يمانيون:
2025-03-09@13:03:44 GMT

“معاداة اليهود” تظهر مجدداً وبشكل واسع في أوروبا

تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT

“معاداة اليهود” تظهر مجدداً وبشكل واسع في أوروبا

يمانيون – متابعات
بعدما اعتقد العالم أنّ نهاية النازية تعني نهاية معاداة اليهود في أوروبا، عاد المشهد بقوة إلى الواجهة في مدن أوروبا الغربية، ولا سيما في فرنسا وألمانيا، مع بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر الماضي.

قبل أيام قليلة، تعرضت سيدة يهودية في مدينة ليون الفرنسية للطعن على يد مجهول بعد رسم صليب النازية المعقوف على جدران منزلها.

قبل هذا الحادث وبعده، انتشرت رسوم النجمة السداسية بشكل واسع على جدران المباني في أحياء باريس ومدن فرنسية وأوروبية أخرى، حيث تقطن الأقلية اليهودية. وقد أحصت الشرطة في فرنسا أكثر من 1100 هجوم مختلف تحت عنوان “معاداة السامية” منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، وهو رقم غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية.

هذه الهجمات، بحسب المحللين والجهات الأمنية، ليست محصورة بردود فعل الأقلية العربية والمسلمة على عدوان “إسرائيل” على غزة، إنّما يُلاحظ عودة مجموعات من اليمين المتطرف إلى الظهور مجدداً. يأتي هذا الاستنتاج على خلفية تصرفات ورسوم على الجدران تنسب تاريخياً إلى جماعات اليمين الأووربي المتطرف.

لكن نشاط الجماعات اليمينية المتطرفة يبقى هامشياً جداً مقارنة بما يُنسب إلى مسلمي أوروبا، والأخطر، بالنسبة إلى الحكومات الأوروبية، أنّ الناشطين العرب والمسلمين المتهمين بمعاداة اليهود هم من الأجيال الجديدة التي ولدت في أوروبا، والتي لا تعرف عن بلادها الأصلية شيئاً، كما لا تعرف عن النازية إلا ما كُتب في كتب التاريخ. ويتحرك هؤلاء اليوم استناداً إلى الشعور بالانتماء إلى قضية الفلسطينيين، ويشعرون بالغضب العارم تجاه انحياز الحكومات ومراكز القرار والإعلام في أوروربا إلى جانب “إسرائيل”.

هؤلاء الشبان والشابات كسروا حاجز الصمت والخوف. حتى الاتهام بمعاداة السامية، وهو الاتهام الأوروبي الجاهز لوسم أي ناشط أو داعم للفلسطينيين، لم يعد يخيفهم، فهم يستندون في تحركاتهم الحالية إلى مقارنة واضحة بين ما يتابعونه من مواقف حكوماتهم الأوروبية ووسائل إعلامها من دفاع أعمى عن الإجرام الإسرائيلي وتكرار مقولة “حق إسرائيل بالدفاع عن النفس”، وهو حق منزوع عن الفلسطينيين، مع ما يجري فعلاً على أرض الواقع من قتل يومي لأهل غزة والضفة الغربية.

النقاش بشأن هذه المسألة يجتاح وسائل الإعلام، لكن معالجة هذه الظاهرة لم تخرج حتى الآن عن إطار الفهم الغربي أو اللافهم الغربي للأسباب الحقيقية التي تقف خلف جنوح هذه الفئة من الناس نحو معاداة اليهود.

ويبدو أنّ المسألة أبعد من فهم أسباب ارتفاع مستوى معاداة اليهود، فمن الواضح أنّ مساراً واضحاً ومقصوداً تتبعه وسائل الإعلام ومراكز القرار في أوروبا لإظهار اليهود في مظهر الضعيف أمام خطرٍ تشكله الأقليات العربية والمسلمة، فقد قررت السلطات في فرنسا وألمانيا نشر تعزيزات أمنية مهمة في محيط مراكز اليهود ومناطق وجودهم.

تحرص وسائل الإعلام التي تطرح هذا الملف للنقاش على استضافة شخصيات تتبنى وجهة نظر تحاول فصل ما يجري منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي في غزة عن الصراع التاريخي بين الفلسطينيين والإسرائيليين المستمر على الأقل منذ العام 1948، إذا أردنا عدم العودة إلى وعد بلفور أو مؤتمر بازل للصهيوينة الأول عام ١٨٩١.

