لماذا لا تساعد الدول العربية حماس في الحرب على إسرائيل؟
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن تزايد التكهنات بإمكانية اندلاع حرب عالمية ثالثة بسبب الأحداث في الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحدث خلال خطاب ألقاه دعما لفلسطين، عن احتمال نشوب "حرب الصليب والهلال".
المعركة لم تصل إلى النصر بالضربة القاضية
في البداية، يتعين إدراك إمكانية توسيع قائمة المشاركين في المواجهة المسلحة الناجمة عن العمليات العسكرية ضد حركة حماس في قطاع غزة.
وتقول الصحيفة، كان من المتوقع خلال الخطاب الذي ألقاه زعيم حزب الله الأسبوع الماضي إعلان الجهاد الشامل، وهجوم واسع النطاق لقوات حزب الله في المناطق الشمالية من إسرائيل، وخوض حرب حتى النهاية، غير أن خطابه المطول ركز بشكل أساسي على مهاجمة أعدائه.
في الجزء العسكري من خطابه قال: "لم نصل بعد إلى النقطة التي يمكننا فيها هزيمة إسرائيل بضربة واحدة، معركتنا لم تصل لمرحلة الانتصار بالضربة القاضية لكننا ننتصر بالنقاط".
ومن باب التضامن الإسلامي أضاف حسن نصر الله "نحن بالفعل في حالة حرب مع إسرائيل. منذ الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر، تستهدف عملياتنا الحدودية معدات العدو وجنوده".
هل سيدخل حزب الله الحرب؟
حتى بعد 10 أو 15 سنة، لن تكون حركة حزب الله شبه العسكرية قابلة للمقارنة من حيث القدرات القتالية والعملياتية مع أقوى القوات المسلحة في الشرق الأوسط أي الجيش الإسرائيلي.
فماذا يعني حسن نصر الله من خططه لـ"هزيمة إسرائيل بالضربة القاضية؟"
في الحقيقة، يمكن ربط هذه التطلعات بشيء واحد فقط وهو الاعتقاد بأن إيران ستصبح عاجلاً أم آجلاً مالكة للأسلحة الذرية.
وستكون الأسلحة النووية إما تحت تصرف الحركة، أو ستستخدمها إيران بنفسها لضرب إسرائيل ومن ثم يصبح النصر بالضربة القاضية حقيقة ممكنة.
وتورّط حزب الله في صراع مسلح في هذه المرحلة يهدد بجعله هدفا ممكنا للضربات الصاروخية والجوية الضخمة التي تشنها الطائرات الإسرائيلية و لأمريكية التي تكبده خسائر بشرية ومادية ضخمة وتخاطر بتحويل لبنان إلى كومة من الأنقاض، لذا، أظهر حسن نصر الله، الذي اقتصر على شتم الغرب بعدا استراتيجيا معينا.
هل ستساعد ممالك الشرق الأوسط حماس؟
يرى عدد من ممثلي مجتمع الخبراء أنه من الممكن لبعض دول الشرق الأوسط وممالك الخليج العربي الوقوف إلى جانب حماس، مع ذلك، فإن ذكريات الهزيمة الساحقة سنة 1973 لا تزال حاضرة في أذهان الدول العربية.
وذكرت الصحيفة أن بعض الظروف العسكرية التقنية تمنع المشاركة في غزو اسرائيل على رأسها تسلح ممالك الخليج العربي ودول الشرق الأوسط بشكل أساسي بالأسلحة والمعدات العسكرية الأمريكية، مع العلم أن خصائص الأسلحة الأمريكية على غرار طائرة "إف-16" التي تمتلكها الأردن لا يمكنها ضرب طائرة "إف-16" الإسرائيلية المماثلة نظرا لخصوصيات برمجيات المقاتلات الأمريكية المباعة للدول العربية.
وأضافت، من المحتمل ورود العديد من الإشارات المرجعية في الأسلحة الأمريكية الأخرى مثل أنظمة التحكم الآلي ومعدات الرادار، التي سيتم إيقافها في اللحظة المناسبة.
وتقتل هذه العوامل أي رغبة محتملة في التورط في الصراع الحالي في الشرق الأوسط.
