المصري اليوم:
2024-10-02@02:20:47 GMT

بريق الماضى.. قصة قصيرة لــ صفاء عبدالصبور

تاريخ النشر: 5th, July 2023 GMT

بريق الماضى.. قصة قصيرة لــ صفاء عبدالصبور


وهذا مساء آخر بدونك.

أخبار متعلقة

العاملة.. قصة قصيرة لــ بهاء الدين حسن

نعيمة والأراجوز.. «قصة قصيرة» لـــ أحمد عبدالعزيز صالح

العبرة بالنهايات.. آرسنال وصن داونز يُدونان قصة «النفس القصير لا يعرف الذهب»

وها هو صباح آخر، وها هو يوم آخر، يومان، شهر، عام، أعوام.. بدونك.

دون أن أطالع وجهك الباسم، دون أن أنعم بالقرب منك، دون أن يجمعنا لقاء بل حياة، بل أعنى حيوات.

. نعم حيوات وليست حياة واحدة تكفى كل ما كان يَجدر بنا أن نحياه سويًا، فهناك ثمة أحاديث لم تكتمل بيننا، والكثير من التفاصيل واللحظات لم نحياها معًا.

لكنك حين مضيت ظللت أنا على أملٍ وخُيل إلىّ أنه لا مناص من لقاءٍ آخر لنا يعقبه خلود، فمكثت أترقبك هناك عند الصخرة التى كان يخرج من خلفها الصباح كل يوم حاملًا معه الآمال والسكينة، كنت أوقن أنك حتمًا ستعود كما يعود الفجر كل يوم بعد ليلة مظلمة كالحة السواد، من ثم تدب الحياة وتضج الشوارع بأنفاس الأحياء، فيحيا قلبى المتصدع، وتنير روحى بوهَجك الذى يشبه وَهج شمس الصباح.

ولاح أمامى فى الأفق أنك تَعدو ملوحًا لى بالكثير من الوعود ورأيتنى أشاهدك بعينين واسعتين مليئتين بالطمأنينة والسلام، ووجدتنى أهمس أنه بوسعى أن أدنو منك وأنه لن يقف فى وجهى شىء، فها أنا لا أمانع أن أكون ظلك الذى يتبعك دومًا، أو أكون قنينة عطرك المفضل، أو ضمادة جراحك.. كنت أتمنى أن أكون أى شىء ذلك خير من العدم، ذلك خير من القنوط.

انتظرتك كثيرًا كليلة العيد التى ينتظرها الناس كى تأتى لترسم البسمة فوق شفاههم العابثة.

انتظرتك حتى مرت الأيام دون أن أستشعرها حتى إننى لم ألتفت لما فعلته بكلانا الأيام إلا حينما رأيتك ففُجعت وملأت الحسرة قلبى، أى خطوط هذه التى رُسمت أعلى جبينك وحول شفاهك التى لطالما حلمت بحديثها الذى كان يثلج صدرى ويسر قلبى؟، أى خصلات بيضاء هذه التى غزت رأسك فحولت شعرك إلى اللون الفضى؟، وأى أحزان تسللت إلى قلبك فسلبت عينيك بريقها الآخاذ؟.

وأى أحداث تلك التى قصمت ظهرك فجعلته منحنى هكذا وجعلت بنيتك هزيلة؟، بنيتك وجسدك المفتول القوى ووجهك الذى كان ينضخ شبابًا وطاقة وحيوية، وعيناك المفعمتان بالنور والسحر وكل شىء كنت عليه وصار اليوم ضربا من الماضى السحيق، كل شىء قد كان وسلبنى عقلى لأعوام وجعلنى كنت مفتونة بك لا أراه اليوم!. بل هاجمنى للحظة هاجس أننى كنت فى ضلال، وأن ما كان بداخلى ليس بحب حقيقى، بل انبهار ووله وجنون بشبابك وحديثك الذى كان يطربنى ويشعرنى بالأهمية والقيمة والأنوثة.

لا أدرى لمَ أشعر بالزهد والجمود فى هذه اللحظة التى عشت لأجلها أعواما طويلة، بل كنت لأدفع عمرى ثمنًا لها؟ ولكن كل ما أدركه الآن أننى ربما توقف بى الزمن عند تلك اللقاءات التى كنت أجدك فيها رجلا مفعما بالحياة والقوة والأناقة، رجلا عيناه وأنفاسه وكل ما فيه كان يريدنى بقوة، وأنا كنت مثله، فقد كان الحماس ولهيب الحب والغرام يسرى بدماء كلانا ويحركنا ويدفعنا دفعًا نحو أن تلتحم أجسادنا وتتعانق أرواحنا، كان بريق وزهو وجنون الشباب يلهب أنفسنا ويشعل قلوبنا بالوجد واللذة والشوق.

لكن اليوم عندما رأيتك على تلك الشاكلة هرعت أبحث عن ذاتى، فوجدتنى لست سوى انعكاس لصورتك الباهتة المخيفة، فبُهت وشعرت بالرجفة وخيمت الوحشة على صدرى الخائر وذبلت الكلمات ولم يعد للوقت قيمةً لدىّ.