هؤلاء أسقطوا الحق الفلسطيني في أرضه، حتى مبدأ “إقامة الدولتين” لم يعد له وجود في المنطق الغربي – الإسرائيلي، وحولوا الصراع إلى صراع ديني بين اليهود والمسلمين. وقد لفتت إلى ذلك رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون در لاين عندما قالت خلال بعد زيارتها “إسرائيل” إنّ “اليهود يتعرضون لابادة جماعية من قبل حماس”.

في سعيها لتبرير الجرائم الإسرائيلية وحشد الدعم الشعبي لـ”إسرائيل”، تتجاهل الحكومات الأوروبية، ومعها معظم “الإنتليجنسيا” في أوروبا، الواقع الذي يفهمه بشكل واضح وصريح شابات وشبان الأجيال العربية والمسلمة الجديدة في أوروبا، الذين ينظرون إلى “إسرائيل” عبر المشاهد القاسية التي يتلقونها على هواتفهم الذكية، كما يفهمون أيضاً أنّ الدعم الأوروبي لـ”إسرائيل” يعني مشاركة هذه الحكومات في جرائمها.

إلى أين سيؤدي هذا الصراع؟
في حال استمرت الحكومات الغربية – الأوروبية في اعتبار ما يجري صراعاً دينياً، وليس سياسياً مبنياً على منطق أرض محتلة وشعب يقاوم احتلال، وعلى قمع كل من يحاول دعم الفلسطينيين، ولو بالكلام أو التظاهر، وبإظهار الأقلية اليهودية بمظهر الضحية وجب تقديم الحماية لها، فإنّنا سنكون أمام خطر مواجهة واسعة بين العرب والمسلمين واليهود في أوروبا.

وفي هذه الحالة، لن يكون للأجهزة الأمنية الأوروبية التي تلاحق اليوم كل ناشط بتهمة “بمعاداة السامية” أو تمنع التظاهر دعماً للفلسطينيين القدرة الكافية لمنع هجمات من هنا وردود فعل من هناك.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: معاداة الیهود فی أوروبا

إقرأ أيضاً:

“تداعيات ليست سريعة”.. كيف تتأثر أوكرانيا بإيقاف الدعم الأميركي؟

تطورات سريعة تشهدها أوكرانيا.. مشادة كلامية في البيت الأبيض بين رئيسها ومضيفيه الأميركيين.. واتهامات للرئيس الأوكراني بـ”عدم الاحترام”.. وفشل في إبرام صفقة المعادن.. ثم التحول الأخير: تجميد المساعدات العسكرية الأميركية.

وبات السؤال الملح الآن: ما تداعيات ذلك في الميدان الحربي؟ وكيف ستتعامل كييف مع قرار حليفتها الأهم؟

قال البيت الأبيض، الإثنين، إن الولايات المتحدة ستوقف الدعم العسكري لأوكرانيا وستراجعه لضمان إسهامها في حل للصراع مع روسيا.

ودخل قرار تجميد المساعدات حيز التنفيذ فورا، مساء الإثنين، ويفترض أن يشمل أسلحة بمئات ملايين الدولارات كان من المقرر إرسالها.

وقال مصدر مطلع لرويترز إن عمليات تسليم المساعدات عبر الحدود الغربية لأوكرانيا، توقفت في الساعة 3:30 صباحا (0130 بتوقيت غرينتش).

وتمنع هذه الخطوة أي سحب إضافي من 3.85 مليار دولار من المساعدات العسكرية التي وافق عليها الكونغرس، أثناء ولاية الرئيس السابق جو بايدن.

ورغم القرار، أكدت كييف، الثلاثاء، أنها “مصممة” على مواصلة التعاون مع الولايات المتحدة، بينما اعتبر الكرملين القرار “أفضل مساهمة للسلام”.
محاولة “الضغظ”

مدير مركز “أوراس” للدراسات الاستراتيجية، ومقره كييف، رمضان أوراغ، اعتبر في تصريحات لموقع “الحرة”، أن القرار هو “محاولة للضغط” على الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، “للاعتذار والجلوس على طاولة التفاوض لإنهاء الحرب”، بعدما رفض ذلك من قبل.

