أنا بخيرٍ أبى.. شعر لــ أحمد مصطفى سعيد

اهنأ بنومٍ سرمَدى

أخبار متعلقة

مناجاة (شعر) لــــ أحمد والى

الشعر بكل الألوان (شعر) لـــ عبدالباسط الصمدى أبوأميمة

حُبٌّ من السماءِ.. شعر لــ د. سعاد محمد الصباح

أبى أنا بخيرٍ

تعلمُ أنَّ روحى مخادعةٌ

فلا تصدِّقها.. تسعى للوقيعةِ بيننا

أقسمُ أنا بخيرٍ

ولم يتبدَّلْ طقسُ يومى

كما تركتَنى بالأمسِ .

. البعيد

أستيقظُ، أقبِّلُ الشمسَ

وأنثرُ بسمَتى.. على فراغِ حُجرتى

أهذِّبُها سريعًا

وأعُدُّ مهرولًا.. قهوتى الدّاكنةُ

المفتقِرةُ للسُّكَّرِ

فلا حاجةَ لى به.. مخزَّنةٌ روحى

معبّأةٌ من الشَّهدِ

أصلّى الصُّبحَ

وأدعو اللهَ بقربِ الِّلقاء

والعونِ على خُطى العمرِ الباقية

أرتدى ثيابى

بالألوانِ الزّاهيةِ

ولا أنسى لمعةَ الحذاءِ

أذكرُ وصيَّتَكَ.. فلا أغفلُها

أناقةُ الرجلِ.....

أودّعُ البيتَ بالدُّعاءٍ والحوقلةِ

أشاغبُ الأطفالَ

بأسئلةٍ بلهاءَ، اسمُك؟

ابنُ مَن؟

ولو كان من الجيرانِ أمازِحه

بطرفٍ

وحلوى

أؤدى عملًا

لقضاءِ الوقتِ

ولو حفظُ ماءِ الوجهِ أمام الغانية

غبيَّةٌ هى

تدوسُ أهلَ الفاقة ِ

بلا رحمةِ

لم أقصِّرْ يومًا فى زيارةِ مريضٍ

أو عزاءِ

ولو لعدوٍّ لدودٍ.. فالزِّيارةُ واجبةٌ

وللآدميةِ حقوقٌ

وأعودُ ككلِ مساءِ

أنا والليلُ.. والشِّعرُ.. وأطيافٌ لحورياتٍ

الثَّيِّب ُ.. والعذراءُ.. وزفيرُ التَّبغ ضبابٌ

سحُب ٌ.. ولا انتهاءَ

أنا بخيرٍ أبى

فلا تصدِّقُ.. روحى البلهاءَ

دومًا أنا.. وهى فى عراكٍ

تستفزُّنى

كلما غافلنى الدَّمعُ

تذكرُ اسم حبيبتى

حبيبتى التى فارقتنى بلا أسبابٍ

أوصدتُ بابَ القربِ.. ولا رجاءً

روحى متصابيةٌ.. تأتينى بطيفِها

والقهقهاتِ.. وجعجعةِ الشِّجارِ

أنا بخير أبي

أواربُ البابَ

وقطعتُ على العتابِ الطريقَ

مزَّقتُ الصفحاتِ

أكتبُ القصيدَ

ولستُ منتظرًا.. تصفيقًا

أو ثناءً.. من أهلِ.. أصدقاءٍ

ولا ربتَ الوطنُ

على كتفى

فالوطنُ بعدُ.. لم يفقْ

من الإعياءِ، السُّكوتِ

أنا بخيرٍ أبى

ولو سمعتَ.. جهشى

والسبابَ.. أنا بخيرٍ.. وتعلمُ

مسبقًا أنى كذابٌ

نعم أعشقُها.. وعشقُها

فى الجسدِ ربٌّ

شمسٌ لا تعرفُ.. الغروب

عافتْ خُطاى الدروبُ

تعاتِبنى

ولا ذنبَ لى.. فى الهجرِ.. ولا الصَّدِ

أنا كما عهدتَنى

أبٌ

يضحكُ إذا امتدَّ.. طفلهُ ضربًا

إذا بكى

رفعًا للنجومِ.. ويعودُ بالألق.. ورب الفلقِ

لم أخنْ عهدًا

هى المقاديرُ

عاقةٌ للطيبين

الخاوى اليدِ.. حانيةٌ

على الميسورينَ.. سوداويى القلوبِ

أنا بخيرٍ أبى

لكن.. كل يومٍ

لا أتنسَّمُ طيبها.. أرشفُ رضابَها

أموت ُ.. ببطءٍ

نجا من تخلّى صغيرى

وتحلّى بروحِ أيوبَ

ويقينَ يعقوبَ

نجا من ترجَّلَ.. وأرخى العنانَ لجوادِه

فلا شىءَ يستحق

استلْ سيفًا

رميةُ قوسٍ.. عينُ السَّخفِ

أن تعاندَ.. تكابدَ

والغنائمُ صفرٌ

لا تصدِّق َ.. أمر َالرُّوح ِ

والساقُ مبتورةٌ

أى صورةٍ تحفظها سليمةً

البراويزُ

المكسورةُ

أسرفتَ فى العشقِ صغيرى

وبزرتَ فى الغفرانِ

فاقرأْ ما تيسَّرَ

من آياتِ النسيانِ.. ويس

وفاتحةِ القرآنِ

فلا تأسفْ

على حلمٍ

وعشقٍ

عشتهُ حقيقةً

وصدقًا

ثقافة سور الأزبكية شعر أنا بخيرٍ أبى

المصدر: المصري اليوم