أمين الورافي: اليمن تواصل اسناد أحرار فلسطين ودعم الجهاد المقدس محمد أحمد مداعس: »طوفان الأقصى« معركة جهادية للتحرر من هيمنة الكيان الغاصب أحمد يجيى البناء: اليمن ستظل إلى جانب الحق العربي والإسلامي أحمد يحيى السياني: المواقف اليمنية إلى جانب محور المقاومة تبرهن أصالة هذا الشعب شائف صالح النعيمي: »طوفان الأقصى« هي معركة كل الأحرار محمد سعد الأشرم: التأييد الإلهي سيكون إلى جانب المرابطين في مسرى الرسول الكريم
الثورة/ عادل محمد
«طوفان الأقصى» هي معركة بين الحق العربي والإسلامي وبين الزيف اليهودي.
«الثورة» التقت العديد من الشخصيات التي أكدت أن المشاركة في هذه المعركة مسؤولية إيمانية تقع على عاتق كل فرد من أفراد الأمة العربية والإسلامية وهنا المحصلة: البداية مع
الأخ أمين الورافي- الأمين العام للمجلس المحلي في محافظة إب الذي تحدث قائلا: بعون الله سبحانه وتعالى وتأييده تواصل بلادنا اسناد احرار فلسطين ودعم الجهاد المقدس من أجل دحر كيان الاحتلال وتحرير مقدسات العروبة والإسلام. وأشاد بالموقف اليمني المساند لأبطال المقاومة في عموم الوطن الفلسطيني. وتابع: موقف
الشعب اليمني لم يقتصر على الشجب والاستنكار بل تطور إلى استهداف كيان العدو الإسرائيلي بما يؤكد أن بلادنا لا تقف على الحياد بل هي في صميم معركة «طوفان الأقصى» التي ستكون المعركة الفاصلة بين الحق العربي الإسلامي والباطل الصهيوني. وأضاف أن المرحلة القادمة هي مرحلة الحشد والتأييد لنصرة المقدسات وبناء أمة لا تهاب الأعداء. ونوه بأهمية المشاركة في تعزيز صمود وثبات المرابطين في أرض الأنبياء ودعم المقاومة بكل اشكال الدعم والمساندة. ذاكرة الأجيال الأخ محمد أحمد مداعس- مدير عام المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي في أمانة العاصمة تحدث قائلا: الوطن اليمني يحتشد اليوم لاسناد أبطال فلسطين في أرض الرباط والجهاد وقد برهن أبناء الشعب أن قضية المقدسات هي مرتكز التضامن الإسلامي في مواجهة العدو الإسرائيلي. وأشاد بتفاعل يمن الإيمان والحكمة مع القضية المركزية للأمة التي يحاول الأعداء طمسها وتغييبها عن ذاكرة الأجيال. وأضاف: معركة «طوفان الأقصى» هي معركة جهادية للتحرر من هيمنة الكيان الغاصب لينال الشعب الفلسطيني الحرية والاستقلال. ونوه الأخ محمد أحمد مداعس: بأن معركة «طوفان الأقصى» هي مرتكز بناء أمة قوية لا تهاب الأعداء وأن جرائم الاحتلال لن تمر بدون عقاب وأن ما تم تقديمه من تضحيات هو ثمن السيادة والكرامة. محل اعتزاز الأخ أحمد يحيى البناء – المدير التنفيذي لصندوق النظافة والتحسين في محافظة ذمار أوضح أن معركة «طوفان الأقصى» أعادت للساحة الإسلامية والدولية دور الجماهير في صنع القرار ورفض هيمنة الأنظمة الاستعمارية. وأشار إلى أن استهداف العدو الإسرائيلي بصواريخ ومسيرات يمنية هو محل فخر واعتزاز كل الشرفاء والأحرار في العالم العربي والإسلامي، حيث أكد المجلس السياسي الأعلى في عاصمة الصمود صنعاء أن «تجاوز العدو للخطوط الحمراء يحتم على اليمن القيام بواجبها الديني والمبدئي تجاه ذلك». وقد أشار إلى ذلك قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوتي الذي أكد في بداية معركة «طوفان الأقصى» أن اليمن جاهز للمشاركة العسكرية بالصواريخ والطائرات المسيرة وبخيارات عسكرية فاعلة في حال تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر في فلسطين أو أقدم العدو الإسرائيلي على تجاوز الخطوط الحمراء في قطاع غزة. وتابع الأخ أحمد يحيى البنا: بلادنا ستظل إلى جانب الحق العربي والإسلامي والدفاع عن مقدسات العروبة والإسلام. الزيف اليهودي الأخ أحمد يحيى السياني- مدير فرع شركة كمران للصناعة والاستثمار محافظة إب أكد أن وقوف الشعب اليمني إلى جانب محور الجهاد والمقاومة في مواجهة التوحش الإسرائيلي يبرهن أصالة أبناء الشعب. وأضاف أن معركة «طوفان الأقصى» هي المعركة الفاصلة بين الحق العربي والإسلامي وبين الزيف اليهودي. وتابع: المرحلة القادمة تستوجب توحيد الجهود وتوجيه بوصلة العداء نحو العدو الحقيقي للأمة العربية والإسلامية وتعزيز التلاحم الإيماني في مواجهة الأجندة الإسرائيلية المدعومة من الغرب الكافر. وأشار الأخ أحمد يحيى السياني إلى أن بلادنا بحمد الله سبحانه وتعالى وتأييده تمتلك السلاح الذي يردع الأعداء. وأكد أن اليمن استطاعت إفشال مخططات الأنظمة الاستكبارية الهادفة إلى احتلال الأرض ومصادرة الهوية وحيا مواقف شعب الإيمان والحكمة في الانتصار لغزة الصامدة. معركة الأحرار الأخ شائف صالح النعيمي- مدير مكتب الضرائب في محافظة ذمار أوضح أن معركة «طوفان الأقصى» هي معركة كل الأحرار في العالم العربي والإسلامي وأن أنظمة التطبيع سقطت سقوطا مريعا في مربع الارتهان لأعداء الأمة. وقال: الشعب اليمني يخوض معركة الحرية والاستقلال جنبا إلى جنب مع أبناء فلسطين، حيث بارك المجلس السياسي الأعلى في عاصمة الصمود صنعاء العملية الجهادية معركة «طوفان الأقصى» وقال أن هذه المعركة كشفت ضعف وهشاشة وعجز الكيان الصهيوني المؤقت وأظهرت للعالم مدى قوة وفاعلية المقاومة في فلسطين وقدرتها على ضرب العمق الإسرائيلي واقتحام المستوطنات وقتل الصهاينة وأسر جنودهم. وأكد المجلس السياسي الأعلى أن عملية «طوفان الأقصى» ضد الكيان الصهيوني هي معركة الكرامة والعزة وهي معركة الدفاع عن الأمة وعن المقدسات. وأضاف الأخ شائف النعيمي أن الضربات الصاروخية اليمنية تبرهن أن اليمن لا تقف على الحياد في مسيرة الصراع مع أنظمة الاستكبار والتوسع الاستعماري. الجهاد المقدس من جانبه أكد الأخ محمد سعد الأشرم- مدير عام فرع شركة النفط اليمنية في محافظة إب أن: كفاح أبناء فلسطين للتحرر من طغيان الكيان الصهيوني هو كفاح مشروع ومكفول من كل القوانين والمواثيق. وأشار إلى أن التضحيات في أرض الجهاد المقدس لن تذهب هدراً وبعون الله سبحانه وتعالى سيكون النصر والتأييد الإلهي إلى جانب المرابطين في مسرى الرسول الأكرم محمد صلوات الله عليه وآله وسلم. وتابع: بلادنا لا تقف على الحياد في مسيرة الصراع مع كيان العدو الغاصب وقد جاءت الهجمات الصاروخية اليمانية في عمق كيان الاحتلال لتؤكد المشاركة الفعلية في هذا المسار الجهادي. وقال الأخ محمد سعد الأشرم: