أشعلت أغنية "تحيا فلسطين" بكلماتها الرنانة والحماسية نفوس الغربيين، ووحدت تضامنهم في مسيرات حاشدة جابت شوارع لندن وستوكهولم ونيويورك خلال الأيام الماضية، رفضا للحرب الإسرائيلية الدائرة منذ نحو شهر على قطاع غزة.

هذه أغنية التي تحمل اسم "تحيا فلسطين" (Leve Palestina)، عادت مجددًا لتنتشر وتظهر للوجهة شرقا وغربا وتحديدًا بتقنية الذكاء الاصطناعي، وظن البعض أنها أغنية حديثة ولكنها تعود إلى سبعينيات القرن الماضي، حيث مر عليها أكثر من 45 عامًا منذ طرحها.

ولكنها عادت بعد أن ردّدها آلاف من المتظاهرين، حيث خرجت كلماتها مرة أخرى إلى النور تنديدًا بالحرب الإسرائيلية التي اندلعت على قطاع غزة مؤخرا.

وتحولت أغنية "تحيا فلسطين"، إلى أيقونة لدعم غزة، ولاقت إعجابًا ورواجًا كبيرًا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعى.

وقام البعض باستخدامها على صور ولقطات للشعب الفلسطيني من خلال تقنية الذكاء الاصطناعي، ومنها لقطات تواجدهم في أرضهم وابتسامة بريئة وكأنهم تحرروا، رغم هدم ودمار الأرض بأكملها، من قبل هجمات وضربات جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وحظي أحد مقاطع تلك الأغنية على منصة "تيك توك" بنحو مليوني مشاهدة خلال أسبوع واحد فقط، وأُرفق هذا المقطع بترجمة عربية للأغنية الأصلية.

Leve palestina ✊???????? pic.twitter.com/4rXvaUHEQO

— Emelia ???????? (@Bernadotte22) November 2, 2023

اقرأ أيضاً

تضامنا مع الفلسطينيين.. ناشطون أجانب يؤدون أغنية الثورة الإيطالية على حاجز إسرائيلي

كما وصفت بعض وسائل الإعلام والمنصات، الأغنية بأنها بمثابة "أيقونة" الاحتجاجات الغربية الداعمة لفلسطين، و"نشيدا أمميا" جديدا ضد الصهيونية.

وتقول كلمات الأغنية: "تحيا تحيا تحيا فلسطين.. تحيا فلسطين وتسقط الصهيونية.. نحن زرعنا الأرض.. ونحن حصدنا القمح.. ونحن قطفنا الليمون.. وعصرنا الزيتون.. وكل العالم يعرف أرضنا، تحيا تحيا تحيا فلسطين".

وتضيف: "تحيا فلسطين وتسقط الصهيونية.. ونحن رمينا الحجارة على الجنود والشرطة.. ونحن أطلقنا الصواريخ على أعدائنا.. وكل العالم يعرف عن كفاحنا".

وتتابع: "تحيا تحيا تحيا فلسطين، تحيا فلسطين وتسقط الصهيونية.. سوف نحرر أرضنا من الإمبريالية .. وسوف نعمر بلادنا نحو الاشتراكية.. العالم بأجمعه سيشهد ذلك".

وكانت الأغنية واحدة من أعمال فرقة "كوفية" الموسيقية التي أسسها جورج توتاري، لتعريف الغرب بالقضية الفلسطينية وأصولها، وعملت على نفقاتها الخاصة لسنوات.

في السويد المحتجون على حرب إسرائيل على غزة يرددون منذ ليالي هذه الأغنية (leve palestina) التي ألفتها فرقة فلسطينية كانت تعيش في السويد. ألفوها بالعربية وباللغه السويدية والمغنية التي تنشدها سويدية الاغنية تم حظرها مرات عدة لكنها مازالت حية pic.twitter.com/sYtzkMyiUk

— حقائق مذهلة (@facts444) November 2, 2023

اقرأ أيضاً

صفقة تشاو.. أغنية فلسطينية ترفض خطة ترامب للسلام (فيديو)

وتوتاري الحامل لقضية وطنه وشعبه عند تأسيس فرقته عام 1972، جذب زملاء له من الجامعة من السويديين اليساريين المؤيدين للقضية الفلسطينية، وصديقا له من مدينة القدس.

