المبعوث الأمريكى الخاص: واشنطن لا تدعم تهجير الفلسطينيين وشمال غزة ساحة حرب
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
أكد ديفيد ساترفيليد المبعوث الأمريكى الخاص للقضايا الإنسانية فى الشرق الأوسط، أن واشنطن لا تدعم ولا تتمنى وبشكل قاطع ومبدئى تهجير سكان غزة، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين المتواجدين حاليًا فى الجنوب يجب أن يعودوا إلى شمال غزة متى كان ذلك آمنًا، مضيفًا: "ونحن لا نسعى ولا ندعم أى تهجير دائم لهؤلاء".
جاء ذلك ردًا على سؤال حول مستقبل الفلسطينيين الذين انتقلوا من شمال إلى جنوب قطاع غزة خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده ساترفيلد، اليوم الخميس، عبر تطبيق "زووم".
وأوضح أن الرئيس الأمريكى جو بايدن، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومسئولين آخرين تحدثوا بشكل قاطع عن أن مستقبل غزة يحدده الفلسطينيون، وأن حل الدولتين هو الحل الوحيد لمستقبل آمن للفلسطينيين والإسرائيليين، أما كيف نحقق هذه الأهداف فهناك الكثير من القضايا التى يجب مناقشتها فى المستقبل وهذا يعتمد بشكل كبير على كيفية انتهاء الحملة العسكرية وإذا كان سيتم "القضاء على حماس".
وشدد على أن الولايات المتحدة أكدت بشكل علنى أن هناك أمرين لا يجب حدوثهما أبدًا، وهما احتلال إسرائيل لقطاع غزة أو أن تبقى حماس بالسلطة، وأن يكون هناك حل دولي إقليمي انتقالى يؤدى إلى الدور الفلسطيني في غزة وفى الضفة الغربية، قائلًا: "نحن نعتقد أن هذا الأمر حيوى ومهم جدًا ويجب أن نسعى إليه".
وأكد أن مستقبل الفلسطينيين الذين انتقلوا من شمال غزة إلى جنوب القطاع هو فى غزة وليس فى أى مكان آخر، قائلًا "إن عدد الشاحنات التى تعبر إلى غزة وصلت إلى مائة شاحنة يوميًا، ونحن نعمل على زيادة هذا العدد بالتعاون مع الوكالات الأممية"، مشيرًا إلى أن الوقود موجود الآن فى غزة للاستخدام فى تحلية المياه وفى المستشفيات.
وأضاف أن 150 شاحنة مساعدات يوميًا تكفى بالكاد لتلبية الاحتياجات الأساسية للبقاء على قيد الحياة فى غزة، معربًا عن الأمل فى زيادة عدد الشاحنات التى تعبر إلى غزة.
وأوضح أنه يأمل أن تكون هناك ما بين أربع إلى خمس ساعات يتوافر خلالها الأمن الذى سيسهل توفير البضائع وانتقال المدنيين، وهو أمر يحتاج الكثير جدًا للقيام به، مضيفًا أن الإدارة الأمريكية تعمل على المستويين المدنى والعسكرى لتلبية الاحتياجات والحد من الضحايا المدنيين بأقل قدر ممكن.
وردًا على أسئلة الصحفيين، قال ساترفيلد: "إننا عملنا خلال الأسابيع الماضية لوضع الآليات الخاصة بتوصيل المساعدات إلى غزة، ونأمل خلال الأيام المقبلة فى إيصال الحد الأدنى من الاحتياجات وتوفير المياه الصالحة للشرب".
وأضاف أنه على إسرائيل إعادة تشغيل محطات المياه فى جنوب ووسط غزة، مضيفًا أنه لا يتحدث فى هذا الشأن عن شمال غزة التى اعتبرها ساحة حرب، مشيرًا إلى أن هناك متطلبات حيوية لتوفير الغذاء والمياه لسكان غزة.
وحول الأفكار المطروحة بشأن الترتيبات القادمة فى غزة فى ضوء تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى هذا الشأن، قال ديفيد ساترفيلد إنه يتحدث باسم الحكومة الأمريكية التى صرحت علنًا بأنها تعتقد أن هناك دورًا حيويًا فلسطينيًا لتقرير مصير الضفة الغربية وغزة، وأن حل الدولتين الذى يشمل غزة والضفة الغربية هو الحل القطعى لتلبية حاجات الفلسطينيين والإسرائيليين، وهذا أمر نحن واضحون تمامًا بشأنه.
