أكد المهندس محمد هيبة، رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشيوخ، أن ما يحدث فى غزة جريمة بشعة يمكن وصفها بـ«مجزرة القرن»، لافتاً إلى أن الدعم الغربى والأمريكى لإسرائيل يقوض النظام العالمى، ويهدد مؤسساته خاصة منظمات حقوق الإنسان، نظراً لتكريس مفهوم المعايير المزدوجة.

وقال «هيبة»، فى حوار لـ«الوطن»، إن المشكلة الأكبر فى أزمة العدوان الإسرائيلى الغاشم على غزة هى موقف الدول الكبرى من حقوق الإنسان، خاصة الاتحاد الأوروبى ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وبالطبع الولايات المتحدة وفرنسا، اللتان تدافعان عن الحريات وحقوق الإنسان.

كيف ترى التهديدات الصهيونية بضرب غزة بقنبلة نووية؟

- هو تحول خطير يعكس الفكر الصهيونى المتطرف كما يكشف بشاعة الجرائم والمجازر التى تقوم بها إسرائيل فى غزة دون رادع وتستحق أن يطلق عليها مجزرة القرن.

وما سبب التمادى الإسرائيلى؟

- الصمت العالمى والغربى هو السبب وراء التمادى الإسرائيلى غير المسبوق فى العدوان الوحشى على غزة، بل هناك تأييد ودعم أمريكى وصل إلى حد استخدام الفيتو لرفض قرار بوقف العدوان مما يمثل تصريحاً لإسرائيل بقتل وإبادة الفلسطينيين، وهناك بالفعل مجازر وقتل للأطفال وتفجير مستشفيات، وهى جرائم غير مسبوقة تكشف تطرف الحكومة الإسرائيلية وأعضائها مجرمى الحرب.

وما رأيك فى موقف دول العالم ومنظمات حقوق الإنسان؟

- لا نتحدث هنا عن حقوق الإنسان بل ضمير العالم وإنسانيته الذى ضاع فى أروقة المصالح السياسية، فالدول الكبرى التى كانت تتشدق بحقوق الإنسان تصمت أمام إبادة جرائم ضد شعب أعزل، ما يؤكد فشل النظام العالمى وهدم كل قيم ومبادئ حقوق الإنسان.

وما تقييمك لموقف الولايات المتحدة والدول الكبرى؟

- لا يوجد أى رد فعل حقيقى من دول العالم، بل هناك تأييد غربى أمريكى لإسرائيل ودعم بالسلاح والمال، ونطالب الدول الكبرى بالتوقف عن التشدق بحقوق الإنسان والأقليات فى ظل ما نشاهده من صمت على تصفية عرقية وتأييد لحرب إبادة وجرائم حرب واختراق لكل الأعراف والمواثيق الدولية، وحتى المنظمات الدولية والعالمية باتت متورطة، فلم نقرأ أى تقرير لهيومان رايتس ولا العفو الدولية ولا الجنائية الدولية ولا البرلمان الأوروبى الذين صموا آذانهم عن كل ما يحدث ويجرى من جرائم حرب علنية دون السعى لوقف العدوان أو إقرار هدنة.

بينما توالت علينا بياناتهم تنتقد حقوق الإنسان فى الدول النامية وفق معلومات مغلوطة، بل إن هناك تحركات عنصرية غربية أمريكية، حيث تقدم أحد أعضاء الكونجرس الأمريكى بمشروع قانون لطرد الفلسطينيين من الولايات المتحدة، الأمر الذى يعود بنا إلى عصور العبودية ومعاداة أصحاب البشرة السمراء.

نؤيد مواقف الرئيس السيسى الداعمة للقضية الفلسطينية

كيف ترى الموقف المصرى منذ بداية الأزمة؟

- مصر تحملت مسئوليتها وقامت بدورها التاريخى بعد أن خاضت ثلاث حروب من أجل القضية الفلسطينية، وهى مستمرة فى دورها لإحباط مساعى إسرائيل فى تصفية القضية وتهجير الفلسطينيين، ومواقف الرئيس السيسى كانت واضحة بدعم غزة والمطالبة بوقف الحرب والتصدى لأى محاولة تهجير، فضلاً عن محاولات لحل الأزمة وإدخال المساعدات الإنسانية واستقبال الجرحى والمصابين ولا تزال مصر تسعى لحماية ودعم أبناء غزة فى الوقت نفسه، تزامناً مع تشديدها على عدم المساس بالأمن القومى المصرى باعتباره خطاً أحمر.

