«أطفال الشوارع» أزمة تبحث عن حل
تاريخ النشر: 5th, July 2023 GMT
تسير عقارب الساعة ببطء حتى وصلت إلى السادسة مساءً، لتجد عددا كبيرا من المراهقين منتشرين فى الشوارع، فمنهم من يمشى حافى القدمين على أسفلت الشارع، وأخرى تحمل طفلا رضيعا تشعر بأن فارق السن بينهما أعوام قليلة، بينما يسير أحدهم وعلى وجهه نظرة خاوية والضمادات تغطى معصميه لتدرك بعدها أنه يخفى جروحا ناتجة عن محاولة انتحار سابقة، وآخر يتتبع بعيون دامعة أبًا ممسكًا بيد ابنه ويربت على كتفيه ممازحًا إياه.
أخبار متعلقة
«كنت بأدبه».. أب يقتل نجله الطفل بسبب اللعب في الشارع
الميكروباص «الطائش» يدهس طفلة ووالدتها في الشارع الجديد بشبرا الخيمة
العثور على طفلة رضيعة رفقة فتاة مجهولة في أحد شوارع بنها
«المصرى اليوم» جابت تلك الشوارع ورصدت أحوال عدد من الأطفال ممن أجبرتهم الظروف على التسول فمنحوا لقب «أطفال شوارع».
يقول «محمد.م»، أحد الأطفال، إن والدته ووالده مصابان بمرض السرطان ويقيمان بغرفة فوق السطوح بمنطقة بولاق الدكرور، مؤكداً أنه اعتاد منذ سنوات أن يتوجه للشارع ويستجدى المارة من أجل بضعة جنيهات.
وأردف الطفل، الذى لم يتجاوز عمره الـ9 سنوات، أن شقيقته الكبرى ترافقه ليلا ونهارا، وبعض الأشخاص يعطونهم أموالا قليلة وآخرون يتطاولون عليه بالسب وأحيانا الضرب.
أما «سيف» ذو الــ 11 عاما، فلا يعلم أين والديه، فيتوجه منذ الصباح الباكر من منطقة بهتيم إلى منطقة وسط البلد من أجل جنيهات قليلة، فأحياناً بعد يوم طويل من السير فى كل شوارع المنطقة يتحصل على 50 أو 60 جنيهاً، مشيرًا إلى أنه يطلب من المارة أى أموال أو حتى بواقى طعامهم ليسد جوعه.
ووسط كل هذه الرويات تجد الطفلة شروق بملامحها الرقيقة البريئة تقول إنها تتسول برفقة والدتها فى محطات مترو الأنفاق منذ عدة سنوات بعد انفصال والديها، وإنها تعمل لمدة 12 ساعة يوميًا برفقة والدتها، ثم تعود إلى مسكنها فى منطقة المرج مساءً لشقيقها المصاب بورم ويحتاج لعلاج يومى.
الأطفال يتحدثون لمحررة «المصرى اليوم»
وفى السياق ذاته، يقول عبد الرازق مصطفى، المحامى بالنقض والخبير الحقوقى، إن المجتمع يعانى من جرائم التسول والمتاجرة بالأطفال من خلال الدفع بهم للشوارع واستجداء المارة للحصول على أموالهم، وهذه الأفعال طبقا للقانون ليس مجرد جريمة تسول كما يعتقد البعض، ولكنها فى الحقيقة تندرج تحت جرائم الاتجار بالبشر.
وأضاف أن المادة (291) من قانون العقوبات تنص على أنه يحظر كل مساس بحق الطفل فى الحماية من الاتجار به أو الاستغلال الجنسى أو التجارى أو الاقتصادى، أو استخدامه فى الأبحاث والتجارب العلمية، ويكون للطفل الحق فى توعيته وتمكينه من مجابهة هذه المخاطر.
وأوضح أن قانون 64 لسنة 2010 عرف جريمة الاتجار بالبشر بأنها: التعامل فى شخص طبیعى بأى صورة مثل البیع أو الشراء أو النقل أو التسلیم أو الإیواء، سواء فى داخل البلاد أو خارجها، واستخدام أى وسیلة مثل استعمال القوة أو العنف أو التهدید أو الاختطاف أو الخداع أو استغلال السلطة أو استغلال حالة الضعف أو الحاجة، مقابل الحصول على موافقة شخص على الاتجار بشخص آخر له سیطرة علیه.
وأكد أنه تتحقق أركان تلك الجريمة إذا كان التعامل قصد الاستغلال بأى صورة، بما فى ذلك الاستغلال الجنسى، والاستغلال، أو الاسترقاق، أو الممارسات الشبیهة للأطفال فى الدعارة أو السخرة أو الخدمة قسرا
الرق، أو التسول أو استئصال الأعضاء البشر.
وتابع أنه نظرا لخطورة جريمة الاتجار بالبشر وآثارها الضارة على أمن وسلامة الأفراد والمجتمع، حرص المشرع المصرى على أن يحصل الجناة مرتكبو الجريمة على عقوبات قد تصل للسجن المؤبد، وذلك تحقیقا لما وضعه المشرع من عقوبة السجن لمبدأ الردع العام لكل من حرض على ارتكاب جريمة الاتجار بالبشر ولو لم یترتب على التحريض أثر. وأوضح أن عقوبة ارتكاب جريمة الاتجار البشر، وفقًا لنص القانون المصرى رقم 64 لسنة 2010
على أنه: «يعاقب كل من ارتكب جريمة الاتجار البشر بالسجن المشدد لمدة لا تقل عن ٣ سنوات ولا تزيد عن ١٥ سنة، وغرامة لا تقل عن ٥٠ ألف جنیه مصرى، ولا تتعدى ٢٠٠ ألف جنيه، أو بغرامة مساوية لما عاد على المجرم من أرباح».
حوادث أطفال الشوارع محاولة انتحار التسول منطقة بولاق الدكرورالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: حوادث
إقرأ أيضاً:
مشاهد من حيفا... مروحيات إسرائيليّة تبحث عن مسيّرات حزب الله (فيديو)
قامت المروحيات الإسرائيليّة بعمليّة تمشيط في منطقة خليج حيفا، بحثاً عن طائرات مسيّرة أطلقها "حزب الله" من جنوب لبنان. وأُطلِقَت صفارات الإنذار بعد رصد تحليق المسيّرات في سماء فلسطين المحتلة. وأعلن الجيش الإسرائيليّ أنّ سلاح الجوّ نجح باعتراض كافة المسيّرات التي أُطلِقَت من لبنان إلى الجليلين الأعلى والغربيّ. (رصد لبنان 24)
مشاهد تظهر مروحيات إسرائيلية تمشط منطقة خليج حيفا بحثا عن مسيرات أطلقت من جنوب لبنان#قناة_الحدث pic.twitter.com/HFNxAQGacl
— ا لـحـدث (@AlHadath) November 8, 2024