رئيس «حقوق إنسان الشيوخ»: ما يحدث في غزة «مجزرة القرن».. ومصر تبذل جهودا حثيثة لوقف الحرب
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
أكد المهندس محمد هيبة، رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشيوخ، أن ما يحدث فى غزة جريمة بشعة يمكن وصفها بـ«مجزرة القرن»، لافتاً إلى أن الدعم الغربى والأمريكى لإسرائيل يقوض النظام العالمى، ويهدد مؤسساته خاصة منظمات حقوق الإنسان، نظراً لتكريس مفهوم المعايير المزدوجة.
وقال «هيبة»، فى حوار لـ«الوطن»، إن المشكلة الأكبر فى أزمة العدوان الإسرائيلى الغاشم على غزة هى موقف الدول الكبرى من حقوق الإنسان، خاصة الاتحاد الأوروبى ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وبالطبع الولايات المتحدة وفرنسا، اللتان تدافعان عن الحريات وحقوق الإنسان.
كيف ترى التهديدات الصهيونية بضرب غزة بقنبلة نووية؟
- هو تحول خطير يعكس الفكر الصهيونى المتطرف كما يكشف بشاعة الجرائم والمجازر التى تقوم بها إسرائيل فى غزة دون رادع وتستحق أن يطلق عليها مجزرة القرن.
وما سبب التمادى الإسرائيلى؟
- الصمت العالمى والغربى هو السبب وراء التمادى الإسرائيلى غير المسبوق فى العدوان الوحشى على غزة، بل هناك تأييد ودعم أمريكى وصل إلى حد استخدام الفيتو لرفض قرار بوقف العدوان مما يمثل تصريحاً لإسرائيل بقتل وإبادة الفلسطينيين، وهناك بالفعل مجازر وقتل للأطفال وتفجير مستشفيات، وهى جرائم غير مسبوقة تكشف تطرف الحكومة الإسرائيلية وأعضائها مجرمى الحرب.
وما رأيك فى موقف دول العالم ومنظمات حقوق الإنسان؟
- لا نتحدث هنا عن حقوق الإنسان بل ضمير العالم وإنسانيته الذى ضاع فى أروقة المصالح السياسية، فالدول الكبرى التى كانت تتشدق بحقوق الإنسان تصمت أمام إبادة جرائم ضد شعب أعزل، ما يؤكد فشل النظام العالمى وهدم كل قيم ومبادئ حقوق الإنسان.
وما تقييمك لموقف الولايات المتحدة والدول الكبرى؟
- لا يوجد أى رد فعل حقيقى من دول العالم، بل هناك تأييد غربى أمريكى لإسرائيل ودعم بالسلاح والمال، ونطالب الدول الكبرى بالتوقف عن التشدق بحقوق الإنسان والأقليات فى ظل ما نشاهده من صمت على تصفية عرقية وتأييد لحرب إبادة وجرائم حرب واختراق لكل الأعراف والمواثيق الدولية، وحتى المنظمات الدولية والعالمية باتت متورطة، فلم نقرأ أى تقرير لهيومان رايتس ولا العفو الدولية ولا الجنائية الدولية ولا البرلمان الأوروبى الذين صموا آذانهم عن كل ما يحدث ويجرى من جرائم حرب علنية دون السعى لوقف العدوان أو إقرار هدنة.
بينما توالت علينا بياناتهم تنتقد حقوق الإنسان فى الدول النامية وفق معلومات مغلوطة، بل إن هناك تحركات عنصرية غربية أمريكية، حيث تقدم أحد أعضاء الكونجرس الأمريكى بمشروع قانون لطرد الفلسطينيين من الولايات المتحدة، الأمر الذى يعود بنا إلى عصور العبودية ومعاداة أصحاب البشرة السمراء.
نؤيد مواقف الرئيس السيسى الداعمة للقضية الفلسطينيةكيف ترى الموقف المصرى منذ بداية الأزمة؟
- مصر تحملت مسئوليتها وقامت بدورها التاريخى بعد أن خاضت ثلاث حروب من أجل القضية الفلسطينية، وهى مستمرة فى دورها لإحباط مساعى إسرائيل فى تصفية القضية وتهجير الفلسطينيين، ومواقف الرئيس السيسى كانت واضحة بدعم غزة والمطالبة بوقف الحرب والتصدى لأى محاولة تهجير، فضلاً عن محاولات لحل الأزمة وإدخال المساعدات الإنسانية واستقبال الجرحى والمصابين ولا تزال مصر تسعى لحماية ودعم أبناء غزة فى الوقت نفسه، تزامناً مع تشديدها على عدم المساس بالأمن القومى المصرى باعتباره خطاً أحمر.
