"الهدنة الإنسانية" و"وقف إطلاق النار".. خبراء يوضحون الفرق بين المصطلحين
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
مع استمرار تصاعد وتيرة الأحداث في قطاع غزة وتجاوز عدد القتلي والجرحى أكثر من 37 ألف مواطن من المدنيين الأبرياء ما بين نساء وأطفال وكبار السن، وذلك بعد مرور 34 يومًا من بدء الحرب في السابع من أكتوبر والذي عُرف بـ "طوفان الأقصى"، فقد تزايدت الأصوات من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، ومجموعة الدول السبع الكبرى، وهم (اليابان وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي)، بالدعوة إلى "هدنة إنسانية" في الحرب بين كيان الاحتلال الإسرائيلي وحماس في قطاع غزة، دون الدعوة إلى وقف إطلاق النار.
فيما طالبت مصر وروسيا و8 دول عربية ومسؤولو 18 وكالة تابعة للأمم المتحدة، بالوقوف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون شروط، وهو الأمر الذي رفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلا بعد تنفيذ شرط إسرائيل بعودة جميع الرهائن المُحتجزين من جانب حركة حماس خلال هجوم 7 أكتوبر، والذين تجاوز عددهم أكثر من 240 أسير.
بعد التهديد المُعلن.. هل تستخدم إسرائيل القنبلة النووية في غزة؟ هل كشفت عملية طوفان الأقصى حقيقة ضعف كيان الاحتلال الإسرائيلي؟.. خبراء يوضحون الفرق بين الهدنة ووقف إطلاق الناروبالنظر إلى هذه الدعوات نجد هناك فرقا كبيرًا بين مصطلحي "الهدنة" و"وقف إطلاق النار" فما الفرق بين الإثنين؟.
الهدنة الإنسانيةتُعرف "الهدنة الإنسانية" بأنها معاهدة تهدف إلى وقف الأعمال العدائية خلال الحرب بين الأطراف المتنازعة، ولكنها لا تعني نهاية الحرب إنما هي فقط وقف القتل لفترة زمنية محددة.
واستعمل في ما مضى اتفاقيات وقف إطلاق النار قصيرة الأمد لنقل القتلى والجرحى من ميدان المعركة، وفي العقود الأخيرة اكتسبت الهدنة أهمية أكبر لأنه لم يعقبها في معظم الحالات اتفاقية سلام كما كانت تقريبًا العادة سابقًا، وظلت الاتفاقية الوحيدة التي استعملتها الدول المتخاصمة لإنهاء الأعمال العدائية.
ويُعرف "قانون الحرب البرية" للجيش الأمريكي، الصادر سنة 1956، الهدنة بأنها توقف القتال الفعلي لفترة تتفق الدول المتحاربة عليها، إذ إنها ليست سلامًا جزئيًا أو مؤقتًا، إنها فقط توقف العمليات العسكرية إلى المدة التي تتفق الأطراف عليها.
وقف إطلاق النارفيما يُعرف مصطلح "وقف إطلاق النار"، بأنه حالة مؤقتة من وقف الحرب أو الصراع المسلح، حيث يتفق الطرفان المسلحان على وقف الأفعال العدوانية من الطرفين، ومن الممكن إعلان وقف إطلاق النار عن طريق معاهدة رسمية، ولكن أيضًا القرار يعتبر فهم غير رسمي بين القوات المتحاربة.
ويشير مصطلح "وقف إطلاق النار" إلى اتفاق يُنظِّم وقف جميع النشاطات العسكرية لمدة معيَّنة في منطقة معيَّنة، ويجوز الإعلان عنه من جانب واحد أو ربّما يتمّ التفاوض عليه بين أطراف النزاع.
خبراء يوضحون الفرق بين الهدنة الإنسانية ووقف إطلاق الناروفي هذا الصدد قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، الخبير في شئون الشرق الأوسط، إن مصطلح "الهدنة الإنسانية" هدفها إنساني تعني دخول مساعدات وأعمال الإغاثة والمساعدات الإنسانية الخفيفة مثل إدخال الماء والخدمات، بنا يعني الإعاشة الوقتية للدولة في الحروب.
وقف إطلاق النار عمل أمني ولا بد من وجود ضامن
وأضاف في تصريح خاص لـ "الفجر"، أن مصطلح "وقف إطلاق النار" يختلف تمامًا عن الهدنة، فهو عمل أمني بالأساس، ويليه مرحلة تالية وهي "تمديد وقف إطلاق النار"، مشيرًا إلى أن وقف إطلاق النار لا بد فيه من اتخاذ قرار، وأن يكون هناك ضامن يلتزم أمام الطرفين بعدم حدوث خروقات.
وتابع قائلًا: من الممكن أن يحدث خروقات من جانب أي من طرفي الصراع، فمن الممكن بعد اتفاق وقف إطلاق النار بساعة، نجد حماس تقوم بالضرب وتقوم إسرائيل بالرد عليها لإقناع الأطراف بأنهم ليسوا ضعاف، لذلك لا بد من وجود ضامن قوي، لافتًا إلى أن وقف إطلاق النار يتم تثبيته لمدة 3 ساعات ثم 6 ساعات ثم 12 ساعة ثم 18 ساعة حتى نصل إلى 24 ساعة كاملة وبعدها أيام متواصلة من الوقف.
