رمز كرامتنا ومعنى صمودنا. ونعلم أن الله معنا، كما كان مع من سبقنا من المجاهدين: “كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ”
أمريكا اليوم، ومعها كيان الاحتلال ومن خلفهم بعض الأنظمة العربية المتواطئة، يظنون أنهم قادرون على كسر إرادة المقاومة عبر الحصار والتجويع والتدمير والابتزاز السياسي. ويظنون أن التلويح بوقف القتل مقابل نزع السلاح سيُرهب المقاومين، لكنهم لا يعرفون من يواجهون. إنهم يواجهون رجالًا لم يعودوا يرون في الحياة قيمةً إن كانت دون كرامة، ولم يعودوا يرون في البندقية عبئًا بل شرفًا، ولم يعودوا يقاتلون من أجل أنفسهم فقط، بل من أجل كل حرٍّ على هذه الأرض.
إن دماء الشهداء التي نزفت في غزة، والتي سالت في جنين ونابلس والضفة وكل شبر من فلسطين، لن تذهب سُدى. إنّ أرواحهم تصرخ في وجه العالم الصامت، وتلعن كل من باع، وكل من سكت، وكل من تخلّى. هؤلاء الشهداء هم الشهود على المرحلة، هم من يكتبون بدمهم صفحة الخلاص، وهم الذين يعلّموننا أن الحياة لا تُقاس بعدد السنين، بل بعزّة الموقف. قال الله تعالى: “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ”
وليعلم الجميع، أن غزة اليوم ليست وحدها، وأن المقاومة ليست جسدًا معزولًا، بل هي نبضٌ حيٌّ يسري في شرايين الأمة، وأن اليمن، وكل محور المقاومة، من لبنان إلى العراق إلى إيران إلى سوريا وكل الشرفاء في العالم، يقفون كالسد المنيع في وجه مشاريع الهيمنة والإذلال. هذه معركة واحدة، جبهة واحدة، وإن اختلفت الجغرافيا، لأن المعركة هي معركة هوية ووجود، لا مجرد حدود.
فليصمت المطبعون، وليرتجف الخائفون، ولينظر المتآمرون إلى عاقبة خيانتهم، فالتاريخ لا يرحم، والله لا يغفل، والحق لا يموت. نحن مع المقاومة، نحن مع غزة، نحن مع كل من يقف في وجه الطغاة، ولن نتراجع عن هذا الموقف مهما كلفنا، لأننا نؤمن أن هذه المعركة ليست فقط لأجل فلسطين، بل لأجلنا جميعًا، لأجل أن يظل في هذا العالم متّسعٌ للحرية، وكرامةٌ للبشر، وصوتٌ للحق.
وسيبقى سلاح المقاومة مرفوعًا، ما دام هناك محتل، وما دام هناك شهيد ينتظر، وأسير يتألم، وأرض مغتصبة، وحق مهدور.

مقالات مشابهة

  • قيادي في حماس: مشاورات الحركة حول المقترح الإسرائيلي تقترب من الانتهاء
  • حماس: نعد الرد على المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار و سلاح المقاومة لن يخضع لأي مفاوضات
  • حصر السلاح ودورات الاستيعاب.. كيف تلقّف حزب الله مواقف الرئيس عون؟!
  • لا سلاح يُسلّم.. والمُحتلّ لا يؤتمن
  • اعتداءات إسرائيلية متواصلة على لبنان.. مهاجمة بنية تحتية وتخريب بالممتلكات
  • مفتي عمان يهاجم مواقف بعض الدول العربية المتماهية مع إجرام الكيان الصهيوني
  • ما هو سلاح المقاومة الذي يريد الاحتلال الإسرائيلي نزعه من غزة؟
  • فصيل فلسطيني يُعقّب على الشرط الإسرائيلي للتهدئة بنزع سلاح المقاومة
  • حماس: الرد على مقترح التهدئة الإسرائيلي خلال 48 ساعة
  • سياسة الأرض المحروقة.. تصعيد العدوان الإسرائيلي على غزة وسط مواقف متباينة