عقوق الوالدين جريمة إنسانية لا يعرفها القانون

"الابن العاق".. كلمات تحمل في طياتها المزيد من معاني الأسى والحزن، فبعد أن ربياه وتكفلا به وهو صغير يكون جزائهما الضرب والسباب والطرد من المنزل، وقد يحدث هذا إرضاءً للزوجة أو لشعور الابن بالكره تجاه والديه لما تعرض له في صغره من تفرقة بينه وبين أشقائه، أو تعرضه لأعمال عنف وضرب على يد والديه، ولكن هذا لا يرفع الإجرام عن العاق، لأن العقوق جريمة أخلاقية منزوعة الرحمة، تربي الكره وتنشئ جيلاً يكرر ما يفعله والديه، فمثلما فعل مع والديه، يفعل أبناؤه معه، وفي إطار ذلك تسلط «البوابة» الضوء على تلك الظاهرة التي تفحلت في مجتمعنا في الآونة الأخير، من خلال عرض بعض الوقائع وآراء بعض خبراء علم النفس في أسباب تلك الظاهرة "عقوق الوالدين".

 
 - أهم الوقائع التي حدث فيها عقوق للوالدين

عاطل يقتل والده ويُلقي جثته من الطابق الثامن في القاهرة

أنهى عاطل حياة والده طعنا ثم قام بإلقاء جثته من أعلى عقار بالطابق الثامن بدائرة قسم شرطة السيدة زينب بمحافظة القاهرة.
تلقى ضباط مباحث قسم شرطة السيدة زينب بمديرية أمن القاهرة إشارة من غرفة عمليات النجدة بسقوط شخص من علو بدائرة القسم، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى محل البلاغ وبالفحص تبين العثور على جثة أحد الأشخاص في العقد السادس من عمره به آثار طعنات وتهشم بالرأس وسط بركة من الدماء وبعمل التحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة نجل المجني عليه بسبب خلافات أسرية ونشوب مشاجرة بينهما وتم ضبط المتهم واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.

مختل بورسعيد.. قتل والده ومثل بجثته بسبب الآيس

أقدم عاطل على إنهاء حياة والده طعنا بسلاح أبيض مطواه وكذا شاكوش والتمثيل بجثة والده على السلم بسبب تأثير مخدر الآيس علي المتهم وقيام المتهم بإصدار عبارات هيستريا "أنا قتلت الملك" بمنطقة الأمل بحي الضواحي بمحافظة بورسعيد.
وتمكنت القوات من ضبط المتهم واقتياده إلى ديوان القسم وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.

رفض إعطائه أموالا لشراء المخدرات.. عاطل إمبابة كتب السطر الأخير في حياة والده

واقعة مأساوية شهدتها منطقة إمبابة شمال محافظة الجيزة عندما أقدم عاطل على إنهاء حياة والده طعنا عقب رفض المجني عليه إعطائه أموالا لشراء مواد مخدرة.
كان قد تبلغ لقسم شرطة إمبابة بمديرية أمن الجيزة إشارة من غرفة عمليات النجدة مفادها مقتل مسن بالمعاش بدائرة القسم، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلي محل البلاغ وبالفحص تبين قيام عاطل بإنهاء حياة والده طعنا بسلاح أبيض سكين لرفض المجني عليه إعطائه أموالا لشراء مواد مخدرة جرى نقل الجثة إلى ثلاجة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة فيما تم ضبط المتهم واقتياده إلي ديوان القسم وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.

الخلافات الأسرية تدفع عاطل لإنهاء حياة والده طعنًا بالهرم

أنهى عاطل حياة والده طعنا بسلاح أبيض سكين بسبب خلافات أسرية بدائرة قسم شرطة الأهرام غرب محافظة الجيزة.
تلقى ضباط مباحث قسم شرطة الأهرام بمديرية أمن الجيزة إشارة من غرفة عمليات النجدة مفادها مقتل أحد الأشخاص بدائرة القسم، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلي محل البلاغ وبالفحص تبين قيام عاطل بإنهاء حياة والده طعنا بسلاح أبيض سكين بسبب خلافات أسرية وعقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن مسبق من النيابة العامة أمكن ضبط المتهم واقتياده إلى ديوان القسم وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.

الابن العاق قتل والده وأصاب شقيقه بوابل أعيرة نارية في أسيوط

أنهى شاب حياة والده بينما أصاب شقيقه بأعيرة نارية بسبب خلافات على أرض زراعية بقرية الحواتكة بدائرة مركز شرطة منفلوط بمحافظة أسيوط.
كان قد تبلغ لقسم شرطة منفلوط بمديرية أمن أسيوط مفادها مقتل مزارع وإصابة نجله بأعيرة نارية بقرية الحواتكة بدائرة المركز، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى محل البلاغ وبالفحص تبين أن وراء ارتكاب الواقعة نجل المتوفي وشقيق المصاب بسبب خلافات على ملكية أرض زراعية جرى نقل الجثة إلى ثلاجة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة فيما تم القبض على المتهم واتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.

 

أسباب ظاهرة عقوق الوالدين 
وفي سياق متصل قال الدكتور وليد هندي الخبير النفسي، "قلبي على والدى انفطر وقلب والدي عليا حجر" من كتب هذه المقولة لم يخطر بباله لحظة أنه سوف يأتي اليوم الذي نجده فيه أبناء بلا قلب وبمشاعر متحجره تأتى بمشاهدة الآن من سلوك عنيف وجحود تجاه الآباء الذين يكونوا شركاء فيه من خلال تنشئتهم الاجتماعية من الصغر يدفعون هم أنفسهم في الكبر الأب الذي يمارس العنف على أبناءه ويجعله يمارس العنف المضاف تجاه والديه في الكبر والأب البخيل الذي يفطر على أبنائه العطاء المادي والمعنوي في الصغر.