إن الجمهورية اليمنية تخوض معركة حاسمة ومصيرية ضد أنظمة الاستكبار العالمي بقيادة الصهيونية العالمية (أمريكا وإسرائيل). وأكد أن اليمن استطاعت إفشال مخططات اخضاع البلاد لأجندة واشنطن. مصدر فخر الأخ علي محمد الضوراني- مدير عام فرع شركة النفط اليمنية في محافظة ذمار بارك الهجوم اليماني على أهداف متنوعة في عمق الكيان الغاصب. وقال إن وصول الصواريخ والمسيرات من أرض الإيمان والحكمة إلى قلب العدو الإسرائيلي هو مصدر فخر واعتزاز لكل أبناء العروبة والإسلام. وتابع أن هذا التطور الاستراتيجي يؤكد أن مقاومة الاحتلال هي مسؤولية إيمانية تقع على عاتق كل فرع من أفراد الأمة العربية والإسلامية. وأشاد بالمواقف اليمنية المساندة اليمنية المساندة لاستقلال فلسطين وتحرير الأرض العربية والأماكن المقدسة من هيمنة الصهانية. وأضاف الأخ علي محمد الضوراني: بلادنا اليوم تقف في صدارة الدول التي تناهض جرائم إسرائيل. شموخ وعنفوان من جانبه قال الدكتور يحيى الضبعي- مدير فعر مكتب الهيئة اليمنية للمواصفات والقماييس في محافظة ذمار: الشعب اليمني اليوم بكل شموخ وعنفوان يساند قضية المقدسات ويقف إلى جانب انتصارات الشعب الفلسطيني في معركة تحرير الأماكن المقدسة من هيمنة كيان العدو الإسرائيلي. وتابع: شعبنا اليمني المؤمن الحكيم باعتماده على الله سبحانه وتعاني رفض الخنوع لأعداء الأمة ولم تفلح كل المخططات لاخضاع اليمن لأجندة التطبيع والتقارب مع الصهاينة. وأشار إلى أن جرائم كيان الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني تبرهن صوابية النهج الذي تسير عليه الجمهورية اليمنية في التحرر من هيمنة الاستكبار والتوسع الاستعماري وهذه الجرائم تتم بمساندة الأنظمة الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة وبهذا الصدد يقول قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي منذ نشأة الكيان الغاصب، كانت نشأته قائمة على الإجرام على القتل اليومي، على الاعتداءات بكل أشكالها على الاغتصاب للأرض، على المصادرة للحقوق، على ممارسة الاختطاف والقتل والتعذيب ضد الشعب الفلسطيني ومنذ يومه الأول كان الكيان الصهيوني ربيباً للدول المستكبرة الاستعمارية بدءاً ببريطانيا وانتهاء بأمريكا وحظي في كل مراحله وإلى الآن ولا زال يحظى بدعم مفتوح وتبن كامل. العطاء الجهادي إلى ذلك تحدث الأخ كمال القطني -مدير عام المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي في محافظة إب عن أهمية اسناد محور المقاومة والجهاد واستمرار التفاعل العربي والإسلامي لدعم صمود الشعب الفلسطيني وهو يواجه الهجمة الوحشية الصهيونية التي تستهدف مقدسات العروبة والإسلام. وقال: مواقف الشعب اليمني تنطلق من هوية الإيمان وبما يوجبه الانتماء للدين الإسلامي الحنيف وأهمية استشعار المسؤولية الدينية تجاه هذه المظلومية الواضحة. وتابع: شعبنا اليمني المؤمن الحكيم يواصل العطاء الجهادي لأبطال المقاومة في أرض الأنبياء وبعون الله سبحانه وتعالى وتأييده سوف تشهد المرحلة القادمة احتشاد الوطن اليمني بكل عوامل الدعم والتأييد لمعركة «طوفان