بويرتو جواسيو (الأرجنتين)-(أ ف ب) – انتقدت الأرجنتين والبرازيل، أكبر اقتصادين في أميركا الجنوبية، الثلاثاء موقف الاتحاد الأوروبي “غير المقبول” من المفاوضات مع تكتل “ميركوسور” بشأن اتفاق تجاري معلّق تأخر إبرامه طويلا بسبب مخاوف بيئية أوروبية. وكانت دول “ميركوسور” التي تضم الأرجنتين والبرازيل والباراغواي والأوروغواي قد توصلت عام 2019 إلى اتفاق مبدئي للتجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة بعد مفاوضات صعبة استمرت عقدين.

ومنذ ذلك الحين يقترح الاتحاد الأوروبي أن تُرفق “رسالة جانبية” بالاتفاق تتضمن ضمانات بيئية إضافية، ما أثار استياء زعماء الدول الأميركية الجنوبية الذين يشكون أن الحمائية تقف وراء هذه المماطلة. ورد زعماء “ميركوسور” الثلاثاء خلال قمتهم التي استمرت يومين وعقدت في بويرتو إغوازو بالأرجنتين على الاقتراح. وقال الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا إن الاقتراح الأوروبي الأخير “غير مقبول”، مضيفا أن “الشركاء الاستراتيجيين لا يتفاوضون على أساس عدم الثقة والتهديد بفرض عقوبات”. وتابع خلال القمة “لسنا مهتمين بالاتفاقيات التي تفرض علينا أن نكون إلى الأبد مصدّرين للمواد الخام والمنتجات المعدنية والنفط”. وأكد الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز على هذه النقطة قائلا “لا أحد يستطيع أن يفرض علينا بأن نكون مورّدين للمواد الخام التي يصنّعها الآخرون ثم يبيعونها لنا مجددا بأسعار باهظة”. وأضاف فرنانديز أن الاتحاد الأوروبي “يقدم لنا رؤية جزئية للتنمية المستدامة تركز بشكل مفرط على الجانب البيئي”. وحضر رئيس الأوروغواي لويس لاكال بو ورئيس الباراغواي ماريو عبدو بينيتيز اجتماع رؤساء دول ميركوسور عقب اجتماع لوزراء خارجية التكتل الاثنين. وكان من بين الحاضرين أيضا الرئيس البوليفي لويس آرسي الذي يأمل أن تصبح بلاده عضوا في التكتل الاقتصادي. ويمثل التكتل الذي تأسس عام 1991 نحو 62 في المئة من سكان أميركا الجنوبية و67 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للقارة. وتم تعليق اتفاق التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي في ظل رئاسة جايير بولسونارو للبرازيل(2019-2022) الذي تصاعدت في عهده إزالة الغابات في الأمازون. وأقر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل مؤخرا بأن المقترحات البيئية لم تلق قبولا جيدا من قبل دول أميركا الجنوبية، مؤكدا أن أوروبا تنتظر ردا ملموسا. وقال لولا إن حكومته تعد اقتراحا مضادا لتقديمه إلى بروكسل حين تستضيف قمة الاتحاد الأوروبي ومجموعة دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (سيلاك) يومي 17 و 18 تموز/يوليو. وأكد لولا الذي يتولى الرئاسة الدورية ل”ميركوسور” حتى نهاية العام “من الضروري أن تقدم ميركوسور ردا سريعا وقويا”.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی

إقرأ أيضاً:

“يافا”.. التسمية التي أظهرت غيظ نتنياهو

يمانيون../
ظهر الغيظ الشديد، للمجرم المطلوب للعدالة الدولية بنيامين نتنياهو، من استخدام اليمنيين لاسم يافا التي احتلتها العصابات اليهودية عام 1948م.

تردد اسم يافا في العالم وبات العالم يعرف التسمية الحقيقية لما يسميه كيان العدوّ الصهيوني بـ “تل أبيب”، وذلك منذ وصول المسيّرة اليمنية “يافا” في 19 من يوليو 2024م، إلى قلب كيان العدوّ الصهيوني، قاطعة 2300 كيلومتر لتضرب عصب، دون أن تكتشفها منظومات الاعتراض الصاروخية الأمريكية المنتشرة في البحار والدول العربية، ودون أن تكتشفها أو تشعر بها أيضاً المنظومات الصاروخية الصهيونية لتصل هدفها بدقة عالية جدًّا، ليكون الحدث أشبه بزلزال يصيب الأمريكي والصهيونية.

وبعد عام و9 أشهر على العملية، ومن كتم الغيظ خرج نتنياهو في كلمة متلفزة، بمناسبة بدء معركة حيفا وبدء مجازر العصابات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، ليخرج الرجل عن طوره ويظهر غيظه الشديد من إطلاق اليمنيين اسم المسيّرة “يافا”، مضيفاً أقول لهم “يافا ليست محتلة”، مؤكدا أن الكيان العدو يقصف اليمن من خلال حليفة الأمريكي.

ما هي “يافا” من أين جاءت التسمية؟

لم تخل خطابات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حين يتحدث عن الأراضي الفلسطينية المحتلة من استعادة التسميات الأصلية للمناطق التي احتلها كيان العدوّ، وعلى رأسها “يافا” وأم الرشراس” والتي نالت نصيباً وافراً من عمليات الرد اليمني على المجازر الصهيونية في غزة.