وولد توتاري عام 1946، ونعم بالحرية في فلسطين قبل النكبة بعامين، ومن ثم إحباط نكسة عام 1967، قال في تصريحات عدة، إنه غنى بالسويدية لإيصال حقيقة القضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين في هذه الأرض إلى جمهور "لم يكن يعرف شيئا عن الفلسطينيين وسفارات عربية لم تعمل لصالح القضية الفلسطينية".

وأشار إلى أن حرصه على تعريف العالم بهوية وحقيقة الشعب الفلسطيني.

وخرجت أغنية "تحيا فلسطين" في ألبوم غنائي يحمل اسم "أرض وطني"(Earth of My Homeland)  عام 1978، وهو الألبوم الثاني لفرقة "كوفية" التي أنتجت إجمالا 4 ألبومات غنائية فقط، كان آخرها عام 1988 الذي صدر بالتزامن مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987-1993).

ومنذ ذلك الوقت، أصبحت "تحيا فلسطين" نشيدا يطلقه الشبان في السويد تحديدا، تعبيرا عن تأييدهم للقضية الفلسطينية، إلى أن تحولت ذات مرة إلى أغنية معاداة للسامية، وهي التهمة التي سرعان ما تصدى لها مدافعون عن حقوق العمال ومبادئ الاشتراكية في السويد، وتوتاري نفسه.

وأثارت "تحيا فلسطين" جدلا في السويد، عندما غناها متظاهرون من شباب الحزب الاشتراكي السويدي في يوم العمال العالمي عام 2019.

واتهمت الأغنية بمعادة السامية، لكونها تتضمن عبارة "لتسقط الصهيونية"، لدرجة أن البرلمان السويدي عقد جلسة لمناقشة مضمون الأغنية، والتأكد من عدم تطرف الحزب وشبابه.

أغنية سويدية
"تحيا فلسطين"

كلمات الأغنية:
"تحيا فلسطين
نحن زرعنا الأرض، وحصدنا القمح، وقطفنا الليمون وعصرنا الزيتون، وكل العالم يعرف أرضنا"#غزه_تقاوم#فلسطين_تقاوم#الكيان_الصهيوني pic.twitter.com/RuR8UGMNw9

— خالد الوهيبي (@khalidalwhebi2) November 9, 2023

اقرأ أيضاً

جماهير الرجاء المغربي تدعم القضية الفلسطينية بأغنية مميزة (فيديو)

وفي ذلك الوقت، نفى توتاري أن تكون أغنيته معاداة للسامية، إضافة إلى أنه شدد على أن الأغنية تدعو إلى حث العالم على "التخلص من نظام فرض السيطرة على الآخرين بقوة السلاح".

وأشار إلى أنه من خلال كلمات أغنيته أراد إيصال رسالة للعالم بأن "للفلسطيني الحق في وطنه.. إذا كان اليهود يعيشون هناك أيضا، يمكننا العيش معا بمساواة، ليس كما هو الحال الآن".

ورغم توقف الفرقة عن إنتاج ألبومات غنائية جديدة منذ 35 عاما، فإن توتاري لا يزال يكشف عن حنينه لوطنه وأمله في التحرير من خلال كلمات يدونها يوميا في رسائل يتداولها بين أصدقائه، فهي بالنسبة له قضية "عشق".

ويحرص أيضا بين الفترة والأخرى على إقامة بعض الحفلات المستقلة الداعمة للقضية الفلسطينية، والتي ينظمها أعضاء فرقة "كوفية" على نفقاتهم الخاصة، ويكون ريعها موجها لدعم الشعب الفلسطيني والمؤسسات المعنية بإغاثة الفلسطينيين بينها "الهلال الأحمر الفلسطيني".

وأكد توتاري في كافة حوارته الصحفية والمصورة، أن كل ما يحتاجه هو "احترام وتقدير" أعضاء فرقة "كوفية" الذين وصفهم بأنهم "يناضلون معنا بصمت".

ولا يزال توتاري يحاول خدمة قضيته من خلال الموسيقى، بضمه عددا من الموسيقيين المحترفين الشباب إلى أعضاء "كوفية" المؤسسين، بيد أن تسجيل مزيد من الأغنيات وطرحها يحتاجان دعما ماديا لم يتمكن بعد من توفيره.

وبجانب الفن، يكرس الفنان الفلسطيني وقته لأحفاده والإشراف على مطعم عربي، كان افتتحه في السويد ويتولى أحد أبنائه إدارته.

