موقع النيلين:
2025-03-04@06:40:57 GMT

جفاف السبعينات … وحبابة البدوية في بيتنا

تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT

جفاف السبعينات … وحبابة البدوية في بيتنا


والخدمة المنزلية ليست عيبا ، ولكن لم يكن عمل البدويات العربيات في هذه المهنا مألوفا ، والحق يقال ، فما هي تلك الظروف الطاحنة التي ألجأتهم مضطرين لذلك ؟

إنه جفاف بداية السبعينات ثم الموجة الثانية بداية الثمانينات ، ذلك الجفاف الذي أجبر في من أجبر شعب الزغاوة على الهجرة الجماعية من موطنه في شمال غرب دارفور إلى جنوبها كما ذكرنا في منشورات سابقة.

إمتد ذلك الجفاف إلى شمال كردفان وفقدت مجموعات من الرحل ثروتها ونفقت دوابها وفقدت بالتالي سبل العيش وكانت أم درمان هي الملاذ الأقرب لهم فلجأوا إلى غربها وأقاموا رواكيبهم في منطقة غرب أم درمان.

أول من لفت الأنظار لتلك المأساة أئمة الجوامع فتحدثوا واستنفروا الناس في أم درمان لزيارتهم حتى يستشعروا عمق المأساة ، وحين ذهبت الوفود وشاهدت الأجسام التي هدها الجوع فصارت جلودا فوق هياكل عظمية صدموا وعادوا يحكون ما شاهدوه غير مصدقين ، وبعضهم قال أنه أجهش بالبكاء مما شاهد ، وتدفقت المساعدات من مجتمعات أم درمان ، مواد غذائية ، ملابس ، بطاطين ، إلخ.

وبدأنا في أم درمان نشاهد بل نعيش مشهد الأب البدوي العربي يدق باب الباب ومعاه فتاته الصغيرة وبعد أن يدخل ويسلم على الأسرة بكل الحزن والوقار ويطلب مقابلة رب الدار يقول أنه لا يطلب أجرا مقابل خدمة بنته ، بل كل ما يطمع فيه بيت كريم موثوق فيه يؤيها ويطعمها وهي لن تقصر في الخدمة.

في تلك الظروف القاهرة وبتلك المعادلة المحزنة دخلت الفتاة البدوية حبابة إلى حياتنا وضمتها والدتنا تحت جناحها ورعايتها وأخذت تتدرج بها رويدا رويدا في مهارات الحياة المدينية التي لم تكن تفهم فيها شيئا ولا شاهدت أدواتها ، وقررت لها الوالدة راتبا شهريا.

لم ينقطع والد حبابة عن زيارتها فكان يأتيها كل إسبوعين أو ثلاث ليتفقدها ويطمئن عليها وحين يأتي آخر الشهر يأتيها ليأخذها ومعها راتبها لإجازة يومين تقضيها مع الأسرة في رواكيب غرب أم درمان.

كبرت حبابة وقام والدها بتزويجها وأنقطعت عن الخدمة ولكنها لم تنقطع عن زيارة الوالدة ورافقتها في زيارتها الأخير قبل الحرب بشهرين بنتها الشابة التي أسمتها على إسم الوالدة وفاءا وعرفانا ، وظلت الوالدة تفرح وتسعد بهذا الوفاء ، وصارت حبابة تتلقى المصاريف من ولدها الذي إغترب في السعودية ، وهكذا تدور عجلة الحياة وتتغلب الناس على الصعاب.

ما أعلمه أن مجتمعات النازحين البدو في غرب أم درمان من تلك الحقبة كافحت وأندمجت تدريجيا في حياة أم درمان فليس في أم درمان حواكير تزعج وتقيد القادم المبتلى وليس في أم درمان سوى البشر والترحاب وقبول الآخر.

في هذه الأيام وفي هدأة الليل والسكون كثيرا ما أتذكر وأفكر في حال بشر رقيقي الحال مروا في حياتنا ، أين هم وكيف حالهم في خضم الأحداث والفوضى ؟!

كانت حبابة ووالدها من بدو كردفان الذين شاهدناهم كثيرا في طفولتنا وصبانا الباكر ينيخون إبلهم في سوق العرضة وحي العرب ويقضون أياما في التسوق قبل أن يشدوا الرحال إلى باديتهم التي التي يألفونها وتألفهم ويفهمونها ولا يرضون عنها بديلا لأن البدوي القح الأصيل لا يشعر بالنقص أمام أهل المدن ولا يحسدهم على بيوتهم وعمرانهم بل ربما نظر إليهم نظر الشفقة إذ لا يملكون ما يملك من الحرية والأنعام والنظرة المختلفة للحياة.