لكن هذا الأمر قد يضعه في “موقف حرج داخليا، لأن تقديم الاعتذار سيعرضه لخسارة شعبيته في بلاده، وبالتالي تقلص حظوظه بالفوز في استحقاقات سياسية مقبلة”، وفق الخبير.

والتلميحات الأميركية الأخيرة تشير بالفعل إلى رغبة واشنطن في مفاوض آخر غير زيلينسكي، الذي بات بنظرهم البعض عائقا أمام السلام.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وصفه من قبل بأنه “ديكتاتور” وألمح إلى ضرورة إجراء انتخابات. السناتور الأميركي البارز، ليندزي غراهام، الذي كان من أشد المؤيدين لإمداد كييف باسلاح، قال إن زيلينسكي بحاجة إلى “الاستقالة أو التغيير”.

لكن خروج زيلينسكي أو إقالته “سيكون محفوفا بالمخاطر في زمن الحرب، وقد يغرق البلاد في الفوضى”، وفق مجلة الإيكونيميست البريطانية.

ويتفق خبراء عسكريون على أن القرار الأميركي الأخير “قد يعرض أوكرانيا للخطر، ولو لفترة من الزمن”.

وفي تصريحات لشبكة “سي إن بي سي”، يلفت مالكولم تشالمرز، من مؤسسة RUSI للأبحاث الدفاعية، أيضا إلى مسألة أنه “لا يوجد دليل على أن روسيا ستكون مستعدة لقبول صفقة، بل ربما سيشجع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتن على طلب المزيد من التنازلات، بما في ذلك نزع السلاح الأوكراني والبقاء على الحياد”.
“ليست سريعة”

محلل الشأن الروسي في مجموعة الأزمات الدولية، أوليغ إغناتوف، قال في تصريحات لموقع “الحرة”، إن الأوكرانيين قد يحاولون الاعتماد على المساعدات الأوروبية، على أمل أن يكون الجيش الروسي منهكا ولن يتمكن من القيام بعمليات هجومية كبرى خلال الفترة المقبلة.

لذلك، يعتبر إغناتوف، أن البديل هو “مواصلة حرب الاستنزاف من دون مساعدة أميركية، مع الأمل في التصدي للغزو والصمود لفترة أطول من الروس”.

ولا يتوقع أن تكون تداعيات القرار الأميركي على الأرض سريعة.

ويلفت أوراغ إلى شروع الاتحاد الأوروبي في “عملية عسكرة أوروبا”، والبحث عن أموال لزيادة الإنتاج الحربي من أجل مواجهة روسيا عبر أوكرانيا، وذلك بطرق من بينها مصادرة الأموال الروسية المجمدة.

ويقول إن أوروبا “تسعى إلى إعادة هيكلة القوات المسلحة في القارة، تحت راية المفوضية الأوروبية”.
تحرك أوروبي

وتحظى أوكرانيا بدعم كل دول أوروبا تقريبا، ودفع إعلان ترامب الأخير أوروبا للإعلان خطة بقيمة 800 مليار يورو لتعزيز الدفاع عن القارة.

وحتى من قبل القرار الأخير، فقد اجتمع نحو 15 زعيما أوروبيا في لندن، الأحد، في محاولة لتأكيد الدعم ورسم خطة الدفاع عن أوكرانيا، وسط مخاوف بشأن مستقبل الدعم الأميركي بعد المشادة الأخيرة في البيت الأبيض.

وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بعد القمة، أن القادة ناقشوا الحاجة إلى ضمانات أمنية شاملة، بما في ذلك وضع أوكرانيا في موقف قوة، وضمان حصولها على الوسائل اللازمة “لتحصين وحماية” نفسها.

وشهدت القمة اللندنية طرح مبادرات أوروبية عاجلة، أبرزها اقتراح فرنسي بريطاني لهدنة جزئية لمدة شهر، تشمل المجال الجوي والبحري ومنشآت الطاقة، إضافة إلى مقترح تشكيل “تحالف من الدول الراغبة” للدفاع عن اتفاق سلام مستقبلي، في محاولة لمواجهة تداعيات التحول الجديد في الموقف الأميركي.

واقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رفع الإنفاق الدفاعي الأوروبي إلى ما بين 3 و3.5 في المئة من إجمالي الناتج المحلي.