أغنية سويدية "تحيا فلسطين"
اكتسحت وسائل التواصل الاجتماعي pic.twitter.com/cBNIryTBS6

— د. براك القلاف (@Doctor_q8) November 3, 2023

اقرأ أيضاً

(إسرائيل) تحتج لدى هولندا على أغنية تنتقد قمعها للفلسطينيين

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: تحيا فلسطين أغنية أغنية سويدية السويد تحیا فلسطین فی السوید اقرأ أیضا pic twitter com من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

أحمد سعد الدين: الأغنية والسينما جسّدتا بطولات الحروب.. وعلينا توثيق التاريخ للأجيال القادمة

أكد الناقد الفني أحمد سعد الدين أهمية الدور الذي لعبه الفن المصري في توثيق الحروب والانتصارات الوطنية، مشيرًا إلى أن الأغاني والأعمال السينمائية كانت من أبرز الوسائل التي عبرت عن تلك اللحظات التاريخية، رغم وجود حاجة ملحّة لتوثيق أعمق وأكثر شمولًا.

ناقد: الفن المصري نجح في توثيق الحروب والانتصاراتهشام الحلبي: الحرب على غزة تؤثر على اقتصاد الولايات المتحدة

وأوضح سعد الدين، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلاميين أحمد دياب ونهاد سمير في برنامج "صباح البلد" المذاع على قناة "صدى البلد"، أن الأغاني الوطنية كانت الوسيلة الأسرع والأكثر تأثيرًا في نقل مشاعر الجمهور، وإحياء الذاكرة الجمعية حول الحروب. ولفت إلى الأغنية الشهيرة "على الربابة" التي كتبها بليغ حمدي وغنتها الفنانة وردة يوم السادس من أكتوبر 1973، والتي أصبحت رمزًا لتلك المرحلة.

وتناول الناقد الفني إسهام السينما المصرية في توثيق البطولات، مشيرًا إلى أفلام مهمة مثل "الرصاصة لا تزال في جيبي"، الذي وصفه بأنه أيقونة في تاريخ السينما الحربية المصرية، لكنه انتقد في الوقت ذاته ضعف الإنتاج السينمائي المعبر عن تلك الحقبة في السنوات الأخيرة، واعتبره تقصيرًا في نقل البطولات إلى الأجيال الجديدة.

وأرجع سعد الدين هذا التراجع إلى ارتفاع تكلفة إنتاج الأفلام الحربية والتاريخية، وهو ما يجعل القطاع الخاص يفضل الأعمال ذات التكلفة الأقل والعائد السريع، على حساب توثيق المحطات الوطنية الكبرى.

ووجه رسالة إلى صناع السينما والمنتجين بضرورة إعادة النظر في أولوياتهم، داعيًا إلى الاستثمار في توثيق التاريخ المصري من خلال أعمال فنية تقدم قصصًا واقعية لم تُروَ بعد، خاصة أن حرب أكتوبر وحدها تزخر بتفاصيل ومعارك تصلح لإنتاج عشرات الأفلام.

طباعة شارك السينما الأغنية الحروب الأعمال السينمائية الفن المصري

مقالات مشابهة

  • قبل انطلاق أمم أفريقيا.. اجتماع تنسيقي للكاف مع المنتخب الوطني تحت 20 عاما
  • أحمد سعد الدين: الأغنية والسينما جسّدتا بطولات الحروب.. وعلينا توثيق التاريخ للأجيال القادمة
  • تحيا فلسطين نصف قرن من نشيد مناهضة الحرب بالسويد
  • الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تدعو للمشاركة في يوم الغضب العالمي ومحاصرة السفارات الأمريكية
  • اكتشاف مقابر أثرية تعود إلى الحقبة الكنعانية في مدينة الخليل الفلسطينية
  • صلاح بن البادية- سيرة رائد الحداثة الروحية في الأغنية السودانية
  • عطاف يُجري محادثات على انفراد مع نظيرته السويدية
  • إسطنبول: المدينة التي حملت أكثر من 135 اسمًا عبر التاريخ
  • “اشتري انتي أو اطلبي دليفري”.. سميرة تطلب الخلع أمام محكمة الأسرة: خايف على شكله ومابيروحش السوق!!
  • البحرين.. صورة البناية التي سقطت من شرفتها امرأة تحاول النجاة من حريق والداخلية تكشف تفاصيل