كما تعمل مجموعتان من حاملات الطائرات التابعة للبحرية الأمريكية، إلى جانب الغواصات الهجومية النووية، على تهدئة حماسة المقاتلين المحتملين بشكل خطير، ومن أجل تخفيف حدة التوتر في المنطقة وعدم استفزاز العالم العربي والإسلامي مرة أخرى، ستتخذ إسرائيل خطوة ما تتعلق بنوع من الأعمال الإنسانية.
وتستبعد الصحيفة إمكانية قيام حرب عالمية ثالثة في الشرق الأوسط بسبب حركة حماس، بحيث ستظل تهديدات إيران مجرد تهديدات في ظل عدم استعدادها لخوض مواجهة واسعة النطاق مع الغرب.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة غزة حزب الله الدول العربية غزة حزب الله الدول العربية عدوان الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بالضربة القاضیة فی الشرق الأوسط حزب الله
إقرأ أيضاً:
مطالب وشروط نتنياهو أبعد من مجرّد صفقة لوقف الحرب
كتب غاصب المختار في" اللواء": يتضح من كل المشهد السياسي الفولكلوري والعسكري الدموي، ان لا مجال لإقناع إسرائيل بوقف الحرب، خاصة في ظل «الدلع» الأميركي الزائد وغض النظر عن المجازر التي يرتكبها الاحتلال وعن التقدم البرّي الذي أدّى الى تدمير قرى بكاملها عند الحد الأمامي الجنوبي، ما أوحى لبعض الجهات السياسية المتابعة بأن الكيان الإسرائيلي ذاهب الى أبعد من مجرد مطالب وشروط أمنية وسياسية لضمان حدوده الشمالية وإعادة المهجرين من المستوطنات الحدودية. فظهر من كلام نتنياهو في الأسابيع الأخيرة ان هدف الحرب هو تغيير خريطة الشرق الأوسط وواقعه السياسي، وصولا الى ما يخطط له من استكمال التطبيع مع بعض الدول العربية وإقامة سلام في الشرق الأوسط وفق رؤيته لهذا «السلام» بالخلاص من كل يتسبب بإفشال مشروعه، من لبنان الى سوريا والعراق وإيران وحتى اليمن.
وفي صورة أوسع من المشهد الحالي القائم، لا بد من العودة الى وعود الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بأنه سيعمل فور تسلّمه منصبه رسمياً على «تحقيق السلام في الشرق الأوسط بما يعيد الازدهار والاستقرار والامان الى شعوبه»، ويتضح ان السلام الذي يريده ترامب لا يختلف عن الذي يريده نتنياهو بل يتماهي معه الى حد التوافق التام. فأي سلام بالمفهوم الأميركي - الإسرائيلي يعني تغليب مصالح الدولتين على مصالح كل دول المنطقة الحليفة والصديقة منها كما الخصوم، بحيث تبقى إسرائيل هي المتفوّقة وهي المتحكّمة وهي التي تفرض الشروط التي ترتأيها على كل الراغبين بوقف الحرب وبتحقيق السلام الفعلي والشامل الذي يُفترض أن يعيد الحقوق الى أصحابها في فلسطين ولبنان وسوريا.
لذلك أي قراءة جيو - سياسية وعسكرية لوضع المنطقة الآن لا بد أن تأخذ بالاعتبار مرحلة حكم ترامب ومصير نتنياهو بعد الضغوط الدولية الكبيرة عليه، والتي تجلّت مؤخراً بإصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر بإعتقال نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في غزة. فهل تبقى توجهات أميركا وإسرائيل هي ذاتها أم تكبح الضغوط الدولية السياسية والقانونية بعض الجموح والتطرف؟!
يتضح من موقف ترامب من قرار المحكمة الجنائية انه سيقف ضد أي إجراء بحق إسرائيل ونتنياهو شخصياً، وان مرحلة حكمه المقبلة ستكون مليئة بالتوترات في الشرق الأوسط لا سيما إذا استمر في السياسة العمياء بدعم إسرائيل المفتوح سياسيا وعسكريا والضغط على خصومها وأعدائها، والتوافق الى حد التماهي مع ما تريده إسرائيل ومحاولة فرض أي حل سياسي بالحديد والنار والمجازر.