وبالإضافة إلى القرض البالغ 2.2 مليار جنيه إسترليني لأوكرانيا، الذي أعلن عنه، السبت، أعلنت لندن عن 1.6 مليار جنيه إسترليني أخرى لتمويل الصادرات البريطانية مما يسمح لأوكرانيا “بشراء أكثر من 5000 صاروخ دفاع جوي”.
قمة لندن ناقشت مساعدة أوكرانيا- أ ب
تحالف “الراغبين” في مساعدة أوكرانيا.. نتائج اجتماع القادة الأوروبيين
اجتمع نحو 15 زعيما أوروبيا في لندن، الأحد، في محاولة لتأكيد الدعم لأوكرانيا ورسم خطة الدفاع عنها، وسط مخاوف بشأن مستقبل الدعم الأميركي لها والتي زادت بعد المشادة الأخيرة في البيت الأبيض بين الرئيسين الأميركي، دونالد ترامب، والأوكراني، فولوديمير زيلينسكي.

وبعد قرار تجميد المساعدات، أعادت بريطانيا تأكيد التزامها. وقالت أنغيلا راينر، نائبة رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إنه “يركز بشدة” على ضمان تحقيق السلام في أوكرانيا.

واستعرضت رئيسة المفوضية الأوروبية خطة من 5 أجزاء لتخصيص حوالي 800 مليار يورو للدفاع الأوروبي والمساعدة في تقديم دعم عسكري “فوري” لأوكرانيا.

وقال مالكولم تشالمرز، من مؤسسة RUSI: “إن ما يهم أكثر من أي شيء آخر هو مدى استعداد المملكة المتحدة وأوروبا لمساعدة أوكرانيا في تحد للولايات المتحدة”.

وتشير تقديرات المحلل إلى أن “20 في المئة فقط من إجمالي المعدات العسكرية الأميركية للقوات الأوكرانية تأتي الآن من الولايات المتحدة، و55 في المئة يتم إنتاجها محليا، و25 في المئة من أوروبا وبقية العالم”، لافتا في الوقت نفسه إلى أن “نسبة 20 في المئة الأميركية هي الأكثر فتكا وأهمية”.
“لن تنهار أوكرانيا”

ويقول: “لن تنهار أوكرانيا.. لقد شهدت بالفعل قطع المساعدات العام الماضي… لكن التأثير سيكون تراكميا”.

وتوقعت رويترز ألا يؤدي تعليق واشنطن للمساعدات العسكرية إلى “انهيار مفاجئ” لخطوط الدفاع الأوكرانية، لكنه قد يكون له تأثير حقيقي على الحرب في غضون أشهر، ويشمل ذلك قدرات الدفاعات الجوية والضربات الدقيقة.

وتوقع مصدر عسكري أوروبي لوكالة فرانس برس، أنه إذا لم يشهد الوضع على الجبهة تحولا في مواجهة الروس “فسيكون الأمر معقدا في مايو ويونيو، دون مساعدات جديدة” بالنسبة للأوكرانيين.

وقال المحلل الأوكراني فولوديمير فيسينكو، لفرانس برس: “إذا أخذنا في الحسبان ما تم تسليمه وما لدينا وما ننتجه، فإننا قادرون على دعم المجهود الحربي لستة أشهر على الأقل من دون تغيير طبيعة الحرب بشكل كبير”.

وقال مايكل كوفمان، زميل مؤسسة كارنيغي، إنه لن يكون للقرار “نفس التأثير الذي كان ليكون عليه في وقت سابق من الحرب لأن أوكرانيا أقل اعتمادًا على المساعدات العسكرية الأميركية المباشرة الآن”.

واعتمدت أوكرانيا بشكل كبير على المساعدات العسكرية الأميركية بعد الغزو في فبراير 2022، لكن بعد ذلك بدأت في التكيف مع عدم وجودها في بعض الأوقات.

وصمدت شهورا في النصف الأول من عام 2024 عندما رفض الجمهوريون في البداية التوقيع على إيصال حزمة مساعدات كبيرة.

وفي نهاية المطاف، شعر الجنود الأوكرانيون بهذا التأخير على الجبهة، بعدما تبين أن هناك نقصا كبيرا استمر شهورا في قذائف المدفعية، مما أعطى الزخم لروسيا ميدانيا بعد فشل الهجوم المضاد لأوكرانيا في عام 2023.

وهذه المرة، لا يفترض أن يؤدي النقص في إمدادات المدفعية الأميركية إلى “أزمة كبيرة”، فأوروبا كثفت إيصال إمداداتها من القذائف، وساهمت دول أخرى بشكل مباشر أو غير مباشر في ذلك.

