جدد الجنرال الإسرائيلي السابق يتسحاق بريك، من تحذيره من العملية العسكرية لجيش بلاده في غزة، قبل أن يطلق شرارة إنذار من خطوة قد يقدم عليها الجيش باقتحام مجمع "الشفاء" الطبي، في مدينة غزة.

ويعتقد اللواء (احتياط) بريك، الذي انتقد لسنوات عديدة مفهوم حدود غزة، أن الجيش الإسرائيلي قد تبنى الاستراتيجية الصحيحة في غزة، لكنه حذر من الخطوة التالية، وفق حوار مع صحيفة "غلوبس" العبرية الناطقة بالإنجلزية، وترجمه "الخليج الجديد".

واحتل بريك عناوين الأخبار في الآونة الأخيرة، لأنه حذر على مر السنين من مفهوم حدود غزة الذي وضعه الجيش الإسرائيلي، وادعى أن الجيش غير مستعد للحرب.

وبدأ بريك في تطوير نهجه النقدي تجاه الجيش الإسرائيلي بصفته أمين المظالم في الجيش الإسرائيلي لشكاوى الجنود بين عامي 2008 و2018.

ومنذ اندلاع الحرب، حذر من العملية البرية في غزة، بل والتقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، للتحذير من هذه الخطوة.

وقال بريك: "لم يكن لدى الجيش أي خطط محدثة لهذه الحرب".

اقرأ أيضاً

ارتفع العدد إلى 61.. مقتل مجندة إسرائيلية أسيرة في قصف غزة

وأضاف: "منذ فترة طويلة جدًا، لم يحدث الجيش خططه لاحتلال القطاع، ولم يخطط لحرب كبيرة في غزة، لسبب بسيط هو أنه تقرر أنه لا توجد حاجة لذلك، لأنه لن يحدث".

وتابع: "في اللحظة التي فُرضت علينا فيها هذه الحرب، كان على الجيش أن يبدأ بسرعة كبيرة في وضع خطة حرب فورية، وهنا كانت المشكلة، فقد أراد الجيش التوغل مباشرة في غزة، الأمر الذي كان من شأنه أن يتسبب في خسائر فادحة للغاية".

وحول حديثه مع نتنياهو (زوجة رئيس الوزراء توسطت من أجل عقد الاجتماع على خلاف رغبة مستشاري نتنياهو) ، كشف بريك أنه قال له: "في رأيي، علينا المضي قدما، خلافا لما كنا ننوي القيام به حتى ذلك الحين، بقصف القطاع ومدينة غزة لفترة طويلة، حتى لا يتمكنوا من الحصول على الوقود".

وأضاف: "من بين أمور أخرى، والتي من شأنها أن تتسبب في اختناقهم مع مرور الوقت، أوصيت بالتقليل قدر الإمكان من القدرة على السماح بدخول الطعام والماء، وفي الوقت نفسه، مواصلة الطائرات إطلاق النار على أهداف مختارة، حتى لا تقتل المدنيين".

وتابع بريك في توصياته لنتنياهو: "أوصيته أنه سيكون من الممكن إضعافهم بدلاً من التواجد في قلب غزة بالمئات من الأسلحة ومع إنهاك قواتنا".

وزاد: "يمكننا فعل الشيء نفسه دون دخول المدينة، ومن المنطقي يتبنى رئيس الوزراء موقفي ويوقف بدء العملية البرية للجيش لفترة، الأمر الذي سيسمح للجيش أيضًا للتدريب والإعداد وإعداد الخطط الأفضل"، لافتا إلى أنه "في هذه اللحظة الجيش سيطوق مدينة غزة من كل الاتجاهات ويخنقها".

وتابع الحنرال الإسرائيلي المتقاعد: "لكن، لسوء الحظ حدثت في الأيام القليلة الماضية عملية خاطئة قد تسبب لنا أضرارًا جسيمة، حيث دار حديث كبير عن الرغبة في اقتحام مستشفى الشفاء".

اقرأ أيضاً

حسابات التكلفة والخسارة تقرب الدعم الأمريكي لإسرائيل من نقطة تحول

وكشف أن نتنياهو لا يرى أن هذا هو الاتجاه الصحيح، وقال: "لكن بدأ الجيش الإسرائيلي بالتحرك للأمام في اتجاه المستشفى، ونحو التجمعات السكانية الأخرى، وهذا قد يؤدي إلى وضع نربح فيه المعركة ونخسر الحرب".

واستكمل: "اليوم بالفعل، هناك ضغوط شديدة جدًا من الدول في جميع أنحاء العالم للتوصل إلى وقف لإطلاق النار".

وزاد: "بمجرد وصولنا إلى مستشفى الشفاء، فإن الوضع ضدنا في العالم سوف يتفاقم 10 أضعاف، وهذا سيؤدي إلى استدعاء السفراء، وإلغاء الاتفاقيات، وقد يؤدي إلى فرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل، والتوسع إلى حرب إقليمية".