"الهدنة" اتفاق بين أطراف الصراع على وقف العمليات الهجومية
وقال اللواء رضا فرحات، أستاذ العلوم السياسية، إن مصطلح الهدنة الإنسانية، يُعني حدوث وقف لإطلاق النار لمدة معينة والسماح بإدخال مساعدات لمناطق معينة تخضع للقصف المستمر والعنيف، مشيرًا إلى أنه يُعد اتفاق بين أطراف الصراع على وقف العمليات الهجومية وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين، ويكون ذلك الاتفاق لفترة زمنية قصيرة لخدمة أهداف معينة.
مدة وقف إطلاق النار أطول من الهدنة
وأوضح في تصريح خاص لـ "الفجر"، أن "وقف إطلاق النار" هو مصطلح يُطلق على عملية يتم فيها وقف إطلاق النار من الجانبين وفقط ضوابط، ثم تبدأ مباحثات للتفاوض على ذلك بشكل معين، وتكون مدته أطول من الهدنة الإنسانية أو المؤقتة.
وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن مصر والأردن تطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة من جانب كيان الاحتلال الإسرائيلي دون قيد أو شرط، فيما تدعوا أمريكا اسرائيل إلى محاولة أن تجد بدائل أو وسائل لإيصال المساعدات للمدنيين في غزة، وبدائل بعدم قصف أماكن تواجد المدنيين.
الفشل الأمني للأجهزة الإسرائيلية
وتابع قائلًا: وزير الخارجية الأمريكي يردد العبارات التي تقولها إسرائيل بأن حماس تستخدم المستشفيات والمدارس الخاصة بمنظمات الإغاثة واستخدام المدنيين كدروع بشرية، وهذا مخالف للواقع، مؤكدًا أن كل ما يحدث في قطاع غزة هو تغطية للفشل الذريع والفشل العسكري والأمني والاستخباراتي للأجهزة الإسرائيلية في 7 أكتوبر.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الهدنة الإنسانية في غزة الهدنة الإنسانية وقف اطلاق النار الفرق بين الهدنة ووقف إطلاق النار الاحتلال الاسرائيلي قطاع غزة اللواء رضا فرحات الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية الهدنة الإنسانیة وقف إطلاق النار فی قطاع غزة الفرق بین من جانب إلى أن
إقرأ أيضاً:
بوريل من بيروت: على إسرائيل وحزب الله قبول مقترح الهدنة الأمريكي
حث مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إسرائيل و حزب الله، على قبول مقترح الهدنة الأمريكي، وسط المواجهة المفتوحة بين الطرفين منذ أكثر من شهرين.
وقال بوريل خلال مؤتمر صحافي في بيروت بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه برّي: "نرى سبيلًا واحداً للمضي قدماً: وقف فوري لإطلاق النار، وتطبيق كامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، الذي أرسى وقفاً لإطلاق النار بين حزب الله واسرائيل في العام 2006".
واعتبر بوريل، أنّ "ما يحدث في بيروت يضع المجتمع الدولي أمام امتحان، وهذا النزاع قد اتخذ نطاقاً دوليّاً والمجتمع الدولي لا يمكن أن يبقى من دون تحرّك".
أضاف: " إنّ ثمن الحرب مرتفع للغاية، ولبنان على شفير الانهيار وعشرات القرى في الجنوب دُمّرت بالكامل، ويجب وقف إطلاق النار فوراً من جميع الأطراف وتطبيق القرار الـ1701".
وأضاف: "لا نزال ننتظر ردّاً حاسماً من تل أبيب على مقترح الموفد الأمريكي آموس هوكشتاين".
وحول الفراغ الرئاسي في لبنان، قال بوريل: أدعو الاطراف السياسية في لبنان لتحمّل المسؤولية أمام الشعب وانتخاب رئيس للجمهورية.
وأضاف بوريل أنّ "الاتحاد الأوربي يدعم نشر الجيش اللبناني على طول الليطاني وانسحاب حزب الله وإسرائيل من المنطقة".
بوريل: ندعم شعب لبنان وجيشه ومؤسساته، وجاهزون لتخصيص 200 مليون يورو للقوات اللبنانية المسلحة، وعلى القادة اللبنانيين تحمل مسؤولياتهم السياسية بدءاً من انتخاب رئيس للجمهورية ووضع حد للفراغ في السلطة pic.twitter.com/7bxhBy5ly0
— TRT عربي (@TRTArabi) November 24, 2024وأشاد بعمل قوات اليونيفيل في جنوب لبنان، معلناً دعم "الشعب والجيش اللبناني والمؤسسات في لبنان ومستعدون لتكريس 200 مليون يورو للجيش".
كما دعا "المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات وإيقاف المجازر في غزة".