مات والد حبابة في أطراف أم درمان وهو مطمئن على بناته بعد أن شاهد أحفاده وحفيداته ، ولم تنقطع زيارته للبيت فكان هو وحبابة في ذاكرتي رمزا للوفاء والأصالة والصبر على الأقدار وتقلبات الأيام.

#كمال_حامد ????

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فی أم درمان

إقرأ أيضاً:

سوق رمضان الخير بحلب… مهرجان للتسوّق بأسعار التكلفة ودعم للمنتج ‏الوطني

حلب-سانا‏

انطلقت في مدينة حلب فعاليات مهرجان (سوق رمضان الخير)، وذلك في ‏المدينة القديمة بسوق خان الشونة بحلب، وبتنظيم من غرفة تجارة المحافظة.

‏ويضم المهرجان 71 جناحاً، تنوعت ما بين السلع الغذائية، والمنظفات، ‏والألبسة، والأحذية، وغيرها من الاحتياجات الرمضانية، بأسعار أقل من ‏السوق. ‏

وأوضح وزير التجارة الداخلية ماهر الحسن في تصريح لمراسلة سانا، أنّ ‏التحضيرات أُنجزت في وقت قياسي، لإطلاق المهرجان الذي يقدّم السلع ‏للمستهلك بسعر التكلفة، ومباشرة من المنتج إلى المستهلك، وبحسومات تصل ‏إلى 30 بالمئة، مشيراً إلى أنّ هذا الجهد يأتي بالتزامن مع حلول شهر رمضان ‏المبارك في خطوة لدعم المواطنين، وتخفيف الأعباء المعيشية عنهم.‏

من جانبه، أشاد محافظ حلب المهندس عزام الغريب بالجهود التي بذلها ‏القائمون على المهرجان، مؤكداً أهمية مشاركة الفعاليات الاقتصادية في تقديم ‏حسومات حقيقية على معروضاتهم، خدمة لأهالي حلب وزوارها خلال الشهر ‏الفضيل.‏

سوق رمضان الخير بحلب 2025-03-01Zeinaسابق المناطق الحرفية بالسويداء تترقب المزيد من الدعم لتوسيع مساهمتها في ‏تنمية المحافظة انظر ايضاً نحو 15 ألف زائر يومياً لسوق رمضان الخير بحلب



آخر الأخبار 2025-03-01الرئيس الشرع يبارك للشعب السوري بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك 2025-02-28وزير الداخلية يبحث في اللاذقية الخطط المستقبلية لتعزيز العمل الشرطي وضبط الأمن 2025-02-28وزارة الصحة تعلن عن إطلاق حملة “أم الشهيد” لتقديم الرعاية والعمليات مجاناً 2025-02-28وزير الأوقاف يجتمع بمديري المديريات في الوزارة لمناقشة برامج وخطط خاصة بشهر رمضان 2025-02-28استرداد مبلغ 31,900 دولاراً مسروقاً من إحدى العائلات في إدلب 2025-02-28القاضي الشرعي الأول بدمشق يعلن غداً السبت أول أيام شهر رمضان ‏المبارك 2025-02-28وزير الداخلية يزور قيادة الشرطة في محافظة طرطوس 2025-02-28الاتحاد الرياضي في محافظة حلب يكرم ابن الشهيد عبدالقادر الصالح 2025-02-28وزارة الأوقاف تعتمد ميقات رابطة العالم الإسلامي 2025-02-28الرئيس الشرع والوزير الشيباني يستقبلان نجل رئيس الجمهورية التركية

صور من سورية منوعات تيك توك تستأنف خدماتها في الولايات المتحدة بفضل ترامب 2025-01-20 الصين تطلق مجموعة جديدة من الأقمار الصناعية إلى الفضاء 2024-12-05فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • أسواق درعا في رمضان… ارتفاع في الأسعار وتفاوت في الحركة التجارية
  • 6 نصائح للوقاية من جفاف العين .. فيديو
  • السودان .. الفوج الأول من نازحي ولايتي الجزيرة و سنار يغادر أم درمان
  • حضرموت…مظاهرات غاضبة في المكلا جراء تردي خدمة الكهرباء
  • رمضانُ الحادي عشر في اليمن… أسواقٌ تفيضُ بالخيرات وبيوتٌ تعاني مرارة الجوع!
  • سكان حي حفر الباطن بالغردقة يستغيثون: أسلاك كهرباء مكشوفة تهدد حياتنا
  • بعيدا عن جفاف الشتاء.. 3 أسباب مهمة لظهور قشرة الرأس
  • سوق رمضان الخير بحلب… مهرجان للتسوّق بأسعار التكلفة ودعم للمنتج ‏الوطني
  • كشخة شباب السبعينات
  • بعد دعوة أوجلان… «العمال الكردستاني» يعلن وقف إطلاق النار مع تركيا