وهنا نطالب بأهمية وحدة الجبهة الداخلية والاصطفاف الوطنى خلف الرئيس فى لحظة تاريخية فارقة خلع العالم فيها أقنعة الديمقراطية وظهرت الوجوه الحقيقية لكثير من الدول، خاصة الولايات المتحدة والغرب، فمصالحهم اليوم تبنى على جثث أطفال فلسطين.
محمد هيبة: إسرائيل قوضت النظام العالمى.. والموقف الغربى الداعم للاحتلال يمثل خرقاً لكل الأعراف والمواثيق الدوليةوماذا عن ازدواجية معايير الغرب فى التعامل مع القضية الفلسطينية؟
- قبل فترة وجدنا البرلمان الأوروبى يصدر بياناً حول حقوق الإنسان فى مصر حول أحداث مغلوطة فى الوقت الذى صمت فيه على العدوان الوحشى غير المسبوق فى غزة، فالأحداث فى غزة كشفت زيف المواقف الغربية التى تدعم أوكرانيا بالسلاح فى الحرب الروسية وأعطت الضوء الأخضر لإسرائيل لإبادة أكثر من مليونى فلسطينى أغلبهم من النساء والأطفال.
الأجندات فضحت صمت البرلمانات الغربية والمنظمات الدولية عن جرائم «تل أبيب»والغريب أن مثل هذه التحركات تأتى من أمريكا وفرنسا، التى تتشدق ليل نهار بالحريات وحقوق الإنسان وهو ما يعنى أن ملف حقوق الإنسان يجرى وفق المصالح والأهواء والأجندات، ولذلك أطالب بانتهاء ما يسمى بنظام القطب الواحد عالمياً، وأن ندعو لنظام دولى جديد، لأن حرب غزة أعلنت وفاة النظام العالمى الحالى، لأن إسرائيل قوضت النظام العالمى وأسقطت منظمات ومؤسسات دولية وقفت عاجزة عن فضح جرائمها، ولا بد من نظام عالمى جديد أكثر عدالة لا يحكم وفق مصالح الدول الكبرى والصهيونية العالمية.
الجهود العربية والإقليميةغزة أعطتنا درساً مهماً حول أهمية الموقف العربى وبذل الجهد لتكوين مجموعات ضغط أو تكتلات مؤيدة للعرب فى المنظمات الدولية والبرلمانات المهمة، مثل الكونجرس والبرلمان الأوروبى وغيرهما من المنظمات، ولا بد من توحيد الموقف العربى بشأن قضايا المنطقة، وهنا أتذكر مواقف حكماء العرب وعلى رأسهم الشيخ زايد رحمه الله والملك فيصل خلال حرب أكتوبر وما قبلها، ولذا لا بد من توافق عربى من أجل وحدة الصف للدفاع عن المصالح العربية المشتركة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مجلس الشيوخ جرائم تل أبيب ـ مجزرة القرن الولایات المتحدة حقوق الإنسان الدول الکبرى فى غزة
إقرأ أيضاً:
د. عصام محمد عبد القادر يكتب: غزة وحقوق الإنسان
الهيئات الممثلة لحقوق الإنسان دعمها المادي الذي يمكَّنها من الوفاء بمهامها من قبل دول تسحق ماهية تلكم الحقوق في غزة؛ فما يمارس تجاه الشعب الأعزل يعد عار يتحمله الضمير المجتمعي في تلك الحقبة التي باتت مظلمة في أحداثها؛ من أجل مآرب ومخططات بعينها تغمر قيم من أجلها خلق الإنسان على المعمورة، وهذا بكل تأكيد يشير إلى زيف الشعارات وازدواجية المعايير؛ ومن ثم لن تجد من يثق في منظمات وهيئات تدعي شعارات أضحت بلا قيمة.