الأقصى» حتى تحقيق الاستقلال الكامل وتحرير الأرض العربية من طغيان العدو الإسرائيلي المؤقت. أرض الأنبياء الأخ محمد الخميسي -مدير فرع شركة كمران للصناعة والاستثمار بمحافظة ذمار قال: إن الشعب اليمني يحتشد اليوم لنصرة القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية ودعم المقاومة في أرض الأنبياء بكل عوامل الدعم والاسناد. وأشار إلى أن أبناء اليمن يفوضون قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوتي في اتخاذ الخيارات الاستراتيجية لمواجهة التوحش الصهيوني بحق أبناء الشعب العربي الفلسطيني. وأكدد الأخ محمد الخميسي أن معركة «طوفان الأقصى» هي معركة بين الحق والباطل وان التأييد الإلهي سيكون إلى جانب المجاهدين في محور المقاومة. الجماهير اليمنية الأخ جمال غوبر- مدير فرع أمانة العاصمة، شركة كمران للصناعة والاستثمار بارك الهجوم اليماني على أهداف في عمق كيان الاحتلال وأشار أن بلادنا بحمد الله سبحانه وتعالى تمتلك قيادة إيمانية حكمية وقد نال قائد الثورة تفويض الجماهير اليمنية في اتخاذ القرارات الاستراتيجية دعما لمعركة «طوفان الأقصى» واسناد أبناء فلسطين من أجل دحر الاحتلال الصهيوني وتحرير المقدسات الإسلامية. وقال الأخ جمال غوبر: إن اليمن تقف في صداره الدول التي تدافع عن الحق العربي والإسلامي في مواجهة الاستكبار والتوحش.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
ما بعد طوفان الأقصى
19 يناير 2025م.. دخلت الهدنة بين إسرائيل وحماس مرحلة التطبيق، بعد مفاوضات عويصة تلازمت مع حرب الإبادة التي شنتها القوات الإسرائيلية على غزة؛ إثر العملية التي قامت بها حماس في 7 أكتوبر 2023م باسم «طوفان الأقصى»، حيث وضعت إسرائيل ثلاثة أهداف لحربها؛ هي: فك الأسرى من يد حماس، وتدميرها، وتهجير أهل غزة. اليوم.. إسرائيل ترضخ لحماس وفق شرطها بألّا تسلم الأسرى إلا بعد إيقافها الحرب وانسحابها من غزة.
حتى الآن.. لا توجد اتفاقية لوقف الحرب نهائياً، وإنما هي هدنة لفترة 42 يوماً يتبادل فيها الطرفان الأسرى، وهذه هي المرحلة الأولى، مع خطة لمواصلة المفاوضات في مرحلتين قادمتين. ومع ذلك؛ يمكننا الحديث عن «مرحلة ما بعد طوفان الأقصى»، لأن مسار مرحلة الطوفان قد تحددت، ولا يُتوقع مسار آخر يُحدِث فرقاً فيما لو استمرت الحرب؛ غير مزيد من الإبادة والتدمير، ومزيد من الخسائر الباهظة تتكبدها إسرائيل، كما أن أمريكا في ظل إدارة دونالد ترامب تجنح لإنهاء الحرب.
إسرائيل.. لم تحقق أهدافها من الحرب، وقامت بأسوأ إبادة في العصر الحديث، بغية كسر إرادة الشعب الفلسطيني في غزة، وإجباره للتخلي عن الوقوف مع المقاومة، فخسرت إسرائيل أمام صلابته.. بل ثارت شعوب العالم ضدها. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية حكماً باعتبار القادة الإسرائيليين مجرمي حرب، ولم يستطع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يقنع شعبه بأن الحرب هي السبيل لتحرير الأسرى، فخرج الإسرائيليون ملء شوارع تل أبيب مطالبين بتحريرهم، وأخيراً.. رضخ لضغوطهم وللضغوط الدولية، ولفشله في تحقيق أهداف الحرب.