أو الذي يفرق بين أبنائه ويميز واحد عن الآخر فيفرغ صبر الابن المظلوم تجاه من يمارس عليه الظلم، العنف في الأكبر بكل طقته أو الأب الذي يهجر أبنائهم وبدون نفقة فيساعد فقسوة قلوبهم اتجاههم، وغير ذلك من أنماط وأساليب التنشئة الغير سليمة والتي تجعل من الأبناء يعيدون إنتاج السلوك بكل عنف تجاه أبائهم، بالإضافة إلى التكنولوجيا الحديثة المستخدمة ومكوث جميع الأسرة لساعات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي منعزلين بدون تواصل على مستوى الإنساني عمل على تلاشي الرحمة والمودة وتحمل المسؤوليات مما من ممارسة القسوة تجاههم.

بالإضافة إلى أن هناك آباء الذين عملوا على عقوق أبائهم فجعلوا من أنفسهم قدوة سيئة لأبنائهم واقتدوا من ذلك السلوك لعقوق آبائهم، يضاف إلى ذلك هناك بعض آخر جعل من العنف تجاه الآباء أمرًا مستساغ وهو انتشار ظاهره مخدرات، فهمناك من 20 مليون ونص مواطن متعامل مع المخدرات فى مصر ما بين " تعاطي، وإدمان، ومستخدم" ، ويترتب عليه من سخط سلوك الإنسانية وضبيبة الرؤيا وعدم الإدراك وانعدام السيطرة على الحواس واضطراب ردود الأفعال والوازع الديني والجهل بالآثار الدينية المترتبة على العنف اتجاه الآباء والجهل بأشكال بر الوالدين كوجود النفقة والزيارة المستمرة والاستضافة وتفقدهم وسؤالهم عنهم وانزال الآباء منازلهم وإعلاء شأنهم ومشاركتهم وجدانيا ومصاحبتهم في رحلة العلاج والمرض.

دور رعاية المسنين مأوي وعذاب
 
"دور رعاية المسنين" مأوى لمن تخلى عنهم أبنائهم تعتبر دور رعاية المسنين حلا لتقديم الخدمات للمسنين الأصحاء والمرضى والرعاية اللازمة لهما، بعدما تخلي عنهم أسرتهم، تكون هذه الدور في الغالب مملوكة لشخص ما كنوعٍ من الاستثمار لمن يريد وضع والدهم أو والدتهم بالدار مقابل المال، وبعضها مملوكة للدولة وتشرِف عليها طبيعة لاستقبال المسنين الذي تركهم أبنائهم بدون مأوى وفي الأغلب عندما يدخل المسن إلى الدار فإنه يعاني من الاكتئاب، ويعتبرها الخطوة الأخيرة قبل الموت، بعد أن تخلى عنه الجميع عنه لذلك فإن يخضع لعلاج إعادة تأهيل نفسي.
 
وقال الدكتور وليد هندي بأن بعض الأبناء الذي يضعون آبائهم في دور المسنين لا يعلمون مدى التأثير النفسي والمعنوي والأذى الذي يلحق بآبائهم  نتيجة العزلة  الاجتماعية عنهم ووضعهم داخل الأسوار، ويجعلون أدوارهم في المجتمع  قد تنتهي، ولذلك إن معظم الخدمة مدفوعة الأجر داخل دور المسنين هو مجرد موظف يعمل كنوع من متطلبات المهنة فقط ، وبالتالي  يفتقد الآباء الحس الإنساني  ومشاعر البر والتقوي في التعامل معهم ، بالإضافة إلى مشاعر النكران تمزق أشاء قلب المسن في اللحظة التي يقرر فيع أبنائه وضعه في إحدى دور المسنين والتعامل مع المسن لا يحتاج إلى مجموعة من المواطنين، بل يحتاج إلى أبناء يفطر قلوبهم تجاه آبائهم وكل حب ومودة.
 
القانون لا يحمي الآباء من بطش أبنائهم
 
وفي نفس السياق قالت دعاء عباس المحامية والباحثة في مجال حقوق الإنسان بالرغم من مكانة الآباء في المجتمع إلا أن القانون لم يمنحهم ميزة خاصة من تعديات الأبناء، فجرائم الأبناء مع آبائهم تعامل كتعامل باقي الجرائم دون زيادات سواء ضرب أو قتل أو سب فهي نفس العقوبة التي تسري على أي مجرم آخر.

وأضافت "عباس" بأنه لا يوجد اعتبار خاص لتلك النوعية من الجرائم التي تحوي بعداً أخلاقياً إلى جانب الشق الجنائي، وأكد بأن القاضي يحكم من واقع القضية والظروف المحيطة بها، فإذا كانت الجريمة عن عمد وقسوة من المتهم عاقبته المحكمة بأقصى عقوبة، وأن تسامح الأب والأم يمكن الحكم بانقضاء الدعوة.

 وأكدت المحامية على ضرورة التأهيل النفسي ودور الأسرة والتوعية الدينية من خلال تفعيل دور العبادة الأمر الذي يقع على عاتق رجال الدين في الحث على دور الأسرة والواجبات تجاه الآباء، وكذلك التثقيف الاجتماعي والتوعية الإعلامية وشرح الطرق الصحيحة في تربية النشء والتقرب منهم وعدم استعمال العنف تجاههم حتى لا يتولد بداخلهم الكره الاجتماعي والأسري.

المصدر: البوابة نيوز