ثقافة سور الأزبكية قصة قصيرة بريق الماضى

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: ثقافة

إقرأ أيضاً:

أمريكا تكذب ولا تتجمل!!

عكس الفيلم المصرى الشهير (أنا لا أكذب ولكنى أتجمل إنتاج ١٩٨١)، بطولة الراحل احمد زكى الذى كان يكذب على خطيبته ولكنه يحاول فى نفس الوقت تجميل واقعه لكسب رضاء المحيطين به، هكذا تفعل أمريكا فهى تكذب على العالم بإقناع إسرائيل بالسلام، وتتجمل فى ذات الوقت بدعمها بالمال والسلاح، بحجة حماية أمنها وحقها فى الدفاع عن نفسها!!
أحدث الأكاذيب الأمريكية ما أعلنه البنتاجون أمس الأول بأن أمريكا لم تشارك فى عملية (ضاحية بيروت )، ولم تعرف بها الا بعد اغتيال حسن نصر الله، فى الوقت الذى أكدت فيه وسائل اعلام اسرائيلية ان تل ابيب احاطت واشنطن بتوقيت الضربة وهدف العملية قبل تنفيذها، وهذا ايضا ما حاول نفيه وزير الدفاع الامريكى (لويد اوستن) الذى كان يتحدث مع نظيره الاسرائيلى (جالانت) بينما كانت العملية يجرى تنفيذها!!
امر آخر يكشف كذب الرئيس بايدن بأنه وجه وزارة الدفاع ذاتها عقب الضربة مباشرة بضرورة تعديل وضع القوات الأمريكية فى الشرق الاوسط وتعزيزها لضمان حماية الاهداف الأمريكية، واتخاذ السفارات التدابير الوقائية لحماية امنها، ورغم ذلك تخرج تصريحات وزير الدفاع الأمريكى مشددة على ضرورة تجنب الحرب وتظل الدبلوماسية هى أفضل طريقة لتحقيق السلام الاسرائيلى اللبنانى وعودة النازحين من الجانبين إلى ديارهم!!
مرة أخرى يظهر الكذب الامريكى الصريح، حين تأتى تصريحات وزير خارجية الاتحاد الأوربي(بوريل)، بأنه لاتوجد قوة قادرة على وقف مخطط نتنياهو فى غزة ولبنان بما فى ذلك أمريكا نفسها!!
وهنا تتجه الانظار إلى إيران التى تعرضت لثلاث عمليات ارهابية بيد إسرائيل فى أقل من ستة أشهر، من تدمير للسفارة الإيرانية فى دمشق أبريل الماضى، إلى اغتيال اسماعيل هنية رئيس حماس فى يوليو الماضى داخل حصن الحرس الثورى الإيرانى، وفى الجمعة الأخيرة من سبتمبر طالت يدها حسن نصرالله اقوى اذرع إيران العسكرية خارج أرضها ودكت معقل الحزب فى الضاحية الجنوبية بخمسة وثمانين قنبلة خارقة للتحصينات زنة كل منها طن من المتفجرات!!
والآن بعد انتشال جثة الأمين العام لحزب الله من تحت الانقاض، السؤال يطرح نفسه: ماذا عن الرد الإيراني؟ وما مستقبل الحزب بعض نصر الله؟
يرى البعض ان الحزب سوف يتأثر بالطبع بغياب رئيسه الذى كان يتمتع بحضور وكاريزمة مؤثرة، ولكنه سيواصل مسيرته بعقيدته الايدلوجية بعيدا عن الأشخاص، وأن كان هشام صفى الدين المرشح لخلافة نصر الله لايقل ولاء واخلاصا بل وشراسة فى المقاومة قد تفوق سلفه.
أما الرد الإيرانى فلايزال حتى اللحظة محل تقييم ومراجعة، لأن الإقدام عليه باندفاع سوف يحمل المنطقة خسائر فادحة، فى ظل رئيس إيرانى جديد كان يسعى للانفتاح على الجميع، ولاندرى هل سيظل على موقفه، أم أن للضرورة احكام بعد اغتيال رئيس حزب الله ومتى تكشف إيران عن حساباتها فى الرد؟
باختصار: سوف تبقى الحقيقة الواحدة، وسط سحب المؤامرات والمواقف العالمية المتناقضة، ان أمريكا تحمى بلطجة إسرائيل، وتتدعى كذبا انها تحفظ امنها، فهى تكذب ولا تتجمل فهل يفيق الضمير العالمى لوقف هذا الكذب؟!

مقالات مشابهة

  • روسيا: انكماش قطاع التصنيع خلال سبتمبر الماضى للمرة الأولى منذ 28 شهرًا
  • بوسي تثير الجدل بعد ظهورها بملابس قصيرة (صور)
  • وطنك لا يخذلك
  • أمريكا تكذب ولا تتجمل!!
  • الظلم ظُلمات
  • السوبر الإفريقى زمالكاوى
  • عدوان برعاية أمريكية
  • أسرار مظلمة لا تعرفها وراء بريق أشهر المعالم السياحية
  • الحليب في الريف.. «مصدر خير كتير.. قريش وجبنة قديمة وزبدة وفطير»
  • أشرف غريب يكتب: الإسكندرية تنتظر مهرجانها