بساتين وملاعب تتحول إلى مقابر في القطاع
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
فر محمود المصري إلى رفح في جنوب قطاع غزة هربا من القصف وكان قبل ذلك قد دفن إخوته الثلاثة وخمسة من أبنائهم استشهدوا في قصف إسرائيلي في قبر جماعي حفره في بستان حمضيات تابع لمنزله.
قبل الحرب الأخيرة، كان المصري البالغ ستين عاما يعيش في منزل مكون من طابقين وسط بستان حمضيات كبير في بيت حانون في شمال شرق قطاع غزة قرب السياج الفاصل مع إسرائيل.
في بداية الحرب تجاهل المصري وهو مزارع، تحذيرات جيش الاحتلال الإسرائيلي لسكان شمال قطاع غزة التي تطالبهم بالنزوح جنوبا، لكن اشتداد القصف في المنطقة دفعه إلى النزوح قبل حوالى عشرة أيام مع زوجته وأولاده إلى أحد المستشفيات.
ويقول لوكالة فرانس برس التي التقته في خان يونس في جنوب القطاع، إن القصف العنيف والمتواصل اضطره إلى دفن أفراد العائلة في البستان بعدما قضوا في ضربة إسرائيلية على بيت حانون .
ويضيف «لا خيار لدينا، فالمقبرة تقع في المنطقة الحدودية التي توغلت فيها الدبابات».
ويستدرك «الوضع خطير جدا، سوف أنقل الجثث بعد الحرب».
ويؤكد «علمت أن الجرافات (الإسرائيلية) هدمت بيتي لا أعرف هل بقي القبر أم دمروه».
وتسبب ارتفاع أعداد القتلى في اكتظاظ معظم مقابر القطاع مع استحالة الوصول إلى تلك الواقعة عند الحدود في مناطق يستهدفها القطف الإسرائيلي دونما هوادة.
واضطرت هذه الأزمة العائلات إلى تصرف وفق ما هو متوافر من إمكانات.
مطلع نوفمبر، قصفت إسرائيل مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن العشرات استشهدوا جراء القصف الذي استهدف منازل سكنية.
حينها، انتشل السكان نحو خمسين جثة بينها نساء وأطفال.
حمل الأهالي تلك الجثامين في صندوق شاحنة إلى المستشفى الإندونيسي قبل أن ينقل بعضها على عربات تجرها جياد إلى إحدى المقابر.
لكنهم لم يجدوا مكانا لدفنها. فتوجه المشيعون نحو ملعب ترابي لكرة القدم خلف المستشفى الأندونيسي وأقاموا حفرة كبيرة مستطيلة الشكل، قسموها إلى قسمين، واحد للذكور والثاني للإناث، دفنوا القتلى قبل أن يغطوا الحفرة بألواح من الصفيح ويرموا عليها الأتربة.
قبل الحرب، كان الملعب الواقع في منطقة تل الزعتر في مخيم اللاجئين مخصصا للمباريات المحلية وهو تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وتحيط بالملعب ثلاث مدارس تابعة للأمم المتحدة تم تحويلها إلى مراكز لجوء للنازحين خلال الحرب ، تتدلى من شرفاتها الملابس المغسولة.
يقول شحتة ناصر البالغ 48 عاما «ندفن الشهداء في أماكن عامة، في الملاعب، في أراض فارغة، لا مكان في المقابر».
ويضيف الرجل الذي شارك في الدفن الجماعي «يتم نقل الشهداء في عربات الحيوانات بسبب نفاد الوقود» اللازم لتشغيل المركبات.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطاع غزة رفح القصف الاسرائيلي مقابر جماعية قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
عشرات الشهداء والجرحى في قصف إسرائيلي على قطاع غزة
غزة - متابعة صفا استشهد عشرات المواطنين، وأصيب آخرون، منذ فجر يوم الجمعة، جراء القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة من محافظات قطاع غزة. وأفاد مراسل وكالة "صفا"، باستشهاد مواطنين، في قصف مدفعي استهدف منطقة الدوار الغربي في بيت لاهيا شمالي القطاع. وأشار إلى استشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة عدد آخر، بقصف إسرائيلي استهدف مجموعة من المواطنين في محيط مفترق الأمن العام في حي الشيخ رضوان شمال غربي مدينة غزة. واستشهد المواطن محمد أبو شرخ "أبو عبد الله" بقصف إسرائيلي في حي الشيخ رضوان، بالإضافة إلى الطفل عمر سمير سلمان، أثناء ذهابه لشراء خبز لأسرته. وفي السياق، أصيب مواطن برصاص طائرة مُسيّرة إسرائيلية "كواد كوبتر" في محيط صيدلية المنشية في بيت لاهيا. وفي دير البلح وسط القطاع، استشهد ثلاثة مواطنين، بينهم طفلة وامرأة، وأصيب عدد آخر إثر قصف جوي إسرائيلي لشقة سكنية وخيمة تؤوي نازحين وسط المدينة. وفي مدينة رفح جنوبي القطاع، أفاد مراسلنا باستشهاد ناهض معمر وابنته وإصابة عدد آخر، إثر قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في بلدة النصر شمال شرقي المدينة. ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتور 2023، ارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,736، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، والاصابات إلى 103,370، فضلًا عن تدمير البنى التحتية، والمنشآت السكنية والحكومية والمدنية.