وتابع: "بمجرد وصولنا إلى المسشتفى، فهناك المئات من المرضى، وربما إذا قاتلنا هناك سيُقتل بعضهم أيضًا، حتى لو حققنا نجاحًا غير عادي، فإن ذلك يمهد لانتصار باهظ الثمن، لأنه سيلهب العالم كله ضدنا، ويمكن أن يسبب تصعيدا قد يصل إلى يهودا والسامرة، بل وحتى انفجارا داخل إسرائيل".

واستطرد: "سيجد الجيش الإسرائيلي نفسه في وضع أسوأ بكثير مما كان عليه عندما دخل القطاع، لأنه لن تكون هناك حرب ضد حماس فقط، بل ستكون هناك حرب في المنطقة".

وردا على سؤال "غلوبس"، حول ما يجب فعله، قال بريك: "علينا أن نستمر في خنقهم بالقصف الجوي، فليس هناك سببا للذهاب إلى هذه الأماكن مع كل المخاطر التي ذكرتها".

وأضاف: "عليك أن تتذكر أنه حتى لو دخلنا مستشفى الشفاء، هناك الآلاف من أعضاء حماس في القطاع، وفي الجنوب وفي الوسط، ومن المعقول الافتراض أن المستوى الأعلى لم يكن لبعض الوقت تحت مستوى الشفاء".

اقرأ أيضاً

داخلية غزة: آليات الاحتلال تعمق توغلها.. والجيش الإسرائيلي ينشر تسجيلا لأمر الاجتياح البري

وعن رأيه في مقترح إطلاق سراح جميع الفلسطينيين في سجون الاحتلال، مقابل إطلاق سراح الأسرى، قال بريك: "أعتقد أن هذا هو الاتجاه الصحيح.. اليوم، هؤلاء (القتلة) يجلسون في سجوننا فيما يشبه المعسكرات الصيفية، يأكلون ويشربون ويدرسون ويستمتعون، وإذا أطلق سراحهم، سيكون لدينا دائمًا خيار إعادتهم".

وتابع: "إذا أطلقنا سراحهم جميعا، فسوف يعودون إلى أنفاق حماس، ويمكننا التعامل معهم واحدا تلو الآخر بالطريقة الصحيحة هذه المرة، وإذا قررنا أن أيديهم ملطخة بالدماء، فسيكون الأمر يستحق القيام بذلك".

وردا على سؤال حول ما إذا رفضت الحكومة التعاطي مع هذا المقترح، قال بريك: "علينا تعزيز وتطوير الجيش، وتوسيع دور الجيش البري، وإعادة المزيد من أيام الخدمة الاحتياطية والتدريب والاستعداد".

وتابع: "كما يجب علينا إنشاء منطقة معقمة على الفور، فلنفترض مساحة 500 متر من الحدود، وأي شخص يقترب سوف يُضرب".

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، قتلت "حماس" 1538 إسرائيليا وأصابت 5431، وفقا لمصادر إسرائيلية رسمية.

كما أسرت ما لا يقل عن 242 إسرائيليا ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.

ومنذاك التاريخ، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، استشهد خلالها 10 آلاف و812 فلسطينيا، بينهم 4412 طفلا و2918 سيدة.

كما استشهد 181 فلسطينيا خلال نفس الفترة في الضفة الغربية.

اقرأ أيضاً

النصائح الأمريكية غيرت الخطة.. الهجوم البري على غزة لا يسير وفق ما تعهدت به إسرائيل

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: جنرال إسرائيلي الحرب في غزة توغل بري إسرائيل المقاومة مستشفى الشفاء الجیش الإسرائیلی مستشفى الشفاء اقرأ أیضا فی غزة

إقرأ أيضاً:

كم تبلغ المساحة التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة؟

قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليوم الخميس 4 تموز 2024 ، إن الجيش الإسرائيلي يستولي على ربع مساحة قطاع غزة منذ بدء العملية البرية في 27 أكتوبر/تشرين أول الماضي، ويمهد الطريق للاستيطان فيه.

هذا ما أظهرته هآرتس في تقرير استند إلى تحليل صور الأقمار الصناعية وغيرها من مصادر المعلومات المرئية.

وقالت: "بحسب حسابات هآرتس التي تم إجراؤها على أساس تحليل صور الأقمار الصناعية وغيرها من مصادر المعلومات المرئية، فإن مساحة الأراضي التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي الآن تصل إلى 26 بالمئة من قطاع غزة".

إقرأ/ي أيضا:  إسرائيل تتسلم رد حـماس على مقترح صفقة التبادل

وأضافت أن "نشاط الجيش الإسرائيلي في الأراضي التي تم الاستيلاء متنوع"، مشيرة إلى أنه "يوسع القواعد (العسكرية) ويبني البنية التحتية وحتى يشق الطرق".

ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير في الجيش لم تسمه، إشارته إلى أن الأراضي التي تم الاستيلاء عليها في قطاع غزة "محاولة للاحتلال المستمر".

لكن الصحيفة قالت إن "النشاط العسكري يوفر مكاسب غير متوقعة لمؤيدي تجديد المستوطنات (في غزة)، هكذا يتم تهيئة الظروف لخلق واقع جديد: سيطرة إسرائيلية طويلة الأمد على قطاع غزة".

ولفتت الصحيفة بهذا السياق إلى أنه "بعد تسعة أشهر تقريبًا من الحرب، أصبح ترحيل مئات الآلاف من سكان غزة إلى جنوب قطاع غزة دائمًا".

وأضافت: "في الأماكن الاستراتيجية التي فر منها سكان غزة، احتل الجيش الإسرائيلي وسوى بالأرض وأنشأ مساحات تستخدم للسيطرة على القطاع".

إقرأ/ي أيضا: جامعة الأقصى في غـزة تصدر بياناً بشأن استئناف الدراسة

وقالت الصحيفة: "أنشأ الجيش الإسرائيلي منطقة عازلة على طول الحدود الإسرائيلية، فسوى بالأرض تقريباً جميع المباني الموجودة بداخلها، ومنع الفلسطينيين من دخولها، كما استولى على محور فيلادلفيا وتم تسوية العديد من المباني هناك بالأرض".

وتابعت: "استولى الجيش الإسرائيلي على ممر نتساريم (وسط قطاع غزة) ومنع الفلسطينيين من الإقامة هناك"، مشيرة إلى أن تلك المنطقة كانت تعج بالحياة (قبل سيطرة الجيش عليها)".

وأضافت الصحيفة: "أقام الجيش الإسرائيلي 4 قواعد على الممر (نتساريم)، وأبرز قاعدة في المستشفى التركي، ويقوم الجنود بتحميل وثائق لا حصر لها من هناك".

وأشارت إلى أن "العديد من مقاطع الفيديو التي تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر الجنود وهم يقيمون كنس (معابد يهودية) في مواقع بقطاع غزة وحتى الدعوة إلى الاستيطان".


 

ونقلت الصحيفة عن الجيش تعليقه على مقاطع الفيديو والصور: "إنها حالات خطيرة ومخالفة لأوامر الجيش الإسرائيلي وقيمه، وسيتم التحقيق في الحالات والتعامل معها إذا لزم الأمر".

غير أن الصحيفة قالت: "لكن مقاطع الفيديو تظهر بانتظام على القنوات اليمينية على تلغرام ويوتيوب وفيسبوك وتويتر. وهكذا فإن حركة يهودية تستفيد من نشاطات الجيش الإسرائيلي في القطاع وتكتسب زخماً تحت الرادار".

وأضافت: "كان هناك مؤتمر استيطاني كبير ومسيرة نحو قطاع غزة؛ وظهرت دانييلا فايس (ناشطة يمينية) في ردهة الكنيست ، وتحدثت عن النية الاستيطانية لمئات العائلات المستعدة للاستيطان الفوري (في غزة)، وأوضحت كيف ستبدأ الاستيطان من قواعد الجيش الإسرائيلي".

وتابعت: "ويتجمع الناشطون بالقرب من السياج (الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل) في انتظار الفرصة للدخول إلى القطاع".

وأشارت الصحيفة إلى أن "ما لا يقل عن 12 وزيراً يؤيدون علناً العودة إلى غوش قطيف (مستوطنة كانت في قطاع غزة قبل إخلائها عام 2005) واستيطان قطاع غزة".

ويزعم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أن الاستيطان في قطاع غزة هو مفتاح أمن إسرائيل".

ومنذ 7 أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل بدعم أمريكي مطلق حربا مدمرة على قطاع غزة أسفرت عن أكثر من 125 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • جنرال إسرائيلي سابق يحذر من التورط برفح والتكتيكات الخاطئة في لبنان
  • “كلاب وتعذيب”.. تفاصيل مروّعة لمعتقلين داخل سجون إسرائيل
  • فوق السلطة- جنرال إسرائيلي: جنودنا عميان في غزة يُقتلون ولا يرون من قتلهم
  • عن عملياته في لبنان.. بيان للجيش الإسرائيلي يكشف ماذا قصف
  • جيش الاحتلال ينتقل للمرحلة الثالثة من الحرب شمال غزة.. ماذا عن رفح؟
  • قلق إسرائيلي من تغيير قادة الجيش المصري والحشود العسكرية في سيناء
  • “العملية البرية” جنوب لبنان.. تورطٌ في استنزاف مفتوح أم تدحرجٌ نحو حرب كبرى؟
  • كم تبلغ المساحة التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة؟
  • كيف حرّض مسؤول أمني إسرائيلي سابق على استهداف قادة حماس بالخارج؟
  • كيف حرّض مسؤول أمني إسرائيلي سابق استهداف قادة حماس بالخارج؟