منصة أرابيان جلف بيزنس إنسايت تستضيف جلسة حوارية حول الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
تستضيف منصة أرابيان جلف بيزنس إنسايت (AGBI) نخبة من أهم خبراء الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، للمشاركة في جلسة نقاشية تتناول التأثير المتزايد للذكاء الاصطناعي في قطاعات الصناعة والإعلام، تقام يوم الأربعاء 15 نوفمبرالجاري ضمن فعاليات الكونغرس العالمي للإعلام 2023.
ويستضيف مركز أبوظبي الوطني للمعارض “أدنيك” أنشطة الكونغرس العالمي للإعلام خلال الفترة من 14 إلى 16 نوفمبر الجاري، حيث يوفر الحدث العالمي للشركات ورواد القطاع العالميين منصة للتواصل والاطلاع على أحدث مستجدات وتوجهات صناعة الإعلام، وفرصة لاستكشاف فرص التعاون وطرح أفكار متجددة ومبتكرة في الساحة الإعلامية الدولية، كما يشهد الحدث في هذا العام معرضًا لأحدث المنتجات والخدمات التقنية المبتكرة في قطاع الإعلام، بالإضافة إلى مؤتمر يتناول أحدث تطورات الصناعة.
وتعود منصة أرابيان جلف بيزنس إنسايت، مجددًا هذا العام راعيًا ذهبيًا للحدث العالمي، وتستضيف ضمن هذا الإطار جلسة حوارية تخصصية لتسليط الضوء من منظور عالمي فريد على القضايا والفرص المرتبطة بالتأثير المتزايد للذكاء الاصطناعي على قطاع الإعلام وتغيراته المتسارعة.
وتضم قائمة المتحدثين المشاركين في الجلسة الحوارية نيل مايدن، بروفيسور الإبداع الرقمي في كلية بايز للأعمال الشهيرة عالميًا في جامعة سيتي، والذي يعد ضمن طليعة رواد أبحاث الذكاء الاصطناعي والإبداع لأكثر من عقد من الزمن، قدم خلالها أكثر من 250 ورقة بحثية تمت مراجعتها من قبل النظراء في المجلات الأكاديمية المختصة بالقطاع.
وينضم إليه نويل توك، التقني ومؤسس وكالة الخبرة الرقمية الرائدة “هيومان مايد” التي توفر خدماتها لكبرى الشركات والمؤسسات العالمية، ومن ضمنها Airbnb وSiemens وTechCrunc وNews Corp وCapgemini، وأشرف نويل، بصفته شريكًا في هيومان مايد، نويل على مجموعة منتجات واسعة، ولاقت أعماله ومنتجاته تقدير كبرى الصحف المؤسسات الإعلامية العالمية المختصة بقطاع التكنولوجيا والأعمال، بما في ذلك Forbes وNET Magazine وWP Engine وغيرها.
وقال جايمس دروموند، مدير تحرير منصة أرابيان جلف بيزنس إنسايت، بهذه المناسبة : “تشارك أرابيان جلف بيزنس إنسايت في دعم الكونغرس العالمي للإعلام، ويأتي انضمامها لرعاية الحدث للعام الثاني على التوالي، ضمن إطار رؤيتنا المتمثلة في تفعيل تبادل المعارف بين خبراء الصناعة في مختلف أنحاء العالم. نحن ملتزمون بدعم جمهورنا العالمي من رواد وقادة قطاعات الأعمال من خلال التعريف بتأثيرات الذكاء الاصطناعي على القطاعات الاقتصادية الرئيسية في المنطقة. ونحن واثقون بدور جلسة النقاش المرتقبة خلال فعاليات الكونغرس العالمي للإعلام في طرح رؤى وتجارب جديدة”.
وتابع: “تضم قائمة المشاركين في الجلسة الحوارية متحدثين من الحدث الحصري المختص بالذكاء الاصطناعي الذي أقمناه مؤخرًا، وهو الحدث الأول في سلسلة من الأحداث لتشجيع الحوار المفتوح وتبادل المعرفة، ويشارك المتحدثون خبرات رفيعة المستوى في مجال الذكاء الاصطناعي ضمن قطاعات الإعلام مع جمهور الحدث العالمي، بما يعود بالإيجاب على مستقبل صناعة الإعلام”.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
حين تصبح حماية الطفولة معركة وجودية
تستحق واجهة الطفل على منصة «عين» التي دشنتها وزارة الإعلام الخميس الماضي أن ننظر لها أبعد، وأعمق كثيرا من كونها مشروعا إعلاميا يضاف إلى مشاريع الوزارة الرائدة، إنها، في الحقيقة، استجابة كبرى ضمن مشاريع عمانية وعربية ودولية أخرى لإنقاذ الطفولة من حالة الاختطاف وإعادة هندسة الوعي الطفولي المبكر بعيدا عن القيم الإنسانية السوية.