وهنا نطالب بأهمية وحدة الجبهة الداخلية والاصطفاف الوطنى خلف الرئيس فى لحظة تاريخية فارقة خلع العالم فيها أقنعة الديمقراطية وظهرت الوجوه الحقيقية لكثير من الدول، خاصة الولايات المتحدة والغرب، فمصالحهم اليوم تبنى على جثث أطفال فلسطين.

محمد هيبة: إسرائيل قوضت النظام العالمى.. والموقف الغربى الداعم للاحتلال يمثل خرقاً لكل الأعراف والمواثيق الدولية

وماذا عن ازدواجية معايير الغرب فى التعامل مع القضية الفلسطينية؟

- قبل فترة وجدنا البرلمان الأوروبى يصدر بياناً حول حقوق الإنسان فى مصر حول أحداث مغلوطة فى الوقت الذى صمت فيه على العدوان الوحشى غير المسبوق فى غزة، فالأحداث فى غزة كشفت زيف المواقف الغربية التى تدعم أوكرانيا بالسلاح فى الحرب الروسية وأعطت الضوء الأخضر لإسرائيل لإبادة أكثر من مليونى فلسطينى أغلبهم من النساء والأطفال.

الأجندات فضحت صمت البرلمانات الغربية والمنظمات الدولية عن جرائم «تل أبيب»

والغريب أن مثل هذه التحركات تأتى من أمريكا وفرنسا، التى تتشدق ليل نهار بالحريات وحقوق الإنسان وهو ما يعنى أن ملف حقوق الإنسان يجرى وفق المصالح والأهواء والأجندات، ولذلك أطالب بانتهاء ما يسمى بنظام القطب الواحد عالمياً، وأن ندعو لنظام دولى جديد، لأن حرب غزة أعلنت وفاة النظام العالمى الحالى، لأن إسرائيل قوضت النظام العالمى وأسقطت منظمات ومؤسسات دولية وقفت عاجزة عن فضح جرائمها، ولا بد من نظام عالمى جديد أكثر عدالة لا يحكم وفق مصالح الدول الكبرى والصهيونية العالمية.

الجهود العربية والإقليمية

غزة أعطتنا درساً مهماً حول أهمية الموقف العربى وبذل الجهد لتكوين مجموعات ضغط أو تكتلات مؤيدة للعرب فى المنظمات الدولية والبرلمانات المهمة، مثل الكونجرس والبرلمان الأوروبى وغيرهما من المنظمات، ولا بد من توحيد الموقف العربى بشأن قضايا المنطقة، وهنا أتذكر مواقف حكماء العرب وعلى رأسهم الشيخ زايد رحمه الله والملك فيصل خلال حرب أكتوبر وما قبلها، ولذا لا بد من توافق عربى من أجل وحدة الصف للدفاع عن المصالح العربية المشتركة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مجلس الشيوخ جرائم تل أبيب ـ مجزرة القرن الولایات المتحدة حقوق الإنسان الدول الکبرى فى غزة

إقرأ أيضاً:

وزير الشؤون النيابية: مصر حظيت بإشادات دولية وأممية واسعة لتطور ملفها الحقوقي

أكد وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي المستشار محمود فوزي، أن مصر حظيت خلال الحدث الجانبي الذي انعقد في جنيف في الخامس من الشهر الجاري بمقر البعثة المصرية الدائمة لدى الأمم المتحدة تحت عنوان «تعزيز المشاركة السياسية في مصر وحقوق الإنسان»، بإشادات دولية وأممية واسعة لتطور ملفها الحقوقي، مشيرا إلى أنه كانت هناك توصيات بتبني الدول العربية النموذج المؤسسي للجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان في مصر، باعتباره الطريق الأنسب لمعالجة قضايا حقوق الإنسان بطبيعتها متعددة الأبعاد والجهات، وبمفهومها الشامل والمستدام.