وتستخدم أوكرانيا الآن أيضا طائرات بدون طيار محلية الصنع، في توجيه غالبية الضربات.

وقال رومان كوستينكو، الأمين العام للجنة الأمن القومي والدفاع والاستخبارات في البرلمان الأوكراني: “لم تفقد المدفعية مكانتها في ساحة المعركة، لكننا نرى أن الحرب تغيرت وهي الآن تعتمد على الطائرات بدون طيار. يجب أن تكون المدفعية هناك، فهي تغير نوايا العدو، لكن القاعدة هي الطائرات بدون طيار”.

وفي تقرير لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) البريطاني، والذي نُشر قبيل الإعلان الأميركي، فإن أوكرانيا “استثمرت بقوة خلال السنوات الثلاث الماضية في بعض المعدات الرئيسية، مثل الطائرات بدون طيار الصغيرة وتلك الانتحارية بعيدة المدى، وزادت الإنتاج بأكثر من مئة ضعف”.

وبدأت أوكرانيا في إنتاج مدافع الهاوتزر ذاتية الحركة من طراز بوهادانا، وذخيرة المدفعية التي طورتها محليا.

لكن حجم الإنتاج لا يمكنه أن يوفر أكثر من جزء بسيط من احتياجات القوات الأوكرانية، وفق التحليل.

ولا تزال الصناعة الدفاعية هناك مصممة لتكون جزءا من الاتحاد السوفييتي، وليس لإنتاج أنظمة كاملة بمفردها.

وقد تعاني كييف في الحصول على بدائل لأنظمة الدفاع الجوي المتطورة المستخدمة لصد الهجمات الصاروخية الروسية المنتظمة، والأسلحة الدقيقة مثل نظام صواريخ هيمارس، وهو أحد أنظمة الهجوم الرئيسية في أوكرانيا.

وتحتاج كييف إلى قذائف المدفعية عيار 155 ملم، والتي كانت الولايات المتحدة أكبر مورد لها.

وأقر سيرغي رحمانين، عضو لجنة الدفاع في البرلمان الأوكراني، بهذه المشكلة، قائلا: “سيصبح التأثير أكثر وضوحا بعد بضعة أشهر مع استنفاد المخزونات”.

ومع ذلك قال: “إذا كان لشركائنا الأوروبيين الحرية في التصرف، وإذا كان لديهم الوقت والرغبة والمال والقدرة على مساعدتنا، فلن تكون هذه كارثة”.

ويلفت أيضا إلى أنه يجب معرفة ما إذا كانت الولايات المتحدة ستمنع المنتجين من دول ثالثة تحمل تراخيص إنتاج أميركية، من مواصلة تزويد كييف بالأسلحة والذخيرة.

وأضاف أن أسئلة مماثلة تنطبق على تبادل بيانات الاستخبارات الأميركية، وما إذا كانت واشنطن ستسمح بنقلها إلى دول ثالثة.

وفي الوقت الحالي، لا توجد أي إشارة إلى أن الولايات المتحدة ستوقف تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا.
الاعتماد على أوروبا والنفس

وتنقل الإيكونيميست عن “أحد كبار المسؤولين في أوكرانيا”، أنه “لا يوجد شيء يمكن أن تفعله أوكرانيا سوى الاستعداد لمعركة أطول”.

وتقول إنه “لا يزال لديها أوروبا وإبداعها الخاص لتعتمد عليه. كانت استجابة أوروبا حتى الآن قوية، على الأقل لفظيا، لكن الكثير يعتمد الآن” على ما ستفعله.

وقال أندري، الضابط العسكري، إن الطريق سيكون مؤلما إذا قطعت الولايات المتحدة الدعم العسكري، لكن هناك شيئا أهم: “إذا فقدنا شحنة أو كان هناك بعض التأخير، فهذا شيء مررنا به مرات عديدة من قبل. لكن إذا فقدنا احترامنا لذاتنا، فهذا ليس شيئًا يمكنك تعويضه أو استعادته على الإطلاق”.

ومع ذلك، يقدم مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في تحليله سيناريو أكثر قتامة إذا قطعت المساعدات الأميركية.