ومن يقرأ تقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، والكثير من الدراسات في نقد الإعلام الموجّه للأطفال، يدرك حجم الكارثة؛ فالطفل لم يعد كائنا يتشكل عضويا داخل ثقافته الأم، بل أصبح مشروعا مفتوحا لتشكيل مزيج مضطرب من الاستهلاك، والانعزال، والتشظي القيمي. لم تعد شاشات العالم، كما حلم التنويريون يوما، وسيلة للمعرفة والترقي، بل أداة تفكيك للهوية وتمييع للانتماء الإنساني الأصيل.
وفي هذا السياق، تأتي تجربة منصة «عين للطفل» محاولة لتجاوز الانفعال اللحظي نحو رؤية فلسفية أعمق تتمثل في محاولة إعادة تعريف وظيفة الإعلام الموجه للأطفال باعتباره حقلا أخلاقيا، لا مجرد نشاط اتصالي. المنصة، كما تشير فلسفتها المعلنة، تحاول أن تبني للطفل فضاء معرفيا وعاطفيا محميا، يراعي إشباع حاجاته النفسية والوجدانية دون التخلي عن مهمة حفظ هويته وتمكينه من التفكير الحر المسؤول.
ولا يمكن فهم أهمية هذا المشروع إلا حين ندرك أن الطفل اليوم ليس متلقيا عاديا، بل يشارك في إنتاج معناه الخاص عبر تفاعله مع الشاشة، كما أثبتت الكثير من الدراسات حول «جيل الشاشة»، حيث لا يتعلق الخطر فقط بما يشاهده الطفل، بل بكيفية تشكيل وعيه من خلال التدفق المعلوماتي غير الخاضع لمعايير الهوية والأخلاق.
ولذلك فإن الرهان الكبير الذي تخوضه واجهة الطفل في منصة «عين» ليس تقنيا فقط إنما هو بكثير من الأشكال رهان وجودي ينطلق من محاولة الإجابة عن أسئلة من قبيل، هل يمكن بناء طفل عربي معاصر، يحيا داخل الزمن الرقمي دون أن يفقد انتماءه إلى الإنسان الكلي وقيم مجتمعه العميقة؟ هل نستطيع أن نقدم له محتوى يدمج بين الجاذبية الشكلية والأصالة المعرفية؟ وهل بمقدورنا أن نربّي في داخله شغف الاكتشاف دون أن نسلمه لآلة الاستهلاك المعرفي المعولم؟
ومثل هذا النقاش أوسع بكثير من إنتاج «قصص مصورة» أو «برامج تعليمية مبسطة»، ولكن الأمر يتعلق بمحاولة جادة لصناعة جهاز مناعي ثقافي داخل عقل الطفل وقلبه، كما دعت إليه أدبيات اليونسكو في تقاريرها حول «وسائل الإعلام والأخلاقيات الرقمية للأطفال».
هذه التجربة التي أنتجتها وزارة الإعلام تستحق أن تُقرأ كنموذج أولي لمشروع أوسع يتمثل في بناء منظومة رقمية كبيرة وواسعة مبنية على قراءة واعية بآلية تشكيل «المواطن الرقمي الصالح» يكون قادرا على أن يتفاعل مع معطيات التقنية دون أن تبتلعه، وعلى أن يسهم في بناء عالمه الجديد دون أن ينسلخ عن جذوره.
ولكن، حتى ينجح هذا المشروع، لا يكفي إنتاج منصة واحدة، بل ينبغي أن تصاحبها ثورة ثقافية كاملة في إدراك دور الإعلام التربوي، وإعادة بناء المناهج التربوية، واستحداث سياسات عامة تجعل من حماية الطفولة الرقمية جزءا لا يتجزأ من مشروع النهضة الوطني والعربي الأوسع.
إن أي تأخر في البدء بمثل هذا المشروع من شأنه أن يترك فجوات كبيرة، فالطفولة لم تعد مجرد مرحلة عمرية، إنها الآن ميدان لصراع عالمي على القيم والمبادئ والهوية. وإذا لم نبنِ اليوم فضاءات معرفية حقيقية لأطفالنا، سيبنيها الآخرون بما يخدم رؤاهم هم لا رؤانا.
إن «عين الطفل العماني» يمكنها أن تكون نقطة ضوء في زمن تغرق فيه الكثير من الشاشات بألوان زائفة، والضمان الوحيد لاستمرار هذا الضوء ألا نكتفي بأن نُدهش الأطفال بما يُعرض عليهم، بل أن نراهن على عقولهم، ونغرس في قلوبهم جسورا ممتدة بين جذورهم العميقة وأحلامهم البعيدة.