وحول ما تردد عن تفاوض عدد من الأطراف مع إسرائيل بشأن نقل مستشفيات عائمة إلى غزة، أكد أن الولايات المتحدة تعمل مع دول ومنظمات دولية للنظر فى كيف يمكن نقل مستشفيات ميدانية فى جنوب غزة.
وحول ما إذا كانت واشنطن تدعم مقترح تواجد قوات عربية فى غزة، قال: "إننا نركز حاليًا على توفير المساعدات الإنسانية والخروج الآمن للأجانب"، مشيرًا إلى أن "كل ما يتعلق بمستقبل غزة وبالذات الجانب الأمنى هو موضوع نقاشات مستقبلية، ونحن نعتقد أنه بنهاية هذا النزاع وهذه الحملة العسكرية أنه لا يجب أن يكون هناك احتلال إسرائيلى لغزة أو وجود حماس فى غزة".
وأضاف أنه يجب القيام بالمزيد فيما يخص توفير المساعدات التي يحتاجها الفلسطينيون للبقاء على قيد الحياة وتوفير الماء والغذاء والأدوية بشكل دائم، ومن هنا فقد بدأنا نشاهد بداية الحياة لتوفير المواد الأساسية.
وتابع: "نعمل على الجانب الإنساني والإغاثي مع شركائنا، ونحن نريد ألا يتوسع هذا النزاع وهو نزاع معقد وليس بالسهل، ولكن الولايات المتحدة ملتزمة قطعًا بالقيام بذلك".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: فلسطين الولايات المتحدة مساعدات حماس حل الدولتين الشرق الأوسط غزة اسرائيل قطاع غزة المبعوث الأمريكي شمال غزة إلى غزة فى غزة
إقرأ أيضاً:
الحوار الأمريكى الإيرانى وسيناريوهات التوصل لاتفاق
د-حامد محمود
خبير العلاقات الإقليمية والدولية
القاهرة (زمان التركية)ــ اختتمت الولايات المتحدة وإيران الجولة الثانية من المحادثات غير المباشرة بشأن البرنامج النووي الإيراني، والتى عقدت فى روما، حيث وصف الجانبان الأجواء بـ”البنّاءة”، على أن تعقد جولة ثالثة في 26 أبريل/نيسان بعمان. وتوسطت سلطنة عمان المحادثات بين المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي أشار للتلفزيون الرسمي إلى أن المفاوضات “تحقق تقدما” مشيرًا إلى التوصل إلى “تفاهم أفضل حول سلسلة من المبادئ والأهداف”.
وتسعى الولايات المتحدة وإيران إلى مواصلة مفاوضاتهما بشأن البرنامج النووي لطهران. لكن الجولة الثانية من المحادثات، التي أُجريت في روما، انتهت دون تحقيق أي تقدم ملموس، حيث تبادل البلدان، اللذان يتنازعان منذ عقود، التهديدات والاتهامات بشكل مستمر. ومن المقرر عقد الاجتماع المقبل يوم السبت القادم في سلطنة عمان، التي تلعب دور الوسيط بين الوفدين.
وقد قاد الجولة الثانية من المحادثات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، واستمرت أربع ساعات فقط. وقد جرت على أرض محايدة في السفارة العمانية في روما. وأوضح عراقجي لاحقاً أن “المفاوضات تسير بشكل جيد”، دون الخوض في تفاصيل إضافية، بينما لم يصدر أي تعليق رسمي من الجانب الأمريكي في البداية.
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هدد من قبل بعواقب عسكرية، في حال فشلت المحادثات، مؤكدًا على أن النزاع حول البرنامج النووي الإيراني طال أمده في السياسة الدولية. ففي حين تتهم الدول الغربية إيران بالسعي لامتلاك أسلحة نووية، تنفي طهران هذه الاتهامات. ويُشار إلى أن إسرائيل تبقى الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك سلاحاً نووياً.