كما أن اسم يافا المحتلة كان حاضراً من جميع بيانات القوات المسلحة اليمنية في العمليات الجوية والصاروخية اليمنية التي تستهدف كيان العدوّ، والتي كان آخرها أمس الاثنين، والتي نفذ فيها سلاحُ الجوِّ المسيّر في عمليتينِ عسكريتينِ استهدفتْ أولاهما هدفاً حيوياً للعدوِّ في منطقةِ عسقلان المحتلةِ وذلك بطائرةٍ مسيّرةٍ نوع يافا، فيما استهدفت الأخرى هدفاً عسكرياً للعدوِّ الإسرائيليِّ في منطقةِ أمِّ الرشراشِ جنوبيَّ فلسطينَ المحتلةِ وذلك بطائرةٍ مسيّرةٍ نوعِ صماد1.

ويبدو أن توقيت العمليات التي أعلنتها القوات المسلحة أمس مع ذكرى بدء العصابات الصهيونية حربها ومجازرها بحق الشعب الفلسطيني، أثار غضب المجرم نتنياهو، وأخرجه عن طوره، وجعله يُظهر حقده على التسميات الأصلية للأراضي الفلسطينية والتي أعادت اليمن إحياءها.

وفي تعقيب له عقب ضرب مسيّرة “يافا” لقلب كيان العدوّ في يوليو 2024م، كشف السيد القائد أن المقاومة الفلسطينية هي من قامت باختيار اسم الطائرة قبل انطلاقها صوب قلب كيان العدوّ، وقال السيد: “اتجهنا في المرحلة الخامسة من خلال عملية يافا المباركة إلى استخدام سلاح جديد وطائرة “يافا” هي مسيّرة متطورة ذات قدرة واضحة على المستوى التكتيكي والتقني، وذات مدى بعيد وقوة تدميرية جيدة تفوق أي طائرة أخرى.

وأضاف: “الله سبحانه وتعالى منّ علينا بالتسديد، والعملية نجحت ووصلت الطائرة إلى مدينة يافا ما يسميها العدوّ “تل أبيب” وتركنا للإخوة في المقاومة الفلسطينية اختيار الاسم للطائرة التي استهدفت عمق العدوّ الإداري وأطلقوا عليها “يافا”.

وأكّد أن وصول “يافا” إلى مركز إداري أساسي لكيان العدوّ، كان مزعجاً له ويعتبر معادلة جديدة ومرحلة جديدة، فاستهداف يافا لعمق إسرائيل يمثل بداية للمرحلة الخامسة من التصعيد، معلنا “أن استهداف يافا بداية للمرحلة الخامسة من التصعيد ونعتبرها معادلة جديدة ستستمر وتتثبت بإذن الله وتأييده”.

وأوضح أن الاختراق كان مؤثرًا على العدوّ الإسرائيلي ووصل الخطر والقلق والتهديد إلى عمق الكيان، لافتاً إلى أن التهديد لم يكن متوقعاً ولا مألوفاً في الواقع الإسرائيلي من خارج فلسطين، موضحاً أن مقاومة غزة وجهت الكثير من الرشقات الصاروخية إلى يافا لكن من خارج فلسطين فعملية اليمن سابقة لمثل هذه العمليات.

وأكّد أن عملية يافا شكلت ضربة معنوية كبيرة للعدو، وحالة الهلع والقلق عمّت أوساط كيان العدوّ في المدينة والحي المستهدف والقنصلية الأمريكية، مضيفاً أن حجم الضربة وتأثيرها وصداها كان واضحاً ويفوق أية محاولات للتقليل من أهميتها وشأنها.

وقبيل استشهاده في نهاية يوليو 2024م أشاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية “بالتطور اللافت الذي قام به الإخوة في اليمن باستهداف “تل أبيب” بمسيّرة يافا، والذي شكل نقلة نوعية في المواجهة، من خارج ساحة فلسطين، مع الكيان الصهيوني”.

منذ بدء عملياتها في يوليو نفذت المسيّرة “يافا” عشرات العمليات العسكرية ضد كيان العدوّ وتردد اسمها كما تردد اسم يافا المحتلة مع كلّ عملية، ليظهر أمس الأحد حجم الغيظ والحنق على المسميات العربية، ناهيك عن حقد الأعداء على ما تمتلكه الأمّة من مقومات، وصدق الله العظيم حين كشف حقدهم وبغضهم بقوله: “وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَآءُ مِنْ أَفْوَٰهِهِمْ وَمَا تُخْفِى صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْءَايَٰتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ”.

محمد الحاضري ــ المسيرة

مقالات مشابهة

  • اتفاق تجاري بين واشنطن وبكين يفقد الذهب بريقه
  • وزير الخارجية الإيراني: مُستعدون لإبرام اتفاق نووي مع واشنطن.. وفرص بتريليون دولار
  • البيت الأبيض: المحادثات بشأن اتفاق تجاري محتمل مع الصين تسير بشكل جيد للغاية
  • “يافا”.. التسمية التي أظهرت غيظ نتنياهو
  • رئيسة المركزي الأوروبي تدعو إلى محادثات تجارية جادة مع أميركا
  • ما أبرز الرسوم الجمركية التي فرضتها أميركا عبر التاريخ؟‎
  • "تايمز": ستارمر يقترب من التوصل إلى اتفاق تجاري كبير مع الاتحاد الأوروبي
  • كوريا الجنوبية تبدي تفاؤلاً حيال محادثات التجارة مع أميركا
  • أميركا والهند ترحبان بتقدم محادثات اتفاق تجاري بينهما
  • الرئيس الإيراني: مستعدون لاتفاق مع أميركا في إطار محدد