استطاعت إسرائيل تفكيك محور المقاومة، بعد اغتيالها قيادات عليا في حزب الله وحماس وقيادات عسكرية إيرانية، وحيّدت حزب الله وإيران والمقاومة العراقية، مما جعل نتنياهو يدعو إلى تشكيل شرق أوسط جديد تكون إسرائيل محوره. وأعطت الحرب إسرائيل موثوقية أن الغرب لن يتخلى عنها، وأنه لا توجد قوة دولية قادرة على تغيير خارطة المنطقة لتهديد وجودها، غافلة عن تغيّر المواقف بتغيّر المصالح.
ليس أمام إسرائيل خطة حاسمة لما بعد الطوفان.. فمسار السلام فشل، واستعمالها العنف أضر بها، وستعاني كثيراً من الجيل الفلسطيني القادم؛ الذي يحمل عقيدة تحرير فلسطين والثأر من الكيان الذي أباد أهله ودمر مجتمعه. والتطبيع.. أصبح طريقه وعراً بين شعوب المنطقة، يشكل خطراً ليس على إسرائيل وحدها، وإنما كذلك على الدول المطبعة معها. ولعل الخيار الأخف لإسرائيل والتي عليها أن تفكر جدياً به هو «حل الدولتين»، والتي ستفرض المقاومة شروطها على رسم حدود الدولة الفلسطينية فيه.
المقاومة الفلسطينية.. أثبتت بأنها رقم صعب، تمكنت خلال العقود الماضية أن تنمو عسكرياً وسياسياً واجتماعياً، وكشفت الحرب أن حماس لم تعد جماعة، وإنما أصبحت دولة بعناصرها الممكنة تحت الاحتلال، فقد استطاعت حشد الشعب الفلسطيني معها، الذي لم تنكسر عزيمته طيلة الحرب، فخرج مؤيداً لها في تبادل الأسرى. واستطاعت أن تدير المعركة منذ بدايتها حتى نهايتها. كان كل شيء محسوباً لديها حتى لحظة تسليم الأسرى؛ حيث خرج جيشها بكامل أبهته، ولم يتغير انطباع أسرى هذه الدفعة عن انطباع أسرى الدفعة السابقة عند بداية الحرب؛ من الإعجاب والتقدير لحماس بالحفاظ على نفوسهم ومعاملتهم بالحسنى.
حماس.. خسرت كثيراً في الحرب، فقد قتل الكثيرون من جندها، واغتيل بعض قادتها؛ في مقدمتهم إسماعيل هنية ويحيى السنوار، ونَقَصَ عتادها العسكري، وتأثرت نفسياً من الإبادة الجماعية لشعبها والتدمير شبه الكامل لغزة. لكن من أهم ما حققته حماس قدرتها على مواصلة الحرب، رغم تحييد جبهة الإسناد، وهذا يدل أنها قادرة على خوض حروب قادمة، فقد أصبحت تصنع السلاح من مواد متوفرة في قطاع غزة، مما يجعل حكومات المنطقة تنظر إليها باعتبارها كياناً باقياً، وأن إزالتها من الوجود لم يعد وارداً.. بل صمودها عزّز فكرة المقاومة نفسها، وقوّى من صمود بقية الفصائل. كما أنها أفشلت «خطة اليوم التالي للحرب» التي أعدتها إسرائيل لإدارة قطاع غزة من دون حماس.
المقاومة الفلسطينية.. أمامها طريق شاق من إعادة بناء غزة وترميم نفوس الشعب، وإعادة بناء استراتيجيتها لما بعد الطوفان. وما حصل من إبادة ودمار يجعلها تحسب ألف حساب قبل القيام بعملية أخرى؛ على الأقل خلال عشر سنوات قادمة. لكنها ستعمل على إعادة تأهيل قواتها، وسيتكون لديها جيل جديد؛ متسلح بخطط وأفكار أكثر ثوريةً، في فضاء رقمي مفتوح. الآن نرى فصائل، وغداً؛ جيشاً أكثر تنظيماً وثقةً بنفسه. أما السلطة الفلسطينية في رام الله.. ففي طريقها للتغيّر، وستنتهي حكومة محمود عباس، وتحل محلها سلطة وطنية توافقية بعقيدةٍ مقاوِمة، هذا ما سيفرضه الجيل الجديد في الضفة الغربية.