ويقول إنه إذا اعتمدت على ما تتلقاه من الأوروبيين، ومصادر أخرى، وصناعتها الخاصة، فإن من شأن ذلك البقاء في الميدان ولكن بقدرات متناقصة”.

وستفضي الهجمات الروسية إلى “الحصول على المزيد والمزيد من الأراضي، وفي مرحلة ما، سيتم تدمير الخطوط الأمامية، وستضطر أوكرانيا إلى قبول سلام لا يقبله إلا الضعفاء”.

ورغم الإرادة السياسية التي أظهرها القادة الأوروبيون في قمة لندن الأخيرة، تفرض حقائق هيكلية قيودا صعبة على قدرة القارة على ملء الفراغ الذي قد يخلفه توقف الدعم الأميركي.
صورة للقاء سابق جمع الرئيس الأميركي بنظيريه الفرنسي والأوكراني
دون دعم أميركي.. هل تقدر أوروبا على حماية أوكرانيا؟
تصاعدت المخاوف الأوروبية من احتمال توقف الدعم الأميركي لأوكرانيا بعد الخلافات العلنية الحادة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ما دفع بريطانيا لاستضافة قمة طارئة جمعت 18 دولة حليفة لكييف، بمشاركة الأمين العام لحلف شمال الأطلسي.

وتظهر التعليقات الأوكرانية الرسمية إدراكا لتلك الحقيقة، فبعد ساعات على إعلان واشنطن تجميد الدعم العسكري، اعتبرت كييف، الثلاثاء، أن الضمانات الأمنية الأميركية تحمل “أهمية وجودية” بالنسبة لأوكرانيا وأوروبا على حد سواء.

وقال رئيس الوزراء الأوكراني، دنيش شميغال، في مؤتمر صحفي: “علينا أن نطلب ضمانات أمنية ملموسة من الولايات المتحدة وأوروبا وبلدان مجموعة السبع. يحمل الأمر أهمية وجودية ليس لأوكرانيا فحسب، بل كذلك بالنسبة للاتحاد الأوروبي والقارة الأوروبية”.

أوراغ، المحلل من كييف، قال لموقع “الحرة” إن المشروع الأوروبي الجديد يهدف إلى “خلق حلف جديد مواز لحلف شمال الأطلسي، بهدف الضغط والمساومة مع ترامب بخصوص كيفية تشغيل المنظومة الدفاعية المشتركة بين أوروبا والولايات المتحدة”.

لكن السؤال: “هل سيتمكن الأوربيون من إعادة تشكيل القوات المسلحة كما يريدون؟.. فالوضع الاقتصادي لأوروبا الآن في حالة غير مرضية . والمشروع الحربي سيعتمد بشكل كبير على ألمانيا – بقادتها الجدد – في الإنتاج، وسيحتاج إلى الطاقة التي تأتي إما من روسيا أو الولايات المتحدة، وكذلك التكنولوجيا، والمكون الاستعلاماتي من الأقمار الاصطناعية”.

“هل الاتحاد الأوروبي قادر تعويض الولايات المتحدة في هذا الشأن؟.. لا أعتقد”، يتساءل أوراغ.

الحرة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • قضية “اولاد المرفحين”.. الفرنسية التي قدمت شكاية الإغتصاب تسحب شكايتها
  • صحيفة عبرية: “حرب الإرث” اندلعت في “إسرائيل”
  • الاحتلال يطور برنامجًا يشبه “تشات جي بي تي” لمراقبة الفلسطينيين
  • زيلينسكي: الضربات الجديدة تُظهر أن “أهداف روسيا لم تتغيّر” في أوكرانيا
  • معاداة المسلمين قاسم مشترك بين إسرائيل واليمين في أوروبا
  • “شِعب الجرار” إحدى المكونات الطبيعية التي تعزّز الحياة الفطرية والبيئية في جبل أحد بالمدينة المنورة
  • بعد هجوم روسي مكثف.. الرئيس الأوكراني يدعو مجدداً إلى هدنة جوية ويُطالب بوقف استخدام “الصواريخ والمسيرات البعيدة المدى”
  • أردوغان يدعو لإشراك تركيا في “ضمان أمن أوروبا”
  • زيلينسكي يدعو إلى “هدنة” في الجو والبحر بعد هجوم روسي واسع
  • “تداعيات ليست سريعة”.. كيف تتأثر أوكرانيا بإيقاف الدعم الأميركي؟