مُمَولي حقوق الإنسان دون مُواربة يدعمون الظلم ويعضدونه؛ لذا لن تجد نصرة مستحقة حقيقية على أرض الواقع لشعب غزة المكلوم؛ لكن التاريخ لن يرحم والذاكرة لن يتم محوها، وما تحمله الصدور سوف ترثه أجيال تلو أخرى؛ فالحق دومًا يعود لصاحبة مهما تغيرت المعادلات وسنحت الفرص لاغتصاب الحقوق والنيل من ماهية العدالة؛ فما يضمره المستقبل بيد العادل سبحانه وتعالى.
غزة وحقوق الإنسان متخاصمتان؛ فهناك دعوة من قبل منظمات حقوق الإنسان تحث على غرس قيم الكرامة والعزة وتعضيد الهوية، وتعظيم مقومات الوطنية، والحفاظ على النفس والذات من كل ما قد يؤثر سلبًا على وجدان الفرد ويؤدي إلى إحباطه؛ لكن ليس لهذا الادعاء حقيقة على أرض غزة؛ فشعبها يباد ويذل وتمارس ضده صور التنكيل التي لا يتقبلها من لديه ذرة من رحمة وقلب يحتضن جزءًا من الإنسانية.
الدول التي ظننا في لحظة ما أنها حافظة لكرامة الإنسان بدت اليوم تمارس الهيمنة المقيتة التي تساعد الظالم على ظلمه، بل وتسمح له بإسالة الدماء دون ورع أو توجس؛ فالخصوبة أضحت فاجرة على أرض محروقة، والتعاطي مع ما آلت إليه الأمور يصب في صالح ومصلحة المعتدي الذي تُعزِّز قدراته ويتعالى بَطشه من قبل الدول المناحة لهيئات ومنظمات ما تسمى بحقوق الإنسان؛ لكن يمكننا أن نصفها بمنظمات وهيئات ظلم الإنسان.
غزة وحقوق الإنسان متباعدتان؛ فمن يسلب منه حقه التاريخي، ومن يجار على أدني حقوقه التي منحها الخالق له، ومن تقوض حريته على أرضه، ومن يجبر على هجر تراب بلده، ومن تدمر له مقومات تنميته، وتدحر مخططات مستقبله نحو النهضة؛ فهو دون شك محبط من ادعاءات هيئات ومنظمات حقوق الإنسان، بل كاد لا ينتظر نصرة من مؤسسات باتت موجهة وتدار حركتها من قبل داعمي الظلم وسبل القهر والجور.
رغم الصورة الحالكة التي نشاهدها؛ لكن نترقب انتصار حقوق الإنسان من قبل أجيال استوعبت الدروس وأدركت أن فلسفة الحقوق تقوم على ماهية الحفاظ على الوطن وتجنب التفريط به جراء دعوات كاذبة من أبواق تحمل غايات سيئة تستهدف تفكيك نسيج الشعوب وتحدث الفرقة وتخلق النزاعات التي من شأنها تضعف لحمة الشعوب وانتفاضتها ضد كل عدوان وظلم.
حقوق الإنسان عبر الهيئات والمنظمات لا تساعد في رفع راية الحق والعدل؛ لكن لها أدوار محدودة وموجهة يدركها أصحاب الألباب؛ فمن يدعي نزاهة تلك المؤسسات فهو واهم دون مواربة، وهنا نؤكد أن ازدهار الدول ونهضتها يقوم على مسلمة رئيسة فحواها وحدة الراية والكلمة والغاية واستبعاد كل ما من شأنه يفرق ويمزق النسيج الوطني.
الدعوة الآن واضحة في كليتها، لا حقوق تنالها الشعوب في خِضَمِّ التفرقة والتشرذم، وليس هناك مرامي لوطن غابت عنه شمس المصلحة العليا، وبات يبحث مكونه عن مصالح ضيقة، لقد بذلت الجهود المضنية من قبل مصر الفتية وقيادتها السياسية تجاه توحيد الصف؛ لكن تيارات مخططات التفرقة أضحت عاتية وحققت مآربها التي نشهد عواقبها اليوم.
البحث عن حقوق الإنسان في غزة صار ضربًا من المستحيل؛ لكن أمل الوحدة والتلاحم يشكل سفينة النجاة؛ فهل هناك عقلاء؟ يقدمون المصلحة العامة دون غيرها ويحققون المعادلة الصعبة في لَمِّ الشمل، وهل هناك رغبة في التنصل عن أجندات أودت بالقضية الأم؟، هذا ما نتطلع إليه وما ننشده بقلوب تحمل المحبَّة والخير والسلام.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.