إيران.. خرجت مهيضة الجناح من الحرب، خسرت مجموعة من قيادات الإسناد، وفقدت موطئ قدمها بسوريا، وضعف نفوذها بلبنان بعدما فقدت حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله حليفها الأهم بالمنطقة. تأتي خسارة إيران وهي تشهد جدلاً سياسياً وشعبياً في طبيعة نظام الحكم مع تقدم عمر المرشد الأعلى علي خامنئي. لكن علينا أن نفهم المسار العام لإيران، فنظامها السياسي ديناميكي، ولديه قدرة على المراجعة الفورية لإعادة تموضعها في المنطقة، وإعادة بناء استراتيجياتها بما يواكب المتغيرات وأمنها القومي وقدراتها العسكرية وتوجهاتها السياسية وخططها الاقتصادية. وقد أثبتت الحقبة الماضية أنها استطاعت أن تتخطى الأخطار المحدقة بها، وتستثمر «الفوضى الخلاقة» بالمنطقة، وبهذا؛ تمكنت من احتضان قوى وقيادات عراقية، وهي التي خاضت بالأمس القريب مع العراق حرباً استمرت قرابة العقد. كما تمكنت أن تمد ذراعها إلى اليمن؛ رغم الأوضاع المتشابكة والمعقدة هناك. واقتدرت على التعامل مع قوى العنف في أفغانستان والعراق وسوريا.إن إيران أمام مفترق طرق، تحدده التوجهات المستقبلية لسياستها، ولكن لا يبدو أنها ستتخلى عن مواجهة إسرائيل وأمريكا، فقد أبرمت مؤخراً استراتيجية شاملة مع روسيا وقعها الرئيسان مسعود بزشكيان وفلاديمير بوتين. ويبدو أن إيران في توجهها ما بعد الطوفان ستقلل من اعتمادها على الجماعات العسكرية، وتتجه إلى الأحلاف الدولية لمواجهة الغرب، فهي تعمل ضمن الأحلاف التي تجمعها بالصين وروسيا على صياغة نظام دولي متعدد الأقطاب السياسية.
أما سوريا.. فنظام الأسد منتهية صلاحيته منذ أمد، فهو بقايا البعث العربي؛ الذي أدبرت أيامه منذ نهاية السبعينيات بصعود الإسلام السياسي في المنطقة، لكن كأي نظام قائم يحتاج إلى وقت حتى يسقط، وعملياً.. سقط مع بدايات الربيع العربي، وإن تأخر حتى نهاية عام 2024م بإطلاق الرمية الأخيرة لإعلان سقوطه رسمياً. سوريا هي الأسبق في دخول مرحلة ما بعد طوفان الأقصى، فقد عجّلت بها أحداثه.
ظاهراً.. ما حصل بسوريا يصب في صالح إسرائيل، فالإدارة الجديدة تعتنق العقيدة الأردوغانية، التي دشنت مرحلة ما بعد الإسلام السياسي «السياسة الإسلامية المدنية»؛ التي تتعامل مع إسرائيل باعتبارها دولة لها مشروعيتها، وهذا يطمئن إسرائيل وتسعى إليه. لكن الوضع في سوريا لا يزال غير مستقر، والجماعات التي سيطرت عليها مؤدلجة بالعنف، ذات براجماتية تمكنها من تغيير مسارها بحسب الظروف، فمستقبل إسرائيل محفوف بالخطر من الجهة السورية.
العرب.. سيواصلون توجههم السابق، وهو الدفع بـ«حل الدولتين» إلى التنفيذ؛ لا سيما مع التوجه العالمي الذي قد يجبر إسرائيل عليه. وعليهم أن يدركوا بأن طوفان الأقصى غيّر من الخارطة الجيوسياسية للشرق الأوسط، وأصبحت تتشكل من جديد، من دون أن تكون إسرائيل هي اليد الضاربة فيه بعدما هزتها الحرب بقسوة. على العرب أن يتعاونوا لتحقيق ذلك مع الأتراك، مستفيدين من التغيرات في سوريا.