و توصلت إيران في عام 2015 إلى اتفاق نووي مع مجموعة من ست دول (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا، وألمانيا)، يقضي بتخفيف العقوبات مقابل تنازلات نووية. إلا أن الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق خلال ولاية ترامب الأولى، ما أدى إلى توقف إيران عن الالتزام ببنود الاتفاق، بينما يسعى ترامب حاليًا لإبرام اتفاق جديد.
نقاط الخلافإيران، من جانبها، ترفض “الاستسلام”، إذ صرح المبعوث الأمريكي ويتكوف بأن الاتفاق ممكن فقط إذا أوقفت طهران تخصيب اليورانيوم بالكامل. ولكن مستشار المرشد الأعلى الإيراني، علي شمخاني، كتب عبر “بلاتفورم إكس”: “نريد اتفاقاً متوازناً، وليس استسلاماً”، مطالبًا برفع العقوبات ووقف التهديدات الأمريكية والإسرائيلية.
كما تتضمن نقاط الخلاف الأخرى برنامج الصواريخ الإيراني، ودعم طهران لجماعات مسلحة ضد إسرائيل، التي تعتبر عدوها الإقليمي الأكبر. وقبل الجولة الثالثة المقررة السبت، ستُعقد محادثات فنية على مستوى الخبراء الأربعاء.
أوضحت وزارة الخارجية العمانية أن الهدف من الوساطة هو التوصل إلى “اتفاق عادل ودائم وملزم”، يضمن خلو إيران من الأسلحة النووية، ويرفع عنها العقوبات، مع الحفاظ على حقها في تطوير الطاقة النووية السلمية، مؤكدة أن هذا الاتفاق يخدم مصالح المنطقة والعالم على حد سواء.
قراءة مستقبلية للنزاع النووي بين إيران والولايات المتحدةفي ظل استمرار التوترات النووية بين إيران والولايات المتحدة، تظل المحادثات التي بدأت بين الجانبين محل تساؤلات حول قدرتها على إحداث تقدم حقيقي نحو حل الأزمة. ورغم أن الجولة الثانية من المفاوضات التي أجريت في روما انتهت بعد أربع ساعات فقط دون تحقيق نتائج ملموسة، فإن هناك فرصًا لمواصلة الحوار في الأيام القادمة، خاصة مع الجولة المرتقبة في سلطنة عمان. لكن الأسئلة تبقى حول مدى قدرة الوساطة العمانية على تحقيق تقدم جدي، خاصة في ظل التهديدات والاتهامات المستمرة بين طهران وواشنطن.
من المتوقع أن تستمر المحادثات لفترة أطول، إلا أن استمرار عدم التوصل إلى اتفاقيات حاسمة قد يفاقم الوضع بشكل أكبر. تشكل إيران على الرغم من التحديات التي تواجهها، عقبة كبيرة أمام أي تسوية، فهي كما يبدو ترفض بشكل قاطع الامتثال للمطالب الأمريكية، مثل وقف تخصيب اليورانيوم، التي تعتبرها طهران شروطًا مجحفة تهدد سيادتها. وبالمقابل ، تُصر الولايات المتحدة على ضرورة تحقيق تقدم ملموس في هذا المجال، وهو ما يضع محادثات الطرفين في دائرة مفرغة.
كما أن الضغوط الداخلية والخارجية على كلا الجانبين تؤثر بشكل كبير على نتائج المفاوضات. فتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة، التي هدد فيها بعواقب عسكرية في حال فشل المحادثات، تشير إلى أن النزاع قد يتطور إلى مرحلة أكثر تعقيدًا. هذا من جهة، ومن جهة أخرى تبقى إسرائيل على رأس المخاوف الغربية من طموحات إيران النووية، مما يجعلها طرفًا محوريًا في أي تطور محتمل في هذا الصراع.
من جانب آخر، تواصل إيران التأكيد على حقها في امتلاك الطاقة النووية لأغراض سلمية، وهو ما تراه بعض الدول كحق مشروع. لكن النقاط الخلافية الأخرى، مثل دعم إيران لجماعات مسلحة ضد إسرائيل وبرنامج الصواريخ الإيراني، تظل قضايا عالقة تهدد بإعاقة أي تسوية شاملة.
Tags: البرنامج النووي الإيرانيالحوار الأمريكى الإيرانىدونالد ترامبعباس عراقجي