وألقى الوزير كلمة خلال مشاركة وزير الشؤون النيابية اليوم الإثنين، في اجتماع لجنة الشؤون الخارجية والعربية والإفريقية بمجلس الشيوخ، الذي انعقد بمناسبة الاستعدادات الوطنية لجلسة المراجعة الدورية الشاملة لملف حقوق الإنسان خلال شهر يناير القادم.

وقال المستشار محمود فوزي، خلال الاجتماع، إن آلية المراجعة الدورية الشاملة التابعة للأمم المتحدة تهدف إلى تحسين حالة حقوق الإنسان في الدول الأعضاء في المنظمة الأممية، من خلال مراجعة دورية حقوقية لجميع الدول كل أربع سنوات ونصف، وإن مصر لديها ثلاث مراجعات سابقة، وإن المشاركة الرابعة ستكون في شهر يناير 2025.

وأضاف الوزير، أن مصر قدمت تقريرها الوطني لآلية الاستعراض الدوري الشامل، خلال شهر أكتوبر الماضي، عقب إجراء العديد من المشاورات مع الأجهزة الحكومية، والخبراء، ومنظمات المجتمع المدني، حيث يعكس التقرير الوطني أبرز التطورات التي شهدتها البلاد في الحقوق المدنية والسياسية، والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مع التركيز على حقوق المرأة والطفل والأشخاص ذوي الإعاقة والشباب وكبار السن.

وشدد على الدور الفعال الذي تقوم به اللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان برئاسة وزير الخارجية، لتعزيز حقوق الإنسان بمفهومها الشامل والمستدام، ودورها المحوري في متابعة تنفيذ مستهدفات الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان (2021 - 2026) التي أطلقها رئيس الجمهورية في عام 2021.

وأشار فوزي، إلى أنه قد شارك في فعاليات الحدث الجانبي، الذي انعقد في الخامس من شهر ديسمبر الحالي بمقر البعثة المصرية الدائمة لدى الأمم المتحدة في جنيف، حيث استعرض أبرز التطورات التي شهدتها البلاد خلال فترة الاستعراض في مجال الحقوق المدنية والسياسية شاملة التطور التشريعي والمؤسسي، والاستحقاقات الانتخابية، ومبادرة الحوار الوطني، والإجراءات ذات الصلة بالعفو الرئاسي، وإعادة إدماج المفرج عنهم في المجتمع، وذلك بمشاركة واسعة من البعثات الدبلوماسية المختلفة بجنيف، ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان.

اقرأ أيضاًوزير الأوقاف يبحث سبل التعاون المشترك مع رئيسي الأعلى والوطنية للإعلام

مساعد وزير الصحة للمشروعات يتفقد عدد من مشروعات المستشفيات بالشرقية

مقالات مشابهة

  • رئيس المركز الأوكراني للحوار: على موسكو وكييف الوصول لتوافق لوقف الحرب
  • وزير العدل يستقبل رئيس مفوضية حقوق السجناء والمحتجزين بالبحرين
  • "العربية لحقوق الإنسان" تدين جرائم الحرب الإسرائيلية ضد مستشفى كمال عدوان شمال غزة
  • د.حماد عبدالله يكتب: " تراجع " حركة التجارة الدولية !!
  • وزير الشؤون النيابية: مصر حظيت بإشادات دولية وأممية واسعة لتطور ملفها الحقوقي
  • وزارة الخارجية تحتفل باليوم العالمى لحقوق الإنسان
  • وزارة الخارجية والهجرة تحتفل باليوم العالمى لحقوق الإنسان | صور
  • رئيس صحة الشيوخ يستعرض ملامح مشروع قانون المسئولية الطبية
  • الأمم المتحدة تبحث سُبُل حماية «حقوق الإنسان في ليبيا»
  • رئيس «سياحة النواب»: ملف حقوق الإنسان في مصر نموذجا